;

تزايد حالات السل العالمية لأول مرة منذ 20 عامًا

  • تاريخ النشر: الإثنين، 31 أكتوبر 2022
تزايد حالات السل العالمية لأول مرة منذ 20 عامًا

تعثرت العديد من الخدمات الصحية منذ بداية جائحة كورونا وحتى يومنا هذا، خاصةً في الدول شديدة الفقر، الأمر الذي انعكس على تزايد حالات السل العالمية لأول مرة منذ 20 عاماً، وارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بالسل بشكل لم نعهده في السنوات السابقة، وهو ما يمثل تهديداً صحياً شديد الخطورة إذا لم يتم توفير الدعم الصحي اللازم لمواجهة هذا المرض القاتل.

تقرير منظمة الصحة العالمية عن السل

قدمت منظمة الصحة العالمية تقريراً يتضمن إصابة ما يقرب من 10.6 مليون شخص بمرض السل في عام 2021، وهي زيادة تقدر بنحو 4.5% عن إجمالي الإصابات عام 2020، كما بلغ إجمالي الوفيات المرتبطة بالمرض 1.6 مليون حالة، إلى جانب تفاقم مشكلة السل المقاوم للأدوية وزيادتها بنسبة 3% بين عامي 2020 و2021، وتعد تلك هي المرة الأولى التي يتم رصد كل هذه الأعداد منذ سنوات كثيرة. [1][2]

أوضح تقرير منظمة الصحة العالمية أن الأعداد التي تم رصدها أقل بكثير من الحقيقة؛ نظراً لارتفاع أعداد المصابين الذين لم يتم تشخيصهم، مما أدى إلى زيادة انتقال العدوى إلى المجتمع، وارتفاع نسب الوفيات بشكل واضح، وهي من الأمور التي سيتم مناقشتها في اجتماع الأمم المتحدة الثاني بشأن مرض السل، والمقرر انعقاده في عام 2023. [1]

أسباب تزايد حالات السل العالمية

انتشرت حالات السل بوضوح في العديد من البلدان الفقيرة، وارتبط هذا الانتشار بكثير من العوامل أهمها انخفاض حجم التمويل العالمي لمكافحة السل في عام 2021، إلى جانب عدم تمكن كثير من المصابين من الحصول على التشخيص أو العلاج المناسب بسبب تراجع الدعم الصحي أثناء جائحة فيروس كورونا. [2]

على الرغم من وجود مرض السل في كثير من الدول، إلا أن الدول شديدة الفقر هي التي تتحمل العبء الأكبر لمواجهة المرض؛ نظراً لوجود كثير من الحواجز الاقتصادية للتشخيص، وتحمل الأسر مبالغ ضخمة لتلقي العلاج الذي يستمر في معظم الحالات لعدة أشهر، الأمر الذي يفرض أهمية تكاتف الجهود الدولية لتقديم الدعم المالي لهذه الدول؛ منعاً لانتشار هذا المرض. [2]

حقائق علمية عن مرض السل

يصنف الأطباء مرض السل أو مرض الدرن على أنه المرض الأكثر فتكاً وانتشاراً بعد فيروس كورونا، يرتبط حدوث المرض بعدوى تسببها بكتيريا تسمى المتفطرة السلية، وهي بكتيريا تصيب الرئتين، وتنتشر في الهواء من المصابين أثناء السعال، مما يسهل انتقالها من شخص لآخر عن طريق الاتصال الوثيق مع أحد المصابين. [1]

إلى جانب السبب الأساسي للعدوى، هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من نسب الإصابة بالمرض، من ضمنها: [1]

  • التدخين.
  • سوء التغذية.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • الاتصال الوثيق بالمرضى عن طريق السفر إلى البلدان التي ينتشر فيها العدوى، أو العمل في مجال الرعاية الصحية، وتقديم المساعدة الطبية لأحد المصابين.

على الرغم من خطورة مرض السل، إلا أنه من الأمراض التي يمكن علاجها والتعافي منها عند تلقي العلاج المناسب، حيث يمكن علاج 85% من الحالات عن طريق خطة علاجية تعتمد على استخدام بعض الأدوية من 4 إلى 6 أشهر. [1]

كيف يمكن الوقاية من السل

ينبغي أن يلتزم المصابون ببعض الإجراءات التي تمنع انتقال العدوى إلى المحيطين، تتضمن هذه الإجراءات: [3]

  • غسل اليدين جيداً بعد السعال أو العطس.
  • تلقي العلاج المناسب الذي يصفه الطبيب.
  • البقاء في المنزل، وعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
  • ارتداء قناع في حالة اضطرار المريض إلى الخروج، مع الحرص على تجنب الاتصال الوثيق بالآخرين؛ لمنع انتقال عدوى السل إليهم.

على الجانب الآخر، هناك بعض الإجراءات الوقائية التي ينبغي الالتزام بها خاصةً في حالة الانتقال إلى إحدى الدول التي تنتشر بها عدوى السل، من ضمن هذه الإجراءات: [3]

  • تجنب استخدام وسائل النقل العام.
  • تجنب الاتصال المباشر بمرضى السل.
  • خضوع المرضى المصابين بأمراض نقص المناعة إلى اختبار الدرن بشكل متكرر.
  • استشارة الطبيب حول إمكانية تلقي اللقاح المخصص للوقاية من مرض السل، خاصةً للأطفال، والعاملين في مجال الرعاية الصحية.

يمثل تزايد حالات السل العالمية الذي شهدته كثير من الدول في العامين الماضيين كارثة صحية، الأمر الذي يفرض أهمية وضع استراتيجية دولية لتمويل البلدان الفقيرة لمواجهة الأزمة، وتجنب تفاقم الوضع وزيادة عدد الوفيات.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!