;

ما هو إدمان العمل أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه

إدمان العمل هو أحد أنواع الإدمان التي تؤدي إلى نتائج سلبية على الصحة وقد ينتج بسبب رغبتك في الهروب من مشكلاتك الخاصة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 19 ديسمبر 2022
ما هو إدمان العمل أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه

الجميع يسعى لتحقيق النجاح والتقدم الوظيفي في أعمالهم، لكن قد يؤدي هذا العمل إلى حالة من الإدمان السلوكي مما يتسبب في حاجة قهرية للعمل تؤثر سلبًا على حياتنا، لنتعرف في هذا المقال على ما هو إدمان العمل أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه.

ما هو إدمان العمل

إدمان العمل هو حالة صحية عقلية تتميز بالإفراط في العمل والتي يمكن أن تؤدي إلى عواقب سلبية، ويتميز إدمان العمل بعدم القدرة على إيقاف السلوك وهو العمل مثل أي إدمان آخر، وغالبًا ما ينتج عن الحاجة القهرية لتحقيق المكانة، والنجاح، أو للهروب من مشكلات عاطفية ومالية وغيرها، وغالبًا ما يكون إدمان العمل مدفوعًا بالرغبة في النجاح، وهو شائع بين الأشخاص الموصوفين بالكمال.

الشخص الذي يعاني من إدمان العمل مثل المدمن على المخدرات فهو يحقق أعلى مما يجب عليه تحقيقه في العمل وهذا يقوده إلى الاستمرار في تكرار السلوك الذي يمنحه هذه النشوة، وقد لا يتمكن الأشخاص الذين يعانون من إدمان العمل من إيقاف هذا السلوك على الرغم من النتائج السلبية التي قد تؤثر على حياتهم الشخصية، وصحتهم العقلية والجسدية، ويرى الشخص الذي يعاني من إدمان العمل أن الإفراط في العمل سمة إيجابية، وقد يعتقد أنه يمكن تحقيق قيمة الذات من خلال العمل فقط.

مدمن العمل  أو إدمان العمل هما مصطلحات تم استخدامها لأول مرة لوصف حاجة لا يمكن السيطرة عليها للعمل باستمرار، على الرغم من أن إدمان العمل مفهوم معترف به ومقبول على نطاق واسع، إلا أنه ليس حالة طبية أو اضطرابًا عقليًا معترفًا به رسميًا. 

أحد أسباب هذا النقص في الاعتراف بإدمان العمل هو أن العمل حتى العمل المفرط  يُنظر إليه عادةً على أنه سمة إيجابية وليس مشكلة، ويكافأ العمل الزائد مالياً، مع ذلك يمكن أن يكون إدمان العمل مشكلة حقيقية ويمكن أن يتداخل مع الوظائف والعلاقات، بطرق مشابهة لطرق الإدمان الأخرى.[1][2]

أسباب إدمان العمل

يتميز إدمان العمل بعدم القدرة على التحكم في الرغبة في العمل بعد ساعات العمل المتعاقد عليها لدرجة أن علاقاتك ووقت فراغك غالبًا ما تتعرض للخطر، وقد يصفك أفراد العائلة أو الزملاء بأنك "منشد للكمال" أو "مدمن للعمل"، ولا يوجد سبب محدد لإدمان العمل  كما هو الحال مع العديد من أنواع الإدمان، لكن يشير بعض العلماء إلى أنه قد يكون مرتبطاً بالعوامل التالية: 

عوامل وراثية

أشارت الأبحاث حول أشكال الإدمان إلى أن سمات الشخصية الموروثة قد تكون متورطة في احتمال أن تصبح مدمنًا على العمل، حيث يُعتقد أن علم الوراثة وكيمياء الدماغ يلعبان دورًا في مدى احتمالية إصابتك بالإدمان من أي نوع  والذي يتحد مع التأثيرات البيئية والاجتماعية لتحديد مدى احتمالية أن تصبح مدمناً على العمل.

يمكن أن ينتج إدمان العمل عن حالة صحية عقلية؛ مثل اضطراب الوسواس القهري، والاضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن يسبب إدمان العمل مشاكل في الصحة العقلية مثل الاكتئاب.[2]

عوامل اجتماعية وبيئية

في حين أن أخلاقيات العمل الجيدة هي شيء إيجابي، إلا أن تنشئة أسرتك وموقفهم من العمل بشكل عام يمكن أن يكون له تأثير على ما إذا كان من المحتمل أن تفرط في العمل في وقت لاحق في الحياة، على سبيل المثال إذا كان والداك يركزان كثيرًا على أهمية العمل والنجاح، أو غالبًا ما يعملان لساعات طويلة فقد تتعلم صفات مماثلة وتعتقد أن العمل على مدار الساعة أمر طبيعي ومتوقع، وهو ما يحدد قيمتك في الحياة.[2]

عوامل نفسية

قد يكون إدمان العمل ناتجاً عن الرغبة في الهروب من المواقف السلبية في الحياة؛ مثل: الأزمات المالية، والعلاقات الشخصية المتضررة، كما قد يؤدي الشعور بالنشوة التي نحصل عليها من المدح بعد إنجاز العمل إلى الشعور بالمتعة التي تجعل الشخص ينخرط بشكل مفرط في العمل.[3]

أعراض إدمان العمل

يوجد العديد من الأعراض التي تدل على إدمان العمل، وتشمل ما يلي:

  • قضاء ساعات طويلة في العمل حتى عندما لا تكون هناك حاجة لذلك.
  • الهوس بالنجاح في العمل.
  • التأثير على عدد ساعات النوم.
  • وجود خوف شديد من الفشل في العمل.
  • الشعور بجنون العظمة بشأن الأداء المرتبط بالعمل.
  • تفكك العلاقات الشخصية بسبب العمل.
  • استخدام العمل كوسيلة لتجنب العلاقات مع الآخرين.
  • العمل لتجنب التعامل مع الأزمات مثل الطلاق أو المشاكل المالية.
  • زيادة الانشغال دون زيادة الإنتاجية في العمل.
  • التفكير بقلق شديد في كيفية توفير المزيد من الوقت للعمل.
  • الاستخدام المفرط للعمل للحفاظ على تقدير الذات.
  • المشاكل الصحية الناتجة عن الإجهاد المرتبط بالعمل.
  • استخدام العمل كوسيلة للتأقلم مع المشاعر أو الهروب منها أو تخديرها.
  • تصبح متوترًا إذا مُنعت من العمل.
  • الانتكاس والإرهاق عند محاولتك التقليل أو التوقف عن العمل.
  • التفكير بانتظام في طرق لتوفير المزيد من الوقت للعمل في أيام الإجازة.
  • الاعتقاد بأن العمل يساعد في تقليل أعراض التوتر العاطفي والقلق والعجز أو الاكتئاب.
  • تجاهل طلبات زملاء العمل في مساعدتك لتقليل حجم العمل الذي تقوم به.
  • المعاناة من أعراض التوتر أو الانفعال إذا لم تكن قادرًا على العمل لفترة طويلة من الوقت.
  • إهمال ممارسة الهوايات والأنشطة الترفيهية لصالح العمل.

تشترك علامات وأعراض إدمان العمل في العديد من الخصائص مع أنواع الإدمان الأخرى، لا سيما الإدمان السلوكي الآخر، حيث يصبح الالتزام بالنشاط أو السلوك مثل العمل أكثر أهمية بشكل متزايد، ويطغى على مجالات مهمة أخرى من الحياة والعلاقات.[4][1]

طرق الوقاية من إدمان العمل

العمل ضروري للحياة ومع التقدم في وقتنا الحالي أصبحنا في حاجة للمزيد من العمل لكن قد تؤدي الرغبة في زيادة العمل إلى الإدمان، وهو مثل أنواع الإدمان الأخرى سيزداد سوءًا بمرور الوقت حتى يطلب الشخص المساعدة بعدما يصل إلى مرحلة الإرهاق البدني والعقلي لأن إدمان العمل يؤدي إلى إجهاد شديد، وتدمير العلاقات، ولتجنب الوصول إلى مرحلة إدمان العمل عليك الالتزام بما يلي:

  • تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية والحياة الاجتماعية، وعدم تفضيل العمل على الأوقات العائلية أو مقابلة الأصدقاء.
  • لا تعمل لفترة طويلة يومياً لكي لا تتعرض للإجهاد، ويتطور لديك صورة ذهنية بأن العمل لساعات طويلة هو أمر طبيعي.
  • لا تعمل بعد ساعات العمل الرسمية كاستلام البريد الإلكتروني أو تلقي المكالمات الهاتفية.
  • غالبًا ما يُفرط الأشخاص الذين يعانون من إدمان العمل على العمل لتجنب الشعور بالذنب بسبب عدم العمل، لذلك يجب للمدمن المتعافي أن يطور علاقة صحية مع العمل حتى لا يتعرض للانتكاس.
  • يجب أخذ إجازات منتظمة من العمل لإدراك أن الحياة ستستمر دون عمل. 
  • قد يساعد تغيير المهنة أيضًا في السيطرة على أعراض إدمان العمل.
  • تغيير نمط الحياة وتجنب الضغوطات قد يساعد على تحقيق التوازن بين حياتك والعمل.[3][4]

قد يؤدي الإفراط في العمل إلى ضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، لكن لحسن الحظ ، يمكن التحكم في إدمان العمل عن طريق العلاج النفسي والسلوكي، لذلك لا تتردد في استشارة الطبيب النفسي عند ملاحظة أعراض إدمان العمل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!