;

تعرف على الفرق بين فيروس نقص المناعة البشرية HIV والإيدز AIDS

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 11 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الجمعة، 01 ديسمبر 2023
تعرف على الفرق بين فيروس نقص المناعة البشرية HIV والإيدز AIDS

ما هو فيروس نقص المناعة البشرية HIV

إن فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس يقوم بالإضرار بجهاز المناعة وهو يؤثر على خلايا CD4 ويقوم بقتلها وهي نوع من الخلايا المناعية التي تسمى بالخلايا المناعية التائية.

وبمرور الوقت ونظرًا لأن فيروس نقص المناعة البشرية يقوم بقتل العديد من خلايا CD4 فمن المرجح أن يصاب الجسم بالعديد من الأمراض والسرطانات.

أما بالنسبة للطريقة التي ينتقل فيها فيروس نقص المناعة البشرية، فهو ينتقل من خلال سوائل الجسم ومنها الدم والمني وسوائل المهبل والمستقيم وحليب الثدي ولا ينتقل عن طريق الهواء أو الماء أو أي شكل من أشكال الاتصال العرضي.

ونظرًا لأن فيروس نقص المناعة البشرية يقوم بدمج نفسه في الحمض النووي للعديد من الخلايا فهو مرض يستمر مدى الحياة ولا يمكن التخلص منه أبدًا، والجدير بالذكر أنه لا يوجد حاليًا أي دواء يقوم بالقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية نهائيًا.

لكن عند تقديم الرعاية الطبية المناسبة وعند استخدام العلاج المسمى بمضاد الفيروسات القهقرية antiretroviral drugs يمكن حينها إدارة الحالة المرضية والتعايش مع الفيروس لسنوات عديدة.

لكن عند ترك المرض دون علاج فمن المرجح أن يصاب الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية بحالة خطيرة جدًا تسمى متلازمة نقص المناعة المكتسبة والمعروفة علميا باسم مرض الإيدز.

فعندما يكون الشخص مصابًا بمرض الإيدز سيكون جهاز المناعة ضعيف جدًا ولا يستطيع الاستجابة لمقاومة الأمراض والالتهابات والحالات المرضية المستعصية الأخرى.

كما تشير التقديرات إلى أن 1.2 مليون أمريكي يتعايشون حاليًا مع فيروس نقص المناعة البشرية ومن بين هؤلاء الأشخاص واحد من كل سبعة لا يعرف أنه مصاب بالفيروس.

ما هو الإيدز AIDS

إن الإيدز هو حالة متقدمة تصيب الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية وهي المرحلة الأكثر تقدمًا من الإصابة بهذا الفيروس، كما تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لا يعني بالضرورة أن الشخص مصاب بالإيدز.

حيث يقوم فيروس نقص المناعة البشرية في قتل الخلايا المناعية المعروفة باسم CD4، ويكون تعداد هذه الخلايا بين 500 و1600 خلية في كل مليمتر مكعب من الدم لدى الأشخاص الأصحاء، أما تعدادها لدى المصابين بفيروس نقص المناعة يكون أقل من 200 خلية لكل مليمتر مكعب من الدم.

ويتم تشخيص المصابين بمرض الإيدز إذا كانوا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وتطورت لديهم عدوى انتهازية.

وكمثال على العدوى الانتهازية هناك داء المتكيسة الرئوية Pneumocystis jiroveci وهي عدوى تحدث فقط لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الشديد أو الأشخاص المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المتقدم أو ما يسمى اختصارا بالإيدز.

كما يمكن أن يتطور فيروس نقص المناعة البشرية إذا ترك من دون علاج إلى الإيدز AIDS وذلك في غضون عقد من الزمن، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد حاليًا أي علاج لمرض الإيدز، وإذا ترك هذا المرض بدون علاج سيكون متوسط العمر المتوقع للمصاب بعد التشخيص حوالي ثلاث سنوات تقريبا، كما قد ينخفض العمر المتوقع للمصاب وذلك إذا أصيب بأي عدوى انتهازية، وبإمكان العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية أن يمنع من تطور مرض الإيدز ويزيد من العمر المحتمل للمريض.

وإذا تطور مرض الإيدز فهذا يعني أن جهاز المناعة ضعيف جدًا لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الاستجابة ضد معظم الأمراض والالتهابات والجراثيم والفيروسات والفطريات التي تصيب الجسم.

لذلك فإن الشخص المصاب بالإيدز هو عرضة لمجموعة واسعة من الأمراض بما فيها

  • الالتهابات الرئوية pneumonia
  • مرض السل tuberculosis
  • ظهور القلاع الفموي oral thrush وهي حالة فطرية في الفم والحلق
  • الإصابة بالفيروس المضخم للخلايا cytomegalovirus (CMV) وهو نوع من فيروس الهربس herpes virus
  • التهاب السحايا بالمكورات الخفية cryptococcal meningitis وهي حالة فطرية في الدماغ
  • الإصابة بداء المقوسات toxoplasmosis وهي حالة دماغية يسببها طفيلي
  • الإصابة بالسرطانات بما فيها سرطانات الغدد الليمفاوية وسرطان ساركوما كابوسي Kaposi sarcoma
  • الإصابة بـ cryptosporidiosis وهي حالة يسببها طفيلي معوي

لذلك فإن قصر العمر المتوقع بعد الإصابة بالإيدز غير المعالج ليس بسبب المتلازمة نفسها بل هو نتيجة مجموعة من الأمراض والمضاعفات والأوبئة التي تنشأ من ضعف جهاز المناعة في الجسم والتي تؤدي الى الموت.

ما هي العلاقة بين فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز

حتى يتطور فيروس نقص المناعة البشرية إلى الإيدز يجب أن يكون الشخص مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية أولًا، لكن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لا تعني بالضرورة أن الشخص مصاب بالإيدز.

حيث تمر حالات الإصابة بالفيروس عبر ثلاث مراحل

  • المرحلة الأولى وهي المرحلة الحرجة وتعتبر بالأسابيع الأولى بعد الإصابة بالفيروس
  • المرحلة الثانية والتي تسمى بالكمون السريري أو المرحلة المزمنة
  • أما المرحلة الثالثة فهي الإصابة بالإيدز

وعندما يعمل فيروس نقص المناعة البشرية على قتل خلايا CD4 فهو يضعف بذلك جهاز المناعة، وكما قلنا سابقًا فإن عدد خلايا CD4 لدى البالغين الأصحاء يتراوح بين 500 إلى 1500 لكل مليمتر مكعب أما عند الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية فيكون عدد هذه الخلايا اقل من 200 خلية لكل مليمتر مكعب من الدم.

وتختلف سرعة تقدم حاله الإصابة بالفيروس خلال مرحلة الكمون السريري "المرحلة الثانية" بشكل كبير من شخص لأخر بدون علاج، حيث يمكن أن تستمر هذه المرحلة لمدة تصل الى عقد قبل أن تتطور وتتحول الى الإيدز، ومع العلاج يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى.

فعليًا لا يوجد أي علاج لفيروس نقص المناعة البشرية ولكن يمكن إدارة الحالة المرضية غالبًا، كما يعيش الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية حياه طبيعية وذلك بعد العلاج المبكر بمضادات الفيروسات التقهقرية.

حيث يمكن أن يؤدي العلاج إلى زيادة عدد خلايا CD4 لدى الشخص المصاب بالفيروس إلى الحد الذي يعتبر أنه لم يعد مصابا بعدها بالإيدز.

لذلك عزيزي القارئ سوف تجد أن فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز هما مصطلحان مترابطان لكنهما لا يشيران الى المرض نفسه.

بعض الحقائق حول انتقال فيروس نقص المناعة البشرية

إن أي شخص معرض للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث ينتقل الفيروس عن طريق

  • ملامسة سوائل الجسم الشخص المصاب كالدم والمني وسوائل المهبل والمستقيم وحليب الثدي
  • ممارسه الجنس المهبلي أو الشرجي وهي أكثر الطرق شيوعا
  • عن طريق مشاركة الإبر والمحاقن المستخدمة لتعاطى المخدرات
  • من خلال مشاركة معدات الوشم دون تعقيمها بعد الاستخدام
  • أثناء الحمل والمخاض والولادة حيث ينتقل من المرأة الحامل إلى جنينها
  • أثناء الرضاعة الطبيعية
  • من خلال مضغ طعام الطفل قبل إطعامه
  • كما يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق نقل الدم وزرع الأعضاء والأنسجة ومع ذلك فان أجراء الاختبارات بشكل صارم بين المتبرعين يضمن بان ذلك نادر الحدوث
  • وقد ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية ولكن بشكل نادر عن طريق الجنس الفموي وذلك فقط إذا وجد نزيف في اللثة أو تقرحات مفتوحة في فم الشخص المصاب
  • عن طريق التعرض للعض من قبل شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية وذلك فقط في حالة اللعاب الدموي أو إذا كانت هناك تقرحات مفتوحة في الفم
  • عن طريق الاتصال بين الجلد المجروح و الأغشية المخاطية أو دم الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية

وتجدر الإشارة الى أن هذا الفيروس لا ينتقل عن طريق ملامسة الجلد أو العناق والمصافحة والتقبيل أو عن طريق الهواء أو الماء أو عن طريق مشاركه الطعام والمشاريب أو عن طريق اللعاب والدموع "وذلك شرط ما لم تختلط بدم الشخص المصاب" أو عن طريق مشاركة المرحاض أو المناشف أو الفراش.

إحصاءات متعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية

في عام 2019 كان هناك حوالي 38 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية حول العالم، ومن بين هؤلاء كان 1.8 مليون طفل دون سن 15 عامًا.

وفي نهاية عام 2019 كان 25.4 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية يستخدمون العلاج المضاد للفيروسات.

ومنذ أن بدأ الوباء أصيب 75.7 مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية وحصدت المضاعفات المرتبطة بالإيدز حياة 32.7 مليون شخص.

في عام 2019 توفي 690 ألف شخص بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز.

وتعد منطقة شرق وجنوب إفريقيا الأكثر تضررًا، ففي عام 2019 كان 20.7 مليون شخص في هذه المناطق مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية حيث يوجد في هذه المنطقة أكثر من نصف جميع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم.

وقد شكلت النساء البالغات والمراهقات نسبة 19 في المائة من تشخيصات فيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة في عام 2018، وما يقرب نصف الحالات الجديدة في أمريكا تعود لأشخاص من أصل أفريقي.

إذا تُركت المرأة المصابة بالفيروس دون علاج فإن لديها فرصة بنسبة 15-45 في المائة لنقل فيروس نقص المناعة البشرية إلى طفلها أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، ومع العلاج المضاد للفيروسات القهقرية طوال فترة الحمل وتجنب الرضاعة الطبيعية يكون الخطر أقل من 5 في المائة.

ومع استمرار تحسن الوصول إلى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية في جميع أنحاء العالم نأمل أن تستمر هذه الإحصائيات في التغير.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!