;

تأثير مرض السكري على القلب

  • تاريخ النشر: الأحد، 22 مايو 2022 آخر تحديث: الخميس، 29 سبتمبر 2022
تأثير مرض السكري على القلب

لا تتوقف معاناة مرضى السكري على أعراضه فقط، فهناك العديد من المضاعفات التي يمكن أو يواجهها هؤلاء المرضى إذا لم يحرصوا على ضبط مستوى السكر، وخاصةً أمراض القلب.

فما هي حقيقة تأثير مرض السكري على القلب؟ وكيف يمكن لمرضى السكري أن يجنبوا أنفسهم الإصابة بأمراض القلب؟ هذا ما ستجيب عليه السطور القادمة من هذا المقال.

مرض السكري

مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes Mellitus) هو أحد الأمراض المزمنة التي يعاني فيها المرضى من ارتفاع مستوى السكر في الدم؛ نتيجة لنقص إفراز الإنسولين من البنكرياس، أو لتوقفه تماماً عن إفرازه، حيث يعمل الإنسولين بمثابة المفتاح الذي يسمح بدخول الجلوكوز إلى الخلايا، وبدونه يبقى الجلوكوز في مجرى الدم، مسبباً كثير من المضاعفات للمرضى. [1]

تأثير مرض السكري على القلب

غالباً ما يسير مرض السكري جنباً إلى جنب مع أمراض القلب، فهي تعد من أكثر الأمراض الشائعة لدى مرضى السكري، وقد أشارت الإحصائيات الصادرة من جمعية القلب الوطنية إلى أن 65% من مرضى السكري معرضون إلى الوفاة بسبب نوع من أمراض القلب، وبشكل عام يمكننا أن نعتبر أن خطر الوفاة من أمراض القلب يكون أكثر من الضعف لدى مرضى السكري. [2]

نستعرض في هذا الجزء من المقال مجموعة من الآليات التي يؤثر بها مرض السكري على الحالة العامة للقلب والأوعية الدموية في الجسم، بشكل يعرض المرضى إلى العديد من المضاعفات التي تهدد صحة وسلامة القلب.

تلف الشرايين

يبدأ تأثير مرض السكري على القلب عن طريق ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، حيث تؤدي مستويات الجلوكوز المرتفعة إلى إتلاف الشرايين تدريجياً بمرور الوقت، مما يؤدي إلى تعرض المريض إلى خطر تراكم الدهون في الشرايين، الذي يؤدي بدوره إلى حالة شديدة الخطورة وهي تصلب الشرايين. [3]

يؤدي تصلب الشرايين غير المعالج إلى منع تدفق الدم إلى عضلة القلب، مما يتسبب في تعرض المريض إلى نوبة قلبية قاتلة، وبطبيعة الحال يكون الخطر أكبر إذا كان المريض لديه تاريخ عائلي ينطوي على إصابة أحد أفراد أسرته بأمراض القلب. [3]

تلف الأعصاب

من أشهر المضاعفات الخطيرة لمرض السكري قدرته على إتلاف الأعصاب في مناطق متعددة من الجسم، وهو ما يفسر دائماً معاناة مرضى السكري من آلام القدمين والأصابع، من المحتمل أيضاً أن يسبب تلف الخلايا العصبية زيادة احتمال التعرض لمشكلة خطيرة وهي الاعتلال العصبي اللاإرادي القلبي. [3]

تحدث مشكلة الاعتلال العصبي اللاإرادي القلبي (بالإنجليزية: Cardiac Autonomic Neuropathy) عندما تتلف الألياف العصبية في القلب والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى معاناة المريض من بعض المشكلات في معدل ضربات القلب، وديناميكيات الأوعية الدموية، وهو من الأمور التي تعرض المريض إلى الإصابة بنوبة قلبية أو إلى الموت المفاجئ. [3]

قصور القلب

إلى جانب التأثير السلبي لمرض السكري على الأوعية الدموية والأعصاب، أشارت العديد من الدراسات إلى وجود ارتباط بين مرض السكري وزيادة احتمال الإصابة بمشكلة قصور القلب، وهي حالة طبية يعاني فيها المرضى من فشل القلب في ضخ الدم بشكل كاف إلى باقي أعضاء الجسم. [4]

عوامل تهدد صحة القلب للمصابين بالسكر

بالإضافة إلى آليات تأثير مرض السكري على القلب التي تحدثنا عنها، هناك بعض عوامل الخطر الإضافية التي تسبب أضراراً بالغة على صحة القلب، خاصةً إذا كان المريض يعاني من مرض السكري، نستعرض في هذا الجزء من المقال بعض هذه العوامل. [4]

ارتفاع ضغط الدم

يعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر عوامل الخطر شيوعاً للإصابة بأمراض القلب بين مرضى السكري، وقد أشارت الإحصائيات إلى أن الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم في نفس الوقت، يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب على الأقل مرتين مقارنةً بالأشخاص غير المصابين بالسكري. [5]

ارتفاع مستوى الدهون

يعد ارتفاع مستوى الدهون من الأعراض المصاحبة لكثير من مرضى السكري، وجميعنا يعلم التأثير شديد الخطورة للدهون المتراكمة في الشرايين؛ نظراً لاحتمال تسببها في إصابة المرضى بانسداد الشرايين الذي يؤدي بدوره إلى نوبة قلبية. [5]

السمنة

يعاني كثير من مرضى السكري من السمنة، خاصةً مرضى السكري من النوع الثاني، وتلعب السمنة دوراً هاماً في زيادة فرص إصابة المرضى بأمراض القلب، ولحسن الحظ يساعد التزام المرضى بإنقاص الوزن على تقليل فرص إصابتهم بأمراض القلب بشكل واضح. [5]  

علاجات السكري المناسبة لمرضى القلب

في حالة تعرض مرضى السكري إلى الإصابة بأحد أمراض القلب، يضع الطبيب في اعتباره اختيار علاج للسكري يفيد الحالة العامة للقلب، أو على الأقل لا يسبب ضرراً إضافياً لعضلة القلب، وهناك علاجان يمكن الاستعانة بهما في هذه الحالة: [5]

  1. ليراجلوتايد: (الاسم التجاري: Victoza)، وهو دواء لعلاج السكري، وتم اعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2017؛ ليقلل من مخاطر النوبات القلبية لدى البالغين المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب. 
  2. إمباجليفلوزين: (الاسم التجاري: Jardiance)، وهو دواء تمت الموافقة عليه عام 2016؛ ليقلل من مستوى السكر في الدم، ويعالج في نفس الوقت أمراض القلب لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

الوقاية من أمراض القلب للمصابين بالسكر

لا يعني وجود علاقة بين مرض السكري وأمراض القلب أن جميع مرضى السكري سيتعرضون حتماً إلى أحد أمراض القلب؛ لأن الحفاظ على مستوى السكر في الدم في معدلاته الطبيعية بكل تأكيد من أهم العوامل التي تقلل من احتمال تعرض مرضى السكر إلى أمراض القلب. [4]

بالإضافة إلى التحكم في مستوى السكر، هناك بعض العوامل الأخرى التي من شأنها أن تساعد على وقايتك من أمراض القلب، خاصةً إذا كنت من مرضى السكري، من أهم هذه العوامل: [2][4]

  1. الإقلاع عن التدخين.
  2. الابتعاد عن مصادر التوتر والقلق.
  3. التحكم في ضغط الدم عن طريق الأدوية.
  4. فقدان الوزن إذا كان المريض يعاني من السمنة.
  5. الابتعاد عن تناول الأطعمة المصنعة، والوجبات السريعة، والحلويات.
  6. الإكثار من تناول الخضروات، والفواكه، والبروتينات الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة.
  7. الحفاظ على معدل ضغط الدم في المستوى المسموح به لمرضى السكر، وهو أقل من 130/80.
  8.  ممارسة الرياضة بانتظام؛ لأنها تساعدك على جعل خلايا جسمك أكثر حساسية للإنسولين، وتقلل في نفس الوقت من التعرض إلى أمراض القلب.
  9. الحفاظ على مستوى الكوليسترول في الدم في معدلاته الطبيعية، عن طريق تناول الأدوية التي يصفها الطبيب.
  10. اتباع أحد الأنظمة الغذائية الصحية المفيدة للقلب؛ مثل نظام داش، أو حمية البحر الأبيض المتوسط.

على الرغم من وجود بعض الآليات التي تسمح بالتأثير السلبي لمرض السكري على صحة القلب، خاصةً في ظل وجود بعض عوامل الخطر التي تجعل الموقف أكثر سوءاً، إلا أن الالتزام بضبط السكر في معدلاته الطبيعية، إلى جانب نمط الحياة الصحي من العوامل التي تحافظ على صحة القلب، وتحمي المريض من التعرض إلى أمراض القلب الخطيرة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!