;

أسباب أمراض القلب التاجية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 26 سبتمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 16 أبريل 2023
أسباب أمراض القلب التاجية

تمثل أمراض الشريان التاجي أخطر أنواع أمراض القلب، فهي تعد السبب الأول لوفاة ملايين من الأشخاص سنوياً في العديد من دول العالم، وعلى الرغم من خطورة هذه الأمراض، إلا أن التعرف على أسبابها وأعراضها من أهم العوامل التي تساعد على التشخيص المبكر، فما هي أسباب أمراض القلب التاجية؟ وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها بالطرق الطبية؟

أمراض القلب التاجية

أمراض القلب التاجية (بالإنجليزية: Coronary Artery Disease) هي عبارة عن مصطلح يشمل الأمراض التي تؤثر على شرايين القلب التاجية، وهي مجموعة من الأوعية الدموية التي تغذي عضلة القلب؛ حتى يحصل القلب على كميات كافية من الدم والأكسجين، ويؤدي وظيفته بكفاءة في ضخ الدم إلى جميع أعضاء الجسم. [1]

تتضمن أمراض القلب التاجية نوعين رئيسيين هما: [2]

  • مرض القلب الإقفاري المستقر: وهو نمط مزمن من أمراض القلب التاجية، حيث تضيق فيه الشرايين التاجية تدريجياً على مدار عدة سنوات، مما يؤدي إلى حصول القلب على كميات أقل من الدم الغني بالأكسجين.
  • متلازمة الشريان التاجي الحادة: وتعد هذه المتلازمة هي الشكل المفاجئ والأكثر خطورة من أمراض القلب التاجية، وفيها تتمزق اللويحات الموجودة في جدران الشريان التاجي، وتكون جلطة دموية تؤدي إلى انسداد الشريان التاجي، وقد يتسبب هذا الانسداد المفاجئ في إصابة المريض بنوبة قلبية مميتة.

ما أسباب أمراض القلب التاجية

تظهر على المريض أعراض مرض الشريان التاجي عندما لا يحصل القلب على كميات كافية من الدم والأكسجين، مما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى عضلة القلب، ومعاناة المريض من ألم في الصدر، وضيق في التنفس نتيجة لعدم قدرة عضلة القلب على العمل بشكل سليم، يرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى تراكم الكوليسترول والدهون على جدران الشرايين التاجية للقلب، مما يؤدي تدريجياً إلى انسدادها. [1]

بالإضافة إلى السبب الرئيسي، هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة معدل الإصابة بمرض الشريان التاجي، تتضمن هذه العوامل: [1][2]

  • التدخين.
  • تقدم السن.
  • مرض السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • عدم انتظام النوم.
  • السمنة وزيادة الوزن.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول.
  • التعرض إلى الضغط العصبي.
  • الإصابة بأمراض مزمنة في الكلى.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • اتباع نظام غذائي غير صحي، يحتوي على أطعمة غنية بالدهون المشبعة.
  • التاريخ العائلي الذي ينطوي على إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض الشريان التاجي.
  • الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية؛ مثل: مرض الذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

أعراض مرض القلب التاجي

تتطور أمراض القلب التاجية في معظم الحالات خلال سنوات طويلة، لا يشعر أغلب المرضى في هذه السنوات بأي أعراض واضحة تشير إلى احتمال إصابتهم بأي مشكلة في الشرايين التاجية، وقد يعاني المرضى الأسوأ حظاً من انسداد كامل ومفاجئ في الشرايين التاجية، وهو من أخطر المشكلات التي تعرض المريض إلى الإصابة بنوبة قلبية، ويعد ذلك السبب الرئيسي في إطلاق اسم القاتل الصامت على مرض القلب التاجي. [3]

يعاني بعض المرضى من ضيق التنفس والإرهاق في المراحل المبكرة لأمراض القلب التاجية، خاصةً أثناء بذل مجهود بدني، وتعد الذبحة الصدرية من أكثر أعراض أمراض القلب التاجية شيوعاً، وفيها يعاني المرضى من بعض الأعراض المميزة، من ضمنها: [3]

  • تعرق.
  • دوخة.
  • ضيق الصدر.
  • ألم في الصدر.
  • صعوبة التنفس.
  • ألم في الذراعين أو الكتفين.
  • الشعور بعدم الارتياح في الصدر. 

أمراض القلب التاجية عند النساء

يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية مقارنةً بالنساء، لكن تزيد معدلات الإصابة بين النساء بعد انقطاع الطمث؛ نتيجة لغياب هرمون الإستروجين في هذه المرحلة، كما توجد بعض عوامل الخطر الإضافية الخاصة بالسيدات، من ضمنها: [2]

  • الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة.
  • الانقطاع المبكر للطمث قبل سن الأربعين.
  • استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بسكري الحمل، أو تسمم الحمل.

بالإضافة إلى ذلك، تختلف أعراض مرض الشريان التاجي عند النساء، حيث تعاني السيدات من بعض الأعراض المختلفة التي تعكس إصابتهن بهذه المشكلة، من أشهر هذه الأعراض: [4]

  • التقيؤ.
  • الغثيان.
  • ألم الفك.
  • ألم في الظهر.
  • ضيق التنفس دون الشعور بألم في الصدر.

تشخيص أمراض القلب التاجية

يعتمد تشخيص أمراض القلب التاجية في البداية على الفحص البدني، ومراجعة التاريخ الطبي للمريض، كما يطلب الطبيب عادةً بعض الإجراءات والاختبارات التي تساعد على التحقق من التشخيص، من ضمنها: [4]

  1. الأشعة المقطعية: يساعد فحص القلب بالأشعة المقطعية على التأكد من وجود ترسبات الكالسيوم داخل الشرايين.
  2. مخطط كهربية القلب: يساعد هذا الاختبار على رصد الإشارات الكهربائية التي تنتقل عبر القلب، مما يساعد على التحقق من إصابة المريض بنوبة قلبية.
  3. مخطط صدى القلب: يعتمد هذا الإجراء على استخدام الموجات فوق الصوتية؛ للحصول على صورة واضحة للقلب.
  4. قسطرة القلب: تساعد قسطرة القلب التشخيصية على التأكد من إصابة المريض بانسداد في الشرايين التاجية، وخلالها يقوم الطبيب بإدخال قسطرة عبر أحد شرايين الفخذ، ثم يحقن الشرايين التاجية بصبغة؛ لتحسين الصورة الشعاعية للشرايين.

علاج أمراض الشريان التاجي

يعتمد علاج أمراض القلب التاجية على الحالة العامة للمريض، ومدى تطور الأعراض، وهناك العديد من المسارات الطبية التي يلجأ إليها الأطباء عادةً في خطة العلاج، نستعرض هذه المسارات في السطور القادمة من هذا المقال. [2]

الأدوية

يصف الأطباء عادةً بعض الأدوية التي تساعد على منع انسداد الشرايين التاجية، إلى جانب الحد من مستوى الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، من أشهر هذه الأدوية: [3]

  • الأسبرين.
  • الستاتين.
  • النيتروجلسرين.
  • حاصرات بيتا.
  • الأدوية المضادة للتخثر.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.

الإجراءات الطبية

قد لا تكون الأدوية وحدها كافية لعلاج بعض الحالات المتقدمة، أو بعض المرضى الذين يعانون من النوبات القلبية الناتجة عن حدوث انسداد مفاجئ في الشرايين التاجية، يلجأ الأطباء إلى بعض الإجراءات الطبية التي تهدف إلى استعادة تدفق الدم إلى عضلة القلب، من أشهر هذه الإجراءات: [3]

  1. الرأب الوعائي: يعتمد هذا الإجراء على استخدام القسطرة العلاجية؛ لفتح الشرايين المسدودة، يمرر الطبيب خلال هذا الإجراء أنبوباً رفيعاً عبر شرايين الفخذ، حتى يصل إلى موقع الانسداد، ثم ينفخ البالون مما يؤدي إلى التخلص من الانسداد، وهناك كثير من الحالات التي يضع فيها الطبيب دعامة داخل الشرايين التاجية؛ لمنع انسداد الشرايين مرة أخرى.
  2. مجازة الشريان التاجي: يعتمد هذا الإجراء على استخدام أوعية دموية سليمة من أجزاء أخرى من جسم المريض، لعمل التفافات حول مناطق الانسداد في الشرايين التاجية؛ حتى يتدفق من خلالها الدم إلى القلب مرة أخرى بشكل سليم.

نمط الحياة الصحي

لا يمكن تجاهل أهمية نمط الحياة الصحي في علاج أمراض القلب، فبدونه لن يكون هناك أي جدوى لاستخدام أفضل الأدوية، لذا ينصح الأطباء بأهمية ممارسة الرياضة بشكل منتظم، واتباع نظام غذائي صحي خال من الدهون المشبعة، إلى جانب تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الصوديوم، أو السكريات. [3]

الوقاية من أمراض القلب التاجية

على الرغم من خطورة أمراض القلب التاجية، وارتباطها بالوفاة في بعض الحالات، إلا أن هناك بعض الإرشادات الصحية التي تساعد على الوقاية من حدوثها، خاصةً الإرشادات التي ترتبط بالتحكم في عوامل الخطر، تتضمن هذه الإرشادات: [3][1]

  1. الإقلاع عن التدخين.
  2. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  3. تجنب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  4. الحرص على الاسترخاء، وتجنب مصادر التوتر والقلق.
  5. إنقاص الوزن، ومحاولة الوصول إلى الوزن المثالي قدر الإمكان.
  6. الإكثار من تناول الأسماك الدهنية؛ لأنها تحتوي على أحماض أوميغا 3 التي تفيد القلب.
  7. متابعة ضغط الدم، ومستوى الكوليسترول، ومعدل السكر في الدم بشكل مستمر في حالة إصابة المريض بارتفاع الكوليسترول، أو مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم.
  8. اتباع نظام غذائي صحي لا يحتوي على الدهون المتحولة، والمخبوزات، والأطعمة المقلية، ويحتوي على الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة.

أمراض القلب التاجية من أخطر الأمراض التي تؤدي إلى وفاة ملايين من المرضى سنوياً، الأمر الذي يفرض أهمية التعرف على أسبابها، وأعراضها، وطرق الوقاية منها؛ لأن ذلك هو الطريق الأمثل للوقاية من الإصابة بها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!