;

مشاكل الغدة الدرقية

  • تاريخ النشر: الخميس، 02 يونيو 2022 آخر تحديث: الجمعة، 09 ديسمبر 2022
مشاكل الغدة الدرقية

قد تؤثر مشاكل الغدة الدرقية المختلفة سلباً على معظم العمليات الحيوية التي يقوم بها الجسم، فالغدة الدرقية من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان، وأي خلل في هرموناتها يبدأ معه سلسلة لا متناهية من المشكلات الصحية التي إذا لم تتم معالجتها كما يجب فقد يتفاقم الأمر ليصل إلى تهديد الحياة.

لذا سنتطرق في هذا المقال إلى أبرز مشاكل الغدة الدرقية، وأعراضها المميزة، وكيف يتم علاجها، وما أفضل السلوكيات الوقائية للحفاظ عليها من أي خلل.

الغدة الدرقية 

الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Gland) عبارة عن عضو في صورة فراشة تتكون من فصين تقع في قاعدة العنق على جانبي القصبة الهوائية، تتحكم هرموناتها في عملية التمثيل الغذائي أي الطريقة التي يستخدم بها جسم الإنسان الطاقة، بالإضافة إلى أن هرموناتها تنظم كثيراً من وظائف الجسم الحيوية؛ مثل: [1]

  • وظيفة الجهاز العصبي المركزي والمحيطي.
  • معدل ضربات القلب.
  • درجة حرارة الجسم.
  • عملية التنفس.
  • دورة الحيض لدى السيدات.

تُعد الغدة الدرقية من أهم أركان جهاز الغدد الصماء الذي ينتج ويخزن ويفرز الهرمونات في الدم، إذ تستخدم الغدة الدرقية عنصر اليود في الأطعمة التي تتناولها حتى تنتج هرمونين أساسيين، وهما: [1]

  1. ثلاثي يودوثيرونين (T3).
  2. هرمون الغدة الدرقية الثيروكسين (T4).

ويحافظ على توازن تلك الهرمونات هرمون TSH الذي يفرز من الغدة النخامية التي تقع وسط جمجمتك، فمن المهم ألا تكون مستويات T3 وT4 مرتفعة جداً ولا منخفضة جداً.

مشاكل الغدة الدرقية المرضية 

قد تصيب أمراض الغدة الدرقية أي شخص سواء رجالاً، أو نساء، أو أطفالاً، ويمكن أن تكون موجودة عند الولادة، أو قد تطور مع التقدم في العمر، إذ نجد أن اضطرابات الغدة الدرقية شائعة أكثر مما تظن، حيث يعاني حوالي 20 مليون شخص في الولايات المتحدة من أحد أنواع مشاكل الغدة الدرقية التي سنذكرها بالتفصيل. [2]  

فرط نشاط الغدة الدرقية 

فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) حالة تفرز فيها الغدة كمية أكبر من هرموناتها عن حاجة جسمك؛ بسبب تناول كمية كبيرة من عنصر اليود، أو تناول جرعة زائدة من أدوية هرمون الغدة الدرقية، أو معاناة الشخص من التهابات في الغدة، أو وجود ورم غير سرطاني.

ويصاب به ما بين 1-3% من الأفراد في الولايات المتحدة خاصةً الإناث عند الولادة، ومن أهم أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية الناتجة من هذا الإنتاج الزائد من هرموناتها ما يلي: [1] [2]

  • تسارع معدل ضربات القلب.
  • التهيج والعصبية.
  • وجود مشكلة في النوم.
  • تقصف الشعر والأظافر، وقد يترقق جلد البشرة.
  • ضعف العظام والعضلات.
  • فقدان الوزن.
  • زيادة معدل التعرق.

قصور الغدة الدرقية 

قصور الغدة الدرقية أو كما يُعرف أيضاً بخمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) حالة لا تنتج فيها الغدة ما يكفي من هرموناتها، مما قد يتسبب في إبطاء بعض وظائف الجسم، وغالباً يكون الغدة الدرقية الخاملة: [3]

  • عملية جراحية تسببت بإزالة جزء أو كل الغدة.
  • ضرر ناتج عن العلاج الإشعاعي للأورام.
  • نقص حصولك على عنصر اليود.
  • قصور الغدة الدرقية الخلقي الذي يولد به الفرد.
  • تناول بعض الأدوية؛ مثل: أدوية القلب، وأدوية الاضطراب ثنائي القطب.

كما يؤثر قصور الغدة الدرقية على حوالي 4.3% من الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً، وقد تظهر الأعراض التالية: [1] [2]

  •  عدم تحمل درجات الحرارة الباردة.
  • جفاف الجلد والشعر.
  • زيادة الوزن.
  • انخفاض معدل ضربات القلب.
  • عدم انتظام دورة الحيض لدى السيدات.
  • صعوبة في التركيز.
  • زيادة الوزن.
  • الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.

التهاب الغدة الدرقية 

التهاب الغدة الدرقية، أو كما يُعرف أيضاً بالتهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto Thyroiditis) حالة غير مؤلمة من تورم الغدة الدرقية تؤدي غالباً إلى الإصابة بقصور الغدة الدرقية، وتحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي بالخطأ للغدة الدرقية مما يفقدها القدرة على إنتاج هرموناتها. [2]

ومن الجدير بالذكر أن ليست كل الحالات المصابة تظهر عليهم أعراض ملحوظة، فقد يظل الوضع مستقراً لسنوات عديدة على الرغم من الإصابة، لكن في حالة ظهور أعراض نجدها تتشابه مع حالات أخرى، وأبرز تلك الأعراض: [3]

  • اضطرابات الحالة المزاجية؛ مثل: الاكتئاب.
  • جفاف الجلد والشعر.
  • اضطرابات في دورة الحيض لدى السيدات.
  • عدم تحمل درجات الحرارة الباردة.
  • الشعور بالتعب العام.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي؛ مثل: الإمساك.

مرض جريفز

يُعد مرض جريفز (بالإنجليزية: Graves Disease) من حالات اضطراب المناعة ذاتية الوراثية، كما أنه السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغدة الدرقية في الولايات المتحدة، حيث يصيب حوالي 1 من كل 200 شخص، خاصةً بين السيدات اللاتي تتراوح أعمارهم بين 20-30 عاماً. [2]

كما أنه يزداد خطر الإصابة به في حالة التعرض المستمر إلى الضغط العصبي، أو أثناء الحمل، أو ممارسة عادة التدخين، أو وجود تاريخ مرضي للإصابة بفيروس إبشتاين بار، ويسبب أعراضاً تتشابه إلى حد كبير مع أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية؛ مثل: [3]

  • ارتفاع معدل ضربات القلب، أو عدم انتظامه.
  • التعرق الغزير مع رعشة اليد.
  • فقدان الوزن غير المخطط.
  • صعوبة النوم.
  • الشعور بالتهيج والقلق، وأحياناً الإعياء.
  • زيادة سماكة الجلد واحمراره خاصةً في منطقة الرقبة، وأعلى القدمين.
  • جحوظ العينين؛ إحدى أشهر علامات مرض جريفز.

تضخم الغدة الدرقية 

يُعد تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Goiter) تضخم غير سرطاني لها، والسبب الأكثر شيوعاً للإصابة به في جميع أنحاء العالم هو نقص اليود في نظامك الغذائي، إذ نجد نحو 15.8% من سكان العالم يعانون هذا التضخم بنسب مختلفة. [3]

يصيب هذا المرض أي شخص في أي عمر، لكنه أكثر شيوعاً في البالغين أكبر من 40 عاماً والإناث عند الولادة، وتعتمد الأعراض على حجم التضخم الذي يعانيه الشخص فقد لا يكون هناك أعراض إذا لم يكن تضخم الغدة الدرقية لديك شديداً، وأبرز تلك الأعراض:

  • تورم منطقة الرقبة.
  • صعوبة في التنفس، أو أثناء البلع.
  • السعال.
  • يصبح صوت المريض أجش.

العقيدات الدرقية 

عقيدات الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Nodules) عبارة عن أورام معظمها حميدة تتشكل على الغدة الدرقية أو داخلها، ويزداد خطر الإصابة بها مع تقدم العمر، وحتى الوقت الحالي لا توجد أسباب واضحة للإصابة بتلك الحالة. [2]

لا تسبب معظم العقيدات الدرقية أي أعراض إلا إذا ازداد حجمها، فإنها يُمكن أن تسبب:

  • تورم في الرقبة.
  • الشعور بألم شديد.
  • صعوبة في عمليتي التنفس والبلع.
  • تضخم الغدة الدرقية الملحوظ بالعين المجردة.

قد تنتج بعض العقيدات هرمون الغدة الدرقية؛ مما قد يتسبب في ظهور أعراض تشبه أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، لكن من ناحية أخرى قد تكون العقيدات مرتبطة بالتهاب هاشيموتو في الغدة الدرقية؛ لذا قد تظهر هنا أعراض تشبه أعراض قصور الغدة الدرقية. [3]    

تشخيص مشاكل الغدة الدرقية 

يستخدم الطبيب الوسيلة التشخيصية المناسبة بناء على الأعراض التي يشتكي منها المريض، والحالة الصحية العامة، ومشكلة الغدة الدرقية التي يشتبه فيها، وعادةً يستخدم الوسائل التالية: [3] [4]

  • الفحص البدني الشامل الذي قد يكشف بسهولة عن تضخم الغدة الدرقية.
  • اختبار قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية T4 وTSH في الدم.
  • اختبار قياس هرمون الكالسيتونين في الدم عند الاشتباه بوجود ورم في الغدة الدرقية.
  • اختبارات التصوير؛ مثل: الموجات فوق الصوتية.
  • اختبار التصوير المقطعي المحوسب الذي يكشف عن وجود ضغط في القصبة الهوائية أو المريء.
  • المسح باستخدام اليود المشع لاختبار وظيفة الغدة الدرقية ومدى كفاءتها.
  • إجراء اختبارات الكشف عن الأجسام المضادة خاصةً عند الاشتباه في مرض جريفز.
  • إجراء خزعة أي فحص عينة من أنسجة الغدة الدرقية في حالة الاشتباه في وجود ورم سرطاني.

علاج مشاكل الغدة الدرقية 

لا توجد خطة علاجية موحدة تصلح لجميع اضطرابات الغدة الدرقية، فالأمر يختلف من شخص لآخر ومن مشكلة إلى مشكلة أخرى، لكن سنتعرف إلى العلاج الأمثل المناسب لكل مرض من أمراض الغدة الدرقية التي ذكرناها مسبقاً.

علاج فرط نشاط الغدة الدرقية 

يجب أن يخضع كل مريض يعاني فرط نشاط الغدة الدرقية بغض النظر عن السبب وراء الحالة إلى ما يلي:

  1. تناول الأدوية المضادة للغدة الدرقية؛ مثل: ميثيمازول (الاسم التجاري: Tapazole)، أو كاربيمازول (الاسم التجاري: Neo-Mercazole)؛ لأنها تمنع الغدة من إفراز هرموناتها بغزارة، وتحسن الأعراض التي يعانيها المريض.
  2. العلاج باليود المشع عن طريق تناوله في صورة حبوب، أو سائل بالفم؛ لأن اليود المشع يتلف الغدة أو الجزء المسؤول عن فرط نشاطها، لكن لا يصلح هذا الأمر للسيدات الحوامل أو المرضعات.
  3. أدوية حاصرات قنوات البيتا التي قد تحسن من وطأة الأعراض.
  4. إجراء العمليات الجراحية لإزالة جزء أو كل الغدة الدرقية؛ لإعادة مستويات هرموناتها إلى الوضع الطبيعي، ويعد حلاً مناسباً للسيدات الحوامل والمرضعات. [4] [5]  

علاج قصور الغدة الدرقية 

يُعد العلاج الرئيسي للغدة الدرقية الخاملة هو تعويض النقص من هرموناتها بتناول حبوب بدائل هرمونات الغدة الدرقية؛ مثل: دواء ليفوثيروكسين، أو ليوثيرونين، لكن من الضروري تناول هذا النوع من الأدوية بالجرعات المحددة حتى لا يقع المريض في الفخ المعاكس من فرط نشاط الغدة الدرقية. [4] [5]

علاج التهاب الغدة الدرقية 

لا يوجد حالياً دواء محدد معروف لعلاج أكثر أنواع التهابات الغدة الدرقية شيوعاً المعروف باسم هاشيموتو، لكن غالباً يلجأ الطبيب إلى الأدوية البديلة للهرمونات؛ حتى يرفع مستويات هرمون الغدة الدرقية، أو يخفض مستوى هرمون TSH، كما قد يساعد أيضاً في تحسين الأعراض.[4] [5]

علاج مرض جريفز 

لم يتوصل العلماء جدياً إلى عقار يوقف الجهاز المناعي من مهاجمة الغدة الدرقية والتسبب في زيادة إفراز الهرمونات كما يحدث في مرض جريفز، لكن نستطيع السيطرة على الأعراض بواسطة العلاجات التي سبق ذكرها في فرط نشاط الغدة الدرقية التي تشمل:

  • الأدوية المضادة للغدة الدرقية.
  • العلاج باليود المشع.
  • عقاقير حاصرات قنوات البيتا.
  • العمليات الجراحية.

ومن الجدير بالذكر أن نجاح علاج فرط نشاط الغدة الدرقية هنا قد يؤدي إلى نقص في إفراز هرمونات الغدة، لكن في الوقت ذاته إذا تُرك مرض جريفز دون علاج قد يتسبب في مشاكل في القلب، وهشاشة العظام. [4] [5]

علاج تضخم الغدة الدرقية 

يتم علاج تضخم الغدة الدرقية حينما يصبح شديداً لدرجة ظهور أعراض، وعادةً تتداخل علاجاته مع علاجات فرط نشاط الغدة الدرقية؛ لأن غالباً تضخم الغدة الدرقية يكون أحد أعراض الغدة الدرقية النشطة.

ويفضل هنا استخدام العلاج باليود المشع، أو إجراء جراحة لإزالة الغدة الدرقية بالكامل أو جزء منها، وعلى الرغم من أن الأمر لا يستدعي القلق غالباً لكن إذا تُرك دون علاج قد يسبب مشكلات خطيرة؛ مثل: صعوبة التنفس، وصعوبة البلع. [5]

علاج العقيدات الدرقية 

قد يختلف العلاج حسب نوع الورم في العقيدات لكن غالباً تكون حميدة لا تسبب أي أعراض ولا تحتاج إلى إجراءات علاجية مكثفة، تكون أحياناً مصحوبة بفرط نشاط الغدة الدرقية التي تتم معالجتها بنفس ما ذكرناه مسبقاً، وقد يفضل الطبيب حقن الإيثانول عن طريق الجلد؛ لتقليص حجم العقيدات.

وقد انتشرت مؤخراً تقنية جديدة يُطلق عليها تقنية الأشعة فوق الصوتية عالية الكثافة، وفي حالة كانت العقيدات سرطانية يتم اتباع بروتوكولات علاج سرطان الغدة الدرقية بناءً على نوع السرطان المكتشف، وغالباً يتم اللجوء إلى العلاج المفضل وهو العلاج الجراحي. [5]

الوقاية من مشاكل الغدة الدرقية 

ينصح خبراء الطب باتباع السلوكيات اليومية التي تضمن الحفاظ على صحة الغدة الدرقية، فالوقاية خير من العلاج، ومن أهم الإرشادات والنصائح التي يجب أن يتضمنها يومك ما يلي: [6]

  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن غني بالخضروات والفواكه؛ مثل: حمية البحر الأبيض المتوسط.
  • تناول البروتينات الخالية من الدهون والأسماك الدهنية؛ مثل: سمك السلمون، وسمك الماكريل.
  • يفضل اللجوء إلى الزيوت الصحية؛ مثل: زيت الزيتون البكر، وزيت الكانولا العضوي.
  • الابتعاد عن الأطعمة المصنعة المليئة بالسكر والمواد الحافظة.
  • تناول المكملات الغذائية المتاحة في الصيدليات لتدعيم مناعتك خاصةً التي تحتوي على فيتامين سي، وحمض الفوليك.
  • الحرص على إدراج عنصر اليود في نظامك الغذائي باعتدال.
  • الابتعاد عن عادة التدخين، وتناول الكحوليات بشراهة.
  • تجنب التعرض المكثف إلى المواد الكيميائية البيئية التي تتداخل مع نظام الغدد الصماء في الجسم؛ مثل: المواد الكيميائية المشبعة بالفلور الموجودة في بعض السجاد، والملابس المقاومة للماء، وأدوات الطهي غير اللاصقة.

بعد أن تعرفنا سوياً إلى مشاكل الغدة الدرقية الشائعة، وأبرز أعراضها، وكيفية علاجها، وكيف نستطيع تجنب تلك المشكلات الصحية بأبسط الوسائل، لا بد من أن تكون أدركت أهمية الذهاب إلى الطبيب المختص فور ظهور أعراض تشبه الأعراض التي ذكرناها حتى تحصل على تشخيص دقيق، وخطة علاجية مناسبة.