;

ما هي أسباب قصور الغدة الصنوبرية؟

تشمل أسباب قصور الغدة الصنوبرية التعرض لإصابة أو حادث في المخ أو تعرض تلك الغدة للتكلس، نتعرف على أعراض المرض والعلاج بحبوب الميلاتونين.

  • تاريخ النشر: الأحد، 27 فبراير 2022 آخر تحديث: الإثنين، 25 ديسمبر 2023
ما هي أسباب قصور الغدة الصنوبرية؟

يعاني كثير من المرضى من اضطرابات الغدد الصماء، ومن بينها الغدة الصنوبرية، التي ينعكس قصورها على كثير من الوظائف التي يقوم بها الإنسان، فما هي أسباب قصور الغدة الصنوبرية؟ وما هي أعراضه وطرق علاجه؟

قصور الغدة الصنوبرية

قصور الغدة الصنوبرية هو حالة طبية نادرة تحدث عند وجود خلل في وظيفة الغدة الصنوبرية (بالإنجليزية: Pineal Gland)، وهي غدة صغيرة جداً لا يتعدى حجمها حجم حبة البازلاء، تقع في عمق المخ بين الفصين الأيمن والأيسر، وقد احتل التعرف على أسباب قصور تلك الغدة مساحة كبيرة من البحث والدراسات العلمية في الآونة الأخيرة؛ نظراً لأن تلك الغدة هي آخر أجزاء المخ التي تم اكتشافها حتى الآن.[1]

تعد الوظيفة الأساسية للغدة الصنوبرية هي إفراز هرمون الميلاتونين الذي تنتجه الخلايا الصنوبرية، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، كما أثبتت الأبحاث وجود علاقة بين هذه الغدة وبعض الوظائف الحيوية المتعلقة بصحة القلب والعظام.[1]

أسباب قصور الغدة الصنوبرية

ينتمي هذا المرض إلى الأمراض غير الشائعة كما أوضحنا من قبل؛ لهذا السبب لا يوجد حتى الآن أدلة علمية مؤكدة عن أسبابه أو المشكلات الطبية المرتبطة به، وهناك العديد من الأبحاث التي أجريت لتتحقق من هذه الأسباب على وجه التحديد، وتوصلت إلى احتمال ارتباط قصور تلك الغدة ببعض الأسباب وهي:[2][3]

  1. الإصابة ببعض الأورام التي تؤثر على بعض مناطق المخ، ومن ضمنها الغدة الصنوبرية.
  2. الإصابة ببعض العيوب الخلقية النادرة في تشريح أجزاء المخ.
  3. الإصابات التي تؤثر على الإمداد العصبي لهذه الغدة.   
  4. التعرض لحادث يؤثر على المخ.
  5. استخدام بعض الأدوية المخدرة.
  6. التقدم في العمر.

العلاقة بين قصور الغدة الصنوبرية وتكلسها

وجدير بالذكر أنه يوجد ارتباط بين قصور الغدة الصنوبرية و مشكلة طبية معينة تعرف باسم تكلس الغدة الصنوبرية (بالإنجليزية: Calcification of the Pineal Gland)، وهي مشكلة تحدث عند ترسب بعض بلورات الكالسيوم والفلورايد في مناطق متفرقة من الغدة؛ مما يؤدي إلى تلف أنسجتها، وفشلها في القيام بوظيفتها الأساسية في إفراز هرمون الميلاتونين، لم يتوصل الأطباء إلى الآن إلى أسباب حدوث هذا التكلس على وجه التحديد، لكن هناك بعض الاحتمالات المرتبطة بهذه المشكلة، من ضمنها:[4]

  1. التقدم في العمر: يعد التكلس أو ترسب بلورات الكالسيوم في مناطق مختلفة من الجسم من الأعراض المصاحبة للشيخوخة بشكل عام، لكن هذا لا ينفي تعرض المرضى الأصغر سناً للإصابة بالمشكلة، حيث رصدت بعض الأبحاث إصابة أطفال رضع بتكلس الغدة الصنوبرية.
  2. الأمراض المزمنة: هناك بعض النظريات التي تفترض زيادة احتمال الإصابة عند الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
  3. النشاط الأيضي: ترجح بعض الأبحاث زيادة احتمال تعرض الغدة الصنوبرية للتكلس كلما زاد نشاطها الأيضي في التمثيل الغذائي.

وظيفة الغدة الصنوبرية

لا زالت الأبحاث مستمرة إلى الآن لاكتشاف وظائف جديدة للغدة الصنوبرية، حيث ترتبط تلك الغدة بالعديد من الوظائف الحيوية في الجسم، ونلقي الضوء في السطور القادمة على أشهر هذه الوظائف:[1][3]

إفراز هرمون الميلاتونين

تعد هذه الغدة هي المفتاح الرئيسي لتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، من خلال إفراز هرمون الميلاتونين بناءً على كمية الضوء التي يتعرض لها الجسم، حيث تفرزه الغدة الصنوبرية أثناء الظلام؛ حتى يساعد الجسم على النوم.[1]

التوازن الهرموني عند النساء

يلعب هرمون الميلاتونين دوراً في إحداث التوازن الهرموني عند السيدات، وقد استدلت الأبحاث على ذلك من خلال أعراض الاضطراب الهرموني التي تعاني منها السيدات اللاتي لديهن خلل في إفراز هرمون الميلاتونين.[1]

تحسين وظائف القلب

تلعب الغدة الصنوبرية أو بالأحرى هرمون الميلاتونين دوراً هاماً في تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية، وحماية القلب من بعض الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم.[1]

استقرار الحالة المزاجية

قد ينعكس حجم الغدة الصنوبرية على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان، حيث أن الأشخاص الذين لديهم غدة صنوبرية صغيرة الحجم يكونون أكثر عرضة للإصابة ببعض الاضطرابات النفسية والمزاجية.[1]

تعزيز صحة العظام

هناك احتمال لارتباط الغدة الصنوبرية بتحسين الحالة العامة للعظام، بدليل تدهور حالة العظام عند السيدات اللاتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث؛ نتيجة للتدهور الذي يحدث في وظيفة تلك الغدة مع التقدم في العمر.[3]

الوقاية من السرطان

إن استخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على الميلاتونين من الممكن أن يساعد على الوقاية من بعض أنواع السرطان، وإن كان الأمر يحتاج إلى مزيد من التحقق عن طريق إجراء المزيد من الأبحاث.[1]

أعراض قصور الغدة الصنوبرية

  1. ينعكس قصور الغدة الصنوبرية بشكل كبير على تغيير نمط الساعة البيولوجية للجسم؛ فقد يؤدي ذلك إلى عدم انتظام ساعات النوم، فيشعر المريض بحاجته إلى النوم كثيراً على سبيل المثال، أو يشعر بالأرق والنشاط أثناء ساعات الليل، والنعاس الشديد أثناء ساعات النهار.
  2. قد توجد علاقة بين قصور الغدة الصنوبرية والبلوغ المبكر عند الأطفال، على اعتبار أنها تفرز بعض المواد المسؤولة عن التحكم الفسيولوجي في سن البلوغ عند الأطفال، تظهر هذه الأعراض بشكل واضح عند معاناة الطفل من ورم يؤدي إلى تلف أنسجة الغدة الصنوبرية، ويتسبب في قصور وظيفتها.
  3. تختلف أعراض قصور تلك الغدة عند السيدات؛ نظراً للدور الذي يلعبه الميلاتونين في استقرار الهرمونات لديهن؛ لهذا السبب نجد السيدات اللاتي يعانين من خلل في وظيفة الغدة الصنوبرية لديهن اضطرابات واضحة في الدورة الشهرية، وقد تعاني بعضهن من العديد من مشاكل الخصوبة.
  4. تعاني بعض السيدات المصابات بهذه الحالة المرضية من هشاشة العظام، نتيجة لتأثير نقص هرمون الميلاتونين على صحة العظام لدى السيدات.
  5. تشمل الأعراض الأخرى المصاحبة لقصور الغدة الصنوبرية: غثيان أو قيء، واضطراب في الذاكرة، والتعرض لنوبات الصرع، والإصابة بصداع مستمر، وصعوبة في الإحساس بالاتجاهات، واضطراب الحالة المزاجية أو الاكتئاب في بعض الحالات، ومشاكل في الرؤية وبعض الحواس الأخرى.[1][3][5]

علاج قصور الغدة الصنوبرية

يعتمد العلاج على استخدام أقراص الميلاتونين منخفضة الجرعات، وهي تعد آمنة للاستخدام على المدى الطويل أو القصير، بطبيعة الحال تختلف الجرعة من مريض لآخر، لكنها تتراوح عادةً من 0.2 ملليغرام إلى 2 ملليغرام:[1]

الآثار الجانبية لحبوب الميلاتونين

  1. ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.
  2. عدم الرغبة في الاستيقاظ في الصباح.
  3. زيادة طفيفة في ضغط الدم.
  4. الارتباك والقلق.[1]

التفاعلات الدوائية لحبوب الميلاتونين

يوجد بعض التفاعلات الدوائية للميلاتونين، خاصةً مع الأدوية التي تستخدمها بعض السيدات أثناء الحمل أو الرضاعة، ينبغي أن تدرك المريضة طبيعة هذه التفاعلات،  وتعرض الأمر على الطبيب الذي يساعدها في استبدال هذه الأدوية، أو يقدم لها بعض النصائح التي تنطوي على طريقة تناول هذه الأدوية بشكل آمن لا يسبب لها آثاراً جانبية، تضم هذه الأدوية:[1]

  1. مميعات الدم، ويطلق عليها أحياناً مضادات التخثر.
  2. أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني.
  3. الأدوية المثبطة للجهاز المناعي.
  4. أقراص منع الحمل.

يمثل التعرف على أسباب قصور الغدة الصنوبرية جانباً هاماً في طريقة العلاج، بالإضافة إلى اكتشاف الأعراض المصاحبة لهذا القصور، ومدى تأثيرها على المريض.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!