;

ما دور الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض وتعزيز الشفاء

الجهاز المناعي هو ما يشكل خط الدفاع الأول للجسم من الأمراض

  • تاريخ النشر: السبت، 24 ديسمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 24 ديسمبر 2023
ما دور الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض وتعزيز الشفاء

يعمل جهاز المناعة للحفاظ على صحتك والحماية من الأمراض، وتتمثل مهمته في إبعاد الجراثيم عن جسمك أو تدميرها أو الحد من مدى ضررها في حالة دخولها، لنتعرف في هذا المقال على دور الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض وتعزيز الشفاء.

ما هو جهاز المناعة

جهاز المناعة يتكون من شبكة كبيرة من الأعضاء، وخلايا الدم البيضاء، والأجسام المضادة، والمواد الكيميائية التي تحمي الجسم من الهجمات الخارجية للبكتريا، والفيروسات،  والطفيليات، والفطريات التي تسبب العدوى والمرض.

يحتفظ جهاز المناعة بسجل لكل ميكروب قام بهزيمته في أنواع خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم خلايا الذاكرة، ولهذا يمكنه التعرف على الميكروب وتدميره بسرعة إذا دخل الجسم مرة أخرى قبل أن يتكاثر ويسبب المرض.

يجب محاربة بعض أنواع العدوى، مثل الأنفلونزا ونزلات البرد عدة مرات لأن العديد من الفيروسات أو السلالات المختلفة من نفس النوع من الفيروسات يمكن أن تسبب هذه الأمراض لذلك الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا من أحد الفيروسات لا تمنحك مناعة ضد الآخرين.

جهاز المناعة الفطري

جهاز المناعة الفطري موروث وينشط منذ لحظة ولادة الطفل، وهو أول من يستجيب عندما يجد أجسام غريبة تهاجم الجسم، يتكون جهاز المناعة الفطري مما يلي:

  • الجلد.
  • قرنية العين.
  • الغشاء المخاطي الذي يبطن الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والجهاز البولي التناسلي.

جميع ما سبق يشكل حواجز مادية تساعد في حماية جسم الطفل من الجراثيم الضارة والطفيليات مثل الديدان أو الخلايا مثل السرطان.

جهاز المناعة المكتسب

جهاز المناعة المكتسب ينتج بمساعدة الجهاز الفطري بروتينات خاصة تسمى الأجسام المضادة لحماية جسمك من الميكروبات، ويتم تطوير هذه الأجسام المضادة بواسطة خلايا تسمى الخلايا الليمفاوية بعد تعرض الجسم للهجوم، وتبقى الأجسام المضادة في الجسم.[1][2]

كيف يحمي جهاز المناعة الجسم من الأمراض

جهاز المناعة يتكون من مجموعة معقدة من الخلايا والأعضاء تعمل معًا لحمايتك من الجراثيم وتعزيز الشفاء عندما تكون مريضًا، والأجزاء الرئيسية لجهاز المناعة هي ما يلي:

خلايا الدم البيضاء

خلايا الدم البيضاء جزء أساسي من جهاز المناعة تعمل ضد البكتيريا والفيروسات الضارة، ويتم تصنيعها في نخاع العظام وهي جزء من الجهاز اللمفاوي، وتتحرك خلايا الدم البيضاء عبر الدم والأنسجة في جميع أنحاء الجسم بحثًا عن الكائنات الغريبة؛ مثل: البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات، والفطريات عندما يجدونهم فإنهم يشنون هجومًا مناعيًا.

الجهاز اللمفاوي

الجهاز اللمفاوي عبارة عن شبكة من الأنابيب الدقيقة في جميع أنحاء الجسم، ويتكون من العقد الليمفاوية، والأوعية الليمفاوية، وخلايا الدم البيضاء، ويقوم بالمهام التالية:

  • التحكم في مستويات السوائل في الجسم.
  • التفاعل مع البكتيريا.
  • التعامل مع الخلايا السرطانية.
  • تمتص بعض الدهون في نظامنا الغذائي من الأمعاء.

العقد الليمفاوية هي غدد صغيرة تقوم بترشيح الجراثيم والقضاء عليها حتى لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وتجعلك مريضًا، وتحتوي على خلايا مناعية تحلل الميكروبات التي تهاجم الجسم.

يحتوي الجسم على المئات من العقد الليمفاوية بما في ذلك العنق، والإبط، والفخذ، وتشير الغدد الليمفاوية المنتفخة واللينة إلى أن جسمك يقاوم العدوى.[2][3]

الطحال

الطحال عبارة عن جهاز لتنقية الدم يزيل الميكروبات ويدمر خلايا الدم الحمراء القديمة أو التالفة، كما أنه يصنع مكونات مكافحة الأمراض في جهاز المناعة بما في ذلك الأجسام المضادة والخلايا الليمفاوية.[2][3]

نخاع العظم

نخاع العظام هو النسيج الإسفنجي الموجود داخل العظام، وينتج خلايا الدم الحمراء التي تحتاجها أجسامنا لنقل الأكسجين وخلايا الدم البيضاء التي نستخدمها لمكافحة العدوى، والصفائح الدموية التي نحتاجها للمساعدة في تجلط الدم.[2][3]

الغدة الزعترية

الغدة الزعترية أو الغدة الصعترية هو عضو صغير يتواجد في الجزء العلوي من الصدر أسفل عظم الثدي، يقوم بتصفية ومراقبة محتوى الدم، و ينتج نوع معين من خلايا الدم البيضاء تقوم بالتعرف على الميكروبات وغيرها وتذكرها بحيث تستطيع هجوم تلك الميكروبات سريعاً في المرة التالية.[2][3]

الأجسام المضادة

تساعد الأجسام المضادة الجسم على محاربة الميكروبات أو السموم (السموم) التي تنتجها، من خلال التعرف على المواد التي تسمى المستضدات الموجودة على سطح الميكروب، أو في المواد الكيميائية التي تنتجها والتي تميز الميكروب على أنه غريب، ثم تقوم الأجسام المضادة بتمييز هذه المستضدات لتدميرها.[2][3]

اللوزتين واللحمية

يتواجدان في الحلق والممر الأنفي لذلك يمكن أن تحبس البكتريا أو الفيروسات بمجرد دخولها إلى جسمك، كما لديهما خلايا مناعية تنتج أجسامًا مضادة لحمايتك من أي هجوم ميكروبات قد يسبب التهابات الحلق والرئة.[2][3]

دفاعات الجسم

إلى جانب جهاز المناعة يمتلك الجسم عدة طرق أخرى للدفاع عن نفسه ضد الميكروبات لحمايتك من الأمراض، منها ما يلي:

الجلد والأغشية المخاطية

الجلدهو خط الدفاع الأول في منع الجراثيم والقضاء عليها قبل أن تدخل جسمك حيث ينتج الجلد الزيوت ويفرز خلايا الجهاز المناعي الواقية، بينما تبطن الأغشية المخاطية الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والمسالك البولية والتناسلية.

تفرز الأغشية مخاط يعمل على تليين الأسطح وترطيبها ثم تلتصق الجراثيم بالمخاط في الجهاز التنفسي بالتالي تُنقل خارج الممرات الهوائية بواسطة الأهداب، تلك الشعيرات الدقيقة في أنفك تلتقط الجراثيم، كما أن الإنزيمات الموجودة في العرق والدموع واللعاب والأغشية المخاطية وكذلك الإفرازات في المهبل كلها تحمي وتدمر الجراثيم.[3]

المعدة والأمعاء

يقتل حمض المعدة العديد من البكتيريا فور دخولها الجسم حيث تحتوي البطانة المخاطية على أجسام مضادة، ويمكن للحمض الموجود في المعدة أن يقتل معظم الميكروبات، كما تحتوي الأمعاء أيضاً على بكتيريا مفيدة تقتل البكتيريا الضارة.[3]

عوامل تؤدي إلى ضرر جهاز المناعة

تؤدي العديد من العوامل الضارة إلى اضطرابات أو تلف الجهاز المناعي في الجسم مثل بعض الأدوية والأمراض التي تجعل جهاز المناعة يهاجم الخلايا السليمة أو تجعل من الصعب عليه حماية الجسم من الجراثيم والأمراض، وتشمل ما يلي:

الحساسية

عندما يبالغ الجسم في رد فعله تجاه مادة غير ضارة مثل الطعام أو حبوب اللقاح فإن الجهاز المناعي يطلق استجابة، ويحارب الجسم مسببات الحساسية عن طريق إفراز الهستامين الذي يسبب أعراض الحساسية، رد الفعل التحسسي يتراوح من خفيف إلى حاد وخطير، وتساعد أدوية مضادات الهيستامين في تهدئة الأعراض.

اضطرابات المناعة الذاتية واضطرابات نقص المناعة الأولية

اضطرابات المناعة الذاتية تنتج عن مهاجمة جهاز المناعة عن طريق الخطأ الخلايا السليمة، ومن أشهر أمراض المناعة الذاتية:

أما اضطرابات نقص المناعة الأولية هي الاضطرابات موروثة التي تنتقل في العائلات، وهناك أكثر من 100 مرض نقص المناعة الأولية تمنع الجهاز المناعي من العمل بشكل سليم.[3]

عوامل أخرى تؤدي إلى ضرر جهاز المناعة

  • العدوى: مثل فيروس نقص المناعة البشرية وداء مونو من الأمراض المعروفة التي تضعف جهاز المناعة.
  • السرطان: تؤثر أنواع معينة من السرطان؛ مثل: اللوكيميا، والورم الليمفاوي، والورم النخاعي على جهاز المناعة بشكل مباشر، وتحدث هذه السرطانات عندما تنمو الخلايا المناعية بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
  • الإنتان: وهو استجابة ساحقة لجهاز المناعة في الجسم للعدوى مما يؤدي إلى التهاب حاد وخطر.
  • الأدوية: أدوية مثل الكورتيكوستيرويدات يمكن أن تضعف جهاز المناعة.[2][3]

نصائح للحفاظ على جهاز المناعة

جهاز المناعة يمكن تقويته بتعزيز السلوكيات الصحية من تغذية جيدة وراحة وغيرها، فيما يلي أهم النصائح الطبية للحفاظ على جهاز المناعة:

  • الابتعاد عن التدخين.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تناول أطعمة صحية مثل الخضروات والفاكهة.
  • الحصول على قسط كافِ من النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تقليل التوتر والقلق.
  • الاهتمام بالنظافة العامة وغسل اليدين للابتعاد عن الجراثيم.
  • الحصول على اللقاحات اللازمة.[4]

إذا كنت تشعر أنك مريض دائمًا أو لديك أعراض لا تختفي، فعليك زيارة طبيبك، قد تكون بعض الأعراض علامات على مرض مناعي ذاتي، وأسأل طبيبك الخاص عن أفضل طرق تقوية المناعة.

  1. "مقال الجهاز المناعي" ، المنشور على موقع hopkinsmedicine.org
  2. أ ب ت ث ج ح خ د "مقال جهاز المناعة" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org
  3. أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "مقال شرح نظام المناعة" ، المنشور على موقع betterhealth.vic.gov.au
  4. "مقال كيف يعمل جهاز المناعة" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!