;

ما هو السعال الرطب وما هي أسبابه

  • تاريخ النشر: الجمعة، 18 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022
ما هو السعال الرطب وما هي أسبابه

تتميز بعض الحالات المرضية بأنها شائعة الانتشار إذ إنها تصيب جميع الأشخاص ولو لمرة خلال فترة من فترات حياتهم، من بين هذه الحالات المرضية السعال الذي له أنواع عديدة من بينها السعال الرطب، فما هو السعال الرطب؟ ما هي أسبابه؟ كيف يمكن علاجه؟

السعال الرطب

السعال الرطب (بالإنجليزية: Cough with Mucus) أو ما يعرف بالسعال المنتج أي الذي يصاحبه بلغم أو مخاط، في هذا المقال سنذكر ما هو السعال الرطب وما هي أسبابه.

ينتج الجسم البلغم أو المخاط بشكل طبيعي ويومي وليس بالضرورة أن يكون وجود بلغم دلالة على الإصابة بحالة مرضية إذ إن الجهاز التنفسي يفرز البلغم بالتحديد ما يقارب اللتر من البلغم بشكل يومي بهدف تبطين أنسجة الجسم بما فيها الأنف، الفم، الحلق، الرئتان، كما أنه يساعد على الحماية من العدوى.

يمكن أن يكون وجود كميات كبيرة من البلغم مصدر انزعاج بالإضافة إلى السعال المصحوب ببلغم الذي يعد ردة فعل طبيعية للجسم عند إصابته بعدوى بهدف إخراجها مع البلغم. [1]

ما هي أسباب السعال الرطب

يصنف الأطباء السعال إلى سعال منتج وهو السعال الرطب أو السعال الجاف أي الذي لا ينتج عنه أي بلغم أو مخاط، غالباً ما تزول حالات السعال في غضون ثلاثة أسابيع دون الخضوع للإجراءات العلاجية، مع ذلك فقد تتطلب بعض حالات السعال مراجعة الطبيب والخضوع للعلاجات، ويحدث السعال الرطب نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي: [2]

التهابات الجهاز التنفسي العلوي

غالباً ما تحدث التهابات الجهاز التنفسي العلوي نتيجة العديد من الأسباب من أبرز هذه الأسباب نزلات البرد والإنفلونزا والتي تحدث بشكل خاص نتيجة الفيروسات، تتسبب نزلات البرد بإظهار مجموعة من الأعراض من أبرزها السعال الرطب أو السعال الجاف، سيلان أو انسداد في الأنف، العطاس، الآلام في العضلات، الضعف والتعب والإرهاق، بالإضافة إلى التهاب الحلق، والإحساس بعدم الراحة في الصدر، من الممكن أيضاً أن تتسبب الإنفلونزا بالصداع وارتفاع في درجة حرارة الجسم والقشعريرة. [2]

التهابات الجهاز التنفسي السفلي

هي التهابات تصيب الرئتين والشعب الهوائية، يشير مصطلح التهاب الشعب الهوائية إلى التهاب القصبات الهوائية وهي الممرات الهوائية التي تسمح بتدفق الهواء إلى الرئتين، من الممكن أن يحدث التهاب الشعب الهوائية نتيجة عدوى فيروسية أو تهيج من مسببات الحساسية أو الملوثات، من أبرز أعراض التهاب الشعب الهوائية السعال الرطب وغالباً ما يكون البلغم أو المخاط ذا لون أبيض أو أصفر، بالإضافة إلى صوت صفير من الصدر، وصعوبة في التنفس، التهاب الحلق، سيلان الأنف وارتفاع في درجة حرارة الجسم.

أما الالتهاب الرئوي يشير إلى التهاب إحدى الرئتين أو كليهما الذي يمكن أن يحدث نتيجة البكتيريا، الفيروسات، الفطريات، الطفيليات، يتسبب الالتهاب الرئوي بإظهار مجموعة من الأعراض من أبرزها السعال الذي يصاحبه بلغم أو سعال يصاحبه دم في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ألم الصدر وضيق في التنفس والصداع والحمى وألم في العضلات مع القشعريرة. [2]

الانسداد الرئوي المزمن

يشير مصطلح الانسداد الرئوي المزمن إلى مجموعة من الحالات المرضية التي تؤثر على الرئتين، يعد الانسداد الرئوي من الحالات المرضية المزمنة التي تستمر لفترة طويلة، يحدث الانسداد الرئوي المزمن بالدرجة الأولى نتيجة تدخين السجائر، كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن كالتعرض لملوثات الهواء.

الإصابات بالتهاب الجهاز التنفسي التي ذكرناها سابقاً، العوامل الوراثية، من الجدير بالذكر أن السعال الرطب من أبرز أعراض الانسداد الرئوي المزمن ويكون السعال مصحوباً بكميات كبيرة من البلغم، بالإضافة إلى ضيق في الصدر، صعوبة التنفس بشكل خاص بعد ممارسة الأنشطة البدنية، ظهور صوت صفير عند التنفس. [2]

توسع القصبات

يعد توسع القصبات من الأمراض التنفسية المزمنة أيضاً التي تحدث عند توسع الممرات الهوائية بشكل غير طبيعي وتمتلئ بالمخاط الزائد وهذا يجعل الرئتين أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، يحدث توسع القصبات نتيجة الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية أو الفطرية، أو نتيجة انسداد مجرى الهواء بورم أو جسم غريب، كما تتسبب أمراض الرئة الوراثية بما فيها التليف الكيسي بالسعال الرطب الذي يستمر لفترة طويلة، من الممكن أن يكون البلغم أيضاً مصحوباً بالدم، وصعوبة في البلع، ضيق التنفس، ألم في الصدر، والتعب والإرهاق، بالإضافة إلى فقدان الوزن. [2]

الارتداد المعدي المريئي

يحدث الارتداد المعدي المريئي عندما يتسرب حمض المعدة ومحتويات المعدة الأخرى بشكل متكرر وتعود إلى المريء وهو الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة، من الممكن أن يتسبب الارتداد المعدي المريئي بالسعال الرطب، رائحة فم كريهة، صعوبة وألم عند البلع، ألم في منطقة الصدر وأعلى البطن، مشاكل في الجهاز التنفسي، الغثيان، التقيؤ، تآكل الأسنان. [2]

السل

أو ما يعرف بمرض الدرن الذي يصيب الرئتين بالدرجة الأولى مع ذلك يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي والغدد والعظام، يتطور مرض السل نتيجة بكتيريا تعرف بالمتفطرة السلية، ينتقل السل من خلال استنشاق قطرات ناتجة عن سعال شخص مصاب أو عطاس شخص يحمل البكتيريا المسببة للسل.

تختلف أعراض مرض السل بالاعتماد على الجزء المصاب من الجسم لكنها تشمل السعال الرطب الذي ينتج مخاط ويستمر لمدة تزيد عن 3 أسابيع، كما أن المخاط قد يكون مخلوطاً بالدم، بالإضافة إلى ذلك يعاني المصاب بالسل من التعرق الليلي، فقدان الوزن، انخفاض الشهية، التعب والإرهاق الشديدان. [2]

متى يستدعي السعال الرطب مراجعة الطبيب

كما أشرنا أعلاه بأنّ الجسم ينتج البلغم كونه يحتاجه في العديد من الوظائف لكن إذا أصبح السعال والبلغم يؤثران على حياة المصاب فلا بُدّ من مراجعة الطبيب، بالإضافة إلى وجود البلغم في المسالك الهوائية بكثرة والسعال المستمر، إذا كان البلغم ذا لون أصفر أو أخضر أو أبيض شفاف فيمكن للشخص الانتظار عدة أيام أو حتى أسابيع مع ضرورة متابعة ومراقبة الأعراض وتقييم تقدم الحالة المرضية.

إذا كان البلغم أسود اللون أو بني أو أحمر أو كان البلغم رغوياً فلا بُدّ من مراجعة الطبيب بشكل فوري فقد تكون دلالة على حالة مرضية خطيرة وذلك لإجراء بعض الفحوصات التشخيصية بما في ذلك التصوير بالأشعة السينية وتحليل البلغم لتحديد العامل المسبب، إذا لم يكن الشخص متأكداً من سبب التغير في اللون أو ظهرت أعراض أخرى غير طبيعية فينبغي أيضاً مراجعة الطبيب. [3]

علاجات منزلية للسعال الرطب

يمكن لبعض التدابير المنزلية أن تخفف من السعال الرطب، تتضمن هذه العلاجات التدابير التالية: [4]

  • شرب الكثير من السوائل: يحتاج الجسم إلى البقاء رطباً بشكل دائم وذلك للحفاظ على رقة البلغم، عندما يصاب الإنسان بنزلة البرد فإنّ شرب كميات كافية من السوائل يخفف من البلغم ويساعد الجيوب الأنفية على التصريف.
  • الحفاظ على رطوبة الهواء: يتسبب الهواء الجاف بتهيج الأنف والحلق هذا يؤدي إلى تشكل كميات إضافية من البلغم كمواد مرطبة، يمكن أن يساعد ترطيب الهواء على تحسين جودة النوم، وتخفيف البلغم والحفاظ على نظافة الأنف والحلق.
  • إبقاء الرأس مرفوعاً: عندما يوجد كمية كبيرة من البلغم فإنّ الحفاظ على رفع الرأس من خلال النوم على عدد قليل من الوسائد أو على كرسي مستلق يمكن أن يخفف من البلغم.
  • الغرغرة بالماء والملح: تفيد الغرغرة بالماء والملح في تهدئة الحلق بالإضافة إلى إزالة البلغم المتبقي، يمكن عمل الغرغرة منزلياً من خلال وضع ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء والغرغرة بها عدة مرات في اليوم.
  • استخدام زيت الأوكالبتوس: استخدم زيت الأوكالبتوس للعديد من السنوات لعلاج السعال والتقليل من البلغم، عادةً ما يتم وضع الزيت على الصدر، كما يمكن إضافة بضع قطرات أثناء الاستحمام بالماء الدافئ للمساعدة في تنظيف الأنف.
  • تجنب العوامل المهيجة: بما فيها المواد الكيميائية والمنظفات والعطورات.

كما أشرنا في هذا المقال قد يحدث السعال الرطب نتيجة أسباب بسيطة لا تستدعي العلاج لكنه قد يكون دلالة على حالة مرضية خطيرة لذا من المهم مراجعة الطبيب في الحالات التي ذكرناها تجنباً لحدوث مضاعفات.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!