;

البروبيوتيك يحمي ذاكرتك مع تقدم السن

دراسة تشير إلى دور البروبيوتيك في الوقاية من التدهور المعرفي.

  • تاريخ النشر: الخميس، 31 أغسطس 2023 آخر تحديث: الأربعاء، 18 أكتوبر 2023
البروبيوتيك يحمي ذاكرتك مع تقدم السن

تحتل أمراض الشيخوخة والتدهور المعرفي أهمية كبرى في الدراسات العلمية للبحث عن وسائل توقف هذا التدهور مع التقدم في السن لعل من أحدثها دراسة جديدة ربطت بين تناول البروبيوتيك وقدرته على إبطاء التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

البروبيوتيك

يمتلك كل شخص مجموعة ضخمة من البكتيريا والفطريات والميكروبات الأخرى التي تعيش في جسمه، والمعروفة باسم الميكروبيوم التي تساعد على هضم الطعام، وتطوير جهاز المناعة، وحماية الجسم من مسببات الأمراض.

تساعد البروبيوتيك سواءً في المكملات الغذائية أو الأطعمة مثل اللبن (الزبادي) أو الخضراوات المخللة مثل الكيمتشي في الحفاظ على مستويات صحية من الميكروبات في الأمعاء أو يمكن أن تعيد مستويات صحية إذا تم اضطراب الميكروبيوم بطريقة ما مثل تناول المضادات الحيوية.

البروبيوتيك والتدهور المعرفي

تشير نتائج دراسة حديثة إلى أن استخدام البروبيوتيك قد يساعد في منع تدهور وتراجع الذاكرة والتفكير الذي قد يحدث نتيجة الشيخوخة، وينظر الباحثون في الدراسة المنشورة عبر NUTRITION 2023، وهو الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية إلى مجموعة من البالغين في منتصف العمر وكبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف، ومشكلات في الذاكرة والتفكير والتأثيرات التي تحدثها مكملات البروبيوتيك المنتظمة على إدراكهم.

على الرغم من أن الدراسة تعتبر أولية إلا أن الباحثون لاحظوا أن البالغين الذين تناولوا البروبيوتيك لمدة 12 أسبوعًا تحسنت درجاتهم المعرفية مقارنة بغيرهم.[1][2]

نتائج الدراسة

شملت الدراسة 169 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 52 و75 عامًا، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين اعتمادًا على ما إذا كانوا لا يعانون من مشاكل عصبية أو ضعف إدراكي معتدل.

تلقى المشاركون في كل مجموعة إما البروبيوتيك (Lactobacillus rhamnosus GG) أو الدواء الوهمي في تجربة سريرية عشوائية استمرت لمدة ثلاثة أشهر، واختار الباحثون بروبيوتيك (Lactobacillus rhamnosus GG) LGG لأن الأبحاث السابقة أظهرت آثاره المفيدة المحتملة في الحيوانات.

أراد الباحثون معرفة ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل لديهم ميكروبيومات مختلفة مقارنة بالأشخاص ذوي القدرات المعرفية الطبيعية، وقام الباحثون بمراقبة البكتيريا المحددة الموجودة في أمعاء الأشخاص عبر عينات البراز.

كشفت تحاليل البراز أن الميكروبات الموجودة في جنس بكتيريا بريفوتيلا (Prevotella) كانت موجودة بوفرة لدى المشاركين الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم ضعف إدراكي.

يشير هذا إلى أن تكوين الميكروبيوم المعوي يمكن أن يكون بمثابة مؤشر مبكر للضعف الإدراكي المعتدل، مما يوفر فرصًا للتدخلات المبكرة لإبطاء التدهور المعرفي.[1][3]

هل يمكن منع التدهور المعرفي؟

تقول مشاعل جمعة، مؤلفة الدراسة الرئيسية، والمرشحة لدرجة الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل بالولايات المتحدة الأمريكية "إن الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف مثيرة للغاية، لأنها تعني أن تعديل ميكروبيوم الأمعاء من خلال البروبيوتيك يمكن أن يكون استراتيجية لتحسين الأداء المعرفي، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل".

وأشارت إلى أن العديد من الدراسات تركز على الأشكال الحادة من الأمراض المعرفية مثل مرض الزهايمر لكن هذه الحالات أكثر تقدمًا، مما يجعل علاجها أو عكسها أكثر صعوبة.

 أما في هذه الدراسة جاء التركيز على الضعف الإدراكي المعتدل، والذي يمكن أن يشمل مشكلات في الذاكرة أو اللغة لأن التدخلات في هذه المرحلة من الضعف الإدراكي يمكن أن تبطئ أو تمنع التقدم إلى أشكال أكثر خطورة من الخرف.

على الرغم من أن هذه الدراسة أظهرت وجود صلة بين البكتيريا التي تعيش في الأمعاء ووظيفة ذاكرتهم، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما لا يعرفه الباحثون حتى الآن عن كيفية تأثير الاثنين على بعضهما البعض.[1]  

تُضيف الدراسة الحديثة المزيد من الفهم لاتصال الميكروبيوم بين الدماغ والأمعاء، وتمهد الطريق لمزيد من الأبحاث الأخرى المرتبطة بالتدهور المعرفي والشيخوخة حيث يقوم الباحثون الآن على فهم الآليات التي تتحكم في كيفية تأثير الميكروبات مثل بريفوتيلا على الأمعاء بطريقة تعمل على تحسين صحة الدماغ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!