;

كيف أتخلص من حرقة المعدة أثناء صيام رمضان

  • تاريخ النشر: الإثنين، 18 أبريل 2022 آخر تحديث: الأحد، 16 أبريل 2023
كيف أتخلص من حرقة المعدة أثناء صيام رمضان

ينبغي التعامل مع حرقة المعدة أثناء صيام رمضان وعلاجها على وجه السرعة، حتى لا تؤدي إلى بعض المُضاعفات الخطيرة التي تنتهي بتلف المريء، أو الرئة، أو الإصابة بالسرطان.

عادة ما يستطيع المرء الوقاية من الأعراض المُختلفة للحرقة عن طريق بعض التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي دون الحاجة إلى تدخل طبي؛ لذلك نقدم في هذا المقال كل ما يهمك حول طرق التخلص من حموضة المعدة وحرقانها.

حرقة المعدة في رمضان

كثيراً ما يتعرض الصائم إلى بعض اضطرابات ومشاكل المَعدة في شهر رمضان بسبب اختلاف عادات الأكل، وتُعد حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn) واحدة من هذه المشاكل الصحية، وتنتج هذه الحرقة عن ارتداد الأحماض الموجودة في المعدة المريء، ويُمكن أن تُصبح أعراضها شديدة عندما يستلقي المرء أو ينحني. [1][2]  

علاج حرقة المعدة في رمضان

يفضل البعض استخدام الأدوية لعلاج أعراض حرقة المعدة، إلا أنه يصعب الاعتماد عليها عن الصيام في نهار رمضان، ولذلك فإنه من الضروري اتباع الإرشادات والتعليمات التي تقي من مضاعفات هذه المشكلة الصحية للحد من ظهور الأعراض، ويُمكن للصائم الاعتماد على الأدوية أو الأعشاب لعلاج الحرقة في فترة المساء دون مواجهة أية صعوبات، ومنها: مضادات الحموضة وشاي الأعشاب.[4][5]

علاج الحرقة أثناء الصيام نهار رمضان

يُمكن للصائمين في شهر رمضان اتباع العديد من الإرشادات للتخفيف من أعراض حرقان المعدة أو القضاء عليها وعلاجها دون تناول أي من الأعشاب أو الأدوية، ومنها: حل الأحزمة الملفوفة حول الخصر للتخلص من الضغط الزائد الذي يضعه الحزام على المَعدة، وكذلك الجلوس بشكل مستقيم للتخفيف من الضغط على الجزء السفلي من المريء، كما أن تقنيات الحد من التوتر مُفيدة في منع الأعراض من التفاقم أيضاً.[7][8]

تقليل حرارة المعدة خلال شهر رمضان بدون أدوية

يُمكن للصائم علاج حرقة المعدة بالبيت باستخدام الأعشاب بدلاً من الاعتماد على الأدوية، ومنها ما يأتي:[9]

  1. عرق السوس: أثبتت الدراسات فعالية عرق السوس في التهدئة من أعراض حرقان المعدة، وربما يرجع السبب في ذلك إلى زيادة الغشاء المخاطي لبطانة المريء؛ فإن ذلك يُمكن أن يُعزز من قدرة بطانة المريء على مقاومة التأثيرات المهيجة لحمض المعدة.
  2. البابونج: يُمكن أن يساعد البابونج في تهدئة الجهاز الهضمي؛ مما يؤدي إلى التخفيف من حدة الحرقة، ويجدر التنبيه إلى ضرورة تجنب هذا النوع من الأعشاب إذا كان يؤدي إلى ردة فعل تحسسية عند الشخص.

علاج حرقان المعدة دوائياً

إذا لم يستطع المرء السيطرة على أعراض الحرقة أثناء الصيام بالاعتماد على الأعشاب أو العلاجات غير الدوائية؛ فيُمكنه استخدام الأدوية الآتية للحد من الأعراض بعد استشارة الطبيب المختص:[10]

  1. مضادات الحموضة: تهدف هذه الأدوية إلى مُعادلة الأحماض في المعدة، وتستطيع القضاء على الأعراض المُزعجة، وتوفير الراحة في وقت قصير، ومنها: دواء ميلانتا، ودواء روليدس، وكذلك دواء ألكا سيلتزر.
  2. حاصرات الهيستامين 2: تحد حاصرات الهيستامين 2 (بالإنجليزية: Histamine 2 blockers) من أعراض حرارة المعدة، عن طريق تقليل كمية الأحماض التي يتم إنتاجها في معدة الإنسان، ومنها: دواء فاموتيدين (الاسم التجاري: بيبسيد كومبليت) ودواء نيزاتيدين (الاسم التجاري: أكسيد إيه آر).
  3. مثبطات مضخة البروتون: تقوم هذه المضادات بالتقليل من كمية الأحماض في المعدة، ويُمكن أن تُساعد في التئام الأنسجة التالفة في المريء، ومنها: دواء أوميبرازول المغنيسيوم (الاسم التجاري: بريلوسيك).

الوقاية من أعراض حرقة المعدة في رمضان

في كثير من الأحيان يستطيع المرء السيطرة على أعراض الحرقة والوقاية منها دون الحاجة إلى الأدوية، وفيما يأتي عدة من الإرشادات التي تساعد في الوقاية من هذه الأعراض: [11]

  1. عدم الاستلقاء بعد الأكل: يذهب البعض إلى الفراش على مَعدة ممتلئة، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض، وينبغي على المرء الانتظار حتى مرور 3-4 ساعات للاستلقاء بعد تناول الطعام، وذلك حتى يتم تفريغ المَعدة من الطعام بشكل جيد.
  2. تجنب الإفراط في الأكل: من الضروري تجنب الإفراط في الأكل وتناول الوجبات الكبيرة، ويُمكن للصائم توزيع الطعام على عدة وجبات في الليلة الواحدة للتقليل من خطورة ظهور أعراض الحرقة.
  3. ارتداء الملابس الفضفاضة: بما أن الملابس الضيقة والأحزمة تؤدي إلى الضغط على المعدة وما يتبع ذلك من ارتداد الحمض إلى المريء؛ فإن تجنب الملابس الضيقة وارتداء الملابس الفضفاضة يُقلل من فرصة الإصابة بأعراض الحرقان.
  4. ممارسة الرياضة: تساعد الرياضة في الحد من أعراض هذه المشكلة الصحية، إلا أن على المرء تجنب ممارسة التمارين الرياضية بعد تناول الطعام مباشرة، وإنما يجب الانتظار حتى مرور ساعتين على الأقل مع ضرورة الحرص على شرب السوائل أثناء التمرين.

أسباب حرقة المعدة أثناء صيام رمضان

الجوع يزيد من حمضية المعدة

يقوم الجسم بإنتاج الأحماض في المعدة للتعامل مع الأطعمة وهضمها؛ مما يؤدي إلى معادلة الأحماض، وبما أن الصائم لا يتناول شيئاً من المأكولات أو المشروبات خلال فترة النهار؛ فيُمكن أن تزداد نسبة الحموضة دون وجود شيء يُعادلها، وهذا هو سبب الحرقة لدى الصائمين.[3]

نوعية التغذية

يكون النظام الغذائي سبباً في ظهور أعراض حموضة المعدة خلال شهر رمضان في بعض الأحيان، وذلك لأنه يكون غنياً بالأطعمة التي تتسبب باسترخاء العضلة المصرَّة المريئية (بالإنجليزية: Esophageal sphincter) بالإضافة إلى إبطاء عملية الهَضم، ومنها: الأطعمة الغنية بالدهون أو البهارات أو ملح الطعام بما في ذلك الأطعمة المقلية ورقائق البطاطس، وكذلك الحمضيات والنعناع والمشروبات الغازية التي تمتلئ بها كثيرٌ من موائد الإفطار في رمضان. [4]

فترة الحمل

تُعد حرقة المعدة أثناء الحمل من الأعراض الشائعة، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة بالإضافة إلى الضغط على المعدة من قبل الطفل أو الجنين، ويُمكن للمرأة أن تقوم ببعض التغييرات على نظامها الغذائي ونمط الحياة حتى تتخلص من هذه الحرقة في شهر رمضان، ومن ذلك: تجنب الأطعمة الدهنية، والمأكولات الحارة.[5]

عوامل تعزز الإصابة بحرقة المعدة في رمضان

هُناك العديد من العوامل والممارسات التي تزيد من خطورة إصابة الإنسان بحرقة المعدة في شهر رمضان، ومنها ما يأتي: [6]

تدخين السجائر

تؤدي المواد الكيميائية التي تدخل الجسم عند التدخين إلى إضعاف العضلة المصرَّة المريئية السفلى (بالإنجليزية: Lower esophageal sphincter) عند العبور من الرئتين للوصول إلى الدم، كما أن عادة التدخين يُقلل من القدرة على إنتاج اللعاب بالفم أيضاً، ويُحفز إنتاج الأحماض في المَعدة؛ مما يزيد من فرصة الإصابة بالحرقة.[6]

شرب مصادر الكافيين

يُمكن أن يتسبب الكافيين الموجود في العديد من المشروبات؛ مثل مشروب القهوة في تحفيز إنتاج الحمض في المعدة؛ كما أنه يؤدي إلى إرخاء العضلة المصرَّة المريئية السفلى؛ وإتاحة الفرصة للأحماض الموجودة في المعدة بالارتداد إلى المريء.[6]

تناول الحمضيات

تُعزز الفواكه الحمضية؛ مثل الليمون والبرتقال إنتاج الأحماض في المعدة؛ وسواء كان تناولها طازجاً أو في صورة عصائر؛ فإن ذلك يزيد من فرصة الإصابة بالحموضة.[6]

تناول الشوكولاتة

تحتوي الشوكولاتة على مركب كيميائي يعرف باسم الثيوبرومين (بالإنجليزية: Theobromine) الذي يستطيع إرخاء العضلة العاصرة السفلية، وكذلك توجد هذه المركبات في العَديد من النباتات بشكل طبيعي؛ ومنها: الكاكاو والشاي والقهوة.[6]

تناول بعض الأدوية

يُمكن لأي دواء أن يؤدي إلى الإصابة بالحرقة في المعدة إلا أنه هُناك بعض الأدوية ذات التأثير الأكبر مقارنة بغيرها، ومنها: الأسبرين ومضادات القلق؛ مثل الفاليوم (الاسم التجاري: ديازيبام) وكذلك بعض المضادات الحيوية؛ مثل التتراسيكلين (الاسم التجاري: سوميسين).[6]

أكل الأطعمة المقلية أو الدهنية

عادة ما تُسهم الأطعمة المقلية والدهنية في إبطاء عملية الهضم، وتبقى في المعدة فترة أطول، وينتج عن ذلك زيادة الضغط على المعدة وما يتبعه من زيادة في الضغط على العضلة المصرية السفلى، ويسمح ذلك بعودة الحمض إلى المريء والشعور بالحرقة.[6]

الإفراط في تناول الطعام

إذا أفرط المرء في تناول الطعام حتى الشعور بالامتلاء؛ فإن ذلك يُشكل ضغطاً إضافياً على العضلة العاصرة السفلية، ويزيد من احتمالية ارتجاع الأحماض إلى المريء.[6]

أعراض حموضة المعدة في رمضان

عادة ما تصاحب حرقة المعدة عدة أعراض مُزعجة، ومن أبرزها: الشعور بالحرارة أو الحرق في منطقة الصدر أو الحلق، وكذلك تؤدي إلى الإحساس بطعم كريه ولاذع في الفم، وينبغي على المرء زيارة الطبيب إذا شعر بالأعراض أكثر من مرتين في الأسبوع الواحد، أو عند استمرار الأعراض وعدم اختفائها بعد تناول دواء حرقة المعدة الذي لا يستدعي وصفة طبية، كما أن مراجعة الطبيب ضرورية في حالة التعرض إلى الغثيان، أو القيء، أو مواجهة صعوبة في البلع.[2][5]

مضاعفات حرقان المعدة في رمضان

يُمكن أن يؤدي إهمال علاج الحرقة في المعدة إلى العَديد من المضاعفات الصحية، ومنها: بحة الصوت، والتهاب الحنجرة، واحتقان الصدر، والتهاب المريء، أو تضيقه، أو تلفه، وفي بعض الأحيان تؤدي الحرقة إلى تلف الرئة، وذلك إذا كان الشخص مُصاباً بمرض الربو، كما أنها تكون سبباً في تطور الخلايا السرطانية أحياناً.[12]

بالرغم من سهولة السيطرة على أعراض حرقة المعدة إلا أن البعض يُهمل التعامل مع هذه المشكلة الصحية حتى تؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على الصوت أو الجهاز التنفسي، كما أن الحرقة تؤثر على جودة النوم أيضاً، ولا بُد من التعامل مع الأعراض فور ظهورها وعدم إهمالها لتجنب المخاطر الصحية المُحتملة.