;

أضرار لقاح سرطان عنق الرحم

على الرغم من رصد أضرار لقاح سرطان عنق الرحم، إلا أن هذه الأضرار لا ينبغي أن تقلل من فرص تلقي اللقاح؛ نظراً لأهميته الكبيرة

  • تاريخ النشر: الخميس، 28 يوليو 2022 آخر تحديث: السبت، 22 أبريل 2023
أضرار لقاح سرطان عنق الرحم

يشعر كثير من الآباء والأمهات بالقلق من الأضرار الناتجة عن تلقي بعض اللقاحات الجديدة، لدرجة تصل إلى رفضها في بعض الأحيان، ويعد لقاح سرطان عنق الرحم من اللقاحات التي أثارت جدلاً في المجتمع العربي منذ سنوات، فما هي أضرار لقاح سرطان عنق الرحم؟ وهل هناك موانع للحصول عليه؟ كل هذا وأكثر سيتضح من خلال السطور القادمة من هذا المقال.

لقاح سرطان عنق الرحم

لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human Papillomavirus Vaccine)، أو كما يطلق عليه مجازاً لقاح سرطان عنق الرحم، هو لقاح تم تصنيعه ليساعد على الوقاية من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، يرتبط هذا الفيروس بحوالي 200 نوع ينتشر حوالي 40 نوعاً منها عن طريق الاتصال الجنسي المباشر، وهناك نوعان آخران يسببان الثآليل التناسلية. [1]

يشترك عشرة أنواع من فيروس الورم الحليمي البشري في تسببهم في الإصابة ببعض أنواع السرطان، منها: [1]

  • سرطان عنق الرحم.
  • سرطان المهبل.
  • سرطان القضيب.
  • سرطان الشرج.
  • سرطان الفم.
  • سرطان البلعوم.

على الرغم من أن فيروس الورم الحليمي يختفي في بعض الأحيان من تلقاء نفسه، إلا أن هناك بعض الأنواع التي تسبب مخاوف طبية، خاصةً الأنواع التي تسبب سرطان عنق الرحم، الأمر الذي يفرض أهمية تلقي اللقاح؛ لأنه يقلل بشكل كبير من معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري. [2]

ما هي أضرار لقاح سرطان عنق الرحم

يتساءل كثير من الأشخاص عن مخاطر لقاح سرطان عنق الرحم، وهل هناك مضاعفات خطيرة مصاحبة لتلقي هذا اللقاح أم لا، والحقيقة أن لقاح سرطان عنق الرحم مثله مثل باقي الأدوية أو اللقاحات التي قد يكون لها بعض الآثار الجانبية، لكن لا ينبغي أن يؤثر ذلك على تلقي اللقاح. نخصص هذا الجزء من المقال لنوضح أشهر أضرار لقاح سرطان عنق الرحم. [1]

الآثار الجانبية الشائعة

تم الإبلاغ عن مجموعة من الآثار الجانبية البسيطة التي شعر بها بعض المرضى بعد حصولهم على لقاح سرطان عنق الرحم، تتضمن هذه الآثار: [3]

الإغماء

تعد الدوخة والإغماء من الأعراض الجانبية المصاحبة لكثير من الإجراءات الطبية، ومن ضمنها التطعيم، خاصةً بين المراهقين، ولتجنب حدوث هذه المشكلة، ينبغي على الأشخاص الذين يتلقون اللقاح الجلوس أو الاستلقاء أثناء حصولهم على اللقاح، إلى جانب مراقبة المرضى لمدة 15 دقيقة بعد تلقي اللقاح. [3]

رد الفعل التحسسي 

قد يعاني بعض المرضى في حالات نادرة من رد فعل تحسسي تجاه اللقاح عند تلقيه للمرة الأولى، ينبغي أن يتجنب هؤلاء المرضى ألا يحصلوا على باقي الجرعات؛ تجنباً لتكرار نفس المشكلة. [3]

هل لقاح سرطان عنق الرحم آمن

يعد لقاح سرطان عنق الرحم من اللقاحات الآمنة إلى حد كبير، فقد مرت جميع أنواعه المعتمدة باختبارات السلامة المكثفة لعدة سنوات قبل أن يتم ترخيصها والموافقة عليها من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهي الجهة المسؤولة عن اعتماد اللقاحات الآمنة والفعالة في حالة تفوق فوائدها على المخاطر أو الأضرار المصاحبة لها. [3]

بالإضافة إلى ذلك، تستمر مراقبة اللقاحات بعد الموافقة عليها من قبل مراكز السيطرة على الأمراض الوقائية؛ للبحث عن الآثار الجانبية النادرة، والأضرار التي قد تحدث بعد انتشار استخدام التطعيم على نطاق واسع، وإلى الآن لم تظهر أي علامات تتعلق بأمان لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وجاءت جميع النتائج مطمئنة منذ اعتماده في عام 2006 في الولايات المتحدة الأمريكية. [3]

أهمية لقاح سرطان عنق الرحم

تشير الأبحاث إلى أن الجمع بين لقاح سرطان عنق الرحم وإجراء فحص عنق الرحم من أهم العوامل التي توفر أكبر حماية من الإصابة بسرطان عنق الرحم، كما يقلل اللقاح أيضاً بشكل ملحوظ معدل الإصابة بأنواع السرطان الأخرى التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري. [1]

لا يقتصر التأثير الإيجابي للقاح على الأشخاص الذين حصلوا عليه فقط، لكنه يقلل من انتشار الفيروس بين السكان بشكل عام، وبالتالي تقل معدلات الإصابة بين الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم، وهو ما يطلق عليه مناعة القطيع، وهو ما أوضحته إحدى الدراسات التي أجريت في أستراليا، حيث تم تطعيم نسبة عالية من الفتيات، وانعكس ذلك على انخفاض نسبة الإصابة بالثآليل التناسلية بين الذكور والإناث الذين لم يتلقوا التطعيم لمدة أربع سنوات متتالية. [1]

الفئات التي يجب أن تحصل على اللقاح

أظهرت الأبحاث فعالية اللقاح في الوقاية من الأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري كلما كان سن المتلقي صغيراً، كما أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض الوقائية بعض التوصيات الخاصة بالفئات التي ينبغي أن تتلقى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، نستعرض هذه الفئات في هذا الجزء من المقال. [2]

الأطفال والمراهقون

تتضمن التوصيات إعطاء لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات والفتيان الذين تتراوح أعمارهم من 11 إلى 12 عاماً، ينبغي أن يحصل الطفل على جرعتين بفاصل ستة أشهر بينهما على الأقل، لا يوجد مانع من حصول المراهقين الذين تتراوح أعمارهم من 13 إلى 14 عاماً على اللقاح إذا تأخروا في تلقي جرعاتهم قبل ذلك. [2]

 يمكن أيضاً أن يحصل الأطفال الأصغر سناً الذين تتراوح أعمارهم من 9 إلى 10 سنوات على اللقاح، وقد أظهرت الأبحاث أنه لا يوجد علاقة بين تلقي اللقاح في سن مبكر، وبين بداية النشاط الجنسي، وهو من ضمن المعتقدات الخاطئة التي تجعل بعض الآباء والأمهات يرفضون فكرة تلقي أبنائهم اللقاح من الأساس. [2]

البالغون حتى سن 26 عاماً

ينبغي أن يتلقى الشباب والمراهقون الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 26 عاماً ثلاث جرعات من اللقاح بدلاً من جرعتين فقط، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض الوقائية بإعطاء اللقاح لجميع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 26 عاماً، في حالة عدم حصولهم على اللقاح من قبل. [2]

البالغون من 27 حتى 45 عاماً 

على الرغم من اعتماد فيروس الورم الحليمي البشري من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ليتم إعطاؤه للبالغين من سن 27 حتى 45 عاماً، إلا أن اللقاح يوفر حماية أقل لهذه الفئة العمرية مقارنةً بالأطفال والمراهقين؛ نظراً لأن كثيراً من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 27 إلى 45 قد تعرضوا بالفعل للفيروس. [1]

تتضمن التوصيات الخاصة بهذه الفئة العمرية مناقشة الطبيب للمرضى الذين لم يحصلوا على اللقاح من قبل، والتحقق من جدوى تلقي اللقاح بالنسبة لهم في هذه المرحلة. [1]

موانع الحصول على اللقاح

هناك بعض الحالات التي لا ينبغي أن يتم إعطاء لقاح سرطان عنق الرحم فيها، تتضمن هذه الحالات: [3]

  1. رد الفعل التحسسي: ينبغي على المرضى الذين عانوا من حساسية شديدة من اللقاح عند تلقي جرعات سابقة له ألا يحصلوا عليه مجدداً، كما ينبغي أن يتحدث المرضى الذين يعانون من أي نوع آخر من الحساسية مع الطبيب قبل تلقي اللقاح.
  2. الحوامل: لا ينصح بإعطاء لقاح سرطان عنق الرحم للنساء الحوامل، وإن كان لا يوجد حتى الآن ما يثبت خطورته عليهن، ولكن من الأفضل الانتظار بعد الولادة.
  3. الأمراض: ينبغي أن يؤجل المرضى الذين يعانون من حمى متوسطة، أو أعراض برد أو سعال شديدة الانتظار حتى تتحسن هذه الأعراض، ولا يوجد مانع من إعطاء اللقاح للمرضى الذين يعانون من حمى خفيفة لا تتجاوز فيها درجة حرارة المريض 38 درجة مئوية.

يعد لقاح سرطان عنق الرحم من اللقاحات الآمنة إلى حد كبير، وتقتصر أضراره على بعض الآثار الجانبية البسيطة التي لا تمثل أي خطورة، ولا ينبغي أن تؤثر على قرار أي شخص بالتراجع عن تلقي اللقاح.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!