;

اختبار الإدراك الموضوعي الخصائص والعوامل المؤثرة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
اختبار الإدراك الموضوعي الخصائص والعوامل المؤثرة

يعد اختبار الإدراك الموضوعي (Thematic apperception test) (TAT)؛ أسلوب سرد تعليمي بصري حيث يُعرض على المشارك سلسلة من الصور التي تشبه كائنات العالم الحقيقي، ثم يُطلب من الشخص سرد قصة تربط جميع الصور، وتُستخدم هذه الطريقة لحساب قدرة الشخص على تفسير وبناء الواقع، وفي هذا المقال سنتعرف على اختبار الإدراك الموضوعي وخصائصه، والعوامل المؤثرة في الإدراك الموضوعي. 

اختبار الإدراك الموضوعي (The Thematic Apperception Test)

اختبار الإدراك الموضوعي أو (TAT)، هو اختبار نفسي إسقاطي تم تطويره خلال الثلاثينيات من قبل هنري موراي (Henry Murray) وكريستيانا مورغان (Christiana Morgan) في جامعة هارفارد (Harvard) الأميركية، وبعد الحرب العالمية الثانية تم اعتماد اختبار الإدراك الموضوعي على نطاق أوسع من قبل المحللين النفسيين والأطباء لتقييم المرضى المضطربين عاطفياً، وفي وقت لاحق من سبعينيات القرن الماضي تم تشجيع علماء النفس على استخدام هذا الاختبار لمساعدة عملائهم على فهم أنفسهم بشكل أفضل وتحفيز النمو الشخصي.

ويهدف اختبار الإدراك الموضوعي إلى تقييم أنماط التفكير والمواقف والقدرة على الملاحظة والاستجابات العاطفية لمواد الاختبار الغامضة، التي تتكون من مجموعة من البطاقات التي تصور الشخصيات البشرية في مجموعة متنوعة من البيئات والمواقف، ويُطلب من الشخص سرد قصة عن كل صورة.

كيف يتم اختبار الإدراك الموضوعي؟

يتضمن اختبار الإدراك الموضوعي عرض سلسلة من بطاقات الصور على الأشخاص، والتي تتضمن مجموعة متنوعة من الشخصيات الغامضة التي قد تشمل الرجال والنساء أو الأطفال والمشاهد والمواقف، ثم يُطلب من الشخص سرد قصة درامية قدر الإمكان لكل صورة بما في ذلك [1] [2] :

  • ما الذي أدى إلى الحدث المعروض؟
  • ما الذي يحدث في الوقت الراهن؟
  • ما الذي تشعر به وتفكر فيه الشخصيات؟
  • نتيجة القصة

يتضمن الإصدار الكامل من الاختبار على 31 بطاقة، وعادة يستخدم الممارسين ما بين 5 و12 بطاقة فقط، وفي النهاية يتم استخدام عدد بطاقات بما يتناسب مع احتياجات العميل وظروفه.

أما عن الموضوعات التي يتم دراستها وتقييمها في الصور أو البطاقات منها:

  • الأهداف والتطلعات الشخصية والصعوبات والآمال.
  • العدوان والعقاب والشعور بالذنب والسلوك الاكتئابي.
  • الهوية والميل والعلاقات الجنسية.
  • الموقف من شخصيات الأم والأب والعلاقة بهما.
  • العلاقة مع السلطة والتنافس والسلبية.
  • الصورة الذاتية ومشاعر الوحدة والهجران وانعكاسات المستقبل.

تفسير نتائج اختبار الإدراك الموضوعي

بعد مراقبة كل صورة أو بطاقة يطلب المقيم من الشخص أن يروي قصة بالماضي والحاضر والمستقبل، مع ضرورة التأكيد على الحديث عما تشعر به كل شخصية في الصورة وما تفكر فيه، ومن خلال هذا التمرين من الممكن إجراء تحليل رسمي بناءً على التماسك واللغة والأسلوب التفسيري الذي يستخدمه الشخص، لكن قبل كل شيء يقوم عالم النفس بتحليل المحتوى، والذي سيوفر الكثير من المعلومات حول الشخصية والصراعات الكامنة لديه.

ما فوائد اختبار الإدراك الموضوعي؟

يمتلك اختبار الإدراك الموضوعي العديد من الفوائد، مما يجعل من الممكن استخدماه والاستفادة منه في الكثير من الأشياء أهمها [3] :

  • معرفة المزيد عن الشخص وأحواله.
  • مساعدة الناس على التعبير عن مشاعرهم، حيث يتم استخدام TAT كأداة علاجية للسماح للأشخاص بالتعبير عن مشاعرهم بطريقة غير مباشرة.
  • لاستكشاف الموضوعات المتعلقة بتجارب حياة الشخص مثل فقدان الوظيفة أو الطلاق أو القضايا الصحية.
  • لتقييم الحالة النفسية للشخص، وكذلك كأداة لتقييم اضطرابات الشخصية أو التفكير.
  • لتقييم المشتبه بهم في الجرائم، حيث قد يقوم الأطباء بإجراء الاختبار على المجرمين لتقييم مخاطر العودة إلى الجريمة، أو لتحديد ما إذا كان الشخص يتطابق مع ملف تعريفه كمشتبه في ارتكابه جريمة.
  • لفحص المرشحين لوظيفة ما، حيث يستخدم هذا الاختبار لتحديد إذا كان الأشخاص مناسبين لأدوار ووظائف معينة، لا سيما المواقف التي تتطلب التعامل مع الإجهاد وتقييم المواقف الغامضة مثل القيادة العسكرية.

ما هي خصائص اختبار الإدراك الموضوعي (TAT

يتميز خصائص اختبار الإدراك الموضوعي بالعديد من الميزات والخصائص ما جعله موضع اهتمام لدى الكثير من العاملين بعلم النفس ومجالاته، ومن اهم هذه الخصائص [4] :

  • الاستكشاف: يوفر هذا الاختبار استكشافاً متعمقاً لشخصية الفرد ومواقفه في العديد من المجالات.
  • كسر الجليد: يمكن معرفة المزيد عن الشخص الذي لا يرغب بالكلام او الخجول أو المتردد عبر هذا الاختبار كونه بمثابة مفتاح المعرفة، حيث يزيل الحواجز مع الأشخاص ويوفر معلومات مفيدة عنهم.
  • الفعالية: يعتبر هذا الاختبار فعالاً في استنباط معلومات حول رؤية الشخص للعالم ومواقفه تجاه ذاته والآخرين.
  • الميزة الرئيسية لهذا النوع من الاختبارات هو أن الشخص ليس على علم بما يقيمه الطبيب النفسي، وبهذه الطريقة يمكن الحصول على أي معلومات يريدها الطبيب والتغلب على أي عوائق دون أن يعلم الفرد.
  • العمق: يشجع هذا الاختبار الفرد على التعبير عن شخصيته الحقيقية وصراعاته اللاواعية بطريقة حرة وغير مقيدة.

العوامل المؤثرة في الإدراك الموضوعي 

عند إجراء اختبار الإدراك الموضوعي لابد للفاحص أن يضع في ذهنه عدد من العوامل التي تؤثر على الفرد، والنتائج التي تصدر عنه حتى يتمكن من تقييم حالته بشكل جيد، ومن هذه العوامل:

  • مكان وبيئة إجراء الاختبار.
  • نغمة مشاعر الفرد عند الحديث عن القصص.
  • سلوكيات الشخص خلال الحديث بغض النظر عن ردوده، وقد تتضمن هذه السلوكيات ملاحظات شفهية على سبيل المثال تعليقات حول الشعور بالتوتر بسبب موقف ما.
  • الأفعال أو العلامات غير اللفظية مثل الاحمرار والتلعثم والتململ في الكرسي، وصعوبات التواصل بالعين مع الفاحص.
  • حالة الفرد وخلفيته الثقافية والاجتماعية.
  • احتياجات ودوافع الفرد عند الاختبار والتي قد تتغير بمرور الوقت.

في النهاية.. تعرفنا على اختبار الإدراك الموضوعي وخصائصه، وفوائد اختبار الإدراك الموضوعي والعوامل المؤثرة فيه، هذا الاختبار الذي يقدم الكثير من المعلومات والبيانات الهامة للأطباء النفسيين حول الفرد وشخصيته وظروفه مما يمكنهم من تقييم حالته بشكل صحيح.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!