;

تعزيز السلوك الإيجابي عند الأطفال

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 10 يونيو 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 03 مايو 2023

يعزز علم النفس الإيجابي جوانب أساسية لرفاهية عيش الحياة، بما في ذلك نقاط القوة والقيم والتعاطف مع الذات، بعكس العقاب الذي يُفرض في عمليات التربية والتعليم لتدريب الطفل على السلوكيات الإيجابية، في مقالنا نتعمق بالحديث حول السلوك الإيجابي مع خطة لتعزز السلوك الإيجابي لدى طفلك.

التعزيز الإيجابي

يشير التعزيز الإيجابي إلى استعمال محفز مرغوب أو لطيف بعد السلوك الجيد، بحيث يعزز المنبه المرغوب هذا السلوك الإيجابي، مما يزيد من احتمالية تكرار الطفل لهذا السلوك، وهو طريقة الأبوة الإيجابية في مكافئة الاتجاهات الطبيعية نحو السلوك الجيد لدى الأطفال.

لطالما شكل التعزيز الإيجابي والعقوبة الإيجابية استراتيجيات تكيف في التدريب والتربية على حد سواء، حيث تتضمن العقوبة الإيجابية إزالة المنبه أو المحفز الإيجابي لتثبيط سلوك معين وتدريب الطفل على عدم الإتيان به مرة أخرى، ونستطيع الحديث عن الأنواع الأربعة من التعزيز الإيجابي وهي [1]:

  1. معززات طبيعية: تحدث مباشرة نتيجة للسلوك.
  2. معززات رمزية: تلك التي يتم منحها لأداء الطفل سلوكيات معينة، ويمكن استبدالها بشيء ذي قيمة يقدره الطفل.
  3. التعزيزات الاجتماعية: تلك التي تشمل تعبير الآخرين عن موافقتهم على السلوك كأن توافق على سلوك جيد وتقول لطفلك: "عمل جيد!" أو "عمل ممتاز!".
  4. المعززات الملموسة: وهي مكافآت مادية فعلية مثل: النقود والألعاب والحلوى.

وتعتمد فعالية المعزز على سياق التصرف أو السلوك الإيجابي الذي قام به الطفل، وتكون التعزيزات الإيجابية الطبيعية هي الأكثر فعالية غالباً، ولكن يمكن أن تكون التعزيزات الإيجابية الاجتماعية قوية للغاية.

إلا أن التعزيز الإيجابي الرمزي أكثر فائدة مع الأطفال، مثلاً أن تعلق نجمة ذهبية لكل من أطفالك الذين يطيعون قاعدة مشاهة التلفاز لمدة ساعة فقط بعد تناول الغداء.

التعزيز السلبي

على الرغم من أن التعزيز الإيجابي يمكن أن يكون قوياً للغاية في تدريب الأطفال على التصرف بشكل مناسب، إلا أنك بحاجة لما يُطلق عليه التعزيز السلبي أيضاً، فالتعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي لهما نفس الهدف "تشجيع سلوك معين" لكنهما يستخدمان أساليب مختلفة.

حيث يضيف التعزيز الإيجابي محفزاً مرغوباً فيه، بينما يزيل التعزيز السلبي محفزاً مرغوباً فيه كما في العقوبة الإيجابية، وأنت تعزز السلوك الإيجابي في الحالتين.

وفي المحصلة يتم تعزيز الاستجابة أو السلوك الإيجابي من خلال التعزيز السلبي؛ عن طريق إيقاف أو إزالة أو تجنب نتيجة سلبية لسلوك ما [2].

وأحد الأخطاء التي يرتكبها الناس في كثير من الأحيان هو الخلط بين التعزيز السلبي والعقاب، فبينما ينطوي التعزيز السلبي على إزالة حالة سلبية لتقوية السلوك الإيجابي، فإن العقوبة تنطوي إما على التنبيه (القاسي على الطفل غالباً) لإضعاف السلوك السلبي.

ونشير إلى أن بعض الخبراء يعتقدون أنه يجب استخدام التعزيز السلبي بشكل مقتصد في الفصل الدراسي، في حين يجب التأكيد على التعزيز الإيجابي.

خطة تعزيز السلوك الإيجابي

إن نوع التعزيز المستخدم مهم، لكن التكرار والجدول الزمني المستخدم يلعبان دوراً رئيسياً في قوة الاستجابة لدى الطفل، ويمكن أن يكون لجدول التعزيز المستخدم تأثير هام ليس فقط على سرعة تعلم السلوك الجيد، ولكن أيضاً على قوة الاستجابة، فإذا كنت مهتماً باستخدام التعزيز الإيجابي لتغيير سلوك طفلك، فستحتاج إلى وضع خطة للتنفيذ، وقد ترغب في إنشاء جدول تعزيز إيجابي لتنظيم جهودك، وجدول التعزيز الإيجابي هو خطة تحدد الطريقة التي ستتبعها لتشجيع السلوك، وهناك خمسة جداول مختلفة للتعزيزات الإيجابية يمكنك الاختيار من بينها [3]:

  1. الجدول الزمني المستمر: يتم تعزيز السلوك الإيجابي بعد كل مرة (قد يكون من الصعب مواكبة هذا الجدول لأنك نادراً ما تكون قادراً على التواجد لكل سلوك).
  2. النسبة الثابتة: يتم تعزيز السلوك الإيجابي بعد عدد محدد من الأحداث (على سبيل المثال، بعد كل ثلاث مرات).
  3. فاصل زمني ثابت: يتم تعزيز السلوك الإيجابي بعد فترة زمنية محددة (على سبيل المثال، بعد ثلاثة أسابيع من السلوك الجيد).
  4. نسبة متغيرة: يتم تعزيز السلوك الإيجابي بعد عدد متغير من الأحداث (على سبيل المثال، بعد الإتيان بسلوك إيجابي في حدث واحد، ثم بعد ثلاث مرات أخرى، ثم بعد حدثين آخرين).
  5. فاصل متغير: يتم تعزيز السلوك الإيجابي بعد فترة زمنية متغيرة (على سبيل المثال، بعد دقيقة واحدة، ثم بعد 30 دقيقة، ثم بعد 10 دقائق).

طرق تعزيز السلوك الإيجابي

هناك نصائح وتقنيات وطرق عدة لاستخدام التعزيز الإيجابي لسلوك الأطفال، وتعتمد طرق التعزيز الإيجابي عند الطفل على اتباع بعض النصائح التربوية أولاً ونذكر منها [3] و [4]:

  1. كن قدوة لطفك: لأن البيئة أفضل معلم للأطفال، وما يراقبه الطفل لديك وفيما تقوم به وتقوله سيقلده حتماً.
  2. الانتباه للطفل: استمع إلى أطفالك دون مقاطعة ودون أحكام مسبقة، لأن الاستماع أداة قوية تجعل طفلك يشعر أنه مهم مما يزيد من ثقته بنفسه.
  3. احترم كلمتك مع الطفل: يفهم الأطفال المنطق البسيط لكلمات بسيطة محددة مثل: "نعم" و "لا"، لكن البالغين هم من يعقدونه بـ "ربما"، "ربما أشتري لك هذه اللعبة إذا رتبت سريك"..!
  4. كن حذراً مع الطفل: وابعد عنه محفزات السلوك السلبي الذي ترغب في تثبيطه لديه، كأن تمنعه من العبث بأغراضك الثمينة من خلال إخفائها أو إبعادها عن متناول يديه.
  5. تعلم أن تقول للطفل "لا": ليس عليك الموافقة على كل شيء يريده الطفل، عند القيام بذلك سوف تعطيه إشارات خاطئة في إطاعتك.
  6. لا تلقي محاضرات ومواعظ على الطفل: توقف عن تعليم أطفالك ما يجب القيام به، اترك الأمر لهم وستفاجأ بما يمكن لأطفالك القيام به، خاصة إذا عرف ما تتوقع من سلوك إيجابي لديه.
  7. لا تلقي الألقاب على الطفل: إن وضع علامات على أطفالك على أنهم يسيئون التصرف أو أقل ذكاء أو أي نوع من التسميات والألقاب السلبية، ستبني لدى الطفل مشاعر سلبية، بحيث لا تشجعهم على القيام بعمل أفضل.
  8. أظهر له مشاعرك: أخبر طفلك بصدق كيف يؤثر سلوكه عليك، وإذا بدأت الجمل بـ "أنا"، فهذا يمنح طفلك الفرصة لرؤية الأشياء من وجهة نظرك. على سبيل المثال، "أشعر بالضيق لأن هناك الكثير من الضوضاء ولا يمكنني التحدث على الهاتف".
  9. امدح طفلك: عندما يتصرف طفلك بالطريقة التي تريديها، امدح طفلك على سبيل المثال، "يا إلهي ، أنت تلعب بشكل رائع. أنا حقاً أحب الطريقة التي تبقي بها كل الكتل على الطاولة. حاول إعطاء طفلك خمس تعليقات إيجابية مقابل كل تعليق سلبي.
  10. الوفاء بالوعود: عندما تفي بوعودك، سواء كانت جيدة أو سيئة، يتعلم طفلك أن يثق بك ويحترمك، كما يتعلم طفلك أنك لن تخذله عندما تكون قد وعدته بشيء لطيف، ويتعلم طفلك أيضاً ألا يحاول تغيير رأيك عندما تشرح له العواقب. لذلك عندما تتعهد بالذهاب في نزهة بعد أن يلتقط طفلك ألعابه، يجب أن تكون جاهزاً، عندما تقول أنك ستغادر المكتبة إذا لم يتوقف طفلك عن الركض، فاستعد للمغادرة على الفور.
  11. وجِّه طفلك بتعليمات واضحة تناسب عمره: يجب أن تكون التعليمات واضحة وقصيرة ومناسبة لعمر الطفل، حتى يتمكن طفلك من فهمها وتذكرها. وعادة ما تكون القواعد الإيجابية أفضل من تلك السلبية، لأنها توجه سلوك طفلك بطريقة إيجابية. على سبيل المثال: "الرجاء إغلاق البوابة" أفضل من عبارة "لا تترك البوابة مفتوحة".
  12. امنح طفلك فرصة للنجاح: اجعل طفلك يتصرف بشكل جيد، ثم امتدحه على ذلك. على سبيل المثال، اطلب من طفلك القيام ببعض الأعمال أو الأشياء البسيطة التي يمكن لطفلك القيام بها لمساعدة الأسرة، ثم امدحيه وشجعيه على الاستمرار.
  13. استعد للمواقف الصعبة: إذا كنت تمارس نشاطاً معيناً مع طفلك، كالتسوق أو اللعب واضطررتِ لإيقافه للقيام بشيء طارئ، نبّه طفلك قبل 5 دقائق واشرحي له أنك مضطرة لإنهاء النشاط خلال 5 دقائق.

الآن.. إليك بعض الطرق المختلفة التي يمكنك من خلالها تعزيز السلوك بشكل إيجابي لدى الطفل [1]:

  1. الإعجاب.
  2. تقديم الثناء.
  3. العناق أو التربيت على الظهر.
  4. رفع الإبهام لأعلى.
  5. التصفيق والهتاف.
  6. إخبار شخص بالغ آخر بمدى فخرك بسلوك طفلك والطفل يستمع إليك.
  7. منح امتيازات إضافية.
  8. منح مكافآت ملموسة.

وقد ترغب بتعزيز بعض السلوكيات أكثر من غيرها مثل:

  • الكلمات التي تنم عن أخلاق حميدة مثل قول الطفل: "من فضلك" و "شكراً لك".
  • اللعب بهدوء.
  • الانتظار بصبر.
  • اللعب بلطف مع شقيق أصغر.
  • الامتثال لطلبك على الفور.
  • بذل الكثير من الجهد في مهمة صعبة.
  • استكمال الأعمال مثل: ترتيب الألعاب أو إنهاء الواجبات المدرسية.

في النهاية.. التعزيز الإيجابي يغير السلوك للأفضل، وبذلك تمنح طفلك الثقة بالنفس، فما هي أفكارك حول التعزيز الإيجابي؟ وهل تجد أنه يعمل بشكل أفضل في نمطك التربوي؟ وهل تستخدمه أكثر من الأساليب الأخرى لتشجيع السلوك المرغوب فيه لدى أطفالك؟ أخبرنا من خلال التعليق على هذا المقال.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!