;

أمراض القلب النفسية

ما هو ألم القلب النفسي و أنواع أمراض القلب النفسية و ما تأثير الخوف والحزن على القلب وما هو خفقان القلب النفسي؟ مع العلاج.

  • تاريخ النشر: الإثنين، 02 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 24 مايو 2023
أمراض القلب النفسية

ربما تعرف الكثير أو القليل حول أمراض القلب العضوية مثل؛ فشل القلب وأمراض القلب التاجية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.. الخ، لكن إلى أي مدى تعرف عن أمراض وآلام القلب النفسية؟ في هذا المقال سنحاول الإحاطة بمختلف أنواع أمراض القلب النفسية وكيفية علاجها.

ما هو ألم القلب النفسي

الصحة العقلية (بالإنجليزية: Mental health) هي جزء مهم من الصحة العامة وتشير إلى الرفاهية العاطفية والنفسية والاجتماعية للشخص، وتتضمن الصحة العقلية كيف نفكر ونشعر ونتصرف ونتخذ قراراتنا أيضاً؛ وبالتالي يمكن أن تتداخل اضطرابات الصحة العقلية قصيرة أو طويلة الأمد؛ مع مزاج الشخص وسلوكه وتفكيره وقدرته على التواصل مع الآخرين، ويوجد تأثير للصدمات وللاكتئاب والقلق والتوتر على الجسم، بما في ذلك الضغط على القلب وألم القلب النفسي. [1] 

ونحن جميعاً.. عادة ما نستخدم مصطلح "وجع القلب" عندما نشعر بألم الصدر، خاصة عندما نعاني من مزيج التوتر العاطفي والأحاسيس الناتجة عن التوتر في صدرنا، والتي تتلخص في ضيق العضلات، وزيادة معدل ضربات القلب، ونشاط المعدة غير الطبيعي، وضيق التنفس.

ويشمل الألم العاطفي النفسي ويتركز في نفس مناطق الدماغ كما هي الحال في حالات الألم الجسدي العضوية المختلفة؛ مما يشير إلى أن الاثنين مرتبطان بشكل وثيق... بحيث تستمر الدراسات حتى اليوم بكشف الحقيقة المعقدة لألم القلب النفسي أو وجع القلب.[2] 

ما هي أنواع أمراض القلب النفسية

تظهر الأبحاث إمكانية وجود روابط فسيولوجية بين صحة القلب والرفاهية النفسية للشخص، فيمكن أن تؤثر العوامل البيولوجية والكيميائية لمشاكل الصحة النفسية على أمراض القلب، حيث يمكن أن يزيد الإجهاد الهرمونات مثل هرمون الأدرينالين والكورتيزول، ويمكن أن يؤثر على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويعد الاكتئاب عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب التاجية إلى جانب عادة التدخين وارتفاع الكوليسترول الضار في الدم وارتفاع ضغط الدم.

كما لا يُعرف الكثير عن ارتباط القلق وأمراض القلب، لكن الأطباء يعلمون أن العديد من الأشخاص المصابين بالقلق يعانون من الاكتئاب في الأساس، هذا ويمكن أن يؤثر الاكتئاب على مدى تعافي الأشخاص المصابين بأمراض القلب ويزيد من خطر تعرضهم لمزيد من مشاكل القلب. [3]

بالنتيجة هناك علاقة ارتباط بين صحة القلب والصحة النفسية، ويمكن أن نختصرها في النقاط التالية:[4] 

  1. الاكتئاب هو عامل خطر قائم بذاته؛ كمسبب لأمراض القلب.
  2. يرتبط الاكتئاب بعوامل الخطر الأخرى المعروفة للإصابة بأمراض القلب (مثل نمط الحياة غير الصحي).
  3. الاكتئاب شائع بين المصابين بأمراض القلب، ويؤثر على الشفاء ويزيد من خطر حدوث المزيد من النوبات القلبية.
  4. إن القلق قد يكون عامل خطر للإصابة بأمراض القلب أيضاً، وهذا بسبب الارتباط بين القلق وأنماط الحياة غير الصحية.

ما تأثير الخوف على القلب

يمكن للخوف أن يُحدث نوبة ألم في الصدر قد تسبب لك الذعر المضاعف من إمكانية الإصابة بهجمة أو نوبة قلبية! حيث يمكن أن تؤدي نوبة الهلع أو القلق الناجمة عن بعض الأحداث إلى الشعور بألم في الصدر، ولأن الخوف عشوائي.. فإنه يحضّر الجسم للرد على الخطر، وبعض الهرمونات التي يفرزها الجسم كرد فعل للخوف هي الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول:[5] 

علامات تأثير الخوف على القلب

  1. يزيد معدل ضربات القلب لتوفير تدفق دم كافٍ إلى العضلات من أجل استجابة الهرب.
  2. عندما ينبض القلب بسرعة كبيرة، يمكن أن يسبب إحساس ثقل أو ضيق في الصدر.
  3. يبدو الأمر وكأنه ألم في الصدر، وهي علامة تحذير مدروسة لنوبة قلبية.
  4. قد يكون تسارع ضربات القلب أو "الوعي بضربات القلب" من أعراض القلق.
  5. يمكن أن تتصاعد الحلقة المفرغة للقلق والخوف من حدث ما بسهولة، كما في حالة نوبة الهلع.
  6. هذا يسبب صعوبة في التنفس.
  7. قد يؤدي التغيير في كمية ثاني أكسيد الكربون الناتج عن فرط التنفس؛ إلى الدوار وصعوبة التمييز بين أعراض القلق الشديد وأمراض القلب الخطيرة.
  8. إذا كانت لديك أي أعراض غير طبيعية في حالات الخوف؛ من الأفضل أن تقوم بالفحص الطبي للتأكد.[5]

معلومات حول تأثير الخوف على القلب

  1. نوبات الهلع والخوف تصيب الناس من جميع الأعمار، فهي لا تخص كبار السن فقط.
  2. من النادر للغاية حدوث النوبات القلبية لدى الشباب الذين لا يعانون من اضطرابات قلبية سابقة التشخيص.
  3. لا يمكن أن يتسبب الخوف أو الخوف الشديد في حدوث قصور في القلب، إلا إذا كان الشخص يعاني بالفعل.. من حالة خطيرة في القلب.[5]

ملاحظة: على الرغم من كل هذا فقد توفي أشخاص في مواقف مخيفة للغاية.. ومع ذلك فإن الدراسات المختبرية التي تظهر تغيرات في نظام القلب والأوعية الدموية بعد الإجهاد النفسي لا يمكن أن تثبت وجود صلة سببية بين الخوف والموت بسبب الخوف أو الهلع.[5]

ما هو تأثير الحزن على القلب

كما ذكرنا أعلاه فإن الاكتئاب والحزن الشديد من أشد العوامل خطورة على صحة القلب، كما أن الاكتئاب والحزن الشديد عامل خطورة لدى النساء بشكل خاص، ووفقاً لجمعية الطب النفسي الأمريكية، فقد تضاعف خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد لدى النساء مقارنة بالرجال.

فليس من المستغرب أن تقتل أمراض القلب النساء أكثر من أي مرض آخر! ومن المهم أن نعيد ونكرر أن الاكتئاب بعد النوبة القلبية، يمكن أن يجعل الشفاء أكثر صعوبة وخطر الموت أكبر، حيث:[6]

  1. يزيد الاكتئاب (القلب الحزين) من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
  2. يعيق الحزن والكآبة؛ الشفاء بعد النوبة القلبية.
  3. يزيد الاكتئاب من مخاطر تكرار الإصابة بأمراض القلب.

خفقان القلب النفسي

بصرف النظر عن ارتباط خفقان القلب بما يُسمى "اليقظة الروحية"؛ إلا أن الأسباب النفسية لخفقان القلب تبرز في حالات القلق والإجهاد.

فالقلق هو استجابة طبيعية للتوتر، وآلية تكيّف يستخدمها الجسم للبقاء في حالة تأهب أثناء الظروف الصعبة، فعلى سبيل المثال، يسبب اضطراب القلق أو الرهاب الاجتماعي المزيد من الاستجابات النفسية، مثل القلق الشديد والأفكار غير المنطقية.

كذلك يسبب اضطراب الهلع (خفقان القلق) المزيد من الأعراض الجسدية، مثل خفقان القلب، بالإضافة إلى الصداع، والإعياء، والتعرق، واضطراب وظائف المعدة أيضاً.[7] 

ويمكن أن يكون خفقان القلب من أعراض القلق وليس سبباً رئيسياً لمرض قلبي، بشرط أن تعرف بالسبب، بحيث يتوقف الخفقان عندما ينحسر القلق ومسبباته، ويشخص الأطباء خفقان القلب تحت خمس فئات من الأسباب:[7]

  1. عدم انتظام ضربات القلب، مثل بطء القلب.
  2. أسباب نفسية، مرتبطة باضطرابات القلق ونوبات الهلع.
  3. خفقان القلب بسبب بعض الأدوية.
  4. أسباب عدم انتظام ضربات القلب، مثل أمراض الصمامات.
  5. أسباب غير متعلقة بأمراض القلب، ومنها الأسباب النفسية كالقلق.            

علاج أمراض القلب النفسية

ستكون أنت أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية إذا كنت تعاني من حالة صحية نفسية، لكن الخبر السار هو أن هناك العديد من التغييرات الصحية، التي يمكنك اتباعها؛ للمساعدة في تقليل المخاطر وتحسين صحتك العامة وعافيتك ومنها:[8]  [9]

  1. الإقلاع عن التدخين.
  2. الحفاظ على وزن صحي.
  3. كن نشيطاً بدنياً، ومارس الرياضة بانتظام.
  4. اتبع نظام غذائي صحي متوازن ومتنوع.
  5. معالجة وإدارة ارتفاع ضغط الدم إذا كنت تعاني من المشكلة.
  6. معالجة وإدارة مرض السكري إذا كنت مصاباً.
  7. علاج وإدارة ارتفاع الكوليسترول الضار إذا عانيت منه.
  8. اقطع تناول الكحول بشكل نهائي.
  9. قلل من توترك... وافعل الأشياء التي تجدها مريحة، مثل الاستماع إلى الموسيقى، أو المشي في الطبيعة أو التأمل.
  10. اطلب الدعم الاجتماعي، بحيث يمكن أن تساعدك مشاركة مشاعرك ومخاوفك مع أشخاص تثق بهم في الشعور بالتحسن.

قد يكون للعلاجات النفسية والأدوية المضادة للاكتئاب تأثير صغير ولكنه إيجابي على نتائج الاكتئاب والتدخلات النفسية لدى مرضى القلب مثل مرضى الشريان التاجي، وعلى كل حال، يبدو أن العلاج لأمراض القلب النفسية يبدأ منذ لحظة إدراك المريض أهمية دوره في اتباع العلاج الطبي بحذافيره، وتغير نمط حياته، وتخفيف التوتر ووجع القلب قدر الإمكان، بحيث تزداد أسبابه في أيامنا هذه للأسف.