لقاح فايزر وبيونيتك لكورونا

في سعي شركات الأدوية العالمية للحصول على لقاح ناجح لإيقاف جائحة فيروس كوفيد 19، الذي أثر انتشاره على كافة نواحي الحياة حول العالم، كان للشركة الألمانية بيونتيك بالاشتراك مع الشركة الأمريكية بفايزر، السبق في الإعلان عن نجاح اللقاح الخاص بهما (بفايزر بيونتيك)، حيث بينت النتائج بعد انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب، بأن نسبة فعالية اللقاح فاقت 90%، بعد تجربة واسعة النطاق شملت حوالي 44000 شخص.

ووفقاً لتقارير الشركتين، لم يجدوا أي مخاوف حقيقية تتعلق بالسلامة قد يسببها اللقاح، ويعتقد الباحثون أن تأثير الحصانة التي يؤمنها لقاح بيونتيك بفايزر لن تكون قصيرة الأمد، حيث يعتقد أن تأثيره لن يقل عن السنة. ^{[1]   [2]}  

شرح لقاح بيونتيك بفايزر:

بدأت شركتا بفايزر بيونتيك في شهر تموز عام 2020 تجارب سريريه متأخرة على لقاح فيروس كورونا، وتمت التجربة على44000 شخص وأعطي عدد مثلهم دواء وهمي من الماء والملح.

أظهرت النتائج فعالية الدواء بنسبة تزيد عن 90% ، حيث أصيب حتى الآن 94 شخص فقط من المشاركين في التجربة.

وكما هو معتاد كانت التجربة، وكل بياناتها سرية، مما يعني أنه لا أحد باستثناء مجلس الخبراء المستقل يعلم بعدد الأشخاص الذين حصلوا على الدواء الوهمي واللقاح الحقيقي، ليس المتطوعين ولا الأطباء ولا كبار التنفيذيين في الشركتين.

في العادة تضع إدارة الغذاء والدواء العالمية حداً للفاعلية في اللقاحات تقدر بنسبة 50% عند إصدار إذن طارئ في حالات الأوبئة. وفي حال لقاح بيونتيك بفايزر أثبتت التجارب تجاوز هذه النسبة بكثير.

وللتعرف على مدى نجاح هذا اللقاح، نقارن بينه وبين بعض اللقاحات المرخصة الأخرى، فنرى أن لقاحات الأنفلونزا الموسمية فعالة بنسبة 40% وتصل إلى 60% في أحسن الأحوال، ولأن فيروس الأنفلونزا يطور أشكاله باستمرار، على العكس فإن جرعتين من لقاح الحصبة ستكون فعالة بنسبة 97%.^{[2] [3]}

 هل اللقاح آمن؟

لم تبلغ الشركتان حتى الآن عن أي مشاكل خطيرة ذات علاقة بسلامة لقاحهما، وقد قامت الشركتان بتجارب سريريه خاصة متعلقة بالكشف عن المحاذير حول سلامة اللقاح.

فقد تم اختبار أربع نسخ من اللقاح، ثم تم اختيار النسخة ذات الآثار الجانبية الأقل، مثل الحمى والتعب، وقد حصل اللقاح بفايزر بيونتيك تصريحاً طارئاً من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بشأن توزيعه على ملايين الأشخاص.

ستقوم مراكز الإدارة المذكورة بمراقبة اللقاح للتأكد من عدم وجود مشكلات في سلامة من يتم تطعيمه.

من سيحصل على اللقاح الجديد أولا؟

سيعود لكل دولة تحديد أولوية إعطاء اللقاح، لكن من المرجح أن الدفعات الأولى من اللقاح ستشمل الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة والتأثر بفيروس كورونا، وقد يكون العاملون في مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات أوائل المستفيدين من اللقاح.

ومن ثم كبار السن والأشخاص الذين يمتلكون عوامل خطر مثل السمنة الزائدة وأمراض القلب والسكري وغيرها.

ثم الفئات الأقل عرضة لمخاطر فيروس كورونا والأكثر مناعة وصحة، قد يتطلب تلقي اللقاح وقتاً إضافياً وغالباً ما سيكون اختيارياً.

حقائق حول لقاح بفايزر بيونتيك:

حتى الآن التجارب والاختبارات السريربة والعلمية ونسبة السمية، أثبتت أن لقاح بيونتيك بفايزر ناجح في وضع حد لفيروس كورونا.

إلا أن التجارب السريرية لا تخبرنا على وجه اليقين مدى فعالية اللقاح، لكنه يسمح للعلماء بإجراء تقدير بناء على الإحصاءات، وهو تقدير يعرف بمدى الفعالية، حيث لا يمكن تقدير فعاليته تماماً إلا بعد حصول الملايين من الأشخاص عليه.

لكن وفق البيانات الأولية تشير التوقعات إلى أن النتائج ستكون جيدة، حثيث يميز هذا اللقاح ما يلي: ^{[3] [4]}  

• نسبة فعالية تفوق 90%.
• الأجسام المضادة التي يسبها اللقاح أثبتت أنها تمنع حوالي 20 طفرة مختلفة من فيروس سارس كوف2.
• مدة فعالية طويلة ستزيد عن السنة.
• آثار جانبية قليلة وعرضية مثل: الحمى والتعب.

إلا أن التجارب حتى الآن لا تخبرنا بدقة مدى فعالية اللقاح بالنسبة لكبار السن فوق 65 عام.

كما أن اللقاح لم يجرب على الأطفال تحت سن السادسة عشرة، ولم يحدد إذا كان من الضروري تلقيح الأطفال به حتى الآن.

نجاح لقاح بيونتيك بفايزر ضد فيروس كورونا:

إن قبول منظمات الدواء العالمية باستخدام اللقاح لمواطني دولها، يعبر عن نجاح اللقاح في اجتياز أولى الخطوات في خطة الشركتين لانتشار عالمي موسع: ^{[4] [5]}    

• وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) أولى الوكالات التي منحت الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح بفايزر بيونتيك وفي وقت قياس 23 يوم من بداية البيانات الأولى، حيث طلبت بريطانيا 40 مليون لقاح.
• حصل اللقاح على موافقة إدارة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) كانت ثاني الموافقين، كما طلبت من الشركتين 100 مليون لقاح كمقدمة لبداية إعطاء اللقاح في الولايات المتحدة.
• حصل اللقاح على الموافقة من وكالة الأدوية الأوربية (EMA) الطارئة على اللقاح.
• بدأت كثير  من دول العالم بطلب واستخدام لقاح بفايزر بيونيتك، وعلى الغالب ستتبعها معظم دول العالم كونه اللقاح الأكثر قبولاً حتى الآن، في الوسط العلمي الخاص باختبارات ومتابعة الأدوية واللقاحات.
• كما يأتي نجاح لقاح بيونتيك بفايزر من أنه يعطي الأمل لمنتجات أخرى وشركات أخرى في محاربة وباء كورونا، وخاصة أن إنتاج اللقاح حصل بعد عام واحد من انتشار المرض في مدينة ووهان الصينية وهذا يعتبر وقتاً قياسياً.

سلبيات لقاح بفايزر بيونتيك:

أثيرت ضجة كبيرة حول مشاكل لقاح بفايزر بيونتيك، وذلك بعد وفاة 6 أشخاص ممن شاركوا التجربة السريرية، وإصابة 4 أشخاص بشلل بيل وهو شلل مؤقت يصيب جزء من الوجه، كما أظهرت بعض الحالات رد فعل تحسسي ضد اللقاح. ^{[6]   [7]}  

• حالات الوفاة بسبب لقاح بفايزر بيونتيك: توفي 6 أشخاص ممن خضعوا للتجربة، 4 منهم ممن تناولوا العلاج الوهمي من الماء والملح، واثنان ممن تلقوا جرعات اللقاح، حيث أوضحت الحالتين أن الوفاة الأولى حدثت بعد 62 يوم من اللقاح - الجرعة الثانية بسكتة قلبية، والثانية حصلت بعد 3 أيام من الجرعة الأولى بسبب تصلب الشرايين، والحالتين لا تمتان للقاح بصلة.
• شلل بيل حسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية: أصيب 4 أشخاص بشلل بيل، وهو ضعف أو تجمد مفاجئ في جنب واحد من الوجه وعادة ما يكون مؤقت، إلا أنها أوضحت أنه ضمن النسبة الطبيعية بالنسبة لعدد المشاركين في الاختبارات.
• ردود الفعل التحسسية: حذرت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية من إعطاء اللقاح للأشخاص الذين لديهم تاريخ من الحساسية المفرطة ضد الأدوية، وذلك بعد تسجيل حالتين من الحساسية المفرطة وحالة من رد فعل تحسسي محتمل.
• بالمجمل الآثار الجانبية لا تتعدى الآثار المعتادة للقاحات مثل ألم واحمرار مؤقت في مكان الحقن، حمى وتعب وصداع يذهبان بعد فترات بسيطة.

أسعار لقاح بيونتيك بفايزر:

من غير الواضح تماماً كيف ستكون أسعار الجرعة الواحدة من لقاح بفايزر بيونتيك ضد فيروس كورونا، وذلك تبعا للوقت الذي سيتم ذلك فيه، حيث من المتوقع نزول سعر اللقاح مع زيادة عدد الجرعات المباعة من قبل الشركتين المصنعتين. ^[8]  

سعر الجملة الذي تفاوض عليه شركة بفايزر مع الحكومة الأمريكية بلغ 20 دولار أمريكي للجرعة الواحدة.

الخاتمة:

لا يزال لقاح بفايزر بيونتيك قيد التجربة، ستظهر الفترة المقبلة مدى نجاح اللقاح في صد الهجمة الوبائية لفيروس كورونا، وإعادة عجلة الحياة إلى طبيعتها، لكنه كغيره من اللقاحات ذات الصلة بأمراض الجهاز  التنفسي؛ سيحتاج إلى تطوير دائم نظراً لتطور أشكال الفيروسات والطفرات التي تحدث عليها.