;

أسباب فشل القلب الانبساطي

  • تاريخ النشر: السبت، 04 يونيو 2022 آخر تحديث: الخميس، 29 سبتمبر 2022
أسباب فشل القلب الانبساطي

من الجيد معرفة أسباب فشل القلب الانبساطي وعوامل خطورة الإصابة بهذه المشكلة الصحية التي تؤثر على جودة الحياة واستقرار حالة المصاب بشكل كبير، وذلك حتى يقوم الشخص باتخاذ الإجراءات المُناسبة، وإجراء بعض التغييرات على نمط الحياة للتقليل من فرصة الإصابة به؛ فإن معرفة الأسباب وعوامل الخطيرة تساعد على تحديد طريقة الوقاية.

فشل القلب الانبساطي

يُعرف فشل القلب الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic Heart Failure) باسم قصور القلب مع المحافظة على الجزء المقذوف (بالإنجليزية: heart failure with preserved ejection fraction)، وهو حالة مرضية لا يُمكن فيها للحجرة السفلية اليُسرى من القلب أنّ تمتلئ بالدم كما ينبغي عند انبساط عضلة القلب، وهو ما يؤدي إلى التقليل من كميات الدم التي يتم ضخها إلى جسم المُصاب، ويحدث هذا الفشل عندما تُصبح عضلة البطين الأيسر سميكة أو متصلبة، ويُمكن أن ينتج عن هذه الحالة عدة مضاعفات صحية على المدى البعيد. [1]

أسباب فشل القلب الانبساطي وعوامل الخطورة

عادة ما يصيب فشل القلب الانبساطي كبار السن لأن القلب يصبح أقل مرونة مع تقدم العُمر، وكذلك الحال بالنسبة إلى الأوعية الدموية، كما أن هُناك العديد من الأسباب وعوامل الخطورة الأخرى للإصابة بهذه الحالة الصحية، ومنها ما يأتي: [2]

  1. ارتفاع ضغط الدم: يعمل القلب بجهد أكبر عند ارتفاع ضغط الدم حتى يتمكن من ضخ الدماء إلى أعضاء الجسم، ويؤدي هذا الجهد الإضافي إلى أن تصبح عضلة القلب أكبر أو تزداد سماكتها، وفي النهاية تصبح العضلة متيبسة، وتبدأ أعراض فشل القلب الانبساطي بالظهور على الشخص.
  2. داء السكري: يؤثر داء السكري على قلب المصابين به، ويُمكن أن يؤدي إلى زيادة سمك جدار عضلة القلب مما يجعلها متيبسة، ويؤدي إلى ظهور أعراض الفشل الانبساطي للقلب.
  3. مرض القلب التاجي: عند الإصابة بمرض القلب التاجي (بالإنجليزية: Coronary artery disease) تصبح كميات الدم التي تتدفق إلى قلب الإنسان أقل من الكميات الطبيعية، ويُمكن أن يؤدي هذا المرض إلى الإصابة بالفشل الانبساطي في النهاية.
  4. السمنة: يبذل القلب جهداً أكبر لإيصال الدماء إلى أجزاء الجسم المُختلفة عندما يصبح المرء سميناً، وكذلك الحال عندما يكون الشخص خاملاً وقليل النشاط أو الحركة، وهو ما يتسبب بزيادة سماكة عضلة القلب أو حجمها، وينتهي بالفشل الانبساطي أحياناً.

أعراض قصور القلب الانبساطي

يُمكن أن لا تظهر أية أعراض على المصابين بقصور القلب الانبساطي في الفترة الأولى إلا أن الأعراض تبدأ بالظهور مع تقدم الحالة، وتختلف الأعراض في الشدة بين مصاب وآخر، وتميل إلى التفاقم إذا لم يقم المرء بتلقي العلاج المناسب، ومنها: ضيق النفس عند الاستلقاء أو أثناء القيام بالأنشطة التي اعتاد المصاب على القيام بها دون مواجهة أية مشكلة تتعلق بالتنفس. [3]

يشعر مصابو القصور الانبساطي بالإعياء أحياناً، وكذلك يُمكن أن يتعرض المصاب إلى فقدان الشهية، والغثيان، والزيادة المفاجئة في الوزن، وذلك إلى جانب صعوبات التركيز أو مشاكل الذاكرة، ومن الأعراض الأخرى: تسارع سرعة ضربات القلب، وعدم انتظام النبض، واحتباس السوائل، والأزيز أو السعال، ويكون السعال مع بلغم أبيض أو يكون ملطخاً بالدم أحياناً. [3]

تشخيص قصور القلب الانبساطي

يقوم الطبيب بإجراء الاختبارات والفحوص الآتية أو بعضها للتشخيص والتأكد من الإصابة بالفشل الانبساطي للقلب: [4]

  1. تحاليل الدم: يُمكن للطبيب أن يعتمد على تحاليل الدم للتحقق من وجود الجزيئات التي تزداد كمياتها عند الإصابة بالفشل الانبساطي، ومنها: الببتيد المدر للصوديوم (بالإنجليزية: Natriuretic peptide) كما أن هذه التحاليل تُبين كفاءة قيام الكبد والكلى بوظائفهما.
  2. تخطيط صدى القلب: من خلال تخطيط صدى القلب يُمكن للطبيب قياس الجزء الكسر القذفي أو الجزء المقذوف (بالإنجليزية: Ejection fraction) عند الشخص الذي تظهر عليه أعراض فشل القلب الانبساطي.
  3. الصور الطبية: هُناك عدة أنواع من الصور الطبية التي يُمكن للطبيب أن يطلبها حتى يستطيع تشخيص الحالة، والتحقق من وظيفة القلب، ومنها: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
  4. الاختبارات الكهربائية: في بعض الحالات يحتاج الشخص إلى إجراء بعض الاختبارات للتأكد من الوظائف الكهربائية، ومن هذه الاختبارات: اختبار تخطيط كهربائية القلب، وكذلك يمكن اللجوء إلى جهاز تخطيط كهربائية القلب السامح بالتجول لمراقبة النشاط الكهربائي لكل من نُظم القلب والأوعية الدموية.

علاج قصور القلب الانبساطي

إن قصور القلب الانبساطي من الحالات الصحية غير القابلة للشفاء، وتهدف أساليب العلاج إلى تخفيف الأعراض، وتحسين قدرة القلب على ضخ الدم، وفيما يأتي أبرز طرق العلاج والتعامل مع هذا القصور: [2][5]

  1. اتباع نمط حياة صحي: يمكن أن تتم السيطرة على حالة القصور الانبساطي من خلال التغييرات التي يجريها الشخص على نمط حياته، ويشمل ذلك تناول الأطعمة الصحية للقلب، وممارسة التمارين والأنشطة الرياضية المنتظمة، والإقلاع عن التدخين، والتخلص من الوزن الزائد.
  2. العلاج الدوائي: ربما يحتاج المصابون إلى تناول أحد الأدوية أو عدة أنواع من الأدوية معاً ضمن الخطة العلاجية التي يضعها مقدم الرعاية الصحية، وتشمل خيارات الأدوية الشائعة كلاً من مدرات البول، وأدوية ارتفاع الضغط، ويمكن تقسيم هذه الأدوية ضمن 3 فئات كما يأتي:
    • أدوية للحد من تراكم السوائل: كما يظهر من اسمها تهدف هذه الأدوية إلى التخلص من السوائل الزائدة في الجسم، وتُعرف باسم مدرات البول.
    • أدوية السيطرة على الحالات المرتبطة: يتم الاعتماد على هذه الفئة من الأدوية للتعامل مع الحالات الصحية المرتبطة بالفشل الانبساطي مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم.
    • مثبطات إس جي إل تي 2: تشير بعض الأدلة الجديدة التي توصل إليها المختصون إلى أن هذه المثبطات قد تكون مفيدة في التعامل مع حالة فشل القلب الانبساطي.

مضاعفات قصور القلب الانبساطي

لا بُد من التزام خطة العلاج التي يضعها مقدم الرعاية الصحية للسيطرة على حالة فشل القلب الانبساطي والحد من الإصابة بأي من المضاعفات التي تؤثر على استقرار الحالة الصحية للشخص، ومنها المضاعفات الآتية: [1]

  1. فقر الدم: يُمكن أن يؤدي فقر الدم إلى الإصابة بالإرهاق أو الضعف، وهي مشكلة صحية تحدث عندما يفتقر الدم إلى الكميات الكافية من الهيموجلوبين أو خلايا الدم الحمراء السليمة.
  2. الرجفان الأذيني: هُناك العديد من الأعراض التي تظهر عند الإصابة بالرجفان الأذيني، ومنها: الدوار، والإرهاق، وآلام الصدر، بالإضافة إلى ضيق التنفس، والضعف، وفقدان القدرة على ممارسة الأنشطة الرياضية، ويُمكن أن ينتج هذا الاضطراب عن الإصابة بالقصور الانبساطي.
  3. ضعف وظائف الكلى: يُعد ضعف وظائف الكلى (بالإنجليزية: Impaired kidney function) من المضاعفات الشائعة عند المصابين بالفشل القلبي، ويزيد هذا الضعف من خطورة الإصابة بمضاعفات أمراض القلب، كما أنه يزيد من فرصة الحاجة إلى الإقامة في المستشفى أو الموت.
  4. الركود الوريدي والتقرحات في الساق: يُمكن أن يتسبب ضعف الدورة الدموية الناتج عن فشل القلب الانبساطي إلى الإصابة بالتقرحات في الساق، وكذلك يؤدي إلى ما يُعرف باسم الركود الوريدي (بالإنجليزية: Venous stasis) مما يؤدي إلى تغير لون الجلد حتى يصبح محمراً أو مصفراً أو بنيّ اللون إلى جانب عدة أعراض أخرى من الألم والحكة وغيرها.

يتم التعامل مع فشل القلب الانبساطي عن طريق تناول الأدوية بالإضافة إلى إجراء التغييرات على نمط الحياة، وترك العادات التي تؤثر في صحة القلب، وتؤدي إلى تفاقم الأعراض أو المضاعفات، وكذلك التزام الأنشطة التي يُمكن أن تساعد على إدارة الحالة، ولا بُد من التزام الخطة العلاجية التي يضعها مقدم الرعاية الصحية حتى يضمن المصاب عدم تدهور صحته بشكل متسارع.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!