;

حلّ الألغاز مفيد في إبطاء مشاكل الذاكرة

تعرف على دور حلّ الألغاز في إبطاء مشاكل الذاكرة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 10 يناير 2023 آخر تحديث: الأربعاء، 10 يناير 2024
حلّ الألغاز مفيد في إبطاء مشاكل الذاكرة

تساعد العلاجات والمكملات الخاصة في التحكم بأعراض الخرف ومشاكل الذاكرة لكن تشير العديد من الدراسات إلى أن أنشطة التحفيز الذهني مفيدة أيضًا، كما أن حلّ الألغاز مفيد في إبطاء مشاكل الذاكرة للبالغين ويعد أحد الأنشطة المحفزة للدماغ الموصى بها للحفاظ على الصحة المعرفية، لنتعرف في هذا المقال على دور حلّ الألغاز في إبطاء مشاكل الذاكرة.

فوائد حلّ الألغاز في إبطاء مشاكل الذاكرة

تعد المشاكل في مهارات الذاكرة واحدة من أهم أعراض الخرف، وغالبًا ما يتم التغاضي عن نقص الذاكرة في المراحل المبكرة من الخرف لكنه يتطور تدريجيًا مع تقدم الناس في العمر ويصبحون أكثر نسيانًا للأحداث الأخيرة وحتى أسماء الأشخاص.

يساعد حلّ الألغاز على تعزيز مهارات الذاكرة من خلال تقوية الروابط بين خلايا الدماغ مما يؤدي إلى تحسين السرعة العقلية والذاكرة قصيرة المدى، عند حلّ اللغز من المتوقع أن يتعرف كبار السن على الألوان، والأنماط، والأشكال المختلفة ويتذكرونها من أجل وضع القطع في المكان المناسب لذلك تذكر صورة الألغاز هي طريقة جيدة لمرضى الخرف لتقوية مهارات الذاكرة لديهم مما سيساعدهم بشكل أكبر في حفظ الأماكن، والأشياء، والأنشطة المألوفة.

الحفاظ على دماغ نشط يؤدي إلى إبطاء أعراض الخرف في مرض ألزهايمر، وقد أظهرت الدراسات الطبية أن الحفاظ على العقل من خلال الألغاز وأنشطة حل المشكلات الأخرى يمكن أن يقلل من مقدار تلف خلايا الدماغ الذي يحدث في مرضى ألزهايمر.

وجد الباحثون أيضًا العلاقة بين عدد السنوات التي يمارس فيها الشخص حلّ الألغاز واحتمال الإصابة بمرض ألزهايمر، كلما أسرعت في حلّ الألغاز كجزء من حياتك، كان ذلك أفضل لحماية عقلك.[1][2][3]

كيف يحفز حلّ الألغاز تحسين صحة الدماغ

ينتج الخرف عن تلف خلايا الدماغ مما يؤدي إلى تعطيل اتصالاتها بالتالي يؤدي إلى ضعف الوظائف المختلفة اللازمة لأداء المهام اليومية، وتتمثل أحد طرق تحسين صحة الدماغ والوظائف المعرفية للأشخاص في الانخراط في أنشطة تحفيزية ذهنية مثل حلّ الألغاز.

يقوم الناس عند حلّ اللغز بتنشيط جانبي الدماغ في وقت واحد، الجانب الأيسر من الدماغ هو مركز المنطق والنظام، بينما الجانب الأيمن مسؤول عن تحفيز الإبداع والحدس، عندما يعمل كلا الجانبين معًا فإنه يحفز صحة الدماغ نتيجة للاتصال بين خلايا الدماغ مما يوفر تمرينًا عقليًا جيدًا، كما يساعد العمل المتزامن لكلا جانبي الدماغ في التعرف على الأشكال والألوان ومهارات حل المشكلات.

عندما تحافظ على نشاط عقلك بالتمارين أو المهام الأخرى فقد تساعد في تكوين مخزون احتياطي من خلايا الدماغ والروابط بينها، ويمكن أن تنمو خلايا دماغية جديدة، ويعتقد الخبراء أن النشاط العقلي الإضافي قد يحمي الدماغ من خلال تقوية الروابط بين خلاياه، ويقوم تنشيط الدماغ بما يلي:

  • تقليل مقدار تلف خلايا الدماغ الذي يحدث مع مرض ألزهايمر.
  • دعم نمو الخلايا العصبية الجديدة.
  • حث الخلايا العصبية على إرسال رسائل إلى بعضها البعض.

لا يعد التعليم ولا تمارين الدماغ طريقة مؤكدة للوقاية من مرض ألزهايمر، لكنها قد تساعد في تأخير الأعراض، وتجعل العقل يعمل بشكل أفضل لفترة أطول.[2][3]

فوائد حلّ الألغاز لكبار السن

تتدهور قدرات الإنسان المعرفية مع التقدم في السن مما يؤدي غالبًا إلى تطور حالات طبية خطيرة، وأحد هذه المشاكل هو الخرف الذي يشير عمومًا إلى مشاكل الذاكرة، واللغة، والتفكير، ومهارات حل المشكلات التي تؤثر على الحياة اليومية، وتشمل الفوائد ما يلي:[3]

تقوية المهارات البصرية المكانية

يعد مرض ألزهايمر أحد أكثر أسباب الخرف شيوعًا ويمثل حوالي 60-80٪ من جميع الحالات، وغالبًا ما يواجه هؤلاء المرضى مشاكل في الضياع في أماكن مألوفة، وإيجاد الكلمات المناسبة لتحديد الأشياء والتعبير عن الأفكار، بجانب مشاكل الذاكرة، ويعمل حلّ الألغاز على تحسين قدراتهم البصرية المكانية، بجانب تحسين مهارات الذاكرة.

عند حل اللغز من المتوقع أن ينظر الأشخاص إلى قطع اللغز ويكتشفوا المكان الذي ينتمون إليه في الصورة الكبيرة حيث يبحثون عن أشكال، وألوان، وأنماط محددة من اللغز والتي ستساعدهم على تحديد كيفية اتصال القطع معًا، من خلال تعزيز مهاراتهم البصرية المكانية سيتمكن مرضى الخرف من أداء أنشطة أخرى مثل استخدام الخريطة، والتعلم، وغيرها. 

تقليل التوتر

غالبًا ما يصبح كبار السن مع تقدم الخرف أكثر هياجًا مما قد يصعب على عائلاتهم ومقدمي الرعاية لهم التعامل معه، لتسهيل الأمور على هؤلاء المرضى والأشخاص من حولهم، ويعد حلّ الألغاز طريقة رائعة للتخلص من التوتر وتوفير تأثيرات مهدئة.

يقوم الأشخاص بتمرين جانبي الدماغ من خلال حل اللغز مما يؤدي إلى تهدئة الأشخاص الذين ينفعلون ويجلب لهم إحساسًا بالتركيز إذا كانوا قلقين، حيث يتطلب البحث عن القطع المناسبة للغز التركيز مما يجلب الاسترخاء والسعادة على الفور، بالإضافة إلى ذلك سيعمل نظام القلب والأوعية الدموية بشكل أفضل وسيتباطأ معدل التنفس والقلب.

زيادة التفاعل مع الآخرين

يرتبط الخرف أحيانًا بشعور بالوحدة مما يجعل المرضى يشعرون وكأنهم منفصلون عن البقية، وقد يواجهون أيضًا صعوبة في التفاعل مع الأشخاص من حولهم لذلك يمكن أن يساعد حلّ الألغاز مع الآخرين لدى كبار السن أن ينخرطوا في أنشطة اجتماعية، وسيصبح  لديهم الفرصة لقضاء الوقت معًا والتواصل مع بعضهم البعض.

 سيؤدي هذا التفاعل الاجتماعي إلى زيادة مهارات الأشخاص لديهم، وكذلك تشجيع تعاونهم في حل اللغز، وسوف يساعدون بعضهم البعض من خلال إيجاد القطع الصحيحة التي ستؤدي إلى شعور بالإنجاز المشترك عندما يحلون اللغز معًا.

تحسين المزاج

لا يمكن علاج الخرف بشكل كامل لكن يمكن تخفيف أعراضه مما يجعل الحياة اليومية أكثر احتمالًا، ونظرًا لأن معظم التغيرات في الدماغ تكون دائمة بل وتزداد سوءًا بمرور الوقت فغالبًا ما يعاني مرضى الخرف من الاكتئاب الذي يؤثر على مزاجهم.

ينتج الدماغ مادة كيميائية تعرف باسم الدوبامين عند حل اللغز، وهو ناقل عصبي مسؤول عن تنظيم الحالة المزاجية التي تتحسن عندما يكمل مريض الخرف اللغز، في كل مرة يضع فيها المريض قطعة أحجية في المكان المناسب يتم إطلاق الدوبامين، وهذا الشعور بالإنجاز يحسن المزاج العام، بالإضافة إلى ذلك فإن إفراز الدوبامين يؤثر أيضًا على التعلم والتركيز والتحفيز.

نصائح لإبطاء مشاكل الذاكرة

بالرغم من أن الخرف لا يمكن الوقاية منه بنسبة 100٪ ، إلا أن هناك بعض التغييرات الصغيرة التي يمكنك إجراؤها على روتينك اليومي لإبطاء مشاكل الذاكرة، وتحسين وظائف الجسم والدماغ بشكل عام، وتشمل ما يلي:[4]

  • تناول الفواكه والخضروات كل يوم.
  • تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة منخفضة من الزئبق مرة واحدة على الأقل في الأسبوع؛ مثل: التونة، والسلمون، والسردين، والأنشوجة.
  • النظام الغذائي النباتي الصحي مفيد أيضًا للدماغ.
  • تجنب الدهون المشبعة أو المتحولة.
  • كن نشيطًا على الأقل خمسة أيام في الأسبوع لمدة ثلاثين دقيقة أو أكثر كل يوم.
  • تجنب السمنة وحافظ على الوزن الصحي بالغذاء السليم، والتمارين.
  • اسأل طبيبك عما إذا كان يجب عليك تناول أسبرين للأطفال يوميًا للحفاظ على الشرايين مفتوحة.
  • حافظ على الكوليسترول الكلي أقل من 200 والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (الكوليسترول الضار) أقل من 130.
  • حافظ على ضغط دمك في نطاق صحي.
  • حافظ على نسبة السكر في الدم أثناء الصيام أقل من 100 مجم / ديسيلتر.
  • إذا كنت تواجه مشكلة في الرؤية أو السمع فقم بفحصها.
  • احترس من الآثار الجانبية لخلط الأدوية.

حلّ الألغاز له العديد من الفوائد والآثار الإيجابية على الصحة العقلية وتنشيط الدماغ مما يؤدي إلى إبطاء مشكلات الذاكرة، وتحسين الشعور العام عند كبار السن المصابين بالخرف.