;

رهاب الزلازل الأعراض والأسباب

يرمز رهاب الزلازل عن القلق الداخلي والخوف الذي يعيشه الإنسان بسبب شعوره تجاه الهزات الأرضية

  • تاريخ النشر: السبت، 25 فبراير 2023 آخر تحديث: الأحد، 25 فبراير 2024
رهاب الزلازل الأعراض والأسباب

بعد زلزال تركيا وسوريا الأخير عانى الناس من خوف يقلق منامهم ويعكّر صفو راحتهم، فلا شيء أصعب من حالة فقدان الثقة بالأرض التي تمشي عليها، خاصةً بعد حدوث زلزال المغرب المدمر مرة أخرى وراح ضحيته الآلاف، فما هو رهاب الزلازل وكيف نتعامل معه؟ تعرف عليه في هذا المقال.

رهاب الزلازل

يعد رهاب الزلازل أو فوبيا الزلازل (بالإنجليزية: Seismophobia) حالة من الخوف والقلق الشديدين التي يعاني منها الناس إثر الهزات الأرضيّة، ويأتي هذا النوع من الفوبيا لأن الناس قلقون بشأن العواقب الناجمة عن الزلزال، مثل: انعدام الأمن، أو الضرر الذي لحق بهم وبمنازلهم، أو بسبب الدمار الذي خلّفه الزلازل بشكلٍ عام. [1]

تعد الزلازل واحدة من الكوارث الطبيعية التي يصعب التنبؤ بها، على الرغم من أن الأرض تبدو وكأنها مكان صلب جداً عند النظر إليها من السطح، إلا أنها في الواقع تكون نشطة للغاية من الأعماق، ويؤدي ذلك النشاط إلى تحرك الصفائح التكتونية الذي ينجم عنه الهزات الأرضية. [2]

تبدو فوبيا الزلازل منطقيةً جداً، وذلك لعدم المقدرة على التنبؤ بالهزات الأرضية، ومن الصعب أيضاً توّقع شدتها، فقد يكون الزلزال خفيفاً جداً لدرجة عدم الشعور به إلا من خلال الأجهزة الحساسة لاكتشافه، وقد يكون شديداً بما يكفي للتسبب في النزوح أو الإصابة أو فقدان الحياة؛ لذلك يصبح الناس قلقين للغاية بشأن تلك الهزات، ويتجنبون الأنشطة العادية للحياة اليومية؛ مما يؤثر سلباً على جودة حياتهم الصحية والنفسية. [3]

أعراض رهاب الزلزال

تُعبّر فوبيا الزلزال عن القلق الداخلي والخوف الذي يعيشه الإنسان بسبب شعوره تجاه الهزات الأرضية، وهناك أعراض مختلفة، ومن الممكن أن تشمل ما يلي: [1] [4]

  • فرط التنفس (بالإنجليزية: Hyperventilation): حالة من التنفس السريع أو العميق، وتنتج عادة عن القلق أو الخوف الشديد.
  • خفقان القلب: بسبب زيادة إفراز الأدرينالين.
  • أعراض اضطراب الجهاز الهضمي: وتشمل الغثيان، والتقيؤ، وما إلى ذلك.
  • أعراض الاضطراب العامة: وتشمل: جفاف الفم، والدوخة، والصداع، تعرّق اليدين.
  • الرغبة في الفرار أو الاختباء: واحدة من الطرق التي يدافع بها الذي يعاني من الخوف من الزلازل عن نفسه بهدف النجاة.
  • المبالغة في الوقاية: من الممكن أن يدفعك رهاب الزلازل للتخطيط للنجاة بطرق مبالغ بها، فقد ينفق المرء مبالغ ضخمة من المال لتأمين منزله لمنعها من السقوط، أو قد يتصرف بطريقة غير مسؤولة أيضاً، ويقع ذلك تحت مظلة الوسواس القهري.
  • القلق الشديد خصوصاً عند ذكر الزلزال: يعيش معظم المصابين بهذا الرهاب حالة من الخوف تجاه الهزات الأرضية، مما يؤثر على حياتهم اليومية بصورة سلبية ويعرض علاقاتهم للخطر.

أسباب رهاب الزلازل

يعاني الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بؤرة الهزات الأرضية من رهاب تلك الهزات، ويُعزى ذلك للأسباب التالية: [5]

  • الزلازل هي كوارث طبيعية لا يمكن السيطرة عليها قبل وقوعها.
  • تحفيز استجابة الجهاز العصبي الودي (بالإنجليزية: Sympathetic Nervous System)، والتي يشار إليها باستجابة الكر والفر، وهي استجابة الجسم الطبيعية لإيعازات الجهاز العصبي عند الشعور بالخوف أو تجربة موقف يهدد حياته ويزعزع أمانه.
  • يعاني الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المعرضة للزلازل من الهزات الخفيفة من وقت لآخر؛ لذلك يعيش معظمهم في خوف من أن الهزة التالية أو الهزة الارتدادية يمكن أن تكون أشد وتسبب دماراً هائلاً.
  • قد ينبع الخوف من تجربة سابقة مع تلك الهزات، فربما قد فقد المصاب عزيزاً له أو منزله بسبب هزة سابقة.
  • متابعة التقارير الإخبارية عن الهزات، إذ إن متابعتها بشكل دقيق قد يؤدي لحدوث تلك الفوبيا، إذ يرد في الأخبار تفاصيل معاناة الناس مثل: الحصار تحت الأنقاض وارتفاع حالات الوفاة، ويمكن أن تتسبب مثل هذه التقارير إصابة الأفراد بالقلق الشديد الذي يؤدي إلى رهاب الزلزال في نهاية المطاف.

مخاطر رهاب الزلزال

يعد الرهاب أو الفوبيا بشكل عام استجابة عاطفية مكتسبة، فهو خوف شديد وغير عقلاني من شيء أو موقف معين، ويُصنف الرهاب على أنه نوع من اضطرابات القلق؛ لأن القلق هو العرض الرئيسي الذي يعاني منه المريض، وقد يؤدي إلى مخاطر صحية ونفسية إذا لم يسيطر عليه، وتشمل المخاطر ما يلي: [6] [7] [8]

  • زيادة خطر فشل القلب:  ففي إحدى المراجعات التي درست أثر الزلزال على الأوعية الدموية، وُجدَ أن حالات فشل القلب كان في ازدياد خصوصاً لدى النساء.
  • زيادة خطر السكتات الدماغية: إذ أشارت المراجعة أيضاً لحدوث تضاعف وتيرة السكتات الدماغية، وحالات ارتفاع ضغط الدم بعد الزلزال.
  • الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة: أكثر حالات الصحة العقلية شيوعاً بين الناجين من الزلزال.
  • الإصابة باضطرابات أخرى: وتشمل اضطراب الاكتئاب الرئيسي، بالإضافة إلى اضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري، والرهاب الاجتماعي.

طريقة التعامل مع رهاب الزلازل

يمكن علاج رهاب الزلازل باتباع استراتيجيات للتغلب على هذا الخوف بطرق بسيطة وواضحة، وهي كالتالي: [5]

  • القراءة عن الزلزال من مصادر موثوقة وتجنب الإشاعات: إن التثقيف بشأن الهزات أحد أفضل الطرق للتغلب على الرهاب، فقد تحمل الإشاعات دلائل غير صحيحة وتثير الخوف والرعب دون فائدة.
  • تعلّم طرق الإخلاء السليم: لتجنب الذعر والارتباك عند وقوع الهزة، وذلك من خلال تعلم كيفية التصرف في حال حدوث زلزال.
  • تحديد طرق لحماية منزلك وعائلتك دون المبالغة في ذلك: ويمكنك الاستعانة بالفرق المختصة بتأمين المنازل، خصوصاً إذا كنت تسكن في منطقة معرضة للهزات.
  • تجهيز حقيبة الطوارئ: تتضمن الحقيبة الأشياء المهمة بما في ذلك أدوات الإسعافات الأولية.
  • الاستعانة بأخصائي نفسي: إذ يجب التحدث إلى معالج مختص إذا كان الخوف يتعارض مع حياتك اليومية، إذ يمكنه أن يوصي بطرق ووسائل للتعامل مع الصحة النفسية بعد الزلزال.
  • اتباع تقنيات المساعدة الذاتية: مثل التنفس العميق، والتأمل اليومي لمدة 10 دقائق، وذلك بهدف التعامل مع نوبات القلق.
  • العلاجات الحديثة: يمكن أن تساعد العديد من العلاجات الحديثة بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي في التغلب على الرهاب من خلال السيطرة عليه من جذوره.

الزلزال كارثة طبيعية لا يمكن التنبؤ بها، لكن يمكننا الوقاية من مخاطرها، إنَّ أفضل ما يمكن أن نقدمه لأنفسنا هو تعلم كيفية حماية أنفسنا خلال الكوارث الطبيعية بطريقة صحيحة، إذ إن التصرف بحكمة والحفاظ على الهدوء يساهمان في حمايتك جسدياً ونفسياً حتى لا نصاب بأعراض رهاب الزلازل أو غيرها.