;

ما هو مرض جريفز وما تأثيره على الغدة الدرقية؟

تعرف على أسباب مرض جريفز وأعراضه وطرق علاجه

  • تاريخ النشر: الأحد، 07 مارس 2021 آخر تحديث: الأحد، 25 فبراير 2024
ما هو مرض جريفز وما تأثيره على الغدة الدرقية؟

يعد مرض جريفز ثاني أمراض المناعة الذاتية الرئيسية التي تصيب الغدة الدرقية، المرض الأخر هو التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، في كلتا الحالتين، يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية.

يؤدي مرض جريفز إلى فرط نشاط الغدة الدرقية. يمكن أن يؤثر ذلك على العينين والساقين واليدين والقدمين. تابع القراءة لتعرف كل شيء حول مرض جريفز.

يُعرف مرض جريفز أيضاً باسم فرط نشاط الغدة الدرقية المناعي، أو اعتلال الغدة الدرقية من نوع جريفز.

كيف يتطور مرض جريفز؟

يحارب الجهاز المناعي عادة مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات. تتعلم الخلايا المناعية في وقت مبكر كيف تفرق بين خلايا الجسم والأجسام الغريبة التي تدخل إليه، هذا يعني أن الجهاز المناعي يتجنب مهاجمة أنسجة الجسم ويحافظ عليها، بينما يهاجم الأجسام الغريبة ويقضي عليها، في حالة مرض جريفز، لا يستطيع الجهاز المناعي التمييز بين أنسجة الجسم والأجسام الغريبة.

عند حدوث ذلك، تشكل بعض الخلايا المناعية مواد دفاعية تسمى الأجسام المضادة، والتي يتم توجيهها بشكل أساسي ضد خلايا الغدة الدرقية. نظراً لأن هذه الأجسام المضادة تهاجم أنسجة المريض نفسه، فإنها تسمى الأجسام المضادة الذاتية.

أعراض مرض جريفز

الأعراض الثلاثة الرئيسية لمرض جريفز هي:

بالإضافة إلى بروز مقل العيون، يمكن أن تحدث تغيرات أخرى في العينين مثل تورم الجفن والتهاب الملتحمة. قد يعاني المريض أيضاً من جفاف العيون والحساسية للضوء وزيادة إفراز الدموع وزيادة ضغط العين والإحساس بجسم غريب فيها. وفي الحالات الشديدة، يمكن أيضاً أن يعاني من تدهور في الرؤية أو الرؤية المزدوجة.

تشمل الأعراض الأخرى لفرط نشاط الغدة الدرقية الناجم عن مرض جريفز فقدان الوزن واضطرابات النوم والحساسية للحرارة والتعرق وارتفاع ضغط الدم وتساقط الشعر واضطرابات حركة الأمعاء واضطرابات الدورة الشهرية والعقم عند النساء وضعف العضلات والأرق والتهيج والقلق وضعف التركيز.

في كثير من الأحيان، يصاب مرضى داء جريفز بتورم في منطقة أسفل الساقين، وفي اليدين والقدمين.

ما الذي يزيد خطر الإصابة بمرض جريفز؟

يزداد احتمال الإصابة بمرض جريفز لدى أحد الأقارب المرضى المصابين بهذا المرض. لذلك تلعب الجينات دوراً معيناً في تطور المرض.

يزداد أيضاً خطر الإصابة بهذا المرض إذا كان الشخص يعاني من أحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل مرض السكري من النوع الأول أو التهاب المفاصل الروماتويدي أو عدم تحمل الغلوتين (مرض الاضطرابات الهضمية).

يزيد التدخين أيضاً من خطر الإصابة بالمرض وله تأثير سلبي على مسار العلاج. تؤثر الظروف المعيشية الخاصة مثل التوتر والإجهاد أيضاً.

تشخيص مرض جريفز

يجري الطبيب أولاً مناقشة مفصلة مع المريض لمعرفة تاريخه الطبي، يلي ذلك إجراء فحص جسدي مع قياس ضغط الدم وتقييم العينين والساقين واليدين.

يعد فحص الدم مهماً أيضاً للتشخيص، يتم قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية T3 و T4 وهرمون الغدة النخامية TSH (الذي يحفز إنتاج الهرمونات في الغدة الدرقية). بالإضافة إلى ذلك، يتم فحص عينة من الدم بحثاً عن الأجسام المضادة المميزة لمرض جريفز.

كجزء من تشخيص مرض جريفز، يتم فحص الغدة الدرقية أيضاً باستخدام تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية.

علاج مرض جريفز

يتلقى المرضى المصابون بمرض جريفز في البداية ما يسمى بالأدوية المضادة لهرمونات الغدة الدرقية (مثل الثيامازول أو الكاربيمازول)، هذه الأدوية تثبط إنتاج الهرمونات في الغدة الدرقية، يستمر العلاج بهذه الأدوية مدة عام تقريباً.

في بداية العلاج أيضاً، تُعطى حاصرات بيتا لتخفيف أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية (مثل تسرع ضربات القلب).

نصف حالات المرض تشفى بعد حوالي عام واحد من أخذ الأدوية المضادة لهرمونات الغدة الدرقية، بحيث لا تكون هناك حاجة إلى أخذ مزيد من الأدوية.

لكن إذا استمر فرط نشاط الغدة الدرقية بعد عام إلى عام ونصف من استخدام الأدوية المضادة لهرمونات الغدة الدرقية أو إذا عاد المرض مرة أخرى بعد العلاج، فيجب إيقاف وظيفة الغدة الدرقية بشكلٍ دائم. يتم ذلك إما عن طريق العلاج باليود المشع أو عن طريق الاستئصال الجراحي للغدة الدرقية (استئصال كامل أو جزئي).

في حال استئصال الغدة الدرقية، يتعين على المرضى أخذ هرمونات الغدة الدرقية على شكل أقراص لتعويض نقصها طوال حياتهم.

يجب أن تعود مستويات هرمونات الغدة الدرقية لوضعها الطبيعي عن طريق الأدوية أو الاستئصال، وإلا فقد يعاني المريض من حالة تسمى التسمم الدرقي. يمكن أن تؤدي هذه الحالة المهددة للحياة إلى ارتفاع في درجة الحرارة وخفقان القلب والتقيؤ والإسهال وضعف العضلات والأرق والنعاس وحتى فقدان الوعي والغيبوبة وفشل الدورة الدموية، بالإضافة إلى ضعف وظيفي في عمل الغدد الكظرية.

يمكن إعطاء الكورتيزون لمرضى جريفز. يساعد ذلك على تقليل بروز مقل العيون والتورم الشديد حول العينين.

في الحالات الخفيفة أو المتوسطة، يمكن علاج جفاف العين بقطرات أو مراهم أو جل مرطب للعين.

توقعات العلاج

يشفى مرض جريفز بعد العلاج في حوالي 50 بالمائة من الحالات. ومع ذلك، يبقى العلاج بالأدوية المضادة لهرمونات الغدة الدرقية ضرورياً. حتى بعد نجاح العلاج وشفاء المريض، يمكن أن يعود المرض مرة أخرى. في هذه الحالة، يجب إيقاف وظيفة الغدة الدرقية بشكلٍ دائم.

المضاعفات الخطيرة الناجمة عن فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب مرض جريفز أو أي مرض آخر يؤثر على الغدة الدرقية تشمل حالة التسمم الدرقي. هذه الحالة خطيرة للغاية ويكون معدل الوفيات فيها حوالي 20 - 30 بالمائة.

تحتوي هذه المقالة على معلومات عامة فقط ولا يجب استخدامها للتشخيص أو العلاج الذاتي. ولا يمكن أن تكون بديلاً عن زيارة الطبيب. إذا كانت لديك أي أسئلة حول مرضك، ننصحك بطرحها على الطبيب الذي يعلم حالتك جيداً.