;

جهاز المناعة في جسم الإنسان

تشمل أقسام الجهاز المناعي الجهاز المناعي الفطري والسلوكي و النفسي والعصبي والذاتي

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 09 يونيو 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023
جهاز المناعة في جسم الإنسان

الجهاز المناعي (بالإنجليزية: Immune System) هو النظام المسؤول عن تنفيذ العمليات الحيوية في جسم الكائنات الحية بغرض حمايتها من الأمراض والمواد الضارة غير الطبيعية بالنسبة للجسم.

يعمل هذا النظام على التعرف على مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات، ومحاربتها والقضاء عليها. يتضمن الجهاز المناعي مجموعة من الأنواع المختلفة للمناعة، وسيتم التطرق إليها في هذا المقال.

الجهاز المناعي الفطري

يشير الجهاز المناعي الفطري (بالإنجليزية: Innate Immune System) إلى آليات الدفاع العامة التي يقوم الجسم بتفعيلها بشكل مباشر أو في غضون ساعات قليلة من ظهور مستضد ما داخل الجسم. يتم تنشيط الاستجابة المناعية الفطرية في الجسم بواسطة الخصائص الكيميائية للمستضد، ويمكن أن يكون المستضد أي عنصر يثير استجابة مناعية مثل البكتيريا أو الفيروسات التي تتواجد في الجسم.[1]

تصنف آليات الدفاع في المناعة الفطرية أنها عامة وغير محددة، أي أنها تهاجم أي شيء يتم تحديده على أنه غير ذاتي أو غريب عن الجسم دون تخصص، يشمل جهاز المناعة الفطري في الجسم ما يلي:[2]

  1. حواجز طبيعية: تعمل هذه الحواجز على إبقاء مسببات المرض خارج الجسم، أو الحد من قدرتها على الانتشار والتكاثر داخل الجسم، ومن هذه الحواجز الجلد، والأغشية المخاطية في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، والبلعوم الأنفي، والأهداب والرموش، وباقي شعر الجسم.
  2. آليات دفاعية: مثل الإفرازات المختلفة من الغدد أو الخلايا المناعية، والمخاط، وحمض المعدة، واللعاب، والدموع، بالإضافة إلى العرق.
  3. استجابات المناعة العامة: مثل الاستجابة الالتهابية، حيث يحدث الالتهاب كرد فعل مناعي من الجسم نتيجة الإصابة أو التلوث في الأنسجة، وذلك بسبب توسع الأوعية الدموية لتسمح بوصول المزيد من الخلايا الدفاعية إلى منطقة الإصابة؛ حيث تجلب الاستجابة الالتهابية الخلايا المناعية إلى منطقة المرض عن طريق زيادة تدفق الدم إليها.
  4. خلايا الجهاز المناعي الفطري: والتي تنتقل عن طريق الدورة الدموية؛ حيث تهاجم الجسيمات الغريبة ومسببات المرض المختلفة داخل الجسم وتقضي عليها، ومن بين هذه الخلايا:                                                                        
  • الخلايا البلعمية أو الخلايا البالعة (بالإنجليزية: Phagocytes): تنتشر الخلايا البالعة في جميع أنحاء الجسم بحثاً عن تهديدات محتملة، مثل البكتيريا أو الفيروسات، حيث تقوم بمهاجمتها وابتلاعها.
  • البلاعم (بالإنجليزية: Macrophages): تمتلك البلاعم القدرة على التجول خارج الدورة الدموية؛ مما يتيح لها كشف مسببات الأمراض بمناطق مختلفة من الجسم والعمل على مهاجمتها، وتنبيه باقي الخلايا الدفاعية في الجسم إلى منطقة الإصابة.

الجهاز المناعي النفسي

يشير مصطلح الجهاز المناعي النفسي (بالإنجليزية: Psychological Immune System) إلى نظام من الآليات والتمييزات الإدراكية التي يستخدمها الفرد وهو غير مدرك، وذلك بهدف حماية نفسه من تجربة مشاعر سلبية قوية، على سبيل المثال، عندما تفكر في إصابتك بمرض أو تشاهد شخصاً يعاني من مرض ما؛ فإن ذلك يثير لديك مشاعر سلبية؛ لذا يقوم جهازك المناعي بتنشيطك لتجنب مصادر هذا المرض؛ مما يدفعك إلى اتباع تدابير وقائية تبقيك بعيداً عن أي خطر محتمل يمكن أن يتسبب في نتائج غير مرغوب فيها في المستقبل.[3]

الجهاز المناعي السلوكي

  1. النظام المناعي السلوكي (بالإنجليزية: Behavioral Immune System)، وهو نوع من الوقاية الطبية، وهو يعتبر طريقة لتعزيز الصحة بالاستفادة من الآليات النفسية المصممة للكشف عن المخاطر في البيئة وتجنب التعامل معها.
  2. يتمثل هذا النظام في مجموعة من الأساليب التي تعمل على كشف العوامل المسببة للأمراض والتصرف بطريقة تجنب المخاطر، وهو مرتبط أيضًا بالنظام المناعي الفطري الذي يستجيب لتلك العوامل المسببة للمرض.
  3. تشترك حواس الشم والبصر في كشف الأشياء التي قد تشكل خطراً على الشخص. ومن بين تلك الأشياء يمكن أن نذكر: البراز، النفايات، الطعام المتعفن، وغيرها.
  4. وقد يكون أيضاً الأشخاص الآخرون عوامل خطر تظهر عليهم علامات الإصابة بمرض معين أو يتصرفون بطرق تزيد من احتمال انتشار العدوى للآخرين، مثل عدم اتباع ممارسات النظافة المعروفة.
  5. عند اكتشاف أن أحد هذه العناصر التي قد تشكل خطراً على الصحة الشخصية، يحدث استجابة نفسية وسلوكية تكيفية تعمل بصورة غير واعية. وتشمل هذه الاستجابات الشعور بالاشمئزاز والنفور والابتعاد عن مصدر الخطر، بالإضافة إلى إثارة نظام التحفيز ليعمل على تنبيهنا بضرورة تجنب الاتصال بتلك العوامل.[4]

الجهاز المناعي العصبي

يضم نظام المناعة العصبية (بالإنجليزية: Neuroimmune System) العمليات والتفاعلات البيو-كيميائية والكهرو-فيزيولوجية، تلك العمليات التي تجري بين الجهاز العصبي والجهاز المناعي في الجسم، تحمي هذه التفاعلات الخلايا العصبية في الجسم من العوامل المسببة للأمراض، يتم ذلك عن  طريق الجهاز المناعي الذي يؤدي عدة وظائف ومهام لحماية الأجهزة العصبية منها نذكر التالي:[5]

  1. مهاجمة مسببات المرض المختلفة والقضاء عليها.
  2. تشكيل حواجز تمنع مسببات المرض من الوصول إلى الأجهزة العصبية في الجسم، مثل الحاجز الدموي الدماغي، حاجز السائل الدموي الشوكي. 
  3. تقوم هذه الحواجز بفلترة المواد الداخلة إلى الأجهزة العصبية لتسمح بمرور الدم والمواد المفيدة إليها، بينما تمنع مسببات المرض المختلفة من المرور. 
  4. المساعدة على شفاء الالتهاب في الأعصاب والخلايا العصبية التالفة، 
  5. تنبيه الخلايا الدفاعية في الجسم ضد أي مسبب محتمل للمرض.

ملاحظة: تتألف الجهاز المناعي العصبي أساساً من الخلايا الدبقية (بالإنجليزية: Glial cells)، وتُعَتَبَرْ الخلايا البدينة جزءً من نظام المناعة العصبي.[5]

الجهاز المناعي الذاتي

وظيفة المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune system) هي وجود الأجسام المضادة في الجسم التي يستخدمها الجهاز المناعي للكشف عن الكائنات الغريبة مثل الفيروسات والبكتيريا ومهاجمتها.

توجد المناعة الذاتية إلى حد ما عند جميع الأشخاص، وعادة ما تكون غير ضارة، إلا أنها قد تسبب مجموعة واسعة من الأمراض للإنسان في ظروف معينة، مثل فشل الجهاز المناعي في التمييز بين أجهزة وخلايا الجسم وبين الأجسام الغريبة المسببة للأمراض؛ عندها يقوم الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة الجسم نفسه أو عضو معين عن طريق الخطأ؛ والتسبب بالعديد من الأمراض تعرف باسم أمراض المناعة الذاتية، يحدث هذا الفشل في الجهاز المناعي نتيجة عدة عوامل تشمل الصفات الوراثية للشخص والمؤثرات الخارجية المختلفة، أمثلة عن أمراض المناعة الذاتية في الجسم: [6]

  • مرض السكري من النوع 1(بالإنجليزية: (Type 1 diabetes
  • التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية:Rheumatoid arthritis ).
  • الذئبة الحمامية الجهازية (بالإنجليزية: Systemic lupus Erythematous -SLE).

يعد الجهاز المناعي خط الدفاع للجسم ضد الأمراض المختلفة، وتلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في تشكيله واستجابته للأمراض، إلا أن اتباع أسلوب حياة صحي وممارسة التمارين الرياضية من أهم الأمور التي تساعدك على تقوية الجهاز المناعي وتحسين أدائه.