;

الانتحار - الأسباب وعلامات التحذير

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 21 أكتوبر 2020
الانتحار - الأسباب وعلامات التحذير

الانتحار هو عمل يقوم به أي شخص ويتسبب عمدًا في موته استجابة لمشاكل الحياة التي يعتبر أنه من المستحيل التغلب عليها.

يتضمن السلوك الانتحاري كل من محاولات الانتحار والانتحار، في حين تشمل الأفكار الانتحارية إلى التفكير والتخطيط لعملية الانتحار.

في معظم الحالات، يكون الانتحار نتيجة معاناة من بعض المشكلات التي يعتقد الشخص أنها مستحيلة الحل، قد تكون هذه المشكلة هي المعاناة من الاكتئاب.

يستخدم الأشخاص الذين يقومون بالانتحار العديد من الأدوات والأساليب، بما في ذلك الأسلحة النارية والجرعات كبيرة من الأدوية أو السموم وغيرها.

لا يجب الاستهانة أو تجاهر الحديث عن الأفكار الانتحارية، إذا كنت تعرف أي شخص يفكر أو يخطط للانتحار، فعليك إبلاغ أفراد عائلته والمقربين له بذلك، حيث يجب عرضه على طبيب نفسي لتجنب إقدامه على الانتحار.

في معظم دول العالم، هناك خطوط هاتف ساخنة يمكن الاتصال بها للإبلاغ عن حالات الانتحار المحتملة، ويمكن للأشخاص الذين لديهم أفكار انتحارية الاتصال بها أيضًا. [1]

السلوك الانتحاري

يشمل السلوك الانتحاري كل من:

  • الانتحار: وهو فعل مقصود ومتعمد يهدف إلى إيذاء النفس ويسبب الموت.
  • محاولة الانتحار: أي فعل يسبب ضررًا بالنفس بقصد الموت، لكنه لا يؤدي إلى الموت، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة.

هناك بعض السلوكيات التي يقوم بها الأشخاص لإيذاء النفس دون أن يكون هدفها الموت، من الأمثلة على هذه السلوكيات:

  • حرق الجلد بسيجارة
  • تناول جرعة كبيرة من الأدوية

غالبًا ما يكون الهدف من هذه السلوكيات تخفيف أو لفت الأنظار للحصول على المساعدة من الآخرين. لكن لا ينبغي تجاهل هذه الأفعال لأنها يمكن أن تتطور إلى سلوك انتحاري حقيقي.

في كثير من الحالات، يرتبط الانتحار بحالة أو مرض نفسي شديد، كما يمكن أن يرتبط ببعض العوامل التي تؤثر على الحالة العقلية والذهنية، مثل شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.

عدد حالات الانتحار الكاملة في العالم

في كل سنة، يموت حوالي 800 ألف شخص بسبب الانتحار. ويعتبر الانتحار السبب الرئيسي للموت عند من تتراوح أعمارهم بين 15 – 29 سنة.

لكن هذه الأرقام غير دقيقة، فكثير من حالات الانتحار في العالم لا يتم توثيقها، ما يعني أن الأعداد قد تكون أكبر، وفي بعض البلدان، لا توجد أي إحصاءات حول عدد الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار.

في عام 2017، مات حوالي 470 ألف شخص نتيجة الانتحار. هذا يعني أن حوالي 129 شخص أقدموا على الانتحار كل يوم.

يقدم الرجال على الانتحار أكثر من النساء، فمقابل كل امرأة واحدة تقدم على الانتحار، يقدم 4 رجال على الانتحار. هذا يعود إلى أن الرجال يكونون أكثر تعرضًا لضغوطات الحياة، كما أنهم يقدمون أكثر من النساء على شرب الكحول أو تعاطي المخدرات. [2]

ما الذي يدفع الأشخاص إلى الانتحار؟

غالبًا ما يكون من الصعب فهم ما يدور في رأس المنتحر، فالأسباب التي يمكن أن تدفع الفرد إلى الانتحار يمكن أن تكون في الواقع متنوعة ومتعددة.

تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد صورة نفسية حقيقية للانتحار، في الواقع، تظهر أحيانًا النوايا الانتحارية فجأة دون سبب واضح، ولكنها في معظم الحالات، تعكس وجود اضطراب نفسي موجود مسبقًا، أو قد تمثل نتيجة للمعاناة من صدمة جسدية أو نفسية أو وجود فاجعة أو حدث مؤثر (مثل وفاة شخص قريب أو انقطاع العلاقات العاطفية)، وقد يكون الدافع إلى الانتحار هو مرض خطير أو غير قابل للعلاج (مثل الشلل أو العمى) أو نتيجة تغير كبير في نمط الحياة (مثل فقدان العمل أو الاضطرار إلى تغيير السكن).

وفقًا لأبحاث عديدة، أحد عوامل الخطر الرئيسية القادرة على حث الشخص على الانتحار هو العامل الوراثي. فالأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من محاولات الانتحار أو الانتحار أو إيذاء النفس سيكونون أكثر عرضة لخطر الانخراط في سلوك مماثل. كما أن تعاطي الكحول أو المخدرات يزيد من مخاطر السلوكيات الانتحارية.

من بين الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تحفز الأفكار الانتحارية لدى الفرد وتؤدي به إلى هذا السلوك هي:

  • اضطرابات التغذية
  • الاضطراب الثنائي القطب
  • الذهان
  • الفصام
  • الاكتئاب
  • اضطرابات القلق
  • نوبات الذعر
  • الرهاب
  • اضطراب ما بعد الصدمة

ما هي العلامات التي يجب أن تكون مقلقة؟

جميع محاولات الانتحار تقريبًا هي نتيجة محاولة إيذاء النفس وليست نتيجة نية حازمة ومتعمدة للموت. من المهم الانتباه إلى بعض العلامات التي يمكن أن تخبرنا ما إذا كان الفرد يفكر في الانتحار أم لا.

من بين العلامات التي يجب الانتباه إليها:

  • يتحدث عن أفكار انتحارية
  • يعزل نفسه عن الآخرين
  • يعاني من القلق والأرق والتهيج والغضب
  • ينخرط في سلوكيات عالية الخطورة
  • يعاني من اضطرابات المزاج
  • ليس لديه ما يكفي من احترام الذات
  • يتحدث عن عجزه أو انعدام قيمته

في معظم الحالات، جميع المواقف أو السلوكيات التي ذكرناها لا تؤدي إلى الانتحار، لكن وجود بعض هذه الإشارات يمثل جرس إنذار لا يجب الاستهانة به أو تجاهله، لأنه يزيد من خطر الانتحار كثيراً. [3]

هل من الممكن منع الانتحار؟

لأننا غير قادرين على فهم الانتحار والأسباب التي تؤدي لهذا السلوك الخطير، يكون منع أو توقع الانتحار أمراً صعباً للغاية.

يجب أن يتضمن الإجراء الوقائي الفعال سلسلة من التدخلات التي تهدف إلى تحديد ومعالجة أي اضطرابات نفسية كامنة والسيطرة على عوامل الخطر البيئية واحتوائها من خلال توعية دقيقة للجميع. إن نشر المعلومات التي تهدف إلى التعرف المبكر على علامات التحذير أو هي عناصر أساسية لنجاح برامج منع الانتحار.

من المهم أن يكون كل شخص مستعدًا للاستماع إلى الآخر بفاعلية، لأنه في كثير من الأحيان، يمكن أن يمنع الشعور بالضيق المرتبط بالمرض العقلي الأشخاص من طلب المساعدة الضرورية أو قبولها. يمكن أن يمثل الاستماع وإدراك هذه الإشارات الخطوة الأولى نحو منع الانتحار، بهذه الطريقة يتم التعرف على معاناة الأشخاص وعلاجهم قبل فوات الأوان.

هل من علاجات لمن حاول الانتحار؟

العلاج النفسي هو من دون شك حجر الزاوية لعلاج الأفراد الذين حاولوا الانتحار أو لديهم أفكار انتحارية أو سلوك انتحاري.

يحتاج الأشخاص الذين لديهم تاريخ من محاولات الانتحار إلى رعاية متخصصة اعتماداً على السبب الذي دفعهم إلى تنفيذ مثل هذا السلوك. في الحالات الخطيرة والمحتملة للانتحار، قد يكون من الضروري النظر في إمكانية علاج الشخص من أجل حمايته من نفسه ومن أي محاولات انتحار أخرى.

في معظم الحالات، يشمل العلاج النفسي أخذ أدوية نفسية مفيدة لتحسين الحالة العقلية للمريض وتجنب محاولة انتحار أخرى محتملة.