;

سرطان اللثة: أعراضه وأسبابه وطرق الوقاية والعلاج

الدليل الشامل حول سرطان اللثة وأسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه وعلاجه

  • تاريخ النشر: الخميس، 14 أبريل 2022 آخر تحديث: الإثنين، 15 أبريل 2024
سرطان اللثة: أعراضه وأسبابه وطرق الوقاية والعلاج

لطالما كانت عادة التدخين سبباً رئيسياً للإصابة بالعديد من الأورام السرطانية، وذلك لما تحويه  مادة التبغ من مواد مسرطنة، السطور القادمة تتناول مرض سرطان اللثة، فما هي أعراض هذا المرض وأسبابه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟

ما المقصود بمرض سرطان اللثة

سرطان اللثة (بالإنجليزية: Gum cancer) هو أحد أنواع الأورام السرطانية التي تُصيب منطقة الرأس والعنق، حيث تبدأ خلايا اللثة العلوية أو السفلية في النمو والانقسام بسرعةٍ كبيرة خارجةً بذلك عن السيطرة، ومن ثمّ تتكون تقرحات وكتل على اللثة لا تستجيب للتداوي بالعلاج التقليدي، وعادةً ما يكون طبيب الأسنان هو الملاحظ الأول لتلك التغيرات الحادثة للثة.[1]

أثبتت الدراسات العلمية أن الأورام السرطانية بالفم والبلعوم تُصيب ما يقرب من 50000 حالةً جديدة سنوياً في الولايات المتحدة فقط، وتؤكد الدراسات أيضاً أن ثلثي هذا العدد هو من الرجال، فسرطانات الفم تُمثل ثامن أنواع الأمراض السرطانية التي تُصيب الرجال، كما أن الفئة العمرية الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة هم من فوق 50 عاماً.[2]

أعراض سرطان اللثة 

يظن بعض المرضى للوهلة الأولى أن ما يُعانونه من أعراض هو بسبب إصابتهم بالتهاب اللثة المتعارف عليه (بالإنجليزية: Gingivitis)، ولكن بعد زيارة طبيب الأسنان يتضح أن الأعراض تخص سرطان اللثة، لذلك فقد يتأخر الكثير من المرضى في تشخيص المرض، مما ينتج عنه مزيداً من الانتشار للورم السرطاني، وتشمل أعراض سرطان اللثة:[3]

  • ظهور التقرحات التي يصعب شفاؤها، والتي تستمر فترة طويلة دون أي قابلية للتداوي بالعقاقير المتعارف عليها في حالة التهاب اللثة العادي. 
  • وجود كتل وتضخمات غير طبيعية باللثة، والتي تبقى مستمرة.
  • حدوث نزيف في اللثة غير مبرر.
  • الشعور بتنميل وخدر.
  • حدوث ألم أو صعوبة أثناء البلع.
  • فقدان الأسنان دون وجود سبب لذلك.
  • صعوبة تحريك الفك.
  • ظهور بقع حمراء أو بيضاء على اللثة.
  • حدوث تغيرات أو بحة في الصوت.
  • صعوبة في الكلام أو تحريك اللسان.
  • فقدان الوزن المفاجئ وبدون وجود سبب.

متى يجب زيارة الطبيب

تتشابه أعراض سرطان اللثة بدرجةٍ ما مع أعراض التهاب اللثة العادي، ولكن إذا استمرت الأعراض لأكثر من 3 أسابيع دون استجابة للعلاج فيجب عليك اللجوء إلى استشارة الطبيب، ولتكون البداية بطبيب الأسنان، وننوه أن ممارسة عادة التدخين أو تناول المشروبات الكحولية هي من عوامل الخطر التي يستوجب معها المسارعة لزيارة الطبيب في حالة ظهور أي من الأعراض السابقة.[3]

ما هي أهم أسباب الإصابة بسرطان اللثة

يبدأ سرطان اللثة في الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cells) المبطنة للفم، حيث يتغير (DNA) الخلايا السليمة وتستمر في الانقسام والنمو دون توقف، متحولةً بذلك إلى خلايا سرطانية، ومع تأخر التشخيص والعلاج تنتشر تلك الأورام السرطانية في أجزاء الفم الأخرى، ثم إلى باقي أعضاء الجسم.[4]

عوامل الخطر

تزيد فرصة الإصابة بسرطان اللثة لدى الأشخاص الذين يملكون عاملاً واحداً أو أكثر من عوامل الخطر التالية:[3][4]

  • التدخين، يعد التدخين من أخطر العوامل المسببة لسرطان اللثة، حيث تزيد نسبة الإصابة لدى المدخنين بمقدار 6 أضعاف غير المدخنين، والتدخين سواءً السجائر، أو السيجار، أو البايب كلها تؤدي إلى نفس نسبة الخطر.
  • مضغ التبغ، تزيد فرصة الإصابة بالمرض بمقدار 50 مرة.
  • الإسراف في تناول المشروبات الكحولية، تزيد فرصة الإصابة إلى 6 أضعاف، كما أن الجمع بين التدخين وتناول الكحوليات يضاعف معدل الخطر.
  • أن يكون أحد أفراد العائلة قد أصيب بأحد أنواع سرطان الفم.
  • الإصابة بالفيروس البشري الحليمي (بالإنجليزية: Human papillomavirus) ويُطلق عليه اختصاراً (HPV)، وهو فيروس يُصيب الكثيرين بسبب الممارسات الجنسية، وقد لا يعلم الشخص بأنه مصاب به، وهو لا يُشكل خطورة في غالب الأمر، إلا أنه يزيد من فرصة الإصابة بسرطانات الفم.
  • التقدم في العمر، حيث تكون الفئة العمرية المعرضة للإصابة بدرجةٍ كبيرة هم من تجاوزوا سن 55 عاماً.
  • جنس الذكور، ينتشر سرطان اللثة بين الرجال ضعف انتشاره بين النساء، ويرجع السبب في ذلك أن الرجال يقبلون على التدخين وتناول الكحول أكثر من النساء.
  • إهمال تناول الفاكهة والخضروات، فقد أثبتت الدراسات العلمية أنهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان اللثة.

الطرق المختلفة لتشخيص سرطان اللثة

في حالة استمرار الأعراض لديك لأكثر من 3 أسابيع، فيجب أن تُسرع بزيارة الطبيب، وخصوصاً إذا كنت ممن يملكون أحد عوامل الخطر السابق ذكرها، يُشخص الطبيب الحالة عن طريق الاستعانة بالوسائل التالية:[5]

  • الفحص الجسدي للمريض، والبحث عن أعراض المرض في مناطق الفم المختلفة.
  • أخذ خزعة من نسيج اللثة (بالإنجليزية: Tissue biopsy) عن طريق فرش اللثة بفرشاة معينة، لتنزل الخلايا على شريحة لفحصها تحت الميكروسكوب، بحثاً عن الخلايا السرطانية، وهذا الإجراء غير مؤلم على الإطلاق.
  •  إجراء تصوير بالأشعة السينية (X- ray)، بهدف التحقق من انتشار الورم السرطاني في الفك، أو الصدر، أو الرئتين.
  • عمل أشعة مقطعية (CT) لاكتشاف أي أورام في الفم، أو الرقبة، أو الحلق، أو أي مكان آخر بالجسم.
  • عمل أشعة (PET) للتحقق من انتشار الورم إلى الغدد الليمفاوية، أو أي أعضاء أخرى.
  • إجراء أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) للحصول على صور أكثر وضوحاً للرأس والرقبة، كما أن هذا النوع من الأشعة يُساعد على تحديد مرحلة الورم ودرجته.
  • استخدام التنظير الضوئي (بالإنجليزية: Endoscopy)، لمزيد من التحقق حول انتشار المرض في الممرات الأنفية، والجيوب الأنفية، أو القصبة الهوائية.

ما هي مراحل سرطان اللثة 

يُوجد 4 مراحل يمكن تحديدها لسرطان اللثة، نوضحها كالآتي:[5]

المرحلة 1

يكون فيها حجم الورم 2 سم أو أقل،  ولا يُصاحب تلك المرحلة انتشار الورم السرطاني في الغدد الليمفاوية.[5]

المرحلة 2

يزداد حجم الورم قليلاً ليصل ما بين 2-4 سم، ولكن دون حدوث انتشار للورم السرطاني في الغدد الليمفاوية.[5]

المرحلة 3

تظهر هذه المرحلة على إحدى صورتين، الأولى أن يكون حجم الورم السرطاني يزيد عن 4 سم ولم ينتشر بعد في الغدد الليمفاوية، والصورة الثانية لهذه المرحلة أن يكون الورم بأي حجمٍ كان، ولكنه قد انتشر بالفعل في غدة ليمفاوية واحدة، دون أن ينتشر في باقي أجزاء الجسم.[5]

المرحلة 4

يظهر الورم السرطاني في أي حجم، ولكن يتحقق انتشاره في الأنسجة القريبة، أو الغدد الليمفاوية، أو أجزاء أخرى من الجسم.[5]

كما أثبت المعهد الوطني للسرطان (بالإنجليزية: National Cancer Institute) أن معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد الإصابة بسرطان اللثة هي كالآتي:[5]

  • 83% للورم السرطاني الذي يبقى في موضعه.
  • 64% للورم السرطاني الذي ينتشر في الغدد الليمفاوية القريبة.
  • 38% للورم السرطاني الذي ينتشر في أماكن أخرى من الجسم.

كيف يمكن علاج سرطان اللثة

يتوقف اختيار الوسيلة المناسبة لعلاج سرطان اللثة على المرحلة التي يكون فيها الورم السرطاني، كما أن الحالة الصحية للمريض هي من العوامل المؤثرة على اختيار الطبيب المعالج، ويجدر الإشارة هنا أن الطبيب قد يلجأ إلى استخدام نوع واحد من العلاج، أو أنه قد يجمع بين أكثر من نوع في علاج الحالة الواحدة، ونذكر من طرق العلاج المتاحة الآتي:[6]

الجراحة

يستأصل الجراح الورم السرطاني في اللثة وجزء من الأنسجة السليمة من حوله، وقد يضطر الجراح أيضاً إلى إزالة الغدد الليمفاوية في العنق وجزء من أنسجة العنق في حال وصول الورم السرطاني إليها، فيما يُعرف بتشريح العنق (بالإنجليزية: Nick decision)، ويفيد هذا الإجراء في تحديد إذا كانت الحالة تستدعي نوعاً آخر من العلاج بعد الجراحة أم لا.[6]

العلاج الإشعاعي

ترتكز فكرة العلاج الإشعاعي على استخدام أشعة ذات طاقة عالية (أشعة سينية أو بروتونات) لقتل الخلايا السرطانية، وذلك من خلال جهاز يتحرك حول الجسم، ليتم تركيز الأشعة على نقاط معينة وهذا هو التركيز الخارجي للأشعة، وقد يكون تركيز الأشعة داخلياً باستخدام معدات خاصة لتكون الأشعة قريبة جداً من مكان الورم.

يُستخدم العلاج الإشعاعي عادةً بعد العلاج الجراحي، ولكن يمكن استخدامه منفرداً في حالة كان الورم السرطاني في مرحلته الأولى، كما يمكن الجمع بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي للحصول على نتائج أفضل، ويتميز العلاج الإشعاعي بأنه يخفف من حدة أعراض مرض سرطان اللثة ويقضى على الشعور بالألم.[6]

العلاج الكيميائي

يهدف العلاج الكيميائي إلى قتل الخلايا السرطانية، قد يصف الطبيب عقاراً كيميائياً واحداً، وقد يجمع بين أكثر من عقار كيميائي تبعاً لنوع الحالة وشدتها، كما يمكن الجمع بين العلاج الكيميائي والإشعاعي، وللعلاج الكيميائي آثاراً جانبية سيئة، مثل الغثيان، والقيء، وسقوط الشعر.[6]

العلاج الموجه

يختص العلاج الموجه بتغيير السمات الحياتية داخل الخلية السرطانية، مما يعيق نموها، ويمكن الجمع بين أكثر من نوع من تلك العقاقير، كما يمكن استخدامها بمصاحبة العلاج الكيميائي أيضاً.[6]

العلاج المناعي

الهدف من استخدام العلاج المناعي هو تعزيز مناعة الجسم لمهاجمة الورم السرطاني، حيث تكون عملية الدفاع المناعي في الجسم معطلة بسبب إنتاج الخلايا السرطانية لبروتينات معينة تشوش عمل أجهزة الدفاع المناعي بالجسم، ودور العلاج المناعي هنا يتلخص في تعطيل إصدار تلك البروتينات.[6]

الوقاية من مرض سرطان اللثة

تتلخص طرق الوقاية في اكتساب عادات حياتية وغذائية تتسم بالصحة والسلامة، من وسائل الوقاية وتقليل خطر الإصابة بسرطان اللثة نذكر الإرشادات التالية:[7]

  • تجنب تماماً جميع وسائل التعامل مع التبغ، سواءً التدخين أو المضغ.
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية.
  • الحفاظ على صحة ونظافة الفم والأسنان.
  • الزيارة الدورية لطبيب الأسنان.
  • تناول وجبات غذائية متوازنة.
  • الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات.
  • الوعي الكامل بأعراض مرض سرطان اللثة، خصوصاً إذا كنت ممن يملكون عاملاً او أكثر من عوامل الخطر.

في النهاية نلفت الانتباه أن مرض سرطان اللثة هو مرض قابل للشفاء طالما تم اكتشافه مبكراً، لذلك كن حريصاً على ملاحظة أية تغييرات تجد على منطقة اللثة، وتستمر لأكثر من 3 أسابيع، واعلم أن التشخيص المبكر هو حجر الأساس في نجاح العلاج .

  1. "مقال سرطان اللثة" ، المنشور على موقع mskcc.org
  2. "مقال سرطان الفم: المخاطر والأعراض والوقاية" ، المنشور على موقع webmd.com
  3. أ ب ت "مقال Symptoms -Mouth cancer Contents" ، المنشور على موقع .nhs.uk
  4. أ ب "مقال سرطان الفم" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  5. أ ب ت ث ج ح خ "مقال سرطانات الفم" ، المنشور على موقع healthline.com
  6. أ ب ت ث ج ح "مقال سرطان الفم" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  7. "مقال سرطان الفم: الوقاية والكشف المبكر والعلاج" ، المنشور على موقع ncbi.nlm.nih.gov
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!