;

أعراض الشخصية التجنبية والتعامل معها

  • تاريخ النشر: الإثنين، 23 مايو 2022 آخر تحديث: الخميس، 15 ديسمبر 2022
أعراض الشخصية التجنبية والتعامل معها

لا شك أن التواصل الاجتماعي والدعم النفسي الذي يأتي من الأهل والأصدقاء، من أهم الأمور التي تساعدنا على الحفاظ على التوازن النفسي الذي ننشده جميعاً، لكن ماذا لو فضل البعض الهروب من التواصل مع الآخرين، وآثر البقاء منعزلاً عنهم؟ هذا هو اضطراب الشخصية التجنبية الذي نتحدث اليوم عن أعراضه، وكيفية التعامل الأمثل معه.

ما هي الشخصية التجنبية

اضطراب الشخصية التجنبية (بالإنجليزية: Avoidant Personality Disorder) هو أحد الأشكال الأكثر شيوعاً للاضطرابات الشخصية، يتسم هذا الاضطراب بالخجل الشديد، والرغبة في تجنب الآخرين والانعزال عنهم؛ خوفاً من مشاعر الرفض التي قد تعرضهم إلى الصدمة والانكسار. [1]

إلى جانب العزلة والانسحاب الاجتماعي، يشعر أصحاب هذا الاضطراب بالخوف الشديد والتحسس من النقد الموجه إليهم، مما يدفعهم إلى تجنب الاختلاط مع الآخرين، على الرغم من احتياجهم الشديد إلى الدعم والتواصل مع من حولهم. [1]

تشير الإحصائيات إلى إصابة نحو 2.5% من سكان الولايات المتحدة بأعراض اضطراب الشخصية التجنبية، الذي لا يفرق بين الرجال والنساء، ويؤثر عليهم على حد سواء، كما توضح الأبحاث بداية ظهور أعراض اضطراب الشخصية التجنبية في مرحلة الطفولة، لكنها تبدأ في خلق شعور بعدم الراحة بالنسبة للشخص بدايةً من مرحلة المراهقة. [2] 

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

تتميز أعراض الشخصية التجنبية بثلاث سمات رئيسية هي: [3]

  • الشعور بالدونية.
  • العزلة والانسحاب الاجتماعي.
  • التحسس الشديد والخوف من النقد أو الرفض.

إلى جانب السمات العامة التي تغلب على أعراض الشخصية التجنبية، يوجد بعض السمات الأخرى المميزة، من ضمنها: [1][2][3]

  • عدم الثقة بالآخرين.
  • الخوف من اتخاذ القرارات.
  • تجنب التفاعل مع الآخرين في العمل.
  • القلق الشديد من قول أو فعل شيء غير مقبول.
  • الشعور بالخوف والقلق في التجمعات العائلية.
  • تجنب مشاركة المشاعر الحميمة مع الآخرين.
  • افتقار وجود شبكة اجتماعية أو أصدقاء مقربين.
  • الانشغال بالنقد في المواقف الاجتماعية.
  • رؤية المريض لنفسه أنه فاشل وغير كفء.
  • عدم الرغبة في المخاطرة، ورفض تجربة أشياء جديدة.

كيفية التعامل مع الشخصية التجنبية

لا شك أن التعامل مع الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية التجنبية يمثل تحدياً كبيراً، الأمر الذي يصيب من حولهم بالحيرة بين محاولة مساعدتهم للاندماج مع الآخرين، وبين خوفهم من إيذاء مشاعرهم، لهذا السبب نستعرض في السطور القادمة بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع الشخصية التجنبية. [4]

عدم إجبارهم على مواجهة الآخرين

بالنظر إلى طبيعة أعراض الشخصية التجنبية، ستدرك جيداً حجم التحديات العاطفية والنفسية التي يواجهونها لإنشاء أي علاقة مع الآخرين، لهذا السبب قد يؤدي إجبار هؤلاء الأشخاص إلى احتمال تعرضهم إلى مزيد من الرفض، الذي يدفعهم إلى الانعزال. [4]

التعامل معهم بلطف ولباقة

في بعض الأحيان قد تحتاج إلى مواجهة صاحب الشخصية التجنبية بحقيقة مشكلته؛ حتى يواجه مخاوفه، ويبدأ في الاندماج والتفاعل مع الآخرين تدريجياً، عند ذلك حاول أن تتحلى بقدر من اللطف واللباقة؛ حتى لا تجرح مشاعره، وتنجح في تحقيق هدفك دون أن تسبب له الأذى، أو تزيد من انعدام ثقته بنفسه. [4]

التحكم في المشاعر 

في كثير من الأحيان ينظر أصحاب الشخصية التجنبية إلى أي نقاش يدور حول طبيعة مشكلتهم أنه هجوم عليهم، وتقليل من قدراتهم، عند ذلك ينبغي أن تتحكم في مشاعرك وتحافظ على هدوء أعصابك حتى لا يُساء فهم موقفك. [3]

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية

لم يتوصل الباحثون حتى الآن من الأسباب الحقيقية وراء اضطراب الشخصية التجنبية، وإن كانت بعض الأبحاث ترجح ارتباط هذه المشكلة ببعض العوامل الوراثية والبيئية، حيث تلعب التجارب الصادمة التي تعرض لها أصحاب هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة دوراً هاماً في تطور الأعراض. [3]

تشير الأبحاث أيضا إلى أن الأطفال الذين يفتقدون المودة والتشجيع في طفولتهم من القائمين على رعايتهم، أو يتعرضون إلى الرفض منهم، يكونون في خطر متزايد للتعرض إلى هذه المشكلة؛ لأنهم يجدون في تجنب الآخرين والانعزال عنهم آلية للتكيف وتجنب المواقف الصادمة التي يتعرضون لها. [1]

قد يحدث اضطراب الشخصية التجنبية أيضاً بالتزامن مع بعض الاضطرابات الشخصية أو النفسية الأخرى، ومنها: [1]

تشخيص الشخصية التجنبية

عادةً ما يتم تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية عند البالغين؛ حيث لا تزال شخصيات الأطفال قيد التطور، ويمكن أن تكون بعض السلوكيات السلبية؛ مثل: الخجل، والانعزال، تجارب طبيعية من الممكن أن يتجاوزها الطفل في مراحل لاحقة من حياته. [1]

يعد طبيب الأسرة هو نقطة التواصل الأولى مع أصحاب هذا الاضطراب، ويبدأ الطبيب أولى مراحل التشخيص عن طريق فحص المريض، واستبعاد إصابته ببعض الأمراض الجسدية التي من الممكن أن تكون سبب الأعراض. [1]

عندما يشتبه طبيب الأسرة في معاناة أي شخص من هذا الاضطراب، يحيله إلى طبيب الأمراض النفسية، الذي يبدأ بدوره في جمع بعض المعلومات عن مرحلة الطفولة، والمشاكل التي عانى منها صاحب المشكلة حتى وصل إلى هذه المرحلة من الانعزال، وعند التأكد من تحقق جميع أعراض الشخصية التجنبية، يبني الطبيب تشخيصه وخطته العلاجية. [2] 

علاج الشخصية التجنبية

يعاني أصحاب الشخصية التجنبية من العديد من المشكلات في حياتهم؛ نظراً لعدم قدرتهم على إقامة علاقات اجتماعية، الأمر الذي يزيد من رغبتهم في طلب العلاج بشتى الطرق. نستعرض في هذا الجزء المسارات المختلفة المستخدمة في علاج اضطراب الشخصية التجنبية. [3]

العلاج المعرفي السلوكي

يعد العلاج السلوكي المعرفي من أهم أنماط العلاج النفسي المستخدمة في علاج اضطراب الشخصية التجنبية، فمن خلاله يتمكن المريض من إعادة ترتيب أفكاره، وفهم طبيعة مشكلته، وآليات التأقلم معها، إلى جانب التخلص من خجله ومعتقداته الخاطئة تدريجياً. [2]

العلاج الدوائي

على الرغم من عدم وجود أي أدوية معتمدة حتى الآن لعلاج اضطراب الشخصية التجنبية، إلا أن هناك بعض الأدوية التي تساهم في علاج بعض الاضطرابات النفسية التي يعاني منها معظم أصحاب هذه الشخصية بالتزامن مع أعراض الاضطراب نفسه. [1]

فعلى سبيل المثال يمكن للأدوية المضادة للاكتئاب أن تساهم في تحسين الحالة المزاجية، وعلاج أعراض الاكتئاب، والتخفيف من حساسية المريض تجاه مشاعر الرفض من الآخرين، كما يمكن لمضادات القلق أن تقلل من أعراض القلق والتوتر الذي يعاني منه معظم أصحاب هذا الاضطراب. [1]

لا يعد التعامل مع أعراض الشخصية التجنبية من الأمور الهينة على صاحب المشكلة، أو على المحيطين به؛ نظراً للسلوك الاستثنائي الذي يعاني منه أصحاب هذا الاضطراب، ورغبتهم الشديدة في الانعزال والانسحاب عن الحياة الاجتماعية، لكن هناك بعض الطرق التي ينصح بها الأطباء لعلاج الاضطراب، والتعامل الأمثل مع أصحاب المشكلة دون إيذاء مشاعرهم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!