;

علاقة الجهد الجسمي والنفسي بآلام الرقبة والأكتاف

  • تاريخ النشر: السبت، 27 فبراير 2021 آخر تحديث: الأحد، 28 فبراير 2021
علاقة الجهد الجسمي والنفسي بآلام الرقبة والأكتاف

إن الإجهاد يمكن أن يسبب ألمًا حقيقيًا في الرقبة والكتفين، ويعاني حاليًا 1 من كل 10 أشخاص من آلام في الرقبة أو الكتف، فقد ذكرت جمعية علم النفس الأمريكية أن 25٪ من الأمريكيين يعانون من مستويات عالية من التوتر بينما يقول 50٪ آخرون إنهم يعانون من مستويات إجهاد مزمنة معتدلة. وعند الجمع بين الضغط النفسي والجسدي تظهر آلام الرقبة والكتف، فإن التعب الجسدي والنفسي مثل الاكتئاب لهما آثار سلبية على عضلات وأعصاب الرقبة والأكتاف، لذلك من المهم جداً أن نعرف كيف يساهم التوتر في هذه الآلام، وما هي أهم الطرق للسيطرة عليه.

كيف تحدث الاستجابة للتوتر والضغط النفسي

الاستجابة للضغط عبارة عن مزيج من المكونات الجسدية والعاطفية التي تهيئ جسدك للجري أو القتال عند مواجهة الخوف الخطر، فعندما يتم تحفيز الدماغ تفرز الغدد الصماء في الجسم هرموني الكورتيزول cortisol والأدرينالين adrenaline والهرمونات الأخرى التي تهيئ جسمك لمواجهة الخوف والخطر، وتشمل التغييرات الجسدية (ارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وسرعة التنفس وتوتر العضلات) وعندما يحدث هذا مرارا وتكرارا، فإنها يمكن أن تسبب آلاماً في الأعصاب وغضب، (جهاز الغدد الصماء ‏ عبارة عن جهاز متكامل من الغدد، فكل منها تفرز أنواع مختلفة من الهرمونات التي تنتقل عبر الدم. يختلف جهاز الغدد الصم عن الغدد خارجية الإفراز التي بدورها تفرز موادها الكيميائية عبر قنوات، إن جهاز الغدد الصماء يشابه الجهاز العصبي بانه ينقل المعلومات، مع انهما يختلفان بآلية العمل).

ويحدث رد الفعل هذا على دفعات صغيرة طوال اليوم وكل يوم ويعمل بشكل جيد لحمايتنا من الأذى. ولكن تبدأ المشاكل في الحدوث عندما تواجه ضغوطًا مزمنة، فقد يكون لديك ضغطًا جسديًا مزمنًا سببه الوقوف أو القيام بحركات متكررة في وظيفتك، أو قد يكون ضغطًا عاطفيًا مزمنًا مثل التعامل مع شخصية صعبة أو مشاكل مالية. إذن كيف تشق هذه الاستجابة الطبيعية لتحديات الحياة اليومية طريقها إلى رقبتك وكتفيك؟

كيف يزيد الإجهاد من آلام الرقبة والكتف

إن الإجهاد ليس سببًا دائمًا لآلام الرقبة والكتف، ولكنه بالتأكيد يمكن أن يجعل حتى أصغر الآلام الموجودة أسوأ بكثير، وإليك كيف يؤثر الإجهاد على رقبتك وكتفيك

  • يوسع الأوعية الدموية في أنسجة العضلات الكبيرة للسماح بإيصال الأكسجين بشكل أسرع
  • يتسبب في شد عضلات الرقبة والفك والكتفين وتمددها
  • يزيد الشد في العضلات المنحرفة التي تمر عبر الجزء العلوي من الظهر
  • يقيد حركة الرقبة والكتف
  • يزيد من إدراكك للألم ويجعل الألم الموجود أسوأ

وعندما تواجه ضغطًا نفسيًا أو جسديًا مرارًا وتكرارًا، يكون جسمك مستعدًا باستمرار للمعركة ولكن لا يُسمح له مطلقًا بالتخلص من هذا التوتر، ويؤدي هذا في النهاية إلى توتر عضلاتك وأعصابك مما يتسبب في ألم يصعب إدارته لأنه من الصعب تحديد أو إزالة مسببات التوتر لديك.

وتشير الدراسات إلى أن المستويات العالية من الإجهاد العاطفي أو النفسي يمكن أن تسهم في الألم الجسدي المزمن، في معظم الأحيان في الرقبة والكتفين، وتم ربط هذا النوع من الألم المزمن فيما بعد بالتهيج والتعب وحتى الاكتئاب.

يتم مواجهة الإجهاد يوميًا في الحياة، سواء كان ذلك ذا طبيعة شخصية أو مهنية. فالجسم مجهز للتعامل مع الضغط على دفعات صغيرة، ولكن عندما تكون هناك قضايا مستمرة ترهقنا عقليًا، تبدأ أجسادنا في التصرف، فيحدث الشد والتوتر في العضلات وقد تبدأ المفاصل في الشعور بالألم.

كيفية معالجة آلام الرقبة والكتف

من أفضل الطرق للتعامل مع آلام الرقبة والكتف التي يسببها الإجهاد هي التمدد والاسترخاء بشكل متكرر على مدار اليوم. وإليك بعض العادات الجيدة التي يجب أن تدمجها في روتينك اليومي.

1- شد الرقبة: يمكن القيام بهذا التمدد السريع للرقبة أثناء الوقوف أو الجلوس، اخفض ذقنك إلى صدرك لمدة 15 ثانية ودع وزن رأسك يمتد أعلى ظهرك، وأسقط رأسك إلى الجانب الأيمن لمدة 15 ثانية وإلى الجانب الأيسر لمدة 15 ثانية، حاول القيام بذلك كل ساعة طوال اليوم.

2- الاسترخاء التدريجي: باستخدام هذه التقنية تركز عقليًا على العضلات الفردية لشدها وإرخائها، على سبيل المثال، ضع مرفقيك على مكتبك واضغط على وجهك في يديك، هذا سيجعل رقبتك متوترة، ثم حرر التوتر وركز على عضلات رقبتك وشعورها بالاسترخاء ببطء، استمر في تخيل استرخاء العضلات بعمق، ثم جرب هذا التركيز (التوتر – الاسترخاء) مع مناطق العضلات الأخرى حتى تعمل في جميع الأماكن التي تشعر فيها بالألم.

3- التأمل: إن تهدئة العقل والتأمل يساعد على استرخاء عضلات الرقبة والكتفين وتخفيف الألم، لذا حاول أن تجلس بهدوء مع إغلاق عينيك لمدة 5-10 دقائق واستمع إلى التأمل الموجه أو اترك عقلك ثابتًا بدون أن تفكر بأي شيء، قد يستغرق الأمر بعض الممارسة لكن التأمل من 10 إلى 20 دقيقة يوميًا يقلل من التوتر المزمن ويساعدك على الاسترخاء أثناء المواقف العصيبة.

4- حرك جسمك: قد يبدو هذا عكس الاسترخاء، ولكن التمارين الهوائية مثل القفز أو دوائر الذراع ستحرك عضلات رقبتك وكتفيك لزيادة تدفق الدم وتمديد العضلات والتخلص من السموم.

ولكن إذا استمر الألم الناتج عن الإجهاد لأكثر من بضعة أسابيع، فتحدث إلى طبيبك حول خيارات العلاج، ففي بعض الأحيان يمكن السيطرة على آثار التوتر الشديد من خلال الأدوية أو الاستشارة النفسية أو العلاج الطبيعي

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!