;

ثقب القلب عند الأطفال

  • تاريخ النشر: الإثنين، 05 سبتمبر 2022
ثقب القلب عند الأطفال

يولد كثير من الأطفال ببعض العيوب الخلقية في القلب، ويعد ثقب القلب عند الأطفال من أكثر هذه العيوب انتشاراً، وعلى الرغم من تخوف كثير من الآباء والأمهات من صعوبة التشخيص، إلا أنه ينبغي الأخذ في الاعتبار أن هذه الحالة قابلة للعلاج، ومن الممكن أن يحيا الطفل بعدها بشكل طبيعي، فما هي أعراض وأسباب هذه المشكلة؟ وكيف يمكن علاجها بالطرق الطبية؟

ما هو ثقب القلب عند الأطفال

ثقب القلب عند الأطفال هو مصطلح دارج يطلق على عيوب الحاجز (بالإنجليزية: Septal Defects)، وهي مشكلة يولد بها بعض الأطفال، ويعانون فيها من عدم عمل عضلة القلب بكفاءة؛ نتيجة لوجود ثقب في الحاجز أو الجدار الذي يفصل بين حجرات القلب، مما يعني أن الدم لا يسلك مساره الطبيعي داخل عضلة القلب، الأمر الذي ينعكس على عدم حصول باقي أجزاء الجسم على ما يكفي من الدم والأكسجين. [1]

تنقسم أنواع ثقب القلب عند الأطفال إلى نوعين، بناءً على المكان الذي يحدث فيه الثقب، يضم النوعين: [1]

  1. عيوب الحاجز الأذيني: (بالإنجليزية: Atrial Septal Defects)، وفيها يعاني الأطفال من وجود ثقب في الحاجز الفاصل بين الأذينين الأيمن والأيسر.
  2. عيوب الحاجز البطيني: (بالإنجليزية: Ventricular Septal Defects)، ويكون الثقب فيها في الجدار الذي يفصل بين البطينين، مما يؤدي إلى اختلاط الدم المؤكسج بالدم غير المؤكسج.

أعراض ثقب القلب عند الأطفال

قد لا يسبب ثقب القلب عند الأطفال حديثي الولادة أعراضاً واضحة إذا كان هذا الثقب صغيراً جداً، وفي أغلب الأحيان يلاحظ الأطباء الثقوب ذات الحجم الكبير عند الفحص الروتيني للمواليد، لأنها تسبب الكثير من الأعراض لهؤلاء الأطفال. [2]

تتضمن أعراض ثقب القلب عند الأطفال حديثي الولادة: [2]

أما عن علامات ثقب القلب عند الأطفال الأكبر سناً، فمن أشهرها: [2]

  • ضيق التنفس.
  • خفقان القلب.
  • السكتة الدماغية.
  • الشعور بالتعب والإجهاد.
  • عدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضية.

أسباب ثقب القلب عند الأطفال

لا يوجد حتى الآن سبب علمي واضح يفسر سبب حدوث ثقب في القلب عند الأطفال؛ لأنه من عيوب القلب الخلقية التي يولد بها الأطفال، وإن كانت بعض الدراسات ترجح احتمال ارتباط هذه المشكلة ببعض الطفرات الجينية، والعوامل الوراثية، إلى جانب تناول الأم بعض الأدوية المضادة لنوبات الصرع أثناء الحمل؛ مثل: فالبروات الصوديوم، والفينيتوين، أو الإفراط في تناول المشروبات الكحولية أثناء الحمل. [3][4]

تشخيص ثقب القلب عند الأطفال

يلجأ الأطباء إلى أحد هذه الإجراءات في حالة الاشتباه في إصابة طفل بثقب في القلب، تضم هذه الإجراءات: [2]

  1. مخطط صدى القلب: وهو عبارة عن فحص للقلب بالموجات فوق الصوتية؛ للتحقق من تدفق الدم بشكل طبيعي عبر القلب، كما يساعد مخطط صدى القلب أيضاً في تحديد حجم الثقب وموقعه، وقد يستعين الأطباء بمخطط صدى الجنين؛ لتشخيص عيوب الحاجز قبل الولادة.
  2. دراسة الفقاعات: تجرى هذه الدراسة على الأطفال الأكبر سناً؛ نظراً لاحتياجها إلى تخدير الطفل، وفيها يحقن الطبيب الوريد بماء معقم يحتوي على الفقاعات، ويراقب من خلال الموجات الصوتية كيفية تدفق هذه الفقاعات إلى عضلة القلب.

علاج ثقب القلب عند الأطفال

يكتفي الأطباء عادةً بمراقبة الأطفال الذين يعانون من ثقوب صغيرة في القلب، مع عدم وجود أعراض خطيرة مصاحبة لهذه المشكلة؛ نظراً لوجود  العديد من الحالات التي تلتئم فيها هذه الثقوب من تلقاء نفسها مع نمو وتطور الطفل، خاصةَ إذا كانت لا تؤثر على قدرة الطفل على ممارسة حياته بشكل طبيعي. [2]

يعد إصلاح ثقوب القلب المتوسطة إلى الكبيرة أمراً ملحاً من الناحية الطبية قبل سن الثانية، أو في حالة الثقوب الكبيرة التي تتراوح من 8 إلى 10 ملليمتر، خاصةً الثقوب التي تحدث على المستوى البطيني؛ تجنباً لحدوث تلف دائم في عضلة القلب، ومعاناة الطفل من بعض المضاعفات الخطيرة الناتجة عن التأخر في التشخيص أو العلاج، وإليك أشهر الإجراءات الطبية المستخدمة في العلاج. [4]

إصلاح ثقب القلب عن طريق القسطرة

يوصي الأطباء عادة باللجوء إلى إصلاح القسطرة (بالإنجليزية: Transcatheter Repair) في حالة الثقوب التي تحدث على مستوى الحاجز الأذيني، يقوم الطبيب خلال الإجراء بعمل شق صغير في الفخذ، وإدخال قسطرة من خلاله، وتمرير رقعة شبكية صغيرة عبر هذه القسطرة، ووضعها على الثقب الموجود في القلب وبمرور الوقت، تنمو أنسجة قلب الطفل فوق هذه الرقعة لتسد الثقب. [2]

عملية القلب المفتوح

تعد عملية القلب المفتوح خياراً لا مفر منه لإصلاح عيوب الحاجز البطيني، والثقوب الموجودة في الحاجز الأذيني في حالة عدم علاجها بالقسطرة، يلجأ الأطباء خلال العملية إلى فتح عظام القفص الصدري، ووضع الرقعة على ثقب القلب، وكما هو الحال مع إجراء القسطرة، تنمو الأنسجة من جديد فوق هذه الرقعة. [2]  

متى يقفل ثقب القلب عند الأطفال

تختلف إجابة هذا السؤال من طفل لآخر؛ بناءً على حجم الثقب وموقعه، فهناك العديد من الحالات التي تلتئم فيها ثقوب القلب الصغيرة من تلقاء نفسها دون أي تدخل جراحي، سواء كانت هذه الثقوب على المستوى الأذيني أو البطيني، إلا أن هناك بعض الحالات التي يكون فيها ثقب القلب كبيراً جداَ لدرجة تجعل الجانب الأيسر من القلب يضطر أن يعمل بجهد أكبر، مما يعرض الطفل في هذه الحالة إلى مخاطر فشل عضلة القلب إذا لم يتم التدخل السريع، وإصلاح المشكلة عن طريق جراحة القلب المفتوح. [1]

هل ثقب القلب عند الأطفال خطير

على الرغم من تعافي نسبة كبيرة من الأطفال من هذه المشكلة دون الحاجة إلى جراحة، إلا أن هذا لا ينبغي أن يقلل من خطورة مضاعفات ثقب القلب عند الأطفال، عندما لا يتلقى الطفل العلاج في الوقت المناسب، وتعد متلازمة أيزنمينجر (بالإنجليزية: Eisenmenger Syndrome) من أشهر المضاعفات الناتجة عن عيوب الحاجز البطيني غير المعالجة. [4]

يعاني الأطفال في متلازمة أيزنمينجر من حدوث تلف طويل الأمد في الأوعية الدموية في الرئتين، مما يؤدي إلى تدفق الدم غير المؤكسج من البطين الأيمن إلى البطين الأيسر، وهذا يعني ضخ الدم الذي لا يحتوي على كميات كافية من الأكسجين إلى باقي أنحاء الجسم، وهو أمر بالغ الخطورة إذا لم يتم علاجه سريعاً. [4]

ثقب القلب عند الأطفال من أكثر عيوب القلب الخلقية شيوعاً عند حديثي الولادة، وهي مشكلة شديدة الخطورة في بعض الحالات التي يكون فيها حجم الثقب كبيراً، أو في حالة استمرارها بعد عمر الثانية؛ نظراً لوجود كثير من الحالات التي تلتئم فيها ثقوب القلب الصغيرة من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تدخل طبي.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!