;

اضطراب الشخصية الحدية.. أعراضه وأسبابه

  • تاريخ النشر: الجمعة، 14 أغسطس 2020 آخر تحديث: الجمعة، 01 مارس 2024
اضطراب الشخصية الحدية.. أعراضه وأسبابه

يعتبر اضطراب الشخصية الحدية الأكثر شيوعاً بين باقي أنواع اضطرابات الشخصية، ويعاني المصابون به من تقلبات كبيرة في المزاج والسلوك، ونوبات من القلق والغضب والاكتئاب، وتتصف معظم تصرفاتهم بالاندفاعية، ما يجعلهم يواجهون مشاكل في التعامل مع محيطهم الاجتماعي. لذا سنتعرف ضمن هذا المقال على أسباب وأعراض اضطراب الشخصية الحدية، وكيفية التعامل مع المصابين به.

أعراض اضطراب الشخصية الحدية

يظهر لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية مجموعة من الأعراض، ويترواح ظهورها بين عدد قليل تصعب ملاحظته، وبين آخر كبير وواضح، يؤكد إصابتهم بهذا الاضطراب، وهي: [1]

  • نوبات متكررة وشديدة من الغضب.
  • تشوه الصورة الذاتية، وعدم استقرارها.
  • الخوف الشديد من الوحدة أو التعرض للهجر.
  • ضعف الثقة بالآخرين، وخوف كبير من نواياهم.
  • ظهور وتلاشي الارتياب المرتبط بالضغط النفسي.
  • القيام ببعض السلوكات التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالذات.
  • التفكير المتكرر بالسلوكيات الانتحارية، أو التهديد بإلحاق الأذى بالنفس.
  • حالة مزاجية شديدة ومتغيرة بشكل كبير، وتتراوح مدة كل حالة منها، من بضع ساعات إلى بضعة أيام.
  • علاقات قوية مع العائلة والأصدقاء، لكنها غير مستقرة، فهي إما أن تكون شديدة المحبة، أو شديدة الكراهية.
  • القيام بسلوكيات متهورة وخطيرة في كثير من الأحيان، وتجدر الإشارة إلى أنه في حال حدوث هذه السلوكيات بشكل أساسي خلال فترة تحسن المزاج أو زيادة الطاقة، فإنها تكون علامة على اضطراب المزاج، وليس اضطراب الشخصية الحدية.

اسباب اضطراب الشخصية الحدية

تنحصر أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، بثلاثة عوامل رئيسية ومحددة، وهي: [2]

  • عامل الوراثة: حيث أن الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب باضطراب الشخصية الحدية، أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بخمس مرات من غيرهم، لكن بما أن هناك عدداً من التوائم المتطابقة يصاب أحدها فقط بهذا الاضطراب، فإن ذلك يدل على أن الجينات وحدها ليست سبباً وحيداً للإصابة باضطراب الشخصية الحدية.
  • عامل البيئة والتربية: إذ يعتبر الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة أقوى عامل لحدوث اضطراب الشخصية الحدية، كما أن التعرض لسوء المعاملة والهجر والإهمال خلال الطفولة أيضاً أمر شائع بين المصابين به، إضافة لذلك فقد يلعب تعرض البالغين للعنف والخسارة الشخصية والعلاقات الفاشلة، دوراً رئيسياً في ظهور اضطراب الشخصية الحدية أو تفاقمه، بالرغم من أن حدوثه يكون أقوى مع صدمة الطفولة.
  • هيكل الدماغ: وجد العلماء خلال دراستهم لأدمغة الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، بعض الحالات الشاذة وعلامات خلل في الأداء الوظيفي للدماغ، وأشاروا أن المصدر الرئيسي لهذه المشاكل يكمن في جزء من الدماغ، مسؤول عادة عن تخفيف الاستجابات العاطفية.

كيفية التعامل مع الشريك المصاب باضطراب الشخصية الحدية

تتصف العلاقة التي يكون فيها أحد الشريكين مصاباً باضطراب الشخصية الحدية، بالفوضوية، وغالباً ما تكون مليئة بالصراعات، لكن ذلك لا يعني أن هذه العلاقة لا يمكن أن تستمر، حيث من الممكن العمل على تخفيف أعراض هذا الاضطراب، والوصول إلى علاقة مُرضية للطرفين، ويتم ذلك وفق الخطوات التالية: [3]

  • ثقف نفسك: حاول أن تتعلم كل شيء عن اضطراب الشخصية الحدية، وكيفية التمييز بين سمات اضطراب الشخصية الحدية وسمات الشخصية، والتعرف على محفزات الاضطراب لديه، ما يجعلك قادراً على مساعدة شريكك في تجنبها أو الاستعداد لها بشكل أفضل، فكلما زادت معرفتك باضطراب شريكك، كلما كنت أفضل استعداداً لمساعدته وإبقاء العلاقة على طبيعتها.
  • اعتن بنفسك: يعد الارتباط بشخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية أمراً مرهقاً للغاية، فقد تجد نفسك توظف معظم طاقاتك في خدمته، على حساب احتياجاتك العاطفية، ما يولد شعوراً بالاستياء والاكتئاب والإرهاق، وأحياناً كثيرة يؤدي إلى المرض الجسدي، ما يصعب عليك مساعدة شريكك المصاب، لذا حاول ألا تدع مرض شريكك يستهلك قواك، واعتن بنفسك عاطفياً وجسدياً، من خلال الحفاظ على الصداقات والأنشطة التي تجلب لك السعادة، واحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم.
  • كن صادقاً: تحدث مع شريكك المصاب بصدق، في ما يتعلق بتصرفاته، فالأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، غالباً ما يكونوا جاهلين بكيفية تأثيرهم على الآخرين بسلوكهم، لذا حاول بلطف وبتعاطف أن تجعلهم مدركين لما يمكن أن تؤدي له سلوكياتهم من هجر أو معاملة غير عادلة.
  • تفاعل مع مشاعر شريكك: إذ يمكن أن يساعد التعاطف والتفهم لمشاعر شريكك، في تنظيم مشاعره وخلق تجربة من الأمان العاطفي والتعلق.
  • انتبه لوعودك: فعندما تقول إنك ستفعل شيئاً ما، أو أنك لن تفعله، فتابع بذلك، وتعلم التفكير للحظة قبل أن تعطي أي وعد، حتى تتمكن دائماً من الوفاء به، فعدم الوفاء بالوعود ليس بالأمر السهل للشريكك المصاب باضطراب الشخصية الحدية، إذ من الممكن أن يصرخوا أو يتهمونك بالتخلي عنهم.
  • شجع السلوك المسؤول له: عندما يعمل شريكك المصاب على التصرف بمسؤولية، لا سيما في المواقف التي كان من الصعب عليها التصرف حيالها في الماضي، اعترف له بذلك وأثن على سلوكه.
  • حاول أن تبقى مرتبطاً بالواقع: حيث من السهل على المصاب باضطراب الشخصية الحدية، أن يأخذك إلى واقعه المتخيل المليء بالخيانة والهجر والصراع، لذا خذ وقتاً كل فترة للتحدث مع الأصدقاء والعائلة عن الواقع المحيط بكم.
  • تناقش مع الآخرين: حاول أن تتناقش وتستشير باقي الأزواج حول هذا الاضطراب، إذ يمكن أن يساعدك هذا على إيجاد استراتيجيات لتنظيم مشاعرك والتواصل مع الشريك المصاب بشكل فعال، ومنع المشاعر والمزاجات المتقلبة، ونزع فتيل الانفعالات العاطفية الحادة.

في الختام، احرص على طلب الاستشارة الطبية، عندما تشعر بعدد من أعراض اضطراب الشخصية الحدية، إذ يمكن لهذا الاضطراب أن يكون سبباً رئيسياً في فشل علاقاتك الاجتماعية والعاطفية، وإحداث المشاكل مع محيطك في العمل.

المصادر والمراجع:

[1]. مقال "اضطراب الشخصية الحدية" منشور على موقع nimh.nih.gov.

[2]. مقال "ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟" منشور على موقع bridgestorecovery.com.

[3]. مقال Willem van den Berg "حب شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية" منشور على موقع visionpsychology.com.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!