;

نقص الحديد والنوم

  • تاريخ النشر: الخميس، 26 مايو 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022
نقص الحديد والنوم

يحتوي جسم الإنسان على العديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، حيث يعد الحديد من أهمها، كما يمكن أن يصاب الإنسان بنقص الحديد الذي يمكن أن يؤثر على العديد من وظائف الجسم بما فيها النوم، فما هو نقص الحديد؟ وما هي الأعراض التي يسببها؟ وما هي علاقة نقص الحديد بالنوم؟ وما هي علاجات نقص الحديد؟

نقص الحديد

نقص الحديد (بالإنجليزية: Iron deficiency) الذي يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، كما يشير البعض إلى نقص الحديد بفقر الدم، إذ يحدث عندما لا يوجد كميات كافية من الحديد في الجسم. في هذا المقال سنتحدث عن نقص الحديد والنوم.

يشار إلى نقص الحديد بفقر الدم ذلك لأنّ الحديد مسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء، إذ تكمن أهمية هذه الخلايا في كونها تعزز صحة النظام المناعي، وقوة العضلات والطاقة، كما يساعد في تشكيل الهيموغلوبين الذي ينقل الأوكسجين في الدم من الرئتين إلى الخلايا والأنسجة في الجسم.

كما ينبغي الإشارة إلى عدم قدرة الجسم على تصنيع الحديد، إذ لا بد للإنسان من الحصول عليه من خلال النظام الغذائي، أو من خلال طرق علاجية أخرى. [1]

نقص الحديد والنوم

يطرح الكثير من الأشخاص تساؤلاً حول ما إذا كان نقص الحديد أو فقر الدم يؤثر على النوم، والحقيقة من ناحية طبية أنّ نقص الحديد بالفعل قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم، كما أنّ أعراض نقص الحديد وفقر الدم تتشابه مع أعراض اضطرابات النوم.

أشارت الدراسات الحديثة إلى وجود ارتباط وثيق بين الإصابة بفقر الدم واضطرابات النوم، بالتحديد الأرق، بالإضافة إلى متلازمة تململ الساقين، كما تعد النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم مقارنةً بالرجال، إذ يصاب ما يقارب 20% من النساء بشكل عام، وما يقارب 50% من النساء الحوامل بفقر الدم نتيجة نقص الحديد الذي يؤدي للأرق الحاد وقلة النوم.

علاوة على ذلك يشار إلى وجود جين قد يؤدي إلى الإصابة بالأرق، إذ قد يؤدي الجين ذاته إلى الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، كما أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين عانوا من الأرق كانت لديهم مستويات الحديد منخفضة. [2]

أعراض نقص الحديد

عند انخفاض مستويات الحديد في الجسم عن المعدلات الطبيعية، فإنّ ذلك يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض، حيث تتضمن أعراض نقص الحديد الآتي: [3]

  • جفاف الجلد وشحوبه.
  • سهولة الإصابة بالكدمات.
  • متلازمة تململ الساقين التي تؤدي إلى حدوث حركات غير مقصودة ولا إرادية في القدمين.
  • تسارع في نبضات القلب.
  • تساقط  الشعر.
  • التعب والإرهاق.
  • الدوار والضعف وانخفاض طاقة الجسم.
  • الإحساس بالبرودة بشكل دائم.
  • ضيق في التنفس.
  • صداع في الرأس.
  • التهاب اللسان.
  • ضعف وهشاشة في الأظافر.
  • تغيرات في حاسة التذوق.
  • الشعور بطنين في الأذنين.
  • الرغبة المتكررة في مضغ الثلج أو الطباشير.

أسباب نقص الحديد

كما أشرنا أعلاه بأن فقر الدم أو نقص الحديد يحدث بشكل أساسي عند انخفاض مستويات كريات الدم الحمراء عن المعدلات الطبيعية، إذ يحدث ذلك نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي: [4]

عدم الحصول على كميات كافية من الحديد

أشرنا أعلاه بأنّ جسم الإنسان غير قادر على إنتاج الحديد، لكنه يستطيع تخزينه فقط، إذ لا بد من تناول الأغذية التي تحتوي على الحديد بكميات كافية، كما يحتاج الأطفال، والمراهقون بشكل خاص الإناث، والنساء الحوامل والمرضعات إلى كميات أكبر من الحديد، كما يمكن أن يؤدي تناول بعض أنواع الأغذية لنقص مستويات الحديد.

كما يمكن أن يحدث نقص الحديد نتيجة مشكلة في امتصاص الجسم للحديد، ذلك عندما يصاب الجهاز الهضمي بحالات مرضية مزمنة تحول دون امتصاص كميات كافية من الحديد. [4]

فقدان كميات كبيرة من الدم

يعد فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من أكثر أنواع فقر الدم شيوعاً، إذ إنّه غالباً ما يتسبب فقدان الدم بانخفاض مستويات الحديد في الجسم،  كما أنه عند فقدان الدم فإنّ الجسم يقوم بسحب الماء من الأنسجة والخلايا خارج مجرى الدم، ذلك للحفاظ على امتلاء الأوعية الدموية، حيث يعمل هذا الماء على تخفيف الدم، وتقليل عدد كريات الدم الحمراء.

كما يمكن أن يكون فقدان الدم حاداً، أي يحدث بشكل سريع نتيجة الخضوع للجراحة، أو الولادة، أو التعرض الصدمات، كما أن فقدان الدم المزمن يكون السبب الرئيسي في الإصابة بفقر الدم، إذ يحدث ذلك نتيجة الإصابة بتقرحات المعدة، والسرطان، والأورام.

بالإضافة إلى ذلك قد يكون فقدان الدم أيضاً ناتجاً عن الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، بما فيها البواسير، والقرحة، والتهاب المعدة.عدا عن تناول بعض أنواع الأدوية، بشكل خاص مضادات الالتهاب اللاستيرويدية التي تتضمن أدوية الأسبرين، والإيبوبروفين. [4]

انخفاض كريات الدم الحمراء

تتشكل كريات الدم الحمراء بشكل رئيسي في النخاع العظمي الذي يعد نسيج رخو يقع في مركز العظام ، كما يقوم بإنتاج الخلايا الجذعية التي تتطوّر إلى كريات دم حمراء، وكريات دم بيضاء، وصفائح دموية.

 كما يمكن أن يصيب نخاع العظام العديد من الحالات المرضية بما فيها سرطان الدم الذي يؤدي إلى إنتاج كريات دم بيضاء غير طبيعية، هذا بالطبع سيؤثر على إنتاج كريات الدم الحمراء، أو عدم إنتاجها بشكل كامل، أو عدم نمو ونضج هذه الكريات، بالتالي حدوث نقص في مستويات الحديد. [4]

تدمير كريات الدم الحمراء

في الحالة الطبيعية تتجدد كريات الدم الحمراء كل 120 يوماً، أي تبقى طيلة هذه الفترة في مجرى الدم، لكن قد يحدث أن يدمرها الجسم أو يزيلها قبل إكمال دورة حياتها الطبيعية، ذلك قد يحدث نتيجة خطأ في الجهاز المناعي، حيث يعتبر هذه الكريات أجساماً غريبة ويقوم بتدميرها.

كما يحدث ذلك نتيجة العديد من الأسباب من أبرزها الالتهابات، وارتفاع ضغط الدم الشديد، واستخدام بعض أنواع الأدوية كالمضادات الحيوية، والسموم التي تنتج من الكبد والكلى. [4]

عوامل أخرى

كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بنقص الحديد، حيث تتضمن هذه العوامل الآتي: [4]

  1. الأمراض المعوية: بما فيها مرض كرون.
  2. استخدام الأدوية: يؤدي تناول بعض أنواع الأدوية، بما فيها مسكنات الألم إلى حدوث التهاب في بطانة المعدة، هذا يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم.
  3. الحمل والولادة.
  4. العمر: يعد الأطفال بشكل خاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 أشهر إلى عامين أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم.
  5. العوامل الوراثية: يزيد وجود إصابات لدى أحد أفراد العائلة بفقر الدم الوراثي، أو فقر الدم المنجلي، أو الثلاسيميا من احتمالية إصابة بقية الأفراد، بنقص الحديد.
  6. الأمراض المزمنة: التي تتضمن مرض السكري، والإيدز، وقصور القلب، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الكبد.

علاج نقص الحديد

يتمثل علاج نقص الحديد بالحصول على الكميات الكافية من الحديد بالدرجة الأولى، ذلك من خلال تناول الأغذية التي تحتوي على الحديد، أو من خلال تناول مكملات الحديد، كما قد يحتاج بعض المصابين بنقص الحديد إلى استخدام أدوية الحديد التي تكون على شكل حقن وريدية.

بالإضافة إلى ذلك لا بد من علاج العوامل الأخرى التي تؤدي إلى التأثير على مستويات الحديد والإصابة بفقر الدم، ذلك من خلال العديد من الخيارات التي يقررها الطبيب، كما يوصي الطبيب عند تناول مكملات الحديد باتباع التدابير الآتية: [5]

  1. تناول حبوب الحديد على معدة فارغة: يوصي الطبيب بتناول حبوب الحديد على معدة فارغة إذا كان بالإمكان، مع ذلك فقد تؤدي بعض أنواع حبوب الحديد إلى حدوث مغص في المعدة، لذا فمن الضروري تناول حبوب الحديد مع الطعام.
  2. تجنب تناول حبوب الحديد مع مضادات الحموضة: من الممكن أن تتعارض الأدوية التي تخفف من حرقة المعدة مع أدوية الحديد، إذ تقلل هذه الأدوية من امتصاص الحديد، لذا ينبغي تناول حبوب الحديد قبل ساعتين من مضادات الحموضة.
  3. تناول حبوب فيتامين ج مع حبوب الحديد: ذلك لأنّ فيتامين ج يحسن من امتصاص حبوب الحديد.

في الختام لا بد من مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض نقص الحديد أو كما يشار إليه فقر الدم، ذلك لإجراء الفحوصات التشخيصية، ومعرفة العوامل المسببة وعلاجها، تجنباً لحدوث مضاعفات.

  1. "مقال نقص الحديد" ، المنشور على موقع .healthdirect.gov.au
  2. "مقال علاج فقر الدم للمساعدة في الأرق ومشاكل النوم" ، المنشور على موقع valleysleepcenter.com
  3. "مقال فقر الدم" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  4. أ ب ت ث ج ح "مقال ماذا تعرف عن فقر الدم" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  5. "مقال فقر الدم الناجم عن نقص الحديد" ، المنشور على موقع mayoclinic.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!