;

علاج نشاط الغدة الدرقية

  • تاريخ النشر: الخميس، 24 مارس 2022 آخر تحديث: الأحد، 11 ديسمبر 2022
علاج نشاط الغدة الدرقية

يعد نشاط الغدة الدرقية من أكثر اضطرابات الغدد الصماء شيوعاً، وهناك العديد من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها مرضى هذا الاضطراب إذا لم يتلقوا العلاج المناسب، فما هو علاج نشاط الغدة الدرقية؟ وما هي أهم أسبابه وأعراضه؟

ما هو نشاط الغدة الدرقية

نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) هو مشكلة طبية يعاني فيها المريض من زيادة في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وهي غدة تقع في أسفل العنق فوق عظمة الترقوة، وتفرز هرمون الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) ويطلق عليه T4، وهرمون ثلاثي يودوثيرونين (بالإنجليزية: Triiodothyronine) ويطلق عليه T3 في بعض الأحيان. [1] 

ينعكس فرط نشاط الغدة الدرقية على العديد من أجهزة الجسم؛ لأنها تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على التوازن بين الوظائف الحيوية في الجسم، ومن أهم أدوارها: [1]

  • تنظيم درجة حرارة الجسم.
  • تنظيم معدل ضربات القلب.
  • التحكم في عملية التمثيل الغذائي، وهي العملية التي يحول بها الجسم الطعام الذي يتناوله الإنسان إلى طاقة يستخدمها في الوظائف الحيوية التي يقوم بها.

كيفية علاج نشاط الغدة الدرقية

هناك العديد من الخيارات الطبية التي يلجأ إليها الأطباء في علاج نشاط الغدة الدرقية، يفاضل الأطباء بين هذه الخيارات اعتماداً على سن المريض وحالته الصحية وسبب الاضطراب، نلقي الضوء في السطور القادمة على الطرق المختلفة المستخدمة في علاج نشاط الغدة الدرقية. [2]

العلاج الدوائي

يصف الأطباء في معظم الحالات الأدوية المضادة للغدة الدرقية لتمنع إفراز الهرمونات، تضم هذه الأدوية الميثيمازول (الاسم التجاري: Tapazole)، والبروبيل ثيويوراسيل (الاسم التجاري: PTU)، تساعد هذه الأدوية على التحكم السريع في الأعراض في غضون أسابيع، كما يجب على المريض تناولها باستمرار؛ حتى يمنع المضاعفات الناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية. [2]

هناك بعض الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام الأدوية المضادة للغدة الدرقية، من أهمها: [1] [2]

  • مشاكل في الكبد.
  • انخفاض حاد في عدد خلايا الدم البيضاء، مما يزيد من احتمال تعرض الجسم للعدوى.
  • احتمال حدوث رد فعل تحسسي تجاه هذه الأدوية، وتظهر الأعراض على هيئة طفح جلدي وحكة في الجلد.

إلى جانب الأدوية التي تمنع إفراز هرمونات الغدة الدرقية، يعتمد الأطباء على استخدام حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers)، لا يوجد لهذه الأدوية أي تأثير على مستوى الهرمونات، لكنها تساعد على الحد من بعض الأعراض الناتجة عن نشاط الغدة الدرقية؛ مثل: تسارع ضربات القلب، ورعشة اليدين، والعصبية الزائدة. [1] [2]

اليود المشع

يعد اليود المشع من أقدم الخيارات الطبية المستخدمة في علاج نشاط الغدة الدرقية، يعتمد هذا الإجراء على استخدام كبسولات تحتوي على اليود المشع يتناولها المريض عن طريق الفم، تمتص خلايا الغدة الدرقية اليود المشع، مما يؤدي إلى تدميرها وتقلص حجمها وتراجع مستوى إفراز الهرمونات تدريجياً. [1]

يستغرق علاج نشاط الغدة الدرقية باستخدام اليود المشع عادةً من ثلاثة إلى ستة أشهر، ويعيب هذا الإجراء تسببه في تدمير دائم للغدة الدرقية ومعاناة المريض من قصور وظائف الغدة، كما يعتمد المريض على الهرمونات التعويضية مدى الحياة، لكن ينظر الأطباء إلى قصور الغدة الدرقية دائماً باعتباره أسهل في العلاج وأقل في الخطورة من الأعراض والمضاعفات الناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية. [2]

الخيار الجراحي

يظهر الخيار الجراحي الذي يتضمن استئصال الغدة الدرقية عندما لا تفلح الخيارات العلاجية السابقة في التحكم في أعراض المريض، يعتمد المريض على الهرمونات التعويضية بقية حياته بعد العملية؛ نتيجة لاستئصال الغدة الدرقية بالكامل. [2]

علاج نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل

يعد فرط نشاط الغدة الدرقية ثاني أكثر اضطرابات الغدد الصماء شيوعاً أثناء الحمل بعد مرض السكر، ويرتبط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل بالعديد من المخاطر التي تهدد الأم والجنين، من أشهرها: [3]

  • الإجهاض.
  • انفصال المشيمة.
  • عدم تطور نمو الجنين.
  • ارتفاع ضغط الدم عند الأم.

يستبعد الأطباء استخدام اليود المشع في علاج نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل؛ نظراً لآثاره الجانبية على الجنين، ويعتمد العلاج فقط على استخدام الأدوية المضادة للغدة الدرقية طوال شهور الحمل. [3]

يعد البروبيل ثيويوراسيل هو الخيار الأفضل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل؛ نظراً لاحتمال تسبب الميثيمازول في بعض العيوب الخلقية للجنين في هذه المرحلة، بينما يحل الميثيمازول محل البروبيل ثيويوراسيل في الأشهر الستة الأخيرة من الحمل؛ نظراً لاحتمال تسببه في تلف الكبد للجنين في الأشهر الأخيرة من الحمل. [3]

أسباب نشاط الغدة الدرقية

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، من أهمها: [2]

  • مرض جريفز: (بالإنجليزية: Grave"s Disease)، وهو أحد الأمراض الناتجة عن حدوث خلل في الجهاز المناعي، وفيه تظهر بعض الأجسام المضادة التي تساعد على تحفيز الغدة الدرقية لإنتاج كميات أكبر من الهرمونات.
  • عقيدات الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Plummer Disease)، يتضح هذا المرض بشكل أكبر بين كبار السن، وفيه تتكون كتل من الأنسجة في الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى إفراز كميات أكبر من الهرمونات.
  • التهاب الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroiditis)، يعاني المرضى في هذه المشكلة من تضخم الغدة الدرقية بشكل مؤقت نتيجة لعدوى أو مشكلة في الجهاز المناعي، يصاحب هذا التضخم تسرب في هرمونات الغدة الدرقية إلى الدم وظهور الأعراض.
  • الأدوية: يمكن الإصابة بأعراض نشاط الغدة الدرقية عندما يفرط بعض الأشخاص في تناول اليود من خلال الأدوية أو المكملات الغذائية، أو عندما يتناول مرضى قصور الغدة الدرقية جرعات كبيرة من الأدوية التي تحتوي على هرمون الغدة الدرقية. 

أعراض نشاط الغدة الدرقية

هناك العديد من الأعراض التي يعاني منها مرضى نشاط الغدة الدرقية من ضمنها: [2]

  • العصبية والقلق.
  • اضطراب النوم.
  • تساقط الشعر.
  • التعرق الزائد.
  • ترقق الجلد.
  • اضطراب الرؤية.
  • التقلبات المزاجية.
  • التحسس من الحرارة.
  • تسارع ضربات القلب.
  • فقدان الوزن فجأة.
  • تضخم الغدة الدرقية.
  • اضطراب في حركة الأمعاء.
  • رعشة في اليدين والأصابع.
  • اضطراب الدورة الشهرية عند السيدات.
  • الشعور بالنشاط الزائد في بداية المرض؛ نتيجة لزيادة سرعة التمثيل الغذائي في الجسم، وبمرور الوقت يمكن أن تتسبب هذه الزيادة في شعور المريض بالتعب والإجهاد.

مضاعفات نشاط الغدة الدرقية

ينبغي أن يلتفت أي شخص إلى أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، ولا يتكاسل في استشارة الطبيب وتلقي العلاج المناسب لحالته؛ نظراً لتأثير هذا الاضطراب الهرموني على العديد من أجزاء الجسم، بدايةً من القلب والأوعية الدموية، وحتى العظام والعضلات. [1]

من أشهر المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها مرضى نشاط الغدة الدرقية: [1]

  • الارتجاف الأذيني.
  • فشل عضلة القلب.
  • هشاشة العظام.
  • السكتة الدماغية. 

بالإضافة إلى ذلك هناك مشكلة طبية شديدة الخطورة يطلق عليها أزمة التسمم الدرقي أو عاصفة الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Storm) وهي إحدى المضاعفات النادرة لفرط نشاط الغدة الدرقية، وتحدث عندما تفرز الغدة الدرقية كمية كبيرة من الهرمونات في فترة زمنية قصيرة. [1]

تتضمن أعراض أزمة التسمم الدرقي: [1]

  • الهذيان.
  • فقدان الوعي.
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • ارتفاع درجة حرارة المريض أكثر من 40 درجة مئوية.
  • تجاوز معدل ضربات القلب 140 نبضة في الدقيقة.

يعتمد علاج نشاط الغدة الدرقية على العديد من المسارات الطبية التي يختار الأطباء منها ما يناسب حالة المريض وعمره، ينبغي أن يحرص المريض على تلقي هذه العلاجات بعد استشارة الطبيب؛ تجنباً لحدوث المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تهدد حياة المريض.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!