;

عوامل تساعد على تشكيل دماغ الطفل

أهم العوامل التي تساعد على تشكيل دماغ الطفل في عمر مبكر.

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 يوليو 2023 آخر تحديث: الأربعاء، 12 يوليو 2023
عوامل تساعد على تشكيل دماغ الطفل

تعد المراحل الأولى من عمر الطفل هي الأخطر والأهم على الإطلاق حيث تسهم بقدر كبير في تشكيل قدراته الذهنية، والجسدية، والاجتماعية لذلك يوجد العديد من العوامل التي تعزز من قدرات دماغ الطفل، وتساعده على النمو خلال السنوات الأولى من عمره.

كيف تعمل دماغ الطفل؟

يحدث تطور دماغ الطفل في مراحل يُطلق عليها اسم الفترات الحرجة، الأولى منها تحدث في سن الثانية، والمرحلة الثانية تحدث خلال فترة المراهقة.

في بداية هذه الفترات يتضاعف عدد الوصلات بين خلايا الدماغ (الخلايا العصبية) حيث يعاني الأطفال البالغون من العمر عامين من ضعف عدد المشابك العصبية مثل البالغين، وتبدأ الفترة الحرجة الأولى لنمو الدماغ من سن الثانية، وتمتد إلى السابعة، وتعد الفترة الأهم على الإطلاق لتعليم الأطفال.

نظرًا لأن هذه الروابط بين خلايا الدماغ هي المكان الذي يحدث فيه التعلم فإن ضعف عدد المشابك العصبية يمكّن الدماغ من التعلم أسرع من أي وقت آخر في الحياة لذلك تجارب الأطفال في هذه المرحلة لها تأثيرات دائمة على نموهم.[1]

غذاء الأطفال

يعد النظام الغذائي الصحي من أهم عناصر تنمية دماغ الأطفال خلال سنوات التعلم الأولى لأن التغذية الصحية السليمة هي ما تؤدي إلى نمو الدماغ لذلك يشدد الخبراء على أهمية تناول وجبات وأطعمة صحية تحتوي على الخضراوات، والفاكهة، والبروتين الصحي، والحبوب الكاملة لتمد جسم الطفل بالعناصر الأساسية اللازمة لصحة الدماغ مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، والحديد، والزنك، والفيتامينات. 

يجب أن تحرص العائلة على تشجيع الطفل على عادات الأكل الصحية، ومشاركته لها في إعداد الطعام لتحفيز الطفل، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة، والسكريات مثل الحلوى، والأفضل خلال المرحلة العمرية المبكرة ألا يتناول الطفل أي من تلك الأطعمة الضارة بصحته.[2]

النشاط البدني

ممارسة النشاط البدني أمر حيوي لصحة طفلك حيث يحسن من تدفق الدم في المخ، وزيادة قدراتهم على التركيز، والانتباه، كما تساعد الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية الطفل على تطوير المهارات الحركية، ويمنحه فرصة استكشاف العالم الخارجي، كما تعزز الرياضة، والرقص، وركوب الدراجات والأنشطة الأخرى في الهواء الطلق من نمو الدماغ لذلك يجب تخصيص وقتاً للنشاط البدني والابتعاد عن أوقات الكسل والخمول التي يقضيها الطفل أمام الجوال وشاشات التلفزيون.[2]  

نوم الأطفال

جودة النوم تلعب دوراً هاماً في نمو دماغ الطفل حيث يعالج دماغ الطفل خلال النوم المعلومات الجديدة مما يساعد على تكوين الذاكرة والتعلم، ويؤدي اتباع روتين ثابت للنوم يضم مواعيد نوم منتظمة، وبيئة نوم هادئة، ومريحة إلى دعم دماغ الطفل حيث يحتاج الأطفال في سن ما قبل المدرسة من 10 إلى 13 ساعة من النوم كل ليلة بينما يحتاج الأطفال الأكبر سنًا نحو 9 إلى 11 ساعة.[2]

اللعب لتعلم ونمو الطفل

لا يعد اللعب وقتاً ممتعاً فقط للطفل بل يشكل جزءاً هاماً من نموه العقلي حيث يمنحه الفرصة لاستكشاف المشكلات، ومراقبتها، وحلها، كما أن الألعاب، والأحاجي، والكتب وغيرها من الألعاب تساعد الطفل على تطوير خياله، وقدرته المعرفية، ووعيه بالمكان، لكن من المهم أن تهدف الألعاب إلى تحقيق توازن بين دعم الطفل والسماح له بتجربة الأشياء بمفرده، وأحيانًا ارتكاب الأخطاء ليتعلم لذلك يعد اللعب في السنوات الأولى هو الطريقة الأساسية للتعلم والنمو للأطفال.[2][3]

العلاقات أساس تنمية الأطفال

تفاعل الأطفال مع الوالدين أو مقدمي الرعاية يعمل على تحسين القدرات اللغوية، والتطور الاجتماعي العاطفي، والنمو العام للدماغ من خلال مشاركة الطفل في المحادثات، والتواصل مع من حوله.

تؤثر علاقات الأطفال على جميع مجالات ومراحل نموهم حيث تعد العلاقات في المراحل الأولى من حياة الطفل أساساً لنموه الصحي، من خلال العلاقات الدافئة والإيجابية يتعلم الطفل معلومات حيوية عن نفسه وعالمه مثل أنه محبوب وآمن، ويتعلم ماذا يفعل عند البكاء أو الضحك. 

يتعلم الطفل أيضاً من خلال رؤية العلاقات بين الأشخاص الآخرين مثل كيف يتصرف أفراد عائلته مع الأصدقاء والأقارب بالتالي يطور من سلوكه، ومهاراته الاجتماعية. 2 3

حب التعلم

يحتاج الأطفال الصغار إلى الاستمتاع بعملية التعلم بدلاً من التركيز على الأداء لذلك يجب أن يركز المعلمون والآباء على متعة تجربة التعلم، وممارسة الأنشطة الجديدة بدلاً من التحصيل الدراسي أو توقع النتائج الجيدة لأنها مرحلة يجب أن يعرف خلالها الطفل أن الأخطاء جزء طبيعي من التعلم.

خلال المرحلة الأولى تنمو عقلية الطفل، ويجب أن يتجنب الآباء والمعلمون تصنيف الأطفال وفقا لقدراتهم خلال التعلم، وتجنب المجاملات حتى لو كانت إيجابية مثل "أنت ذكي جدًا" لأنها تأتي بنتائج عكسية لأن الطفل سيتعلم حب التعلم إذا أظهرنا حماسًا للعملية ورحلة التعلم نفسها بدلاً من التركيز على النتائج.[1]

الذكاء العاطفي للأطفال

يجب ألا يتجه تركيزنا على تعلم الطفل للرياضيات واللغات، وغيرها من العلوم فقط بل يجب التركيز أيضاً على الذكاء العاطفي، واكتساب مهاراته خلال الفترة الحرجة الأولى من نمو الدماغ مثل اللطف، والتعاطف، والعمل الجماعي.

يبدأ التعاطف بالاعتراف بشعور الشخص لذلك يجب علينا تشجيع الأطفال في تلك المرحلة العمرية على وصف شعورهم أولاً مثل أشعر بالضيق أو اشعر بالحزم، ثم سرد القصة عما جعلهم يشعرون بهذه الطريقة بمجرد أن يتدرب الأطفال على تصنيف الشعور يمكن للمعلمين تشجيعهم على مراعاة شعور الآخرين.[1]

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!