;

خمول الغدة الدرقية والحمل

  • تاريخ النشر: الجمعة، 19 أغسطس 2022
خمول الغدة الدرقية والحمل

تعاني كثير من السيدات من بعض الاضطرابات الهرمونية أثناء الحمل، ويعد خمول الغدة الدرقية من أشهر هذه الاضطرابات، فما هي العلاقة بين خمول الغدة الدرقية والحمل؟ وهل يمكن أن تؤثر هذه المشكلة على صحة الأم والجنين؟ ستجدين إجابات وافية على هذه الأسئلة في السطور القادمة من هذا المقال.

خمول الغدة الدرقية

يحدث خمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) عندما تفرز الغدة الدرقية كميات أقل مما ينبغي من هرمونات الغدة الدرقية، وهي غدة على شكل فراشة تقع في الرقبة، وتحديداً في الجزء السفلي من الحلق، وتلتف جزئياً حول القصبة الهوائية. [1]

تنتج الغدة الدرقية نوعين من الهرمونات، الأول هو هرمون ثلاثي يودوثيرونين (بالإنجليزية: T3)، والثاني هو هرمون الغدة الدرقية (بالإنجليزية: T4)، تلعب هذه الهرمونات دوراً هاماً في عملية التمثيل الغذائي، وهي العملية التي يحول بها الجسم الطعام إلى طاقة تستخدم في القيام بالوظائف الحيوية، كما تساهم هرمونات الغدة الدرقية في تنظيم ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم. [1]

علاقة خمول الغدة الدرقية والحمل

يرتبط الحمل بالعديد من التغيرات الهرمونية التي تحدث لجميع السيدات، خاصةً في الثلث الأول من الحمل، ويعد الارتفاع المفاجئ في هرمون الحمل، أو ما يطلق عليه الهرمون الموجه للغدد التناسلية المشيمية البشرية (بالإنجليزية: HCG)، هو أهم ما يميز هذه الفترة من الحمل على وجه التحديد، إلى جانب ارتفاع هرمون الإستروجين. [1]

ارتفاع هرمون الحمل وخمول الغدة الدرقية

قد يتسبب ارتفاع مستوى هرمون الحمل في الثلث الأول في حدوث انخفاض في الهرمون المحفز لهرمونات الغدة الدرقية (بالإنجليزية: TSH)، وهو هرمون تفرزه الغدة النخامية ليقوم بتحفيز الغدة الدرقية لإفراز هرموناتها، وعندما يقل مستوى هذا الهرمون في الدم، لا تنتج الغدة الدرقية كميات كافية من الهرمونات، مما يؤدي إلى معاناة الحامل من قصور الغدة الدرقية في هذه المرحلة. [1]

ارتفاع هرمون الإستروجين وخمول الغدة الدرقية

تؤدي الزيادة الكبيرة التي تحدث في هرمون الإستروجين في الثلث الأول من الحمل إلى زيادة إنتاج البروتينات المرتبطة بهرمون الغدة الدرقية، وهي بروتينات تعمل على تقييد هرمون الغدة الدرقية، وتؤدي زيادة مستواها في الدم إلى انخفاض معدل الهرمون الحر، وظهور أعراض خمول الغدة الدرقية. [1]

أعراض خمول الغدة الدرقية والحمل

ينعكس قصور الغدة الدرقية على حدوث بطء في عملية التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى معاناة المريضة من مجموعة من الأعراض أثناء الحمل، من أهم هذه الأعراض: [2]

  • الإمساك.
  • الاكتئاب.
  • زيادة الوزن.
  • تساقط الشعر.
  • تقصف الأظافر.
  • جفاف الجلد وتقشره.
  • النسيان، وضعف التركيز.
  • الحساسية من برودة الجو.
  • آلام وضعف العضلات.
  • الشعور بالتعب والإجهاد.
  • تنميل، وإحساس بالوخز في اليد والأصابع.

قد تعاني الأمهات اللاتي لديهن نقص حاد في هرمونات الغدة الدرقية أثناء الحمل من بعض الأعراض المتقدمة، أو بالأحرى المضاعفات، تضم هذه الأعراض: [1]

  • فقر الدم.
  • تسمم الحمل.
  • تشوهات المشيمة.
  • الاعتلال العضلي.
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • نزيف ما بعد الولادة.

هل خمول الغدة الدرقية يمنع الحمل

هناك علاقة قوية بين خمول الغدة الدرقية وتأخر حدوث الحمل، فمن المعروف أن قصور الغدة الدرقية يمنع إطلاق البويضات بانتظام كل شهر من المبيض، أو ما يطلق عليه عملية التبويض، لهذا السبب نجد السيدات اللاتي لديهن خمول في الغدة الدرقية يعانين من اضطراب وعدم انتظام في الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى تأخر حدوث الحمل. [2]

على الجانب الآخر، يؤثر خمول الغدة الدرقية أيضاً على استمرار الحمل في حالة حدوثه، فهو يزيد من احتمال حدوث إجهاض، وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الولادة المبكرة، لهذا السبب ينصح الأطباء بضرورة خضوع جميع السيدات اللاتي يرغبن في الحمل إلى فحص هرمونات الغدة الدرقية، والاستمرار في إجراء التحاليل بعد حدوث الحمل. [2]

هل خمول الغدة الدرقية يؤثر على الجنين

يعد هرمون الغدة الدرقية من الهرمونات بالغة الأهمية بالنسبة لصحة الجنين، ومن المعروف أن الجنين يعتمد على الأم اعتماداُ كلياً في إنتاج هرمون الغدة الدرقية حتى الأسبوع العشرين من الحمل، وبحلول منتصف الحمل، تبدأ الغدة الدرقية للجنين في إفراز الهرمونات من تلقاء نفسها، لكن يظل الطفل معتمداً على الأم في تناول كميات كافية من اليود في النظام الغذائي؛ لأنه من أهم العناصر المطلوبة لتصنيع هرمونات الغدة الدرقية. [3]

تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً هاماً في تطور مخ الجنين، لهذا السبب يعاني الأطفال المولودين بنقص في هرمون الغدة الدرقية من تشوهات عصبية، ومعرفية، ونمائية كثيرة، وهناك العديد من الدراسات التي رصدت إصابة الأطفال المولودين لأمهات لديهن خمول في الغدة الدرقية من تشوهات واضحة في نمو المخ. [1]

علاج خمول الغدة الدرقية للحامل

أشارت كثير من الأبحاث إلى أن النساء الحوامل اللاتي يعانين من خمول الغدة الدرقية غير المعالج أكثر عرضة لخطر فقدان الحمل، أو الانفصال المبكر للمشيمة، أو موت الأطفال عند الولادة، الأمر الذي يعكس أهمية علاج خمول الغدة الدرقية أثناء الحمل، حتى لو كانت الحامل تعاني من مجرد انخفاض طفيف في هرمونات الغدة الدرقية. [3]

يصف الأطباء عادةً جرعات كافية من الليفوثيروكسين (الاسم التجاري: Eltroxin) بناءً على احتياجات كل مريضة، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة تعديل الجرعات بالنسبة للسيدات اللاتي يعانين من قصور الغدة الدرقية قبل الحمل؛ لأن احتياجات الأم من هرمون الغدة الدرقية تزيد بنسبة تتراوح من 25% إلى 50% أثناء أشهر الحمل، وتعود الجرعات إلى طبيعتها عادةً بمجرد الولادة. [1]

ينبغي مراعاة التفاعلات الدوائية لأدوية علاج خمول الغدة الدرقية، خاصةً وأن السيدات الحوامل يتناولن العديد من المكملات الغذائية، ومن ضمنها الحبوب التي تحتوي على الحديد والكالسيوم؛ لأنها تقلل من امتصاص أدوية علاج خمول الغدة الدرقية من الجهاز الهضمي، وبالتالي ينبغي الفصل بين الأدوية والمكملات الغذائية بمقدار 4 ساعات على الأقل. [1]

هناك علاقة قوية بين خمول الغدة الدرقية والحمل، سواء من ناحية تأثير خمول الغدة الدرقية على حدوث الحمل، وتسببه في العقم في العديد من السيدات، أو من ناحية الآثار السلبية التي قد يسببها خمول الغدة الدرقية على استمرار الحمل، أو حتى على صحة الجنين، لهذا السبب ينبغي على كل سيدة تخطط للحمل أن تجري تحاليل الغدة الدرقية، وتتابعها باستمرار طوال شهور الحمل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!