;

حقائق قد تهمك عن شلل الأطفال

شلل الأطفال: أسبابه وأعراضه وطرق التعامل معه، وحقائق مثيرة للاهتمام.

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023 آخر تحديث: الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023
حقائق قد تهمك عن شلل الأطفال

عندما نتحدث عن الصحة والأمراض، يعتبر شلل الأطفال من بين الظواهر التي أثرت في تاريخ الإنسانية بشكل عميق، فإذا كنت ترغب في فهم أعمق لظاهرة شلل الأطفال وتأثيراتها، فإن هذا المقال سيوفر لك نظرة شاملة وموثوقة عن هذا الموضوع المهم. تابع القراءة لاستكشاف عالم شلل الأطفال بمعلوماته وحقائقه المثيرة.

ما هو شلل الأطفال؟

شلل الأطفال (بالإنجليزية: Poliomyelitis) هو مرض فيروسي عدواني يصيب الجهاز العصبي، فهو نوع من الأمراض الفيروسية التي تؤثر بشكل أساسي على الحبل الشوكي وجذع المخ. في حالاته الأكثر خطورة، يمكن أن يؤدي شلل الأطفال إلى فقدان القدرة على تحريك أطراف معينة، وقد يترتب عليه صعوبات في التنفس، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون مميتًا. ومع أن معظم الأشخاص المصابين بفيروس شلل الأطفال لا يظهرون أية أعراض، إلا أن هناك عدداً قليلاً من الأطفال الذين يعانون من الشلل نتيجة للإصابة بالفيروس. تم تطوير لقاح شلل الأطفال، والذي ساهم بشكل كبير في تقليل حالات الإصابة بهذا المرض.

وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يظل مرض شلل الأطفال قائماً حتى اليوم على الرغم من انخفاض الحالات بنسبة تفوق 99% منذ عام 1988. تراجعت حالات الإصابة بالمرض من 350 ألف حالة إلى 33 حالة تم الإبلاغ عنها في عام 2018. عموماً، يعتبر شلل الأطفال شائعًا بين الأطفال دون سن الخامسة. ومع ذلك، يمكن أن يصاب الأشخاص بالمرض بغض النظر عن العمر في حال عدم تلقيهم لتطعيم شلل الأطفال أو في حال تلقيهم للتطعيم بشكل غير كامل.

وعلى الرغم من التقدم الكبير وانخفاض حالات الإصابة منذ عام 1988، إلا أن المرض يمكن أن ينتشر بسهولة إذا كان هناك حتى طفل واحد مصاب بهذا الفيروس. يمكن أن ينتقل بسرعة بين الأشخاص الذين لا يمتلكون حماية كافية ضد الفيروس.[1][2]

أسباب شلل الأطفال

ينتج شلل الأطفال عن الإصابة بفيروس شلل الأطفال، إذ يهاجم هذا الفيروس الجهاز العصبي المركزي، وبالتحديد الحبل الشوكي وجذع الدماغ، مما يؤثر على القدرة على التحكم في الحركة. هناك عدة أسباب تؤدي إلى انتشار وتفشي فيروس شلل الأطفال:[2][3]

  • العدوى الفيروسية: ينتقل فيروس شلل الأطفال عادة عن طريق الاتصال المباشر مع السوائل الجسدية للشخص المصاب أو من خلال ملامسة أشياء ملوثة بالفيروس.
  • نقص التطعيم: عدم تلقي اللقاحات المناسبة ضد شلل الأطفال يمكن أن يجعل الأفراد عرضة للإصابة بالمرض.
  • نقص النظافة وسوء الظروف الصحية: الأماكن ذات الظروف الصحية السيئة ونقص النظافة يمكن أن تزيد من انتشار الفيروس.
  • التلامس مع الأماكن الملوثة: تلوث المياه والأغذية بالفيروس يمكن أن يسهم في انتشاره.
  • السفر: السفر من منطقة تكون فيها الحالات شائعة إلى مناطق أخرى يمكن أن ينقل الفيروس ويؤدي إلى انتشاره.
  • نقص النظام الصحي: لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في جهاز المناعة، مثل المصابين بأمراض المناعة الفموية، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بشلل الأطفال.

بما أن اللقاحات المضادة لشلل الأطفال تعد واحدة من أكثر اللقاحات فعالية وأمانًا، فإن توفير التطعيمات السابقة للحماية ضد شلل الأطفال يعتبر وسيلة فعالة للحد من انتشار الفيروس.

أعراض شلل الأطفال

شلل الأطفال يمكن أن يظهر بأشكال وأعراض مختلفة تعتمد على شدة الإصابة والمنطقة التي تضررت في الجهاز العصبي. في حالات الإصابة الخفيفة، قد لا تظهر الأعراض أو تكون طفيفة، بينما في الحالات الأشد قد يظهر الأعراض التالية:[4]

  • فقدان القدرة على استخدام العضلات المتضررة: يكون ذلك ملحوظاً عندما يحاول الشخص تحريك أو استخدام العضلات المتضررة.
  • ضعف العضلات: العضلات في المناطق المتضررة قد تظهر ضعفاً وتشعر بالرخاوة.
  • تشنجات أو تقلصات عضلية: قد تحدث تشنجات أو تقلصات في العضلات المصابة.
  • تأثير على التوازن والتنسيق: يمكن أن يؤدي شلل الأطفال إلى صعوبات في الحفاظ على التوازن والتنسيق أثناء الحركة.
  • تأثير على التنفس والتحدث: في حالات الشلل الشديد، قد تؤثر الحالة على القدرة على التنفس بشكل صحيح والتحدث.
  • ضعف في الوظائف الحسية: في بعض الحالات، قد تظهر ضعف في القدرة على الإحساس باللمس أو الحرارة.

تشخيص شلل الأطفال

يتعرف الأطباء عادة على شلل الأطفال من خلال تشخيصه بناءً على الأعراض المبدئية؛ مثل تيبس الرقبة والظهر، وتفاعلات عصبية غير طبيعية، أو ضعف العضلات. ولتأكيد التشخيص، يمكن إجراء فحص لعينة من البراز في المختبر للكشف عن فيروس شلل الأطفال. يجدر بالذكر أنه لا يمكن اكتشاف الفيروس في عينة الحلق خلال الأسبوع الأول من الإصابة فقط، لذا فإن تحليل عينة الحلق ليس مصدراً موثوقاً بنفس القدر للفحص، ويمكن استخدام اختبار السائل المحيط بالمخ والحبل الشوكي -أو السائل النخاعي- لاستبعاد وجود أمراض أخرى تؤثر على الجهاز العصبي.[4]

مطعوم شلل الأطفال

للوقاية من شلل الأطفال، يُعتبر مطعوم شلل الأطفال أحد أفضل الوسائل الفعالة. وهو يشكل جزءاً من جدول المطاعيم للأطفال منذ عام 1956 وحتى اليوم. وفقًا لنظام التطعيم في المملكة المتحدة، يتم إعطاء الجرعة الأولى بعد مرور 8 و12 و16 أسبوعاً بعد الولادة، وتليها جرعة مُعززة عندما يكون الطفل عمره ثلاث سنوات وأربعة أشهر، أما بالنسبة لأنواع مطاعيم شلل الأطفال، فهناك نوعان منها, وهي كالتالي:[1][3]

  • مطعوم شلل الأطفال المعطّل: يتكون من فيروس شلل الأطفال غير النشط، ويُعتبر آمنًا وفعالًا بشكل كبير. يُعطى عن طريق الحقن في الساق أو الذراع اعتمادًا على العمر.
  •  مطعوم شلل الأطفال الفموي: يحتوي على نوع ضعيف من فيروس شلل الأطفال، ويُعد الخيار المُفضل في العديد من البلدان بسبب تكلفته المنخفضة وسهولة إعطائه وفعاليته في توفير حماية عالية ضد الفيروس.

يمكن للأفراد الذين تلقوا الجرعات الأولية من أي نوع من مطاعيم شلل الأطفال - المعطل أو الفموي - أن يكونوا محميين تماماً من فيروس شلل الأطفال. يجب مراعاة توصيات الجدول التطعيم والإرشادات الوطنية لتلقي الجرعات المطلوبة من المطعوم.

التعامل مع شلل الأطفال

نظرًا لعدم وجود علاج محدد لشلل الأطفال، يتم التركيز على توفير الراحة وتسريع عملية الشفاء، بالإضافة إلى منع حدوث مضاعفات. تتضمن العلاجات الداعمة:[2][4]

  •  استخدام مسكنات الألم لتخفيف الألم.
  •  استخدام أجهزة التنفس المحمولة للمساعدة في عملية التنفس.
  • تنفيذ جلسات علاج طبيعي لتحسين القوة العضلية والمساعدة في الوقاية من التشوهات وفقدان وظائف العضلات.

يرجى ملاحظة أن هذه العلاجات تُستخدم للتخفيف من الأعراض وتحسين نوعية حياة الشخص المتأثر بشلل الأطفال، ولكنها لا تشكل علاجاً نهائياً للحالة.

في ختام هذا المقال، ندرك أهمية الوعي والتوعية حول شلل الأطفال وأثره على الصحة العامة. على الرغم ‏من التقدم الكبير في مجال اللقاحات والعلاجات الداعمة، فإن الوقاية تظل الخطوة الأساسية في محاربة هذا ‏المرض. من خلال توفير لقاحات شلل الأطفال والالتزام بالجداول التطعيمية، يمكننا تحقيق تقدم كبير نحو ‏القضاء على هذا الفيروس المدمر. وبتضافر الجهود والتزام الجميع بالتعليمات الصحية والمطاعيم الواقية، يمكننا بناء عالم خالٍ من شلل ‏الأطفال وضمان صحة وسلامة الأجيال القادمة.‏

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!