;

مضادات الاكتئاب: الأنواع والتأثير والفعالية

  • تاريخ النشر: الخميس، 03 ديسمبر 2020
مضادات الاكتئاب: الأنواع والتأثير والفعالية

اعتماداً على نوع الدواء، يكون لمضادات الاكتئاب تأثير يحسن الحالة المزاجية أو يخفف من القلق أو يهدئ حالة المريض. غالباً ما تستخدم مضادات الاكتئاب لعلاج مرض الاكتئاب. وذلك بفضل تأثيرها على تحسين الحالة المزاجية وتخفيف القلق، كما يتم وصفها أيضاً لعلاج اضطرابات القلق مثل الرهاب واضطراب القلق العام واضطراب الهلع واضطراب الوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تستخدم مضادات الاكتئاب من نوع (مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI لعلاج اضطرابات الأكل والألم المزمن واضطرابات النوم.

تأثير مضادات الاكتئاب

تؤثر مضادات الاكتئاب على عمل النواقل العصبية (السيروتونين والنورادرينالين) في الدماغ. تعمل معظم مضادات الاكتئاب عن طريق منع إعادة امتصاص هذه النواقل العصبية في الخلايا العصبية قبل المشبكية).

أنواع مضادات الاكتئاب

يتم التمييز بين مضادات الاكتئاب الحديثة (التي لها آثار جانبية أقل)، ومضادات الاكتئاب القديمة، (التي لها آثار جانبية وتفاعلات أكثر مع مواد أخرى). بالإضافة إلى ذلك، تكون مضادات الاكتئاب القديمة سامة، ما يعني أنه إذا تناول الشخص جرعات زائدة منها، يمكن أن يعاني من أعراض التسمم أو يموت. لذلك، تعتبر مضادات الاكتئاب الحديثة من الأدوية المفضلة حالياً. وحالياً، لا تُستخدم مضادات الاكتئاب القديمة إلا في حالات خاصة وعندما لا تظهر الأدوية الحديثة أي فعالية.

مضادات الاكتئاب الحديثة

1. مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI)

تُعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية الآن الخيار الأول لعلاج الاكتئاب وهي من أكثر الأدوية التي يتم وصفها للمرضى. غالباً ما تستخدم أيضاً لعلاج القلق واضطرابات الوسواس القهري.

من الضروري أخذ مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لمدة 2 - 3 أسابيع على الأقل قبل أن يظهر مفعولها. في بعض الحالات، قد يستغرق ظهور التأثير الكامل من 6 - 8 أسابيع. هذا يعني أنه يجب على المرضى التحلي بالصبر أثناء أخذ هذه الأدوية وعدم التوقف عن تناولها قبل ظهور التأثير.

عادة ما تكون الآثار الجانبية لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أخف وأقل تنوعاً من مضادات الاكتئاب القديمة. الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً هي الانزعاج المعدي المعوي، مثل الغثيان أو الإسهال، بالإضافة إلى الضعف الجنسي.

نظراً لأن معظم مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية لها تأثير يزيد الدافع، يمكن أن يعاني المريض من العصبية والأرق واضطرابات النوم في بداية العلاج. لكن معظم هذه الآثار الجانبية تميل إلى الظهور في بداية العلاج وتختفي مع مرور الوقت.

2. مثبطات امتصاص السيروتونين - النورادرينالين (SSNRIs)

مثبطات امتصاص السيروتونين - النورادرينالين فعالة مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، وهي تستخدم في علاج حالات معينة من الاكتئاب. إنها تمنع امتصاص النواقل العصبية (السيروتونين والنورادرينالين) في نفس الوقت. الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لها هي ارتفاع ضغط الدم والأرق وعدم الراحة في الجهاز الهضمي.

3. مثبطات امتصاص النورادرينالين الانتقائية (SNRI)

في معظم الدراسات السريرية، أظهرت مثبطات امتصاص النورادرينالين الانتقائية فعالية ضعيفة نسبياً، لذلك، نادراً ما توصف من قبل الأطباء. إنها تؤثر على امتصاص الناقل العصبي المعروف باسم النورادرينالين.

4. مضادات الاكتئاب ذات المفعول المزدوج (مضادات ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين)

بالإضافة إلى تأثيرها المضاد للاكتئاب، فإن هذه الأدوية لها أيضاً تأثير مهدئ. فهي تمنع امتصاص السيروتونين وفي نفس الوقت تمنع مستقبلات السيروتونين المرتبطة بالقلق والأرق.

5. مثبطات امتصاص الدوبامين (NDRI)

تستخدم مثبطات امتصاص الدوبامين بشكلٍ أساسي لعلاج الاكتئاب الخفيف. إنها تمنع امتصاص الدوبامين والنورادرينالين. ومع ذلك، هناك جدل حول ما إذا كانت هذه الأدوية تؤدي إلى الإدمان.

مضادات الاكتئاب القديمة

1. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات وغير ثلاثية الحلقات

تعد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات وغير ثلاثية الحلقات أقل انتقائية من مضادات الاكتئاب الحديثة، أي أنها تؤثر على العديد من النواقل العصبية في نفس الوقت. لذلك، عادة ما يكون لها آثار جانبية أكثر.

الآثار الجانبية الشائعة هي جفاف الفم والتعب والإمساك واضطرابات الدورة الدموية والدوخة وعدم انتظام ضربات القلب. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الآثار الجانبية تختفي أو تخف تدريجياً مع الاستمرار في العلاج.

لتجنب الآثار الجانبية النادرة والخطيرة المحتملة، يجب فحص تعداد الدم وقيم الكبد بانتظام أثناء أخذ مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات وغير ثلاثية الحلقات.

2. مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)

مثبطات مونوامين أوكسيديز لها تأثير مضاد للاكتئاب. لكن نظراً لتنوع آثارها الجانبية وتفاعلاتها، فإنها تستخدم فقط عندما لا تظهر الأدوية الأخرى أي فعالية. تمنع مثبطات مونوامين أوكسيديز إنزيماً يحلل النواقل العصبية مثل السيروتونين والنورادرينالين والدوبامين. نتيجة لذلك، تتوفر هذه النواقل بشكل أكبر في الدماغ.

عند أخذ مثبطات مونوامين أوكسيديز، يمكن أن يعاني المريض من ارتفاع خطير في ضغط الدم إذا تناول أطعمة تحتوي على مادة التيرامين معها، توجد هذه المادة في الجبن أو النبيذ الأحمر أو الشوكولاتة. لذلك، يجب اتباع نظام غذائي صارم قليل التيرامين أثناء أخذ هذه الأدوية.

علاوة على ذلك، يجب عدم تناول مثبطات مونوامين أوكسيديز مع الكحول وبعض الأدوية ومضادات الاكتئاب الأخرى، وإلا فقد تحدث متلازمة السيروتونين التي تهدد الحياة. يجب أن يكون هناك فاصل زمني لا يقل عن 2 - 3 أسابيع بين تناول مثبطات مونوامين أوكسيديز وأي مضاد اكتئاب آخر (مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات).

الآثار الجانبية لمثبطات مونوامين أوكسيديز هي الأرق وصعوبة النوم والارتعاش وجفاف الفم وعسر الهضم. وكما هو الحال مع مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات وغير ثلاثية الحلقات، يجب فحص تعداد الدم وقيم الكبد بانتظام عند أخذ مثبطات مونوامين أوكسيديز.

3. المكونات العشبية النشطة

تستخدم نبتة "العرن المثقوب" المعروفة أيضاً باسم نبتة "القديس يوحنا" أو نبتة "سانت جون" (الاسم العلمي:  (Hypericum perforatumأحياناً كعنصر نشط عشبي لعلاج الاكتئاب. المكونات الموجودة فيها لها تأثيرات على النواقل العصبية في الدماغ تشبه تأثيرات مضادات الاكتئاب الأخرى.

بالنسبة للعلماء والأطباء، ما يزال استخدام نبتة سانت جون لعلاج الاكتئاب محل نقاش. وغالباً ما يمكن ملاحظة التأثير، لكنه تأثير ضعيف نوعاً ما. لذلك، ينصح باستخدام نبتة سانت جون فقط لعلاج الاكتئاب الخفيف والمعتدل ​​وبجرعات عالية وكافية.

إذا قررت استخدام نبتة سانت جون، يجب أن تستخدم الأدوية التي تحتوي هذه النبتة (وليس النبتة نفسها)، هذه الأدوية متوفرة فقط في الصيدليات. من المهم أيضاً أن تعرف أن نبتة سانت جون يمكن أن تتفاعل وتؤثر على عمل أدوية أخرى (مثل حبوب منع الحمل أو بعض أدوية الإيدز). بالإضافة إلى ذلك، يجب عدم أخذها مع مضادات الاكتئاب الأخرى. لذلك، يجب على المريض أن يأخذ الأدوية التي تحتوي نبتة سانت جون بالتنسيق مع الطبيب وتحت إشرافه.

هل تؤدي مضادات الاكتئاب إلى الإدمان؟

تشير التقديرات إلى أكثر من مليار جرعة يومية من مضادات الاكتئاب يتم أخذها يومياً، وفي عام 2002 على سبيل المثال، تم إنفاق حوالي 4 مليارات يورو في ألمانيا فقط على علاج اضطرابات الاكتئاب (يشمل ذلك التكاليف الطبية المباشرة وتكاليف الأدوية). تبلغ تكاليف الأدوية في إجمالي التكاليف الطبية المباشرة حوالي 4 - 11 بالمائة.

لا تؤدي الأدوية المضادة للاكتئاب إلى الإدمان. هذه المعلومة مؤكدة وموجودة في جميع الإرشادات الوطنية والدولية لعلاج الاكتئاب، وهي منقولة عن الأطباء النفسيين والشركات التي تصنع مضادات الاكتئاب.

لكن رغم ذلك، هناك اختلاف على تعريف الإدمان:

يعتقد المرضى وأقاربهم أن كلمة "الإدمان" تعني عدم القدرة على التخلي عن أخذ مادة أو دواء، بناءً على هذا التعريف، تعتبر بعض أنواع مضادات الاكتئاب مسببة للإدمان لأن المريض قد يحتاج لأخذها لفترة طويلة وأحيانًا لا يستطيع الاستغناء عنها.

في المقابل، يُعرف "خبراء الطب النفسي" كلمة "الإدمان" على أنها مجموعة المشاكل والسلوكيات الناجمة عن أخذ مادة أو دواء ما. بناءً على هذا التعريف، لا تعتبر مضادات الاكتئاب مسببة للإدمان.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التوقف المفاجئ عن أخذ أدوية الاكتئاب إلى ظهور أعراض انسحاب يمكن مقارنتها تماماً بأعراض الانسحاب الناجمة عن الإدمان، لذلك، من الضروري تقليل جرعة الدواء تدريجياً وبالتشاور مع الطبيب.

وأخيراً، من الأفضل تزويد المريض بمعلومات شاملة حول مشاكل العلاج بمضادات الاكتئاب منذ البداية بلغة مفهومة قدر الإمكان، ويجب أن يعرف أن مضادات الاكتئاب تسبب نوعاً من الاعتماد الجسدي، ولكن ليس إدماناً.