;

أسباب ألم الساقين

  • تاريخ النشر: الخميس، 16 يونيو 2022 آخر تحديث: الجمعة، 09 ديسمبر 2022
أسباب ألم الساقين

هل عانيت سابقاً من ألم الساقين تلك المشكلة الصحية المزعجة التي من الشائع أن نتعرض إليها جميعاً، فهي قد تُعيق قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية البسيطة مما يؤثر عليه نفسياً ويجعله يشعر بالاختناق.

لذا سنتطرق في هذا المقال إلى أسباب ألم الساقين بالتفصيل، وكيفية تشخيص ألم الساقين، وكيف يُمكنك أن تتخلص من ألم الساقين البسيط منزلياً.

ألم الساقين 

ألم الساقين (بالإنجليزية: Leg Pain) من المشكلات الشائعة التي تحدث عندما تستجيب الأعصاب للمنبهات؛ مثل: مستوى الضغط المرتفع، واضطراب درجات الحرارة، والمواد الكيميائية التي تنطلق عند حدوث تلف في الأنسجة.

وقد نتعرض له أثناء المشي، أو الجري، أو الاستلقاء، أو في أثناء ممارسة الرياضة، وقد يكون في ساق واحدة فقط أو كلتا الساقين، وتتراوح آلام الساقين أو الانزعاج في أي مكان في الساق من ألم خفيف إلى إحساس حاد يُشبه الطعن بالسكين، وقد يكون مفاجئاً قصير المدى أو مزمناً مستمراً. [1]  

ويتم تصنيف ألم الساقين عادةً كما يلي: [2]

  • ألم الجهاز العضلي الهيكلي المنشأ: يوجد عديد من الأسباب وراء هذا النوع من الألم؛ مثل: التشنجات العضلية، وكسور الإجهاد، والتهاب المفاصل، والتهاب الأوتار، ومتلازمة الحيز الجهدي المزمن.
  • ألم ناتج عن الأوعية الدموية: قد يكون أبرزها: التخثر الوريدي العميق (DVT)، واعتلال الشرايين المحيطة، بالإضافة إلى دوالي الأوردة ودوالي الأكزيما.
  • ألم ناتج عن الأعصاب: تشمل حالات متعددة؛ مثل: متلازمة تململ الساقين التي ترتعش فيها الساقان بشكل لا يُمكن السيطرة عليه، وألم العصب الوركي (عرق النسا).

أسباب ألم الساقين 

توجد أسباب متنوعة وراء شعورك بألم الساقين تختلف بين البسيط إلى المحفوف بالمخاطر، فالأمر قد يكون مرتبطاً بالعظام، أو المفاصل، أو العضلات، أو الأوعية الدموية، أو الأعصاب، أو حتى الأوتار والأربطة.

التشنجات العضلية 

تُعد التشنجات العضلية (بالإنجليزية: Muscle Cramps) من الأسباب الرئيسية لشعورك بألم الساقين الذي يكون غالباً ألماً حاداً ومفاجئاً مع تقلص عضلات الساقين. [1]  

فغالباً تشكل العضلات المشدودة نتوءاً صلباً مرئياً تحت الجلد مع بعض الاحمرار والتورم في المنطقة المحيطة، ويُمكن أن تشعر بها في أي وقت سواء أكان في منتصف النهار، أو في أثناء نومك، لكن قد تكون أكثر شيوعاً في الليل عند كبار السن، إذ يعاني 1 من كل 3 أشخاص تزيد أعمارهم عن 60 عاماً من تشنجات ليلية.

ومن الجدير بالذكر أن إجهاد العضلات والجفاف قد يتسببان أيضاً في الشعور بألم وتقلصات الرجلين، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية؛ مثل: مدرات البول، وأدوية الستاتين. [2] [3]

الإصابات العضلية الهيكلية 

قد يكون ألم الساقين علامة تدل على حدوث إصابة عضلية هيكلية؛ مثل: [1] [2] [3]

  • إجهاد العضلات: هو إصابة شائعة تحدث عند تمزق ألياف العضلات من الإفراط في التمدد، وغالباً يحدث في العضلات الأكبر حجماً؛ مثل: أوتار الركبة، أو ربلة الساق، أو عضلات الفخذ.
  • التهاب الأوتار: هو التهاب في الحبال السميكة التي تربط العضلات بالعظام مما يجعل من الصعب تحريك المفصل المصاب، وغالباً تحدث في أوتار الركبة، أو بالقرب من عظم كعب القدم من صعود السلالم بشكل متكرر، أو إرهاق عضلة الربلة.
  • شد في أوتار الركبة: تحدث من الصدمات الحادة المرتبطة غالباً بممارسة الرياضة خاصةً الجري، كما قد تحدث الالتواءات وإجهاد أوتار الركبة من عدم التدرب كفاية على المرونة، أو عدم الإحماء جيداً قبل ممارسة الرياضة.
  • الالتهاب الكيسي في الركبة: يحدث عندما تلتهب الأكياس المملوءة بالسوائل المحيطة بمفصل الركبة.
  • جبيرة الظنبوب: تشعر هنا بالألم في الجزء الأمامي من بطة الساق حيث تلتهب العضلات واللحم على طول حافة عظم القصبة مما يجعل المشي، والجري، وحتى القفز مؤلماً، وغالباً يحدث من تكرار القيام بأنشطة بدنية على الأسطح الصلبة، أو إذا كانت قدمك مسطحة وتنحرف إلى الخارج.
  • الكسور: تنتج من الضغط الشديد أو السقوط الذي يصاحبه ظهور تورم، وكدمات، وتشوه شديد، وهو يحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، كما قد تتعرض إلى الكسور الإجهادية الناتجة عن الضغوط المتكررة أثناء ممارسة الرياضة، أو عندما تزداد شدة النشاط بسرعة كبيرة.

الاضطرابات المرضية 

قد تتسبب بعض الحالات المرضية في شعورك بألم الساقين؛ مثل: [1] [2] [3]

  • تصلب الشرايين: يحدث غالباً من تراكم الدهون والكوليسترول في الشرايين التي تحمل الدم الغني بالأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، لذا عندما يكون هناك انسداد فإن أنسجة الساق لا تحصل على ما يكفي من الأكسجين الذي يؤدي إلى الإحساس بآلام الساقين.
  • تجلط الأوردة العميقة: تحدث عندما تتشكل جلطة دموية في الوريد الموجود بعمق داخل الجسم، وعادةً ما تحدث الإصابة بجلطات الأوردة العميقة في أسفل الساق بعد فترات طويلة من الراحة في الفراش، أو بعد قضاء وقت طويل جالساً في رحلة، إذ تشمل الأعراض تورماً، وإحساساً ساخناً ومؤلماً في جانب واحد من الساق، وقد تذوب الجلطة من تلقاء ذاتها أو تكون بحاجة إلى رعاية طبية.
  • التهاب المفاصل: قد يشعر الشخص بألم في الساقين مصحوباً بتورم، واحمرار في المنطقة المصابة التي تكون غالباً في مفاصل الركبتين والوركين.
  • النقرس: يُعد شكل من أشكال التهاب المفاصل الشائعة الذي يحدث من تراكم الكثير من حمض البوليك في الجسم، وعادةً يسبب الألم والتورم والاحمرار في القدمين، والجزء السفلي من الساقين.
  • الدوالي الوريدية: هي عبارة عن عروق معقودة ومتضخمة تتشكل عندما تمتلئ الأوردة بالدم من عدم كفاءة الصمامات، وتحدث دوالي الأوردة غالباً في الربلة والكاحلين.
  • الاعتلال العصبي المحيطي: يحدث عند تلف الأعصاب التي تربط الجهاز العصبي المركزي ببقية أجزاء الجسم، وغالباً يكون نتيجة الإصابة بعدوى، أو الإصابة بمرض السكري، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، وغالباً ما يحدث في القدمين والجزء السفلي من الساقين.

أسباب أخرى لألم الساقين 

هناك بعض الحالات والإصابات الأخرى التي قد تؤدي أيضاً إلى ألم الساقين؛ مثل: [1] [2] [3]

  • الإصابة بألم العصب الوركي (عرق النسا).
  • الانزلاق الغضروفي.
  • الإصابة بداء أوزغود شلاتر الذي غالباً يحدث في المراهقين الذين يعانون طفرات النمو عند البلوغ. 
  • أورام العظام السرطانية في عظام الساق الكبيرة؛ مثل: عظم الفخذ، وعظم الساق.
  • سرطان المبيض، والإصابة ببطانة الرحم المهاجرة من أسباب ألم وتورم الساقين لدى السيدات.
  • الإصابة بمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة.
  • الإصابة بعدوى العظام (التهاب العظم).
  • الإصابة بمرض الشريان المحيطي (PAD).
  • وجود التهابات جلدية في الساقين من عدوى بكتيرية خاصةً في وجود أمراض كامنة؛ مثل: مرض السكري، وأمراض الشرايين الطرفية.
  • زيادة الوزن أو السمنة خاصةً في الحمل.
  • التدخين، أو إدمان الكحوليات.

كيفية تشخيص ألم الساقين 

من المهم أن ترى طبيباً متخصصاً في حالة كان ألم الساقين الذي تُعانيه شديداً، أو يعرقل نشاطاتك اليومية، إذ يعتمد الطبيب على وسائل تشخيصية مختلفة حتى يصل إلى السبب الدقيق وراء الحالة مع الخطة المثالية له، فبعد أن يتعرف على أعراضك، ويُجري فحصاً بدنياً شاملاً، قد يطلب منك القيام بكل مما يلي: [4] [5]

  • تحاليل الدم: تساعد الطبيب في الكشف عن وجود علامات التهاب، أو تجلط الدم، أو نقص التغذية، أو اضطرابات الجهاز المناعي، وغيرها من الأشياء التي قد تؤدي إلى ألم الساقين.  
  • اختبار الأشعة السينية (X-Rays): يساعد في إعطاء صور للعظام التي قد تكشف عن وجود كسر، أو للبحث عن السوائل والتكلسات في المفصل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا الاختبار مجالاً مغناطيسياً وموجات الراديو لإنشاء صور مفصلة للأنسجة الرخوة، والأربطة حول مفاصل الساق أو الظهر.
  • الموجات فوق الصوتية: يستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية لإنتاج صور لهياكل الجسم وتكويناته، فقد يكون مفيداً في تشخيص الحالات التي تؤثر على الأنسجة الرخوة؛ مثل: التهاب وتر العرقوب.
  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب: يجمع هذا الاختبار بين العديد من صور الأشعة السينية لإنشاء مقطع عرضي مفصل للغاية من الهياكل، وهو أرخص وأسرع من التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تصوير الوريد: يتضمن هذا الاختبار حقن صبغة في وريد الساق، واستخدام التصوير بالأشعة السينية لاكتشاف الجلطات الدموية. 
  • مؤشر الكاحل والعضد: يُقيم الطبيب فيه تدفق الدم الشرياني في الساقين أثناء الراحة ومع ممارسة الرياضة، إذ يتم فيه مقارنة ضغط الدم في الذراعين بضغط الدم في الساقين.
  • دراسات التوصيل العصبي: تستطيع تقييم وظيفة الأعصاب في الساقين مع قياس قدرة أعصاب معينة على حمل النبضات الكهربائية؛ لتحديد ما إذا كان ألم الأعصاب ناتجاً عن سبب مركزي من الدماغ، أو النخاع الشوكي، أو بسبب إصابة في الأعصاب الطرفية.

علاج ألم الساقين 

ترتبط الخطة العلاجية دائما بالسبب المؤدي إلى المرض، ونظراً لوجود أسباب متنوعة وراء ألم الساقين فلا توجد خطة علاجية مُحددة تصلح لجميع الحالات، لكن تستطيع عادةً علاج ألم الساقين في المنزل إذا كان بسبب تقلصات، أو إصابات طفيفة، أو الإفراط في الاستخدام، إذ يُمكنك القيام بكل مما يلي:  [4] [5]

  1. إراحة الساقين قدر الإمكان من أي مجهود بدني، ويُفضل رفع الساقين بالوسائد.
  2. وضع كمادات الثلج على المنطقة المصابة من ساقك لمدة 15 دقيقة على الأقل أربع مرات يومياً؛ سيساعدك في تقليل التورم، والالتهاب، والألم.
  3. ارتداء الجوارب الضاغطة مع الدعم.
  4. أخذ حمام دافئ ثم شد العضلات مع التدليك برفق خاصةً إذا كان الألم في الجزء السفلي من الساق، وإذا كنت تشعر بألم في الجزء العلوي من الساق، فيوصى بالانحناء إلى حين وصول أصابع اليدين إلى أصابع الساقين.
  5. يُمكن تناول مسكنات الآلام المتاحة دون وصفة طبية في الصيدليات؛ مثل: الباراسيتامول، والأسبرين، والإيبوبروفين ليخفف الشعور بعدم الراحة أثناء تعافي الساق، لكن إذا استمر الألم لأكثر من 72 ساعة متواصلة فيوصى باستشارة الطبيب.
  6. الالتزام بتناول العقاقير المخصصة للحالة المرضية التي تسبب ألم الساقين، أو تقليل فرصة الإصابة به خاصةً مرض السكري، وارتفاع الكوليسترول في الدم.     

الوقاية من ألم الساقين    

 لا يُمكن منع جميع أشكال ألم الساقين بأسبابها المتنوعة، لكن بعض الحالات الأكثر شيوعاً التي تسبب ألم الساق تستجيب غالباً للتدابير الوقائية التالية:  [4] [5]

  • ممارسة تمارين إطالة الساق بانتظام قد تساعدك في تجنب التقلصات خاصةً شد عضلات ربلة الساق.
  • الحفاظ على رطوبة جسمك بالحصول على كمية كافية من السوائل؛ حتى تتجنب تقلصات الساقين.
  • تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د لزيادة قوة عظامك وتقليل فرصة الإصابة بالكسور.
  • قد يساعدك النظام الغذائي الصحي في الحفاظ على صحة القلب، والأوعية الدموية، والأعصاب.
  • الحفاظ على الوزن الصحي قدر الإمكان.
  • الامتناع عن التدخين؛ لأنه قد يسبب مشاكل في الأوعية الدموية التي تؤدي إلى ألم الساقين.
  • ارتداء أحذية داعمة خلال ممارستك للتمارين الرياضية.
  • تجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة؛ لأنها قد تزيد خطر الإصابة بجلطات الدم في الساقين.

ختاماً، كما تعرفنا إلى أسباب ألم الساقين بالتفصيل سواء أكانت ناتجة عن مشكلة في الأوعية الدموية، أو الأعصاب، أو الجهاز العضلي الهيكلي، يجب أن نشير إلى ضرورة الذهاب إلى الطبيب فعلى الرغم من أن معظم حالات ألم الساقين بسيطة لا تحتاج إلى تدخل طبي إلا أنها قد تكون أحياناً دلالة على حالة مرضية خطيرة بعواقب أشد خطورة.