;

ما هو الدوبامين وتأثيره على الجسم

يُطلق على الدوبامين هرمون السعادة والمتعة وهو المسؤول عن الكثير من الوظائف العصبية في الجسم، في حال زاد أو نقص الهرمون نُصاب بالأمراض

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022
ما هو الدوبامين وتأثيره على الجسم

يرتبط الدوبامين بالشعور بالسعادة، وهو نوع من الناقلات العصبية في الدماغ التي تلعب دورًا في العديد من الوظائف في الجسم، بما في ذلك التحفيز، والمزاج، والانتباه، والذاكرة، كما أنه يعمل كهرمون، زيادة هذا الهرمون أو نقصه يؤدي إلى اضطرابات في الجسم، لنتعرف في هذا المقال على الدوبامين وكيف يؤثر على الجسم، وما هي الطرق الطبيعية لزيادته.

ما هو الدوبامين

يُعرف الدوبامين بالناقل العصبي الذي يجعلك تشعر بالسعادة، وهو مادة كيميائية تنقل المعلومات بين الخلايا العصبية، يتم إفرازه في الدماغ ويعمل كمرسل كيميائي، ينقل الرسائل بين الخلايا العصبية في دماغك، وبين دماغك وبقية جسمك، هذه المادة الكيميائية العصبية الهامة تعزز المزاج والتحفيز والانتباه، وتساعد على تنظيم الحركة، والتعلم، والاستجابات العاطفية.

للدوبامين تأثير مباشر على الجهاز العصبي المركزي، والذي يتكون من الحبل الشوكي والدماغ، كما أنه يلعب دورًا أساسيًا في نظام المكافأة في الدماغ حيث يعزز مشاعر السعادة التي يشعر بها الناس عندما ينخرطون في أنشطة مجزية.

الدوبامين يزيد من مستواك العام من الإثارة وسلوكك الموجه نحو الهدف، يجعلك فضوليًا بشأن الأفكار ويغذي بحثك عن المعلومات، ينشئ الدوبامين حلقات البحث عن المكافآت، بمعنى أن الناس سيكررون سلوكًا ممتعًا مثل التحقق المستمر من حسابات التواصل الاجتماعي على إنستغرام على سبيل المثال، وصولاً إلى حالات أخطر مثل تعاطي المخدرات. [1][2][3]

تأثير الدوبامين على الجسم

يلعب الدوبامين دورًا في العديد من وظائف الجسم، باعتباره ناقلًا عصبيًا، يشارك الدوبامين في كل من الأنشطة التالية في الجسم:

  • الحركة
  • المكافأة والتحفيز الممتع
  • السلوك والإدراك
  • الانتباه
  • النوم والاستيقاظ
  • المزاج
  • التعلم
  • الذاكرة
  • الرضاعة.[1]

تأثيرات أخرى

من تأثيرات الدوبامين أيضاً ما يلي:

  • يسبب ارتخاء الأوعية الدموية؛ بجرعات منخفضة؛ إذ يعمل كموسع للأوعية، وعند الجرعات المرتفعة يعمل كمضيق للأوعية.
  • يزيد الصوديوم (الملح) وإخراج البول من الجسم.
  • يقلل من إنتاج الأنسولين في البنكرياس.
  • يحمي بطانة الجهاز الهضمي ويبطئ حركته.
  • يقلل من نشاط الخلايا الليمفاوية في جهاز المناعة لديك. [1]

كيف يؤثر الدوبامين على الشعور بالسعادة  

يُعرف الدوبامين بهرمون "الشعور بالسعادة" أو "المادة الكيميائية الممتعة" إلا أن هذه تسمية خاطئة، لأن الدوبامين لا ينتج المتعة في الواقع، مع ذلك فإنه يعزز مشاعر المتعة من خلال ربط أحاسيس المتعة بسلوكيات معينة.

الدوبامين جزء من نظام المكافأة الخاص بالإنسان، لمكافأتك عندما تفعل الأشياء التي تحتاج إلى القيام بها للبقاء على قيد الحياة؛ مثل: تناول الطعام، والشراب، والتنافس من أجل البقاء، والتكاثر.

أدمغة البشر مجبرة على البحث عن السلوكيات التي تطلق الدوبامين في نظام المكافآت لدينا، عندما تفعل شيئًا ممتعًا، فإن عقلك يطلق كمية كبيرة من الدوبامين، تشعر أنك بحالة جيدة وتسعى إلى المزيد من هذا الشعور، وهذا هو السبب في أن الوجبات السريعة والسكر تسبب الإدمان؛ لأنها تحفز إطلاق كمية كبيرة من الدوبامين في عقلك، مما يمنحك الشعور بأنك سعيد وتريد تكرار هذه التجربة. [1][2]

أعراض انخفاض مستويات الدوبامين

قد يجعلك نقص الدوبامين تشعر بالنسيان، وعدم الانتباه بجانب مشاكل في المعدة، بالإضافة إلى الأعراض التالية:

  • القلق
  • الإمساك
  • صعوبة النوم
  • الهلوسة
  • فقدان التوازن
  • انخفاض الطاقة
  • تقلب المزاج
  • تشنجات العضلات
  • الارتعاش
  • تغير الوزن. [2]

أعراض ارتفاع مستويات الدوبامين

يمكن أن تؤدي مستويات الدوبامين المرتفعة إلى بعض المشاعر الإيجابية، مثل امتلاك الكثير من الطاقة، لكن يمكن أن يكون لها أيضًا آثار سلبية، إذا كانت مستويات الدوبامين لديك مرتفعة للغاية، فقد تشعر بما يلي:

  • زيادة الشعور بالعنف
  • النشاط
  • البهجة
  • الاندفاع
  • ضعف التحكم في الانفعالات
  • عدم القدرة على النوم. [2]

الأمراض المرتبطة باضطراب مستويات الدوبامين  

عندما يكون لديك اضطراب الدوبامين، فقد تواجه انخفاضًا في الوظائف الإدراكية العصبية، والتي تتعلق بذاكرتك وانتباهك وقدراتك على حل المشكلات، حيث يشارك الدوبامين في العديد من الأمراض النفسية، وتلعب مستقبلات الدوبامين التي تعمل بشكل غير طبيعي دورًا في بعض الاضطرابات الصحية والعقلية، فيما يلي أبرز الأمراض المرتبطة باضطراب مستويات الدوبامين:

مرض الشلل الرعاش

انخفاض مستويات الدوبامين يمكن أن يحدث في بعض الأمراض العصبية التنكسية، مثل مرض باركنسون، حيث تموت الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج وإطلاق الدوبامين، وبالتالي تحدث حالات مشابهة لهذه الاضطرابات العصبية. [2]

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)

أظهرت بعض الدراسات أن اضطرابات الدوبامين تظهر بشكل أكبر لدى المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من نقص في المكافأة والتحفيز مما يجعلهم غير قادرين على تعديل سلوكهم للتكيف مع ظروف المكافأة المتغيرة. [2]

الفُصام

يرتبط الفصام بالتغيرات في مستقبلات الدوبامين في الدماغ، وكذلك مسارات إشارات الدوبامين، يمكن أن تكون بعض أعراض الفصام ناتجة عن وجود الكثير من الدوبامين في مناطق معينة من الدماغ، والأعراض الأخرى ناجمة عن عدم وجود ما يكفي من الدوبامين في جزء آخر من الدماغ أي نقص الحافز. [2]

اضطراب استخدام المواد المخدرة والإدمان

يمكن أن تؤدي الاستجابات المشروطة التي يسببها الدوبامين التي تنتج عن سلوكيات معينة، مثل التدخين أو تناول الطعام وغيرها من السلوكيات إلى الإدمان، ناهيك عن الإدمان الأخطر على المواد المخدرة والكحول وغيرها من المواد الخطيرة. [2]

اضطراب الاكتئاب الشديد  

اضطراب الاكتئاب الشديد أو ما يعرف باسم (MDD) أحد أكثر اضطرابات الصحة العقلية شيوعًا ويمكن أن يؤدي نقص الدوبامين إلى انعدام التلذذ، وعدم القدرة على الشعور بالمتعة، والذي غالبًا ما يكون أحد أعراض اضطراب الاكتئاب الشديد[2]

أمراض أخرى

يمكن أن يحدث انخفاض في وظيفة الدوبامين بعد الإجهاد وفي أنواع معينة من الاضطرابات الاكتئابية إلى ظهور علامات وأعراض مثل:

  • فقدان الطاقة.
  • انعدام الشهية.
  • الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الدسمة والحلوة.
  • انخفاض الرغبة في مختلف الأنشطة والتمتع بها. [2]

طرق طبيعية لموازنة مستويات الدوبامين 

يصعب مراقبة مستويات الدوبامين نظرًا لحدوثها في الدماغ، ولكن هناك طرقًا لموازنة مستويات الدوبامين بدون دواء، وأفضل طريقة لتحقيق التوازن بين مستويات الدوبامين هي التركيز على العادات الصحية.

إذا كنت تفرط في بعض الأنشطة المنتجة للدوبامين مثل استخدام التكنولوجيا بكثرة كممارسة اللعاب الإليكترونية فستحتاج إلى أخذ فترات راحة، لكن إذا كنت تواجه مشكلة في التركيز أو تشعر بعدم التحفيز أو التعب فأنت تريد اتخاذ خطوات لمحاولة زيادة إنتاج الدوبامين.

تناول الأطعمة المغذية

تنتقل العناصر الغذائية الموجودة في بعض الأطعمة إلى الدماغ وتساهم في إنتاج الدوبامين، ويمكن أن يؤدي تناول الكثير من الفواكه والخضروات، وخاصة الموز إلى زيادة إنتاج الدوبامين، كما يجب تجنب الأطعمة المصنعة والدهون العالية والسكر والكافيين.

يُنصح باتباع نظام غذائي غني بالبروتين بما في ذلك اللحوم الخالية من الدهون، والأسماك والفاصوليا، والبروتين النباتي، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية؛ مثل: السلمون، والماكريل، والمحار، وبذور الكتان المطحونة، وبذور الشيا، والجوز، وغيرها مثل الشوكولاته، والخضروات الورقية، والشاي الأخضر، والشوفان، والبرتقال، والطماطم، والكركم.

اتبع نظاماً غذائياً غنيًا بالمغنيسيوم والأطعمة الغنية بالتيروزين، وهو حمض أميني يتم امتصاصه في جسمك ثم يذهب إلى عقلك حيث يتحول إلى دوبامين، يمكن العثور على التيروزين في عدد من المصادر الغذائية، بما في ذلك:

  • اللوز
  • الأفوكادو
  • الموز
  • الجبن
  • الدجاج
  • السمك
  • الحليب
  • منتجات الصويا
  • ديك رومي
  • زبادي (اللبن). [1][2]

ممارسة الرياضة بانتظام

يمكن أن يساعدك ممارسة التمارين في المنزل أو المشي لمسافة قصيرة أو ممارسة اليوغا أو ممارسة الرقص على إنتاج مستويات صحية من الدوبامين، حيث تعمل التمارين الرياضية أيضًا على تحسين عادات النوم مما يدعم أيضًا مستويات الدوبامين المتوازنة.

النشاط البدني يمكن أن يؤثر بالإيجاب على إفراز الناقلات العصبية، بما في ذلك الدوبامين لهذا السبب، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد يقلل من تعرض الشخص لحالات مثل القلق والاكتئاب. [2]

الاستمتاع بالأشياء الصغيرة

القيام بشيء صغير تستمتع به وربط هذا العمل عن قصد بإنجاز أو شيء جيد تلاحظه يخبر عقلك أن شيئًا رائعًا يحدث لك، يمكن أن يشمل ذلك شيئًا بسيطًا مثل ملاحظة الزهور في الحديقة أو الاستماع إلى أغنيتك المفضلة أو شم رائحة حبوب القهوة، سيؤدي ذلك إلى زيادة إنتاج الدوبامين وتعزيز صحتك العقلية. [2]

ممارسة الأنشطة

ممارسة الأنشطة التي تجعلك سعيدًا أو تشعر بالاسترخاء يمكن أن يزيد من مستويات الدوبامين؛ مثل: التأمل، واليوغا، والتدليك، وقضاء الوقت في الطبيعة، وقراءة كتاب، وهذا يساهم في تفريغ الطاقة وممارسة نشاطات إيجابية. [2]

إذا كنت تعاني من اضطراب في الصحة الجسدية أو العقلية المرتبطة بخلل في الدوبامين، فسيعتمد العلاج على الاضطراب، إذا كنت تعاني من أعراض معينة يجب التحدث إلى طبيبك حول نمط حياتك، ونظامك الغذائي، وتاريخك الطبي لتحديد أفضل طرق العلاج.

  1. أ ب ت ث ج "مقال الدوبامين" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org
  2. أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص "مقال ما هو الدوبامين؟" ، المنشور على موقع verywellmind.com
  3. "مقال الدوبامين" ، المنشور على موقع psychologytoday.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!