;

مضاعفات فشل القلب وعلاجه

  • تاريخ النشر: الجمعة، 10 يونيو 2022 آخر تحديث: الخميس، 06 أكتوبر 2022
مضاعفات فشل القلب وعلاجه

عند الإصابة بفشل القلب يحاول الجسم تزويد الأعضاء الضرورية بالدم اللازم؛ مثل: القلب والمخ، فتتأثر بذلك الأعضاء البعيدة تأثراً سلبياً؛ مثل: الكبد والكلى، وللأسف لا يوجد علاج نهائي لفشل القلب، لكن هناك بعض التوصيات والنصائح التي تساعد على تخفيف الأعراض وتقليل حدتها.[1]

ما هو فشل القلب 

يطلق على فشل القلب (بالإنجليزية: Heart failure) أيضًا فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive heart failure)، وهو حالة مزمنة فيها يعجز القلب عن أداء عمله بكفاءة وهو ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، وتظهر مضاعفات فشل القلب على هيئة تلف الأعضاء نتيجة عدم وصول الدم إليها.[1]

مضاعفات فشل القلب

قد يُصاب مرضى الفشل القلبي بعدة مضاعفات نتيجة عدم الالتزام بتناول الأدوية أو عدم تغيير نمط الحياة أو غير ذلك، ومن تلك المضاعفات ما يلي:

عدم انتظام ضربات القلب

الفرق بين علامات القلب السليم والمريض هو وجود الحجرات العلوية في القلب السليم والتي تسمى الأذينين (بالإنجليزية: The atria) والحجرات السفلية والتي تسمى البطينين (بالإنجليزية: The ventricles)، إذ تنقبض هذه الحجرات وتنبسط لتحريك الدم إلى باقي أجزاء الجسم.

فإن كان القلب ضعيفاً فلن تستطيع الحجرات ضخ الدم في الوقت المناسب، وقد يظهر هذا الضعف على هيئة بطء ضخ الدم، أو سرعته أو كليهما.

يعد الرجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial fibrillation) أحد أنواع عدم انتظام ضربات القلب الذي يسببه الفشل القلبي، فيرتجف القلب بدلاً من الخفقان. تسبب ضربات القلب غير المنتظمة تجمعاً دموياً قد يسري إلى المخ مسبباً السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke).[2]

مشكلات في صمامات القلب

يحتوي القلب على أربعة صمامات تُفتح وتُغلق لتحافظ على تدفق الدم من وإلى القلب. وعند حدوث مشكلة فشل القلب، يحاول القلب تكثيف عمله وضخ الدم بقوة أكبر من قدرته مما يعرضه لزيادة حجمه، فتتغير حجم الصمامات ولا تعود مناسبة لموضعها الأصلي؛ لذا فهي من أشهر مضاعفات فشل القلب.[2]

تلف أو فشل الكلى

تنقي الكلية الدم من الفضلات والسوائل الزائدة عن حاجة الجسم، لكنها كباقي أعضاء الجسم تحتاج إلى الإمداد الدموي لكي تعمل بكفاءة، وفي غياب ذلك تعجز الكلية عن إخراج تلك المواد خارج الجسم مما يؤدي إلى أمراض الكلى، ويلجأ الطبيب إلى إجراء غسيل كلوي للمريض أو زرع كلية.

قد يسبب الفشل الكلوي قصور عمل القلب، إذ إن الكلى المصابة لا تستطيع طرد المواد الغريبة والسوائل الزائدة خارج الجسم، مما يسبب حملاً زائداً على عمل القلب ويسبب ارتفاع ضغط الدم.[2]

فقر الدم أو الأنيميا

هو نقصان عدد كريات الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. تُصنِّع الكلية السليمة البروتين الذي يساعد على تكوين كريات الدم الحمراء، أما في حالة الفشل الكلوي يفتقر الدم لتلك الكريات فيُصاب الشخص بمرض الأنيميا.[2]

فشل الكبد

يحلل الكبد سموم الجسم وفضلاته طارداً إياها خارج الجسم، كما أنه يخزن مادة الصفراء (بالإنجليزية: Bile) التي تهضم الطعام الدهني. إن فشل القلب يعيق وصول الدم إلى الكبد بسبب انسداد الوريد البابي (بالإنجليزية: Portal vein) بالسوائل المتراكمة، وهذا الوريد الذي ينقل الدم من القلب إلى الكبد؛ فيؤدي ذلك إلى أمراض الكبد وتعفن أنسجته.[2]

مشكلات في الرئة

لا تستطيع عضلة القلب التالفة تغذية الرئة بالدم الكافي لها لأداء عملية التنفس. كما أن تراكم السوائل في الرئتين يعرض المريض لضيق التنفس، ما يُطلق عليه الوذمة الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary edema).[2]

فقدان الوزن والعضلات

يؤثر فشل القلب على عملية التمثيل الغذائي للعضلات والدهون. وبتطور المرض، يُفقد الكثير من كتلة الوزن والعضلات.[2]

علاج فشل القلب

تتنوع خطة العلاج وفقاً لحالة المريض، وتشمل سبل العلاج الآتي:[3]

  • تغيير نمط الحياة.
  • الأدوية.
  • زراعة أجهزة معينة في منطقة الصدر تتحكم في ضربات القلب.
  • تقوية عضلات القلب.
  • الجراحة.

تحتاج كثير من الحالات إلى دمج أكثر وسيلة للحصول على أفضل النتائج، وذلك تحت رقابة الطبيب المعالج مدى الحياة. يجب أن يتعلم المريض ومن حوله كيف يتعامل مع المرض حين الطوارئ، من متابعة الأعراض وكيفية التواصل مع الطبيب.[3]

تغيير نمط الحياة

يساعد نمط الحياة الصحيح وتناول الطعام المتوازن الصحي مع ممارسة الرياضة وعدم التدخين في تخفيف الأعراض، وتقليل معدل خطر الإصابة بفشل عضلة القلب.[3]

الأدوية

يعتمد علاج فشل عضلة القلب على تناول نوعين من الأدوية أو أكثر، وتلك بعض الأدوية الموصوفة:[3]

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin-Converting Enzyme Inhibitors ACEIs)؛ مثل: راميبريل (بالإنجليزية: Ramipril)، وكابتوبريل (بالإنجليزية: Captopril). ومن أكثر الأعراض الجانبية المصاحبة له الكحة الجافة.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين -2 (بالإنجليزية: Angiotensin-2 Receptor Blockers ARBs)؛ مثل: كانديسرتان (بالإنجليزية: Candesartan)، ولوسارتان (بالإنجليزية: Losartan). ومن أكثر الأعراض الجانبية له انخفاض ضغط الدم بسرعة، وارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم.
  • حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)؛ مثل: بيزوبرولول (بالإنجليزية: Bisoprolol)، ونيبيفولول (بالإنجليزية: Nebivolol). ومن الآثار الجانبية المحتملة الدوار والإرهاق وعدم وضوح الرؤية.
  • مضادات مستقبلات الألدوستيرون (بالإنجليزية: Mineralocorticoid Receptor Antagonists MRA)؛ مثل: سبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone) لكن من أعراضه الجانبية التثدي عند الرجال، وزيادة نمو الشعر وتورم الثدي عند الضغط عليه عند النساء. وإبليرينون (بالإنجليزية: Eplerenone) والذي من آثاره الجانبية صعوبة النوم والدوار والصداع، كما يشترك عرضاً جانبياً للدوائين وهو زيادة نسبة البوتاسيوم في الدم.
  • مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics) أو ما يطلق عليها حبوب الماء (بالإنجليزية: Water pills)؛ مثل: فيوروسيميد (بالإنجليزية: Furosemide) أو بيوميتينيد (بالإنجليزية: Bumetanide). ومن الآثار الجانبية المصاحبة له الجفاف ونقصان نسبتي الصوديوم والبوتاسيوم في الدم.

أجهزة تنظيم عمل القلب

يحتاج بعض المرضى إلى زرع أجهزة دقيقة لتنظم عمل القلب ودقاته، ومن أكثر الأجهزة شيوعاً:[3]

  • جهاز تنظيم ضربات القلب (بالإنجليزية: Pacemaker).
  • جهاز إعادة التزامن القلبي (بالإنجليزية: Cardiac Resynchronisation Therapy CRT).
  • أجهزة تقويم ضربات القلب وإزالة الرجفان القابلة للزراعة (بالإنجليزية: Implantable Cardioverter Defibrillators ICDs).
  • جهاز علاج إعادة مزامنة القلب مع مزيل الرجفان القابل للزرع (بالإنجليزية: Cardiac Resynchronization Therapy Defibrillator CRT-Ds)

تقوية عضلات القلب

ينصحك الطبيب بإجراء بعض التمارين الرياضية، إذ إنها تخفف من حدة الأعراض وتحسن كفاءة عمل القلب وتقلل من خطر التعرض للبقاء في المستشفى فترة أطول. وفيما يلي ذكرٌ لبعض التمارين المفيدة لمرضى فشل القلب:[4]

  1. تمارين المقاومة متوسطة الشدة: وهي التمارين التي تقوي عضلة القلب ومنها: تمارين الضغط، وتمارين القرفصاء أو الاسكوات (بالإنجليزية: Squats)، وتمارين تشين أب (بالإنجليزية: Chin-ups)، وحمل أوزان في اليد، والدمبل (بالإنجليزية: Dumbbells).

  2. تمارين الكارديو والأيروبكس: تحسن تمارين الأيروبيك من سريان الدورة الدموية وتخفض ضغط الدم كما أنها تضبط مستوى سكر الدم، ومن هذه التمارين: المشي السريع، وركوب الدراجات، والسباحة.

  3. تمارين المرونة: تدعم تمارين المرونة العضلات الهيكلية بتخفيف تقلصات العضلات وآلامها، ومنها: تمارين اليوجا، وتمارين تاي تشي (بالإنجليزية: Tai chi)، وتمارين الإطالة.

الجراحة

تعد الأدوية هي الخط العلاجي الأول لمرضى فشل القلب، لكن قد يحتاج البعض إجراء بعض العمليات الجراحية لخطورة حالتهم، ومن هذه العمليات ما يلي:[3]

  • جراحة صمام القلب (بالإنجليزية: Heart valve surgery).
  • رأب الأوعية التاجية وجراحة المجازة القلبية (بالإنجليزية: Coronary angioplasty or bypass).
  • أجهزة مساعدة البطين الأيسر (بالإنجليزية: Left ventricular assist devices).
  • زراعة القلب.

كيفية الوقاية من فشل القلب

على الرغم من عدم قدرتك على منع بعض العوامل المسببة لقصور عمل القلب؛ مثل العمر والعامل الوراثي أو العِرق، لكن يمكنك التحكم في نمط حياتك الذي هو من أهم محاولات الوقاية من أمراض القلب وتحسين وظائفه، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:[2]

  • حافظ على وزنك معتدلاً مثالياً.
  • تناول الأطعمة المفيدة للقلب.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • إدارة الضغوطات.
  • توقف استخدام منتجات التبغ.
  • عدم شرب الكحولات.
  • تجنب استخدام المخدرات.

يعد فشل القلب من الأمراض المزمنة إذ لا يستطيع القلب ضخ الدم الكافي لباقي أجزاء الجسم، مما قد ينتج عنه بعض المضاعفات الخطيرة؛ مثل: عدم انتظام ضربات القلب، واضطراب صمامات القلب، والفشل الكلوي والكبدي، وغيرها. وهناك وسائل علاج متعددة يحددها الطبيب المعالج، منها: الأدوية والجراحة وتركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!