;

هل يجب على النساء الحوامل أخذ لقاح كورونا؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 04 يناير 2021
هل يجب على النساء الحوامل أخذ لقاح كورونا؟

هل يجب أن تحصل المرأة الحامل على لقاح كورونا؟ هل سيفيد اللقاح في منع الإصابة بالمرض بما في ذلك السلالات الفيروسية المتحولة؟ يجيب اختصاصي المناعة في جامعة فيرجينيا الأمريكية "وليام بتري" عن هذه الأسئلة.

بدأت عمليات التطعيم في عدد من دول العالم، أكثر اللقاحات التي أثبتت فعاليتها في الوقاية من الإصابة بالمرض هي اللقاح الذي تم تطويره من خلال التعاون بين شركتي فايزر الأمريكية وبيونتيك الألمانية، بالإضافة إلى لقاح أخر طورته شركة موديرنا الأمريكية، ولقاح ثالث طورته شركة أسترازينيكا السويدية البريطانية بالتعاون مع جامعة أوكسفورد البريطانية.

حصل الطبيب وليام بتري على الجرعة الأولى من لقاح فايزر بيونتيك، وقد أجاب على أسئلة العديد من الأمريكيين التي تتعلق بلقاح فايزر بيونتيك ولقاح موديرنا.

الطبيب وليام بتري هو أستاذ في الأمراض المعدية بجامعة فيرجينيا الأمريكية، وقد اعتنى بالعديد من مرضى كوفيد 19 وأجري أبحاثًا حول أفضل السبل للوقاية من هذه العدوى الجديدة وتشخيصها وعلاجها. وأثناء عمله مع المرضى في المستشفى، تساءلت بعض الأمهات والحوامل عما إذا كان من الآمن لهن أخذ اللقاح. إليكم ما قاله لهن.

هل يمكنني أخذ اللقاح إذا كنت حامل أو مرضعة؟

نعم، يمكنك بل يجب أن تحصلي على لقاح كوفيد 19 إذا كنت حاملاً أو مرضعة.

أحد الأسباب التي تجعل من الضروري أخذ لقاح كوفيد 19 هو أن النساء الحوامل أكثر عرضة للمعاناة من أعراض المرض حين يصبن به. ففي دراسة أجريت على 23 ألف امرأة حامل مصابة بكوفيد 19، أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية أن النساء الحوامل أكثر عرضة لدخول وحدة العناية المركزة أو الاعتماد على أجهزة التنفس الاصطناعي بمعدل 2.9 – 3 أضعاف. حيث يتم إدخال امرأة واحدة من كل 100 امرأة حامل مصابة بكوفيد 19 إلى وحدة العناية المركزة. وعلى الرغم من أن هذه النسبة ضئيلة، إلا أنها أعلى بكثير من النساء غير الحوامل.

اللقاحات بشكل عام آمنة وجيدة في حال أخذها أثناء الحمل.

لا يحتوي لقاح شركة فايزر ولا لقاح شركة موديرنا على فيروس SARS-CoV-2 الحي (المسبب لمرض كوفيد 19)، لذلك ليس هناك أي خطر من أن تصاب المرأة الحامل أو جنينها بكوفيد 19. هذه اللقاحات آمنة لسبب آخر. لا يدخل الـ RNA المرسال المستخدم في كلا اللقاحين لتحفيز الاستجابة المناعية إلى نواة الخلية. هذا يعني أنه لا يتفاعل مع الحمض النووي في خلايا جسم الأم أو الجنين.

لا تتوفر بيانات السلامة للقاحات كوفيد 19، وذلك لأن النساء الحوامل تم استبعادهن عمدًا في دراسات المرحلة الثالثة من لقاحي فايزر وموديرنا.

بسبب غياب معطيات التجارب السريرية على لقاحي فايزر ومودرنا للنساء الحوامل والمرضعات، ومع توقع أن هذه اللقاحات ستكون آمنة لهن، تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية والكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بأن التطعيم يجب أن يكون قرارًا شخصيًا للمرأة الحامل.

بالنسبة للنساء الحوامل اللواتي يقررن أخذ اللقاح، يجب معالجة أي حمى ناتجة عنه باستخدام عقار الاسيتامينوفين، وذلك لأن الحمى يمكن أن تؤثر على الحمل.

ليس هناك أي قلق من أن اللقاحات سوف تؤثر على الرضاعة، لذلك، ليس هناك أي مبرر لعدم أخذ اللقاح إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية.

هل سأكون محمية من العدوى عديمة الأعراض؟

تظهر البيانات الأولية حماية بنسبة 60٪ من العدوى عديمة الأعراض بعد أخذ الجرعة الأولى من لقاح شركة موديرنا. من المحتمل أيضًا أن يحمي لقاح شركة فايزر من العدوى عديمة الأعراض، لكن هذا لم يثبت بعد. هذا يعني أن خطر إصابتك بعدوى عديمة أعراض يقل بأكثر من النصف بعد أخذ الجرعة الأولى من لقاح موديرنا.

في المرحلة الثالثة من التجارب على المتطوعين، تم أخذ مسحات الأنف بعد أخذ الجرعة الثانية من اللقاح. عانى 14 من أصل 15000 متطوع أخذو اللقاح و 38 من أصل 15000 متطوع أخذو الدواء الوهمي من عدوى كوفيد 19 دون أعراض.

هذا دليل على أن اللقاحات تساهم في الوقاية من المرض عديم الأعراض حتى بعد أخذ الجرعة الأولى فقط. هذه أخبار رائعة، لأن الحماية التي يسببها اللقاح من العدوى بدون أعراض ستسهل تحقيق مناعة القطيع وإنهاء انتشار الوباء.

هل يحميني اللقاح من سلالات كوفيد 19 المتحورة؟

لحسن الحظ، يمكن الوقاية من جميع سلالات فيروس SARS-CoV-2 التي تم اكتشافها حتى الآن بواسطة اللقاحات.

الطريقة الأساسية التي تعمل بها هذه اللقاحات هي منع بروتين الشوكة الموجود على السطح الخارجي للفيروس من الالتصاق ببروتين ACE2 الموجود في الخلايا البشرية.

تقوم اللقاحات بذلك عن طريق تحفيز جهاز المناعة البشري لإنتاج أجسام مضادة تلتصق ببروتين السنبلة كلما واجهت الفيروس مما يبطل مفعول الفيروس.

يمكن الوقاية من جميع سلالات فيروس SARS-CoV-2 الـ 17 التي تم اكتشافها حتى الآن، بما في ذلك النوع الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة.

أيضًا، من غير المحتمل أن تتمكن السلالة الجديدة من الفيروس التي ظهرت مؤخرًا في المملكة المتحدة من مقاومة اللقاح، لذلك، ستكون اللقاحات على الأغلب مفيدة في الوقاية من هذه السلالة التي تبين أنها أخطر كونها تنتشر بسرعة وبسهولة أكبر من شخص لآخر، هذا يرجع جزئيًا إلى حقيقة أن هناك مواقع متعددة على بروتين السنبلة يمكن للأجسام المضادة أن تستهدفها لتحييد الفيروس.