;

عملية كي القلب أنواعها مع المضاعفات والنتائج

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 يناير 2022 آخر تحديث: الجمعة، 29 سبتمبر 2023

هناك العديد من الأشخاص المصابين بعدم انتظام معدلات ضربات القلب وتكون غير طبيعية، ولا تعمل الأدوية على تقليل هذه الأعراض، ويمكن العلاج بالاستئصال القلبي المعروف باسم عملية كي القلب وهو علاج طفيف، وهناك العديد من الحالات التي أُجريت لهم عملية كي القلب بسبب عدم انتظام ضربات القلب وتكللت بالنجاح، وهذه العملية تمنع المضاعفات الخطيرة مثل السكتة القلبية المفاجئة. وخلال هذا المقال سنتعرف على تفاصيل أكثر عن عملية كي القلب.

عملية كي القلب

عملية كي القلب هي إجراء تستخدم فيه طاقة الترددات الراديوية لتدمير منطقة صغيرة من أنسجة القلب التي تسبب ضربات قلب سريعة وغير منتظمة، ويساعد تدمير هذا النسيج على استعادة تنظيم ضربات القلب، ويسمى هذا الإجراء أيضاً الاستئصال بالترددات الراديوية. وتستخدم عملية كي القلب لعلاج اضطرابات نظم القلب أو عدم انتظام ضربات القلب عندما لا يتم تحمل الأدوية أو لا تكون فعالة.

تساعد الأدوية في السيطرة على أنسجة القلب غير الطبيعية التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب وفي حال لم تُقدم للمريض أي تأثير يلجأ الطبيب لعملية كي القلب. وهي عملية تدمر الأنسجة، وتعتبر من الإجراءات منخفضة المخاطر وناجحة مع معظم الأشخاص الذين خضعوا لها.

تعمل الأدوية المستخدمة لعلاج ضربات القلب السريعة وغير المنتظمة بشكل جيد للغاية بالنسبة لمعظم الناس، لكنها لا تعمل مع الجميع، وقد تسبب آثاراً جانبية لدى بعض الأشخاص، وفي هذه الحالة قد يقترح الأطباء إجراء عملية كي القلب. يستخدم هذا الإجراء في أغلب الأحيان لعلاج حالة تسمى تسرع القلب فوق البطيني أو SVT، والتي تحدث بسبب ألياف التوصيل غير الطبيعية في القلب. تُستخدم عملية كي القلب أيضاً للمساعدة في التحكم في مشاكل نظم القلب الأخرى مثل الرفرفة الأذينية والرجفان الأذيني، حيث تعمل على تدمير الأنسجة غير الطبيعية دون الإضرار ببقية القلب.

يتم إجراء عملية كي القلب في غرفة خاصة بإحدى المستشفيات وتسمى بمختبر الفيزيولوجيا الكهربية (EP) أو في غرفة خاصة بقسطرة القلب (القسطرة).

ينصح الطبيب المريض إلى اللجوء إلى عملية كي القلب عندما تُنشئ خلايا خاصة في القلب إشارات كهربائية تنتقل عبر المسارات المؤدية إلى داخل القلب، وهذه الإشارات تجعل القلب من الأعلى إلى الأسفل ينبض بالتسلسل الصحيح، وقد تخلق الخلايا غير الطبيعية إشارات كهربائية غير منتظمة تسبب ضربات قلب غير منتظمة أو سريعة تسمى عدم انتظام ضربات القلب، وعند حدوث ذلك قد لا يضخ القلب الدم بشكل فعال وقد يشعر المريض بالإغماء وضيق التنفس والضعف، وقد يشعر أيضاً بخفقان القلب. [1]

أسباب إجراء عملية كي القلب

لا تتطلب المشاكل المتعلقة بالقلب الجراحة دائماً، وفي بعض الأحيان يمكن معالجتها بتغيير نمط الحياة أو الأدوية أو الإجراءات غير الجراحية، حيث تستخدم عملية كي القلب بالطاقة لعمل ندوب صغيرة في أنسجة القلب لمنع الإشارات الكهربائية غير الطبيعية من الانتقال عبر القلب، وغالباً ما تكون هناك حاجة إلى الجراحة لمعالجة مشاكل مختلفة مثل: قصور القلب، وتراكم اللويحات الذي يمنع جزئياً أو كلياً تدفق الدم في الشريان التاجي، وصمامات القلب المعطوبة، والأوعية الدموية الرئيسية المتوسعة أو الشريان الأورطي واضطراب نظم القلب وهذه جميعها أسباب إجراء عملية كي القلب. [2]

كيفية الاستعداد لعملية كي القلب

يجب على المريض الذي يعاني من اضطرابات القلب أن يستعد قبل عملية كي القلب، وفيما يلي سنذكر كيفية الاستعداد لعملية كي القلب:

  1. يخبر الطبيب المريض بما يجب عليه أن يأكله ويشربه خلال الـ 24 ساعة التي تسبق العملية.
  2. يُطلب من المريض عدم تناول أو شرب أي شيء لمدة ست ساعات إلى ثماني ساعات على الأقل قبل الإجراء.
  3. يجب على المريض إخبار الطبيب عن أي أدوية يتناولها، فقد يطلب الطبيب من المريض عدم أخذها قبل العملية، كما يجب على المريض عدم التوقف عن تناول الأدوية الخاصة به حتى يخبره الطبيب بذلك.
  4. يجب عدم ارتداء مجوهرات مثل الساعة أو الخاتم وتركها في المنزل.
  5. يرتب المريض مع شخص قريب منه ليقوده إلى المنزل بعد العملية.
  6. يقوم بإجراء عملية كي القلب طبيب ذو تدريب خاص مع فريق من الممرضات والفنيين، ويتم الإجراء في مختبر EP أو مختبر القسطرة.
  7. تقوم الممرضة بوضع أنبوباً وريدياً أو ما يعرف "خط في الوريد" في الوريد الموجود في الذراع حتى يتمكن المريض من الحصول على التخدير لمنع الألم. كما يمكن الحصول على دواء مهدئ لمساعدة المريض على الاسترخاء ولكن المريض يكون مستيقظاً طوال العملية.
  8. تقوم الممرضة بتنظيف وحلق المنطقة التي سيعمل بها الطبيب ويكون هذا عادةً في الفخذ.
  9. تقوم الممرضة بإعطاء المريض حقنة وهي عبارة عن مخدر موضعي لتخدير موقع ثقب الإبرة.
  10. يقوم الطبيب بثقب إبرة من خلال جلد المريض وفي الأوعية الدموية ويكون عادة في الوريد، ولكن في بعض الأحيان يكون في الشريان في الفخذ. سيتم إدخال أنبوب صغير بحجم القش (يسمى غمد) في الأوعية الدموية.
  11. سيوجه الطبيب القسطرة (أنبوب طويل رفيع) برفق في الوعاء الدموي من خلال الغمد. ستظهر شاشة فيديو موضع القسطرة. قد يشعر المريض ببعض الضغط في الفخذ، لكن لا يجب أن يشعر بأي ألم.
  12. يُدخل الطبيب عدة أنابيب رفيعة وطويلة بأسلاك، تسمى قثاطير الإلكترود، من خلال الغمد ويغذي قلب المريض بهذه الأنابيب.
  13. لتحديد مكان النسيج غير الطبيعي الذي يسبب عدم انتظام ضربات القلب، يرسل الطبيب نبضة كهربائية صغيرة عبر قسطرة القلب، وهذا الإجراء ينشط الأنسجة غير الطبيعية التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب، وتسجل القسطرة الأخرى الإشارات الكهربائية للقلب لتحديد المواقع غير الطبيعية.
  14. يضع الطبيب القسطرة في المكان المحدد داخل القلب حيث توجد الخلايا غير الطبيعية. بعد ذلك يتم إرسال طاقة ترددات لاسلكية خفيفة وغير مؤلمة إلى الأنسجة، وهذه الطاقة تدمر خلايا عضلة القلب في منطقة صغيرة جداً (حوالي 1/5 من البوصة) المسؤولة عن النبضات الإضافية التي تسببت في تسارع ضربات القلب. [1]

كي القلب بالقسطرة

كي القلب بالقسطرة هو علاج لاضطراب نظم القلب، وأثناء الاستئصال أو كي القلب يُدخل الطبيب قسطرة وهي عبارة عن أنبوب رفيع ومرن في القلب. تقوم آلة خاصة بتوصيل الطاقة من خلال القسطرة إلى مناطق صغيرة من عضلة القلب تسبب اضطراب نظم القلب. هذه الطاقة تفصل مسار الإيقاع غير الطبيعي.

يمكن أيضاً استخدام الاستئصال أو كي القلب بالقسطرة لفصل المسار الكهربائي بين الحجرات العلوية (الأذينين) والغرف السفلية (البطينين) في القلب. يعتمد نوع عملية كي القلب على نوع عدم انتظام ضربات القلب. [3]

أنواع عملية كي القلب بالقسطرة

تستخدم عملية كي القلب بالقسطرة لنقل نبضات القلب عبر مسار كهربائي عبر القلب، ويعمل الأذينان والبطينان معاً بالتناوب في الانقباض والاسترخاء لضخ الدم عبر القلب. النظام الكهربائي للقلب هو مصدر الطاقة الذي يجعل ذلك ممكناً، وكل نبضة كهربائية تجعل القلب ينبض، ويمكن استخدام القسطرة لعلاج ما يلي:

  • تسرع القلب العُقدي العكسي (AVNRT): يوجد مسار إضافي في العقدة الأذينية البطينية أو بالقرب منها، مما يتسبب في تحرك النبضات في دائرة وإعادة الدخول إلى المناطق التي مرت بالفعل من خلالها.
  • مسار الملحقات: يمكن أن توجد مسارات إضافية منذ الولادة تصل الأذين والبطينين، ويتسبب المسار الإضافي في عودة الإشارات إلى الأذين، مما يجعله ينبض بشكل أسرع.
  • الرجفان الأذيني والرفرفة الأذينية: تؤدي الإشارات الإضافية التي تنشأ في أجزاء مختلفة من الأذين إلى خفقان الأذينين بسرعة (الرفرفة الأذينية) أو الارتجاف (الرجفان الأذيني).
  • تسرع القلب البطيني: وهو عبارة عن إيقاع سريع يُحتمل أن يكون مهددًا للحياة، وينشأ من النبضات في البطينين، ويمنع المعدل السريع القلب من الامتلاء بالدم الكافي، كما أن كمية الدم تقل وتكون غير قادرة على الدوران في جميع أنحاء الجسم. [3]

أنواع عملية كي القلب بالجراحة

تتعدد أنواع عملية كي القلب بالجراحة نذكر منها ما يلي:

  1. استئصال العقدة الأذينية البطينية.
  2. الاستئصال بالتبريد.
  3. استئصال النخاب.
  4. استئصال فيرم.
  5. الترددات اللاسلكية.
  6. استئصال تسرع القلب البطيني.

تم تصميم أنواع عملية كي القلب لعلاج مشاكل الأوعية الدموية الصعبة، سواء كانت جراحية أو تمدد الأوعية الدموية أو تسلخ الأبهر وفيما يلي سنتعرف على أبرزها:

1. الاستئصال بالقسطرة القلبية

تطورت عملية كي القلب بالجراحة من خلال الاستئصال القلبي باستخدام القسطرة الجراحية لمعالجة الرجفان الأذيني المستمر، ويجمع إجراء الاستئصال بين القسطرة وجراحة تنظير الصدر، وهي جراحة طفيفة تتضمن بضع شقوق صغيرة في البطن.

يتم استخدام منظار الصدر وهو عبارة عن أنبوب رفيع ومضاء بكاميرا صغيرة في النهاية وأدوات طويلة ورفيعة. ويتم إيصال الأنبوب والأدوات إلى المنطقة خارج القلب لإجراء الاستئصال هناك، ثم يقوم أخصائيو الفيزيولوجيا الكهربية بإجراء الاستئصال بالقسطرة داخل القلب.

2. الاستئصال الجراحي

يعتمد إجراء الاستئصال الجراحي باستخدام تنظير البطن وهي إحدى عمليات القلب المفتوح، يستخدم الجراحون إما الطاقة الساخنة أو الباردة أو الجروح لإنشاء نسيج ندبي على القلب. يعالج النسيج الندبي عدم انتظام ضربات القلب ويخلق مسارات كهربائية جديدة لاستعادة نمط ضربات القلب الطبيعي. [4]

فوائد عملية كي القلب

قد يكون من الضروري على المريض الذي يعاني من اضطرابات في القلب أو عدم انتظام ضربات القلب أن يلجأ إلى عملية كي القلب باستشارة الطبيب، وخلال ما يلي سنذكر فوائد عملية كي القلب:

  • إذا لم يتم علاج اضطرابات القلب أو عدم انتظام ضربات القلب سترتفع احتمالات الإصابة بجلطات الدم أو  قصور القلب أو السكتة الدماغية، وجميعها يمكن أن تكون مهددة للحياة.
  • سيأخذ الطبيب عوامل الخطر الخاصة بالمريض في الاعتبار قبل اقتراح العلاج، وإذا لم يكن لدى المريض أعراض أو إذا كانت خفيفة، فقد يراقب الطبيب وينتظر، وقد يصف أدوية مميعة للدم لحماية المريض من الإصابة بالسكتات الدماغية.
  • قد تكون عملية كي القلب مناسبة للمريض إذا كانت أعراض الرجفان الأذيني أكثر حدة وتجعل من الصعب على المريض القيام بالمهام اليومية. [5]

نتائج عملية كي القلب

إن معظم الناس الذين خضعوا لعملية كي القلب لاحظوا تحسناً في نوعية حياتهم، ومن الممكن أن يعاني المريض بعد وقت من إجراء هذه العملية من عودة ضربات القلب غير الطبيعية وبالتالي يمكن أن يكرر الطبيب نفس الإجراء على المريض أو ينصحه بعلاجات أخرى وذلك بالاعتماد على نوع عدم انتظام ضربات القلب عند المريض، وقد يحتاج المريض إلى تناول أدوية القلب بعد عملية كي القلب. [6]

مدة عملية كي القلب

عادة ما تحتاج مدة عملية كي القلب من ساعتين إلى أربع ساعات، وإذا كان المريض يعاني من أكثر من منطقة من الأنسجة غير الطبيعية، فإن الإجراء يحتاج وقتاً أطول، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم، أو قد يضطر إلى البقاء بين ليلة كاملة تحت المراقبة.

ويعتمد وقت التعافي على نوع الجراحة التي يخضع لها المريض، ولكن بالنسبة لمعظم أنواع جراحات القلب، فمن المحتمل أن يقضي المريض يوماً أو أكثر في وحدة العناية المركزة بالمستشفى، وبعد ذلك يتم نقله إلى جزء آخر من المستشفى لعدة أيام حتى يعود إلى المنزل. كما يعتمد طول فترة التعافي في المنزل على نوع الجراحة التي خضع لها المريض وصحته العامة قبل الجراحة، وما إذا كان قد عانى من أي مضاعفات من الجراحة، وقد يستغرق التعافي الكامل من مجازة الشريان التاجي التقليدية من ستة أسابيع إلى اثني عشر أسبوعاً أو أكثر. [2]

مضاعفات عملية كي القلب

قد تحدث بعض المضاعفات من عملية كي القلب المحتملة، وفيما يلي سنذكرها:

  1. قد تسبب عملية كي القلب عدوى أو نزيف في مكان إدخال القسطرة.
  2. قد تسبب تلف في صمام القلب، وتلف في الأوعية الدموية.
  3. قد يصاب المريض الذي خضع لعملية كي القلب إلى تفاقم وضعه أو عدم انتظام ضربات القلب من جديد.
  4. قد يصاب المريض بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قد تحدث جلطات دموية في الرئتين أو الساقين التي تسمى بالجلطات الدموية الوريدية.
  5. قد تسبب العملية تضيق الوريد الرئوي وهو ما يعرف بتضيق الأوردة المسؤولة عن نقل الدم بين القلب والرئتين.
  6. يمكن أن تسبب العملية الموت في حالات نادرة. [6]

وفي ختام مقالنا وبعد أن تعرفنا على عملية كي القلب فإن استشارة الطبيب لمعرفة معلومات وافية عن عملية كي القلب هي أفضل طريقة للمريض ليتعرف على مخاطر العملية وفوائدها على صحته بعد إجراء الاختبارات والفحوصات المطلوبة ومعرفة إن كانت العملية مناسبة له.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!