;

تأثير العطر على تعزيز الذاكرة لدى كبار السن

كيف يمكن أن تساعد العطور في تحسين الذاكرة لدى كبار السن؟ استكشف ذلك من خلال هذا المقال

  • تاريخ النشر: الإثنين، 11 سبتمبر 2023
تأثير العطر على تعزيز الذاكرة لدى كبار السن

تعد قدرة الذاكرة من الجوانب الأساسية للوظائف العقلية التي تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الإنسان، وخاصة لدى كبار السن الذين قد يواجهون تحديات في الحفاظ على صحة عقلهم. في هذا السياق، تسعى الأبحاث الحديثة إلى استكشاف وسائل فعالة لتعزيز وتحسين وظائف الذاكرة لدى هذه الفئة العمرية. يأتي في هذا الإطار دور العطور والروائح، تعرف على ذلك وأكثر من خلال هذا المقال.

طرق تعزيز الذاكرة لدى كبار السن 

هنا هي بعض الطرق التي يمكن استخدامها لتعزيز الذاكرة لدى كبار السن:[1]

  • ممارسة الرياضات العقلية: مثل الألغاز، وألعاب الذاكرة، والأنشطة التي تتطلب التفكير والتركيز مثل الشطرنج.
  • ممارسة الرياضات البدنية: تحسين الدورة الدموية وتدفق الدم إلى الدماغ يمكن أن يؤدي إلى تحسين الوظائف العقلية.
  • التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة للدماغ، مثل: فيتامين الأوميغا-3، والفيتامينات الضرورية الأخرى.
  • الحفاظ على مستويات مناسبة من السكر في الدم: تقليل التقلبات الكبيرة في مستويات السكر يمكن أن يساعد في تحسين وظائف الذاكرة.
  • الحفاظ على نمط حياة نشط: ممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن يعزز الصحة العامة والوظائف العقلية.
  • ممارسة الاسترخاء وتقنيات التأمل: تقنيات التأمل والاسترخاء يمكن أن تساعد في تقليل مستويات الإجهاد وتحسين الذاكرة.
  • التفاعل الاجتماعي: الاستمرار في التفاعل مع الأصدقاء، والعائلة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، يمكن أن يحفز العقل ويحسن الذاكرة.
  • النوم الجيد: ضمان الحصول على قسط كاف من النوم العميق يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على الذاكرة.
  • تجنب العوامل الضارة:  يجب تجنب التدخين، وتناول الأدوية بدون استشارة الطبيب، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل بشكل سلبي على الذاكرة.

تأثير الروائح والعطور على الذاكرة لدى كبار السن 

في دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا، كشفت عن تأثير العطور والروائح في غرف نوم كبار السن أثناء نومهم ومساهمتها في زيادة القدرات العقلية. هذا الاكتشاف يبدو أنه يحول العلاقة المعروفة منذ فترة طويلة بين الشم والذاكرة إلى تقنية غير جراحية لتعزيز الذاكرة وربما منع مرض الخرف.

في ضوء معرفتنا بأن فقدان القدرة على شم الروائح يمكن أن ينبئ بتطور ما يقرب من 70 مرضاً عصبياً ونفسياً، بما في ذلك مرض الزهايمر؛ لذا وُجِدَ سابقاً أن تعريض الأشخاص الذين يعانون من خرف متوسط لما يصل إلى 40 رائحة مختلفة مرتين في اليوم يعزز ذاكرتهم ومهاراتهم في اللغة، ويخفف من الاكتئاب ويحسن من قدرتهم على شم الروائح. وقرر الباحثون من مركز علم الأعصاب للتعلم والذاكرة في جامعة كاليفورنيا، إيرفين، تحويل هذه المعرفة إلى أداة بسيطة لمحاربة مرض الخرف.

من خلال دراستهم، قام الفريق بتزويد البالغين الأصحاء من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 85 عاماً بجهاز فاخر للروائح وسبع عبوات، تحتوي كل منها على زيت طبيعي مختلف. تلقى الأشخاص في المجموعة المُحسنة عبوات عطرية بقوة كاملة، بينما تم منح مشاركي المجموعة الضابطة الزيوت العطرية بكميات صغيرة. ثم وضع المشاركون عبوة مختلفة في الجهاز الفاخر كل مساء قبل النوم، حيث تُفعّل لمدة ساعتين أثناء نومهم.

أظهرت النتائج أن الأشخاص في المجموعة المحسنة قد شهدوا زيادة هائلة بنسبة 226٪ في الأداء العقلي مقارنة بالمجموعة الضابطة على مدى فترة ستة أشهر، وذلك من خلال اختبار يُستخدم عادةً لتقييم الذاكرة، وأظهرت الصور الشعاعية تحسيناً في مسار الدماغ المسمى الحزام الأمامي السفلي الأيسر، الذي يربط الفص الصدغي الأوسط بالقشرة الجبهية المسؤولة عن اتخاذ القرارات، والذي يضعف بمرور الوقت. وأبلغ المشاركون أيضاً بأنهم ناموا بشكل أفضل.

إن نتائج الدراسة تؤكد العلاقة بين الشم والذاكرة، يشير البروفيسور مايكل ياسا، مدير مركز علم الأعصاب للتعلم والذاكرة إلى إن حاسة الشم لديها الامتياز الخاص بأنها متصلة مباشرة بدوائر الذاكرة في الدماغ.

يأمل الفريق في دراسة تأثير هذه التقنية على الأشخاص الذين يعانون من فقدان تشخيصي للقدرات العقلية، ويأملون أن يؤدي الاكتشاف إلى مزيد من البحوث في مجال العلاجات التي تعتمد على حواس الشم لتحسين الذاكرة، وكما قال البروفيسور ياسا، "الجميع قد شهدوا قوة الروائح".[2]

أطعمة تعمل على تعزيز الذاكرة لدى كبار السن

تناول بعض الأطعمة الصحية يمكن أن يساعد في تعزيز الذاكرة لدى كبار السن. إليك بعض الأطعمة التي تعتبر مفيدة:[3]

  • الأسماك الدهنية: مثل السلمون، والتونة، والسردين، التي  تحتوي على أوميغا-3 الأحماض الدهنية التي تعتبر مفيدة لصحة الدماغ وتعزيز الذاكرة.
  • المكسرات والبذور: مثل الجوز، واللوز، وبذور الكتان، تحتوي على العديد من العناصر الغذائية والدهون الصحية التي يمكن أن تدعم صحة الدماغ.
  • التوت البري: يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة تعرف بالأنثوسيانين التي يعتقد أنها تحسن الوظائف العقلية.
  • الخضروات الورقية الخضراء الداكنة: مثل السبانخ، والكرنب، والبقدونس، تحتوي على مضادات الأكسدة والعديد من العناصر الغذائية المفيدة للدماغ.
  • الزبيب والتمور: تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن التي يمكن أن تعزز الصحة العامة والوظائف العقلية.
  • الحبوب الكاملة: مثل الشوفان، والأرز البني، تحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها الدماغ للعمل بكفاءة.
  • التوت الأزرق: يحتوي على مركبات تعرف بالأنثوسيانين التي تعتقد أنها تساعد في تحسين الذاكرة.
  • الزيوت الصحية: مثل زيت الزيتون، وزيت الكانولا، تحتوي على دهون صحية ومضادات الأكسدة التي تدعم الصحة العقلية.
  • الفواكه الحمراء والبرتقالية: مثل الفراولة والبرتقال والتوت والتفاح، تحتوي على فيتامين سي ومضادات الأكسدة التي تعتبر مفيدة للصحة العامة والوظائف العقلية.

تمارين رياضية تعمل على تعزيز الذاكرة لدى كبار السن 

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تسهم في تعزيز الذاكرة لدى كبار السن. إليك بعض التمارين الرياضية التي يمكن أن تكون مفيدة:[4]

  • المشي السريع والمستمر: يمكن أن يساهم في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتحفيز نمو الخلايا العصبية.
  • الركض والجري الخفيف: يمكن أن يزيد من نشاط الدماغ وتحسين الذاكرة والتركيز.
  • السباحة: تعمل على تحسين القدرات التنفسية والتدفق الدموي، مما يفيد الدماغ.
  • ركوب الدراجة الهوائية: يعزز اللياقة البدنية ويحسن الدورة الدموية.
  • اليوغا والتأمل: يساهمان في تقليل مستويات الإجهاد وتعزيز التركيز والاسترخاء، مما يؤثر إيجاباً على الذاكرة.
  • التمارين القوية: مثل المقاومة، حيث يمكن أن تساهم في تحسين اللياقة العامة والصحة العقلية، لكن يجب أن يتم اختيار التمارين التي تناسب قدرات كبار السن وتحت إشراف طبي إذا لزم الأمر. 
  • الرقص: يمكن أن يكون ممتعاً ومفيداً لللياقة البدنية والصحة العقلية.
  • تمارين الاسترخاء والتأمل: يمكن أن تسهم في تقليل الإجهاد وتحسين الاسترخاء، مما يؤثر إيجاباً على الذاكرة.

في الختام، يظهر لدينا أن تأثير العطور على تعزيز الذاكرة لدى كبار السن يمكن أن يكون أمراً مبهراً. إذ تفتح هذه النتائج آفاقاً جديدة لاستخدام التقنيات العطرية كوسيلة غير جراحية وفعالة لتعزيز وتقوية الذاكرة، وربما الحد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر، كما أن الإمكانيات الواعدة لهذا النهج تبرز أهمية الأبحاث المستقبلية في هذا المجال، وتشجع على تطوير تقنيات أكثر تطوراً وتحسيناً. إذ يمكن لهذه الاكتشافات أن تسهم في تحسين نوعية حياة كبار السن وتعزيز صحتهم العقلية بشكل عام.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!