;

أنواع الجفاف العاطفي وأسبابه وما يؤدي إليه من مخاطر

ما هي أنواع الجفاف العاطفي وما هي أهم أسبابه؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟ وهل يسبب مخاطر على الشخص المصاب والمحيطين به؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021 آخر تحديث: الأحد، 18 يونيو 2023
أنواع الجفاف العاطفي وأسبابه وما يؤدي إليه من مخاطر

إنّ كون الإنسان كائناً اجتماعياً يعني أنّ لديه إضافة لحاجاته الجسدية كالأكل والشرب والنوم بعض الحاجات العاطفية والاجتماعية التي يحتاج إلى إشباعها، وعندما يعجز الشخص عن تلبية احتياجات نفسه سيُعاني من بعض الاضطرابات التي يمكن أن تؤدي إلى ما يُسمى بحالة الجفاف العاطفي. 

ما هو الجفاف العاطفي؟

تعريف الجفاف العاطفي يمكن أن يكون صعباً بعض الشيء وذلك يعود لكونه مصطلحاً فضفاضاً بعض الشيء يمكن أن يصف العديد من الحالات والأعراض المختلفة، ولكن كوصف عام يمكن القول أنّ الجفاف العاطفي هو مجموعة من السلوكيات التي تظهر نتيجة عدم حصول الطفل على مشاعر الحب والمودة والاهتمام من الأهل خلال السنوات المبكرة من حياة الطفل. [1]

أسباب الجفاف العاطفي

الجفاف العاطفي ليس شيئاً يحدث بين ليلةٍ وضحاها إذ أن أسباب الجفاف العاطفي تتضمن الطريقة التي تمت تنشئة الأطفال عليها في المنزل وبين الوالدين، عندما لا يقوم الأبوان بتلبية احتياجات الطفل العاطفية أو لا يُبديان اهتماماً بتلبيتها اعتقاداً منهما أنّ توفيرهما لاحتياجات الطفل المادية يكفي سيكبر الطفل وتكبر معه حاجاته النفسية والعاطفية. [2]

أما بالنسبة للجفاف العاطفي بين الزوجين فهو قد يختلف بعض الشيء لأنه قد ينتج إضافة للأسباب السابقة إلى [3]:

  1. عدم الفهم الصحيح للعلاقة الصحية وامتلاك توقعات مبالغ فيها.
  2. الاهتمام بالعمل بشكل كبير لدرجة جعله أكثر أهمية من المنزل والعائلة.
  3. التأثر بالصور الوهمية التي تظهر في العلاقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
  4. مبالغة الزوجة في الاهتمام في الأطفال وأمور المنزل على حساب الزوج.
  5. عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس وخاصة في حال تربية أحد الزوجين في بيئة لا تهتم بالعواطف.

الجفاف العاطفي عند الأطفال

الجفاف العاطفي عند الأطفال شائع الحدوث بشدة وخاصة عندما يكون الأهل قد نشأوا في بيئة لا تولي الحالة النفسية مقداراً كافياً من الأهمية فتجد أن الأهل يُهملون مشاعر الطفل أو يفشلون في الاستجابة لها بشكلٍ صحيح ومناسب. كأن يُهمل الوالد محاولة الطفل للحديث عن مشاعره بشأن أمرٍ تعرض له في المدرسة واعتبارها قصصا طفولية غير هامة.

الجفاف العاطفي لدى الأطفال قد يتطور مع مرور الوقت ويتحول إلى أشكال أشد فنجد أن ذلك قد يتسبب للطفل في حدوث الآتي: [4] 

الجفاف العاطفي للمراهقين

مرحلة المراهقة يمكن أن تكون شديدة الحساسية على الجانب العاطفي للشخص لأنّ المراهق لا يمتلك ما يكفي من النضج العاطفي أو الخبرة العاطفية حيث أنّه ما زال في مرحلة بناء الذات، إهمال العائلة لمشاعر الابن أو الابنة في الطفولة قد يؤدي إلى الجفاف العاطفي للمراهقين وهو ما يحمل معه أثراً سيئاً.

الجفاف العاطفي عند الشباب أو حتى الجفاف العاطفي عند البنات في مرحلة المراهقة يمكن أن يزيد من المشاكل الصحية الجسدية والنفسية، كما أنّهم أكثر عرضة إلى القيام بسلوكيات من شأنها أن تُعرض مستقبلهم إلى الخطر كرفض الفرص المهمة أو التوجه نحو السلوكيات الضارة كشرب الكحول مثلاً.

العلاج يجب أن يتضمن إيجاد طريقة لمساعدة المراهقين على فهم مشاعرهم والتحكم في السلوك والتعامل مع المشاكل النفسية الناتجة عن الجفاف العاطفي إضافة إلى محاولة تحسين طبيعة العلاقة مع العائلة. قد يكون من الأفضل استشارة معالج نفسي بسبب صعوبة التعامل مع المشاعر المضطربة للمراهق. [5]

الجفاف العاطفي عند الرجل

تمتلك الكثير من المجتمعات في الأوساط العربية نظرةً سلبيةً بالكامل نحو الرجل الذي يُعبر عن مشاعره وذلك لدواعٍ مثل القوة والشدة، اتباع هذه السلوكيات والأفكار بشكلٍ مفرط يمكن أن يقود إلى خلل في نفسية الشباب وظهور الجفاف العاطفي لدى الرجل في محاولةٍ غير واعيةٍ لتعويض نقص المشاعر.

معاناة الرجل من الجفاف العاطفي قد تعني عدم امتلاك حياة عاطفية سليمة وقد ينتهي به الأمر إلى التعرض لأمراض واضطرابات نفسية متعددة مثل القلق والاكتئاب. في بعض الأحيان قد يكون من الصعب الخروج من الدوامة السلبية ولكن طلب المساعدة من معالج نفسي ومحاولة الرجل أن يكون صريحاً بشأن مشاعره يمكن أن يُساعده على الوصول للحل وتحسين الاستقرار العاطفي. [6]

الجفاف العاطفي عند المرأة

تمتلك النساء مكانةً هامة للمشاعر بشكلٍ قد يختلف عن الرجال بشكلٍ واضح لكن وبسبب الفكر السائد والأعراف ضمن بعض المجتمعات تجد بعض النسوة أنفسهنّ عاجزاتٍ عن الإفصاح والتعبير عما يشعرن به سواء كان ذلك للشريك أو للأصدقاء. التعامل مع النساء منذ الصغر بشكلٍ يُهمل مشاعرهن قد يجعل مشاعر المرأة مضطربة وطرقها في التعبير والتعامل مع المشاعر غير كاملة وناضجة.

الجفاف العاطفي عند المرأة عادةً ما يُنظر إليه على أنه الحاجة إلى الحصول على مشاعر الحب من شريك أو زوج ولكنه أعمق بكثير فهو يمكن أن يتضمن العجز عن إظهار تعاطف المرأة مع صديقاتها أو عدم معرفة طرق إظهار الحب للأبناء، يمكن أن يكون جفافاً ذو اتجاهين وعجزاً عن الأخذ والتقديم في آنٍ واحد. [3]

الجفاف العاطفي بين الزوجين

الجفاف العاطفي بين الزوجين قد يحدث بين مختلف الأزواج وذلك سواء كان الزواج قائماً على الحب أو كان زواج صالونات، يوجد بعض السلوكيات الشائعة التي من شأنها أن تُعزز حدوث هذا الجفاف منها [7]:

  1. عدم إخبار الشريك بما تحتاجه والشعور بالخيبة  عندما لا يعلم بذلك وحده أو لا يقوم بتلبيته
  2. عدم مشاركة المشاعر مع الشريك والشعور بالإحباط لعدم فهمه لها
  3. التكتم على المشاعر عن الشريك
  4. التحول إلى السلوكيات العصبية
  5. اتهام الشريك بعدم الاهتمام
  6. الانعزال عن الشريك

رغم إمكانية علاج بعض حالات الجفاف العاطفي إلا أنه يُعتبر مشكلة كبيرة قد تؤدي إلى الطلاق وإنهاء بعض العلاقات الزوجية، عندما يصل الزوجان لمرحلة المعاناة من الجفاف العاطفي سيكون من المهم أن يُقررا ما إن كانا مستعدين للخوض في طريق العلاج أو أنّ عليهما إنهاء الأمر لأن اختيار أحد الخيارين قد يكون أفضل من البقاء في خضم حياةٍ خالية من العاطفة.

علاج الجفاف العاطفي

علاج الجفاف العاطفي عادةً ما يتطلب استشارة شخصٍ اختصاصي ليقوم بتقييم الحالة واختيار أسلوب العلاج المناسب بناءً على المعطيات.

ما يجب عليك معرفته عن علاج الجفاف العاطفي هو أنه يهدف إلى تحديد الأسباب العميقة وراء هذا الجفاف والتعرف عليه.

أما الهدف الثاني هو استغلال هذه المعرفة من أجل العمل على طرق لتلبية الاحتياجات النفسية للشخص وإيجاد وسائل للتعبير عن المشاعر. [8]

مخاطر الجفاف العاطفي

مخاطر الجفاف العاطفي عديدة لأنه يخلق لديك حالة نفسية غير صحية ويمنعك من التعبير عن نفسك بشكل جيد وتلبية احتياجاتك.

في بعض الأحيان قد يتطور الأمر إلى اضطرابات مثل الاكتئاب أو القلق وقد يؤدي إلى إفساد العلاقات الزوجية وإيصالها للطلاق ويمنع إنشاء علاقة صحية مع الأطفال حتى ولهذا لا يجب التهاون مع الجفاف العاطفي ومحاولة إيجاد طرق للعلاج.

الجفاف العاطفي ليس أمراً بسيطاً يجب التهاون بشأنه لأنه لن يؤثر عليك فقط بل على من حولك أيضاً كالشريك والأطفال والأًصدقاء، بمساعدة المعالج النفسي يمكنك أن تُحدد المشاكل النفسية العميقة وتعمل على حلها وتُحافظ على صحتك النفسية اليوم وغداً.