;

أسباب الصداع المفاجئ

الصداع المفاجئ قد يكون إنذاراً لخطر صحي يحتاج للتوجه إلى الطوارئ الطبية على الفور.

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 15 فبراير 2023 آخر تحديث: الخميس، 15 فبراير 2024
أسباب الصداع المفاجئ

يصاب الجميع بالصداع في مراحل مختلفة من الحياة وقد يكون ناتجاً عن أمراض أو عرض لإجهاد، لكن الصداع المفاجئ يعد الأخطر على الإطلاق وقد يكلفك حياتك إذا لم تطلب المساعدة الطبية الفورية، فيما يلي نتعرف على أسباب الصداع المفاجئ أو ما يُطلق عليه صداع الرعد، وطرق تشخيصه، وعلاجه.

ما هو الصداع المفاجئ

الصداع المفاجئ أو ما يُعرف باسم صداع الرعد (بالإنجليزية: Thunderclap headache) هو صداع شديد للغاية وحاد يظهر بشكل مفاجئ، ويصل إلى شدته القصوى في غضون دقيقة واحدة من ظهوره، يختلف الصداع المفاجئ عن أنواع الصداع الأخرى بسبب السرعة التي يتطور بها.

غالبًا ما يصف الأشخاص الذين أُصيبوا بالصداع المفاجئ بأنه "أسوأ صداع عانيت منه في حياتي" لأنه شديد وسريع للغاية في بدايته، ويمكن أن يكون مرهقاً أو مستمرًا، ويمكن أن تنخفض شدته مع ذلك يعتبر الصداع المفاجئ من الأعراض الخطيرة للغاية لأنه علامة شائعة على حدوث نزيف وشيك في الدماغ لذلك يجب الانتقال إلى قسم الطوارئ الطبية على الفور.[1][2]

أعراض الصداع المفاجئ

يتمثل العرض الرئيسي للصداع المفاجئ في حدوث ألم مفاجئ وشديد في رأسك، يصل هذا الألم إلى أقصى درجاته في غضون 60 ثانية ويستمر لمدة خمس دقائق على الأقل ثم يتلاشى عادة في غضون الساعات القليلة القادمة، إذا كنت تعاني من الصداع المفاجئ فمن المحتمل أيضًا أن تعاني من الأعراض التالية:

  • الغثيان أو القيء.
  • فقدان الوعي أو تغيره.
  • تدلى الوجه.
  • ضعف.
  • التغييرات البصرية.
  • تصلب أو ألم في الرقبة.
  • ضغط دم مرتفع.
  • النوبات.
  • حمى.
  • صعوبة التفكير.

لسوء الحظ في بعض الأحيان أثناء المراحل المبكرة من حدوث تغيير في تدفق الدم أو إصابة الدماغ قد يكون الصداع الشديد المفاجئ هو علامة التحذير الوحيدة، يمكن أن يكون هذا الألم الشديد المفاجئ بدون أعراض أخرى بمثابة تحذير من حدوث نزيف أكبر أو سكتة دماغية قادمة.[2]

أنواع الصداع المفاجئ

جميع أنواع الصداع بما فيها الصداع المفاجئ لها أسباب أولية وثانوية.

الصداع الأولي

يعاني الأشخاص المصابون بالصداع المفاجئ الأولي من ألم في الرأس دون أعراض أخرى حيث لا توجد حالة مرضية تسبب الألم، ويمكن أن يحدث الصداع المفاجئ الأولي بسبب السعال أو ممارسة التمارين الرياضية أو المجهود أو النشاط الجنسي.

الصداع الثانوي

تسبب العديد من المشكلات الصحية الصداع المفاجئ مثل مشاكل الأوعية الدموية في الدماغ، إلى جانب وجود أعراض أخرى، ويعد الصداع المفاجئ الثانوي علامة على حالة خطيرة قد تكون مهددة للحياة.

من الصعب معرفة ما إذا كنت تعاني من صداع مفاجئ أولي أو ثانوي لذلك يجب في الحالتين طلب الطوارئ الطبية على الفور دون تردد لإنقاذ حياتك.[3]

أسباب الصداع المفاجئ

السبب الأكثر إثارة للقلق والأكثر شيوعًا لصداع الرعد المفاجئ هو تمزق الأوعية الدموية والنزيف اللاحق في الدماغ، وتشمل أسباب الصداع المفاجئ ما يلي:

نزيف في المنطقة تحت العنكبوتية

نزيف تحت العنكبوتية يعد السبب الأكثر شيوعًا، وهو نزيف في المنطقة الواقعة بين الدماغ والأنسجة الرقيقة التي تغطي الدماغ، عادة ما يحدث بسبب تمزق تمدد الأوعية الدموية، وهي حالة طبية طارئة تتطلب عناية فورية.[2][3]

متلازمة تضيق الأوعية الدماغية العكسية (RCVS)

متلازمة تضيق الأوعية الدماغية العكسية هي الانقباض المفاجئ للأوعية التي تزود الدماغ بالدم، وتعد السبب الثاني الأكثر شيوعًا حيث يكون هناك ضيق مؤقت أو تشنج في الأوعية الدموية المحيطة بالدماغ مما يتسبب فقدان تدفق الدم الناتج في حدوث صداع مفاجئ ومؤلِم للغاية، وقد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل التغيرات المؤقتة في الرؤية أو الوعي أو القوة أو الإحساس.[3][4]

تمدد الأوعية الدموية في الدماغ

يمكن أن يتسبب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ في حدوث صداع شديد، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بضعف أو تنميل أو تغيرات في الرؤية أو الإحساس، يمكن أن يسبب التشريح، وهو تمزق في جدار الوعاء الدموي، وتمدد الأوعية الدموية وهو ضعف في جدار الوعاء الدموي، يسبب صداعًا مؤلمًا مفاجئًا.[2][3]

السكتة الدماغية

السكتة الدماغية تعني أن تدفق الدم في مكان ما في الدماغ قد تم توقف بسبب الجلطة، وتشمل أعراض السكتة الدماغية:

  • الضعف
  • الخدر والشلل في جانب واحد من الوجه و / أو الجسم.
  • كلام غير واضح
  • رؤية غير طبيعية
  • الصداع المفاجئ الشديد.[2][3]

ارتفاع مفاجئ وشديد في ضغط الدم

يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم الشديد مجموعة متنوعة من الأعراض بما في ذلك الصداع، وألم في الصدر، وتشوش الرؤية، وتغيير في الحالة العقلية.

الصداع المرتبط بارتفاع ضغط الدم هو صداع تدريجي نابض لكن قد يصاحب ارتفاع ضغط الدم صداع الرعد المفاجئ.[2]

أسباب أخرى

تشمل الأسباب الأخرى للإصابة بالصداع المفاجئ ما يلي:

  • إصابة في الرأس تسبب نزيفًا في المخ.
  • الأورام السرطانية.
  • سكتة الغدة النخامية (انسداد في تدفق الدم أو نزيف في الغدة النخامية).
  • التهاب الدماغ الفيروسي.[2][3]

الحمل والصداع المفاجئ

قد يشير الصداع المفاجئ الجديد أثناء الحمل إلى اضطرابات مختلفة خاصة في أواخر الحمل حيث تشير الارتفاعات الخطيرة وغير المتوقعة في ضغط الدم إلى حالة تسمى تسمم الحمل، والتي تتطلب أيضًا علاجاً فورياً.

أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة وجيزة يمكن أن تنزف الغدة النخامية التي تتحكم في العديد من الهرمونات المهمة مما يسبب تغيرات في ضغط الدم والرؤية وألمًا شديدًا، وحينها يُطلق على سبب صداع الرعد المفاجئ اسم سكتة الغدة النخامية.[4]

علاج الصداع المفاجئ

يُعد الصداع المفاجئ حالة طبية طارئة يجب تقييمها لمعرفة السبب الكامن وراءها، ويتوقف العلاج على معرفة السبب حيث يقوم الأطباء بفحصك عن طريق ما يلي:

  • التصوير: للحصول على صور للدماغ، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي أو تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي والذي ينظر بشكل خاص إلى الأوعية الدموية في الدماغ.
  • البزل الشوكي: في بعض الحالات قد لا يظهر نزيف في المخ في التصوير لذلك يطلب الطبيب إجراء البزل النخاعي للبحث عن علامات النزيف أو للبحث عن عدوى في الدماغ.[2]

وتشمل طرق العلاج ما يلي:

  • الجراحة: تتطلب تمدد الأوعية الدموية في بعض الحالات التدخل الجراحي.
  • تدخل الأوعية الدموية: يتم إصلاح بعض تمدد الأوعية الدموية عن طريق إدخال ملف معدني صغير في الأوعية الدموية لمنع انفجارها.
  • الأدوية: إذا تسببت العدوى أو ارتفاع ضغط الدم في حدوث الصداع، فقد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية أو أدوية ضغط الدم، إذا كانت السكتة الدماغية هي سبب الصداع، فقد يصف الطبيب مسيلات الدم.
  • مسكنات الألم: يجب على الطبيب أولاً تحديد سبب صداع المفاجئ وليس مجرد علاج الألم، مع ذلك بمجرد تحديد السبب قد يصف طبيبك مسكنات الألم للمساعدة في تخفيف أعراض الصداع.[2]

عند الشعور بالصداع المفاجئ يجب التوجه إلى قسم الطوارئ الطبية الأقرب لك، وطلب المساعدة الفورية لحماية حياتك.

بالرغم من أن الصداع المفاجئ يأتي دون إنذار ولا يوجد طرق للوقاية منه إلا أن اتباع نظام غذائي صحي، ونمط حياة نشط يحافظ على ضغط الدم من الارتفاع إلى المستويات التي يمكن أن تسبب حالة تتضمن الصداع المفاجئ، كما  يمكن أن يساعد الإقلاع عن التدخين، والتحكم في مستويات الكوليسترول في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية.