;

تدهور حالة بروس ويلس بعد إصابته بالخرف الجبهي الصدغي

  • تاريخ النشر: السبت، 18 فبراير 2023 آخر تحديث: الإثنين، 19 فبراير 2024
تدهور حالة بروس ويلس بعد إصابته بالخرف الجبهي الصدغي

تتداول الأخبار تدهور حالة بروس ويلس إصابته بالخرف الجبهي الصدغي، بعد أن كشفت عائلته عن إصابته، ويأتي ذلك بعد عام واحد من تشخيص إصابته بالحبسة الكلامية، فما هو هذا الاضطراب؟ إليك هذا المقال.

ما هو الخرف الجبهي الصدغي 

يشير الخرف الجبهي الصدغي (بالإنجليزية: Frontotemporal dementia) إلى مجموعة من أنواع الخرف، وهو مصطلح شامل لمجموعة من اضطرابات الدماغ التي تؤثر بشكل أساسي على الفصوص الأمامية والصدغية للدماغ، وترتبط هذه المناطق من الدماغ بشكل عام بالشخصية والسلوك واللغة.

يكون تأثير الإصابة بـالخرف الجبهي الصدغي على وظيفة الشخصية والسلوك واللغة أكثر، بينما تتأثر الذاكرة بشكلٍ أقل وذلك بالمقارنة مع داء ألزهايمر، يتم تشخيص هذا الاضطراب بناءً على الأعراض ونتائج الفحص العصبي، ويتم استخدام اختبارات تصويرية لتقييم الضرر في الدماغ، ثم يتم ذلك وضع خطط علاجية تهدف إلى السيطرة على الأعراض وحسب، وهناك الكثير من الأبحاث التي يتم إجراؤها لمحاولة تحسين فهم أسباب الخرف الجبهي الصدغي بهدف اكتشاف العلاجات.[1]

أسباب الخرف الجبهي الصدغي 

تشير المصادر أن الخرف الجبهي الصدغي ينتج عن تكتلات من البروتين غير الطبيعي الذي يتشكل داخل خلايا الدماغ، ويُعتقد أن هذه التكتلات تتلف الخلايا وتمنعها من العمل بشكل صحيح، حيث تتراكم البروتينات بشكل أساسي في الفصوص الأمامية والصدغية للدماغ في الأمام والجانبين، وهي مناطق مهمة للتحكم في اللغة والسلوك والقدرة على التخطيط والتنظيم.

إن السبب الكامن وراء حدوث هذه التكتلات ليس مفهوماً تماماً حتى الآن، لكن غالباً ما يكون هناك ارتباط وراثي، فإذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بالخرف الجبهي الصدغي، فلا بد من التحدث إلى طبيبك حول إحالتك إلى أخصائي وراثة وربما إجراء اختبار جيني للتحقق من وجود خطر الإصابة بالخرف الجبهي الصدغي.[2]

أعراض الخرف الجبهي الصدغي 

عادةً ما يسبب الخرف الجبهي الصدغي تغييرات في السلوك أو مشاكل اللغة في البداية، وتأتي هذه الأعراض تدريجياً وتزداد سوءاً ببطء مع مرور الوقت، وتختلف الأعراض من شخصٍ لآخر، ويمكن أن تكون الأعراض كما يلي:[1][3]

التغيرات السلوكية

يصاب العديد من الأشخاص المصابين بالخرف الجبهي الصدغي بعدد من السلوكيات غير المعتادة التي لا يدركون وجودها، ويمكن أن تشمل:

  • سلوك اجتماعي غير مناسب.
  • التصرف باندفاع أو بتهور.
  • فقدان مهارة التواصل الفعال مع الآخرين.
  • فقدان الاهتمام بالناس.
  • فقدان الدافع والتحفيز.
  • عدم القدرة على التعاطف مع الآخرين، حيث يبدو المصاب بارداً وأنانياً.
  • السلوكيات القهرية المتكررة، مثل: فرك اليدين أو لعق الشفتين بشكل متكرر.
  • تغيير في تفضيلات الطعام، مثل: الإعجاب المفاجئ ببعض الأطعمة.
  • إهمال النظافة الشخصية.
  • الانعزال الاجتماعي، وقد يحدث ذلك مع تقدم الحالة.

مشاكل اللغة

يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في الكلام واللغة ، بما في ذلك:

  • استخدام الكلمات بشكل غير صحيح، على سبيل المثال: تسمية الخروف بالكلب.
  • فقدان المفردات.
  • تكرار عدد محدود من العبارات.
  • نسيان معنى الكلمات الشائعة.
  • الكلام البطيء المتردد.
  • صعوبة أداء الأصوات الصحيحة لقول الكلمات.
  • ترتيب الكلمات  بشكل خاطئ.
  • تكرار الأشياء التي قالها الآخرون تلقائياً.
  • يفقد بعض الأشخاص القدرة على الكلام تدريجياً، وفي النهاية قد يفقد الأشخاص القدرة على الكلام تماماً.

مشاكل في القدرات العقلية

لا تحدث مشكلات التفكير والقدرات العقلية في المراحل المبكرة من الخرف الجبهي الصدغي، ولكنها غالباً ما تتطور مع تقدم الحالة، ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

  • صعوبة في حل الأمور.
  • سوء التخطيط والحكم والتنظيم.
  • تشتيت الانتباه بسهولة.
  • التفكير بطريقة جامدة وغير مرنة.
  • فقدان القدرة على فهم الأفكار المجردة.
  • صعوبة التعرف على الأشخاص أو الأشياء المألوفة.
  • صعوبات في الذاكرة.

مشاكل جسدية

يعاني بعض الأشخاص المصابين بالخرف الجبهي الصدغي من مشاكل جسدية وصعوبات في الحركة في المراحل المتأخرة، ويمكن أن تشمل الأعراض الجسدية ما يلي:

  • حركات بطيئة وثابتة  تشبه تلك التي تظهر في مرض باركنسون.
  • صعوبة في البلع.
  • فقدان السيطرة على المثانة.
  • فقدان السيطرة على الأمعاء.
  • قد يعاني بعض الأشخاص من الخرف الجبهي الصدغي المتداخل مع مشكلات عصبية أخرى (العصبية والدماغية)، يتضمن ذلك: حدوث مشاكل في السيطرة على الأطراف، وفقدان التوازن والتنسيق، أو حدوث مشاكل في البلع، وحركة العين.

تشخيص الخرف الجبهي الصدغي 

غالباً ما يكون أفراد الأسرة أول من يلاحظ تغييرات طفيفة في السلوك أو المهارات اللغوية، وهذا ما حصل مع عائلة الممثل الأمريكي الشهير بروس ويلس، فإذا تمت ملاحظة ذلك من المهم حينها أن ترى مقدم الرعاية الصحية في أقرب وقت ممكن لمناقشة ما يلي:[4]

  • الأعراض، متى بدأت وكم مرة تحدث.
  • التاريخ الطبي والمشاكل الطبية السابقة.
  • التاريخ الطبي لأفراد الأسرة.
  • الأدوية الموصوفة، والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، والمكملات الغذائية التي يتم تناولها
  • إجراء اختبارات دم روتينية.
  • إجراء فحوصات جسدية، لاستبعاد الحالات الأخرى التي تسبب أعراضاً مماثلة.
  • تقييم الحالة العصبية الصحية، بما في ذلك ردود الفعل، وقوة العضلات، وتوتر العضلات، وحاسة اللمس والبصر، والتنسيق، والتوازن.
  • تقييم الحالة النفسية العصبية، مثل الذاكرة والقدرة على حل المشكلات ومدى الانتباه ومهارات العد، والقدرات اللغوية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب للدماغ.

مضاعفات الخرف الجبهي الصدغي 

لا يعد الخرف الجبهي الصدغي مرضاً مهدداً للحياة، فقد يعيش الناس معه لسنوات، لكن يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض أخرى يمكن أن تكون أكثر خطورة، تشمل المضاعفات ما يلي:[4]

  • الإصابة في الالتهاب الرئوي، هو السبب الأكثر شيوعاً للوفاة  بسبب الخرف الجبهي الصدغي.
  • التعرض لخطر متزايد للإصابة بالعدوى والإصابات المرتبطة بالسقوط.
  • الانخراط في سلوكيات خطيرة بسبب الأعراض الجسدية والسلوكية.
  • عدم المقدرة على رعاية أنفسهم، لذلك قد يحتاجون إلى رعاية تمريضية على مدار 24 ساعة أو البقاء في دار رعاية.

التعامل مع الخرف الجبهي الصدغي 

تصف عائلة بروس ويلس الخرف الجبهي الصدغي بالمرض القاسي، وذلك لعدم وجود علاج محدد أو دواء لعلاج الخرف الجبهي الصدغي، بل قد يؤدي بعضها إلى تفاقم  الأعراض الخَرَف الجبهي الصدغي، لكن يُذكر أن هناك الطرق العلاجية التي يمكن أن تساعد في السيطرة على أعراض وتشمل ما يلي:[4]

  • استخدام مضادات الاكتئاب، حيث يمكن أن تساعد في علاج القلق والتحكم في سلوكيات الوسواس القهري.
  • الأدوية المنومة، وتُصرف هذه الأدوية بوصفة طبية لتخفيف الأرق واضطرابات النوم الأخرى، قد يقلل ذلك من السلوكيات اللاعقلانية والقهرية.
  • جلسات تعديل السلوك، وتساعد في التحكم في السلوكيات غير المقبولة أو المحفوفة بالمخاطر.

أخيراً، في ظل تداول الأخبار تدهور حالة بروس ويلس بعد ثبوت إصابته بالخرف الجبهي الصدغي، رغم عدم وجود علاج لهذا الاضطراب، لكن يدعو الأطباء لعدم فقدان الأمل والاستمرار بالحفاظ على المهارات والسلوكيات بشكلها الصحيح قدر الإمكان، فمن الممكن أن يفقد المريض بعض المهارات بسبب المرض الذي يعاني منه، ولكن لا يزال هناك الكثير من المهارات التي يمكن الحفاظ عليها وتطويرها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!