;

الشخصية التجنبية.. أعراض اضطرابها وعلاجها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الإثنين، 17 أغسطس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
الشخصية التجنبية.. أعراض اضطرابها وعلاجها

ربما تكون قد عانيت أنت أو أشخاص تعرفهم من فترة أحببت فيها البقاء بعيداً عن الاختلاط الاجتماعي بالآخرين، كحالة غير مؤقتة مترافقة مع مشاعر محبطة، هذا أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب الشخصية البشرية وتؤثر لاحقاً على مسير علاقاتك الاجتماعية ووجودك ككيان واع في الوسط الإنساني وتدعى الشخصية التجنبية أو الانعزالية. في هذا المقال سنتعرف معاً على أعراض هذا الاضطراب وما قد يصاحبه من حالات نفسية أخرى.

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟

هو أحد مجموعة من الحالات تسمى اضطرابات الشخصية القلقة والتي تتميز بمشاعر العصبية والخوف، حيث يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الانعزالية من مجموعة من الأعراض والمشاعر تجعلهم غير مرتاحين في المواقف الاجتماعية ما يؤدي بهم إلى تجنب الأنشطة الجماعية والتواصل مع الآخرين [1].

مدى شيوع اضطراب الشخصية التجنبية:

بما يخص وجود الشخصية التجنبية عند لبعض وتشخيصها يجدر الانتباه إلى بعض النقاط مثل [1]، [2]:

  1. تشير بعض الدراسات والتقديرات إلى أن هذا الاضطراب يؤثر على الرجال والنساء على حد سواء، كما أن حوالي 1٪ من عامة الناس يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية.
  2. يبدأ اضطراب الشخصية التجنبية بالظهور بشكل عام في مرحلة الرضاعة والطفولة ويستمر حتى مرحلة البلوغ كحال معظم اضطرابات الشخصية.
  3.  يمكن ملاحظة السلوك التجنبي بشكل شائع عند الأطفال أو المراهقين، ولكن لا يمكن تشخيص اضطراب الشخصية في مرحلة الطفولة أو لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً؛ لأن الخجل أو الخوف من الغرباء أو الارتباك الاجتماعي أو الحساسية للنقد، غالباً ما تكون جزءاً طبيعياً من نمو الأطفال والمراهقين.

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية:

تشمل أعراض اضطراب الشخصية التجنبية عدداً من السلوكيات مثل [2]:

  1. تجنب العمل أو الأنشطة الاجتماعية خوفاً من النقد أو الرفض، فقد يشعر الشخص كما لو أنه غير مرحب به كثيراً في المواقف الاجتماعية حتى عندما لا يكون الأمر كذلك؛ وذلك لأن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانعزالية لديهم عتبة منخفضة للنقد.
  2. الاحترام المتدني للذات: حيث يعتبر الأشخاص ذوي الشخصية التجنبية أنفسهم أدنى من الآخرين.
  3. العزل الذاتي: الشخص ذو اضطراب الشخصية الانعزالية قد يخشى التحدث خوفاً من قول شيء خاطئ، أو الاحمرار أو التلعثم أو الشعور بالحرج، كما قد يقضي وقتاً طويلاً في دراسة من حوله بقلق بحثاً عن علامات الموافقة أو الرفض على ما سيقوله.
  4. يدرك الشخص المصاب باضطراب الشخصية الانعزالية أنه غير مرتاح في المواقف الاجتماعية كما يشعر بعدم الكفاءة الاجتماعية، بالإضافة لكون تعليقات الآخرين حول خجله أو توتره في المواقف الاجتماعية قد تشعره بالنقد أو الرفض.

الآثار الاجتماعية للشخصية التجنبية:

يعاني الفرد ذو الشخصية التجنبية من بعض الآثار السلبية اجتماعياً مثل [2]:

  1. يتسبب اضطراب الشخصية التجنبية في الخوف من الرفض الذي يصعّب التواصل مع الآخرين؛ فقد يتردد الشخص في البحث عن صداقات ما لم يكن متأكداً من تقبل الآخر له.
  2. عندما يكون ذو الشخصية التجنبية طرفاً في علاقة فهو يخشى مشاركة المعلومات الشخصية أو التحدث عن مشاعره، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب الحفاظ على العلاقات الحميمة أو الصداقات الوثيقة.
  3. بحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي فإن المصاب باضطراب الشخصية الانعزالية يتجنب الأنشطة المهنية التي تنطوي على اتصال شخصي كبير كما أنه يتردد كثيراً في المخاطرة الشخصية أو الانخراط في أي أنشطة جديدة لأنها قد تكون محرجة.

علاج الشخصية التجنبية:

كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى يمكن لأخصائي الصحة النفسية وضع خطة علاج مناسبة لصاحب الشخصية التجنبية، كما تتنوع علاجات اضطراب الشخصية التجنبية فتشمل [2]:

  1. العلاج بالكلام: يمكن تطبيقه بوجود الاستشاري النفسي الداعم من خلال تشجيع الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب على الحديث بوضوح وبمواجهة عن الأشياء التي يخشاها ويتجنبها، حتى يصل إلى اختبارها والتخلص منها واحدة تلو الأخرى.
  2. محاولة التفكير بإيجابية لدى من يعاني من شخصيته التجنبية، وطرد الأفكار السلبية عن نظرة عدم تقبل أو احترام الآخرين له، وهذا يمكن أن يساعد في تحقيقه الوسط الاجتماعي المقرب مثل الأسرة والأصدقاء.
  3. إذا تم تشخيص حالة مصاحبة للشخصية التجنبية مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق فيمكن استخدام الأدوية بعد استشارة الطبيب النفسي حصراً، والذي قد ينصح ببرنامج دوائي معين يمكن أن يتضمن مضادات للاكتئاب.

مسببات اضطراب الشخصية التجنبية:

  1. السبب الدقيق لاضطراب الشخصية الانعزالية التجنبية غير معروف، ومع ذلك يعتقد أن للوراثة دور في ذلك؛ حيث تشير حقيقة حدوثه في كثير من الأحيان إلى الانتقال في العائلات من خلال الجينات.
  2. من المحتمل أن يكون الاضطراب ناتجاً عن تأثيرات بيئية اجتماعية مثل رفض الوالدين أو الأقران والتي يمكن أن تؤثر على تقدير الشخص لذاته وشعوره بالقيمة.

حالات نفسية مصاحبة للشخصية التجنبية:

يمكن أن تترافق الشخصية الانعزالية مع اضطرابات نفسية أخرى لدى الشخص مثل [2]:

  1. الرهاب الاجتماعي: حيث يعاني الشخص من القلق الشديد وخاصة في المواقف الاجتماعية الشائعة.
  2. اضطراب الشخصية الاتكالية: وتعني الاعتماد بشكل مفرط على الآخرين للحصول على المشورة أو اتخاذ القرارات.
  3. اضطراب الشخصية الحدية: حيث يواجه الأشخاص صعوبات في العديد من المجالات بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والسلوك والمزاج والصورة الذاتية.

وتوجد أعراض مشتركة فيما بين اضطراب الشخصية التجنبية والحالات السابقة ولا سيما في حالة الرهاب الاجتماعي، لذا يمكن الخلط بين تلك الاضطرابات حتى من قبل اختصاصي الصحة النفسية الذي قد يستغرق بعض الوقت لإجراء التشخيص الواضح واختيار العلاج المناسب للشخص.

في حالة الشخصية التجنبية كغيرها من الحالات النفسية أو العقلية غير الصحية، تحتاج إلى انتباه تتبعه استشارة طبيب اختصاصي نفسي يضعك على الطريق الصحيح في معالجة هذه المشكلة أو تجاوزها، كما يجدر الانتباه إلى نشوء بعض الطباع والصفات وتطورها مع الأطفال للعمل على حل أي مشكلة تنبئ عن اضطراب نفسي معين.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!