تضخم البروستاتا الحميد التشخيص والعلاج
- تاريخ النشر: الجمعة، 06 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 05 سبتمبر 2022

يتضمن جسم الإنسان العديد من الغدد التي تقوم بوظائف مهمة وحيوية، حيث تعد غدة البروستاتا من أهم هذه الغدد التي توجد لدى الرجال، كما أنّ هذه الغدة قد تصاب بالكثير من الحالات المرضية بما فيها التضخم، فما هو تضخم البروستاتا الحميد، وما هي أعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه؟ وما الطرق العلاجية لهذه الحالة المرضية.
تضخم البروستاتا
تضخم البروستاتا (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) الذي يعد من أكثر المشاكل شيوعاً لدى الرجال. في هذا المقال سنتحدث عن تضخم البروستاتا الحميد التشخيص والعلاج.
يحدث تضخم البروستاتا عندما ينمو حجم البروستاتا بطريقة غير طبيعية، حيث تكمن أهمية هذه الغدة في كونها تساهم في إنتاج السائل المنوي لدى الرجال، عدا عن أنّ هذه الغدة يتم تحفيز نموها خلال فترة البلوغ بواسطة هرمون الذكورة.
ومن الجدير بالذكر أنّ جميع الرجال قد يصابون بتضخم البروستاتا الحميد على اختلاف أعمارهم، لكنها أكثر انتشاراً لدى الرجال الذين يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق. [1]
تشخيص تضخم البروستاتا
في البداية يقوم الطبيب بتشخيص تضخم البروستاتا الحميد من خلال إجراء فحص بدني، بالإضافة إلى السؤال عن الأعراض الظاهرة، كما يمكن أن يتضمن التشخيص المبدئي بعض الفحوصات التي تتضمن الآتي: [2]
- تحليل البول: يمكن أن يجري الطبيب تحليلاً للبول ذلك لاستبعاد إصابة الرجل ببعض الحالات المرضية كالعدوى، أو حالات مرضية أخرى قد تتشابه أعراضها مع أعراض تضخم البروستاتا.
- فحص المستقيم الرقمي: في هذا الفحص يقوم الطبيب بإدخال إصبع في منطقة المستقيم للكشف عن وجود تضخم في البروستاتا.
- تحليل الدم: يساعد إجراء تحليل الدم الطبيب في الكشف عن وجود مشاكل في الكلى.
- فحص مستضد البروستاتا النوعي: يعد مستضد البروستاتا النوعي أحد المواد التي يتم إنتاجها في غدة البروستات، حيث ترتفع مستويات هذه المادة عند إصابة الغدة بالتضخم الحميد، مع ذلك قد يكون لسبب آخر، فقد يكون نتيجة إصابة الغدة بالعدوى، أو الخضوع لجراحة البروستات، أو الإصابة بسرطان البروستاتا.
بعد ذلك يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الفحوصات للكشف الدقيق عن الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، حيث تتضمن هذه الفحوصات ما يلي: [2]
- فحص تدفق البول: يتم إجراء هذا الفحص من خلال جعل الشخص يتبول في وعاء موصول بجهاز يقيس قوة تدفق البول وكميته، كما يساعد فحص تدفق البول في تحديد ما إذا كانت الحالة تتفاقم مع مرور الوقت أم لا.
- فحص كمية البول المتبقية بعد التبول: من خلال الفحص يكشف الطبيب عن ما إذا كان الشخص قادراً على إفراغ المثانة بشكل كامل أم لا، كما يمكن إجراء هذا الفحص من خلال التصوير بالأشعة فوق الصوتية بعد أن يتم إدخال قسطرة إلى المثانة بعد التبول، ذلك بهدف قياس كمية البول التي تبقت في المثانة.
عندما تكون حالة الشخص معقدة أكثر فإنّ الطبيب يجري بعض الفحوصات الإضافية التي تتضمن الآتي:
- التصوير الشعاعي: تتضمن الإجراءات التشخيصية للكشف عن تضخم البروستاتا الحميد التصوير الشعاعي، الذي يتم من خلال إدخال مسبار التصوير بالأشعة فوق الصوتية في المستقيم، لقياس حجم غدة البروستاتا.
- خزعة البروستاتا: بالاعتماد على نتائج التصوير الشعاعي يقرر الطبيب ما إذا كان الشخص بحاجة إلى إجراء خزعة للغدة أم لا، حيث يتم إجراء خزعة البروستاتا من خلال أخذ عينة من أنسجة الغدة وفحصها للكشف عن الإصابة بسرطان البروستات أو استبعاده.
علاج تضخم البروستاتا الحميد
على الرغم من أنّ تضخم البروستاتا الحميد من الحالات المرضية التي قد تكون معقدة إلا أنّه يمكن علاجها بالعديد من الخيارات العلاجية، حيث تتضمن طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد الخيارات العلاجية التالية: [2]
العلاجات الدوائية
تعد العلاجات الدوائية الخيار العلاجي الأول للتخلص من تضخم البروستاتا الحميد، سواءً كان هذا التضخم خفيفاً أو معتدلاً، إذ تتضمن العلاجات الدوائية الأدوية التالية: [2]
- أدوية مثبطات ريدكتيز 5 ألفا: قد يصف الطبيب هذه الأدوية كونها تمنع التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى حدوث تضخم البروستاتا الحميد، كما تتضمن هذه الأدوية، الأدوية التي تحتوي على التركيبة العلمية الفيناستيرايد (الاسم التجاري: بروسكار)، أو الأدوية التي تحتوي على مادة دواسترايد (الاسم التجاري: أفودارت)، ومن المهم الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد تحتاج إلى ستة أشهر حتى تبدأ فعاليتها، بالإضافة إلى أنها قد تسبب العديد من الآثار الجانبية بما فيها القذف الارتجاعي.
- أدوية حاصرات مستقبلات ألفا: تفيد أدوية حاصرات مستقبلات ألفا في إرخاء عضلة عنق المثانة، وألياف العضلات في غدة البروستاتا، مما يجعل التبول أمراً سهلاً بالنسبة للمصاب بالتضخم، حيث تتضمن هذه الأدوية، الأدوية التي تكون تركيبتها العلمية الفوزوسين (الاسم التجاري: أوروكسيرال)، أو أدوية دوكسوزوسين (الاسم التجاري:كاردوا) بالإضافة إلى أدوية التامسولوسين (الاسم التجاري: فلوماكس)، وعلى الرغم من أنّ هذه الأدوية تعمل بشكل سريع، لكنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية كالدوخة، والقذف الارتجاعي.
- الأدوية المعالجة لضعف الانتصاب: قد تكون الأدوية التي تعالج ضعف الانتصاب فعالة في علاج تضخم البروستاتا الحميد أيضاً، بالتحديد الأدوية التي تحتوي على مادة التادالافيل (الاسم التجاري: سيالس).
العلاجات الجراحية
تستدعي بعض حالات تضخم البروستاتا الحميد اللجوء إلى الإجراءات الجراحية، ذلك عندما يكون تضخم البروستاتا الحميد معتدلاً أو شديداً، أو عندما لا تجدي العلاجات الدوائية نفعاً، أو عندما يحدث انسداد في المسالك البولية، أو حصى المثانة، أو ظهور دم في البول، أو الإصابة بأحد أمراض الكلى، بجميع الأحوال تتضمن الإجراءات الجراحية العديد من الخيارات من أبرزها ما يلي: [2]
- العلاج بالموجات الحرارية من خلال الإحليل: في هذا الخيار العلاجي يدخل الطبيب قطب كهربائي خاص عبر مجرى البول إلى منطقة البروستاتا، حيث تدمر الطاقة المنبعثة من القطب الكهربائي الجزء الداخلي من غدة البروستاتا المتضخمة، بالتالي انكماش الغدة وسهولة تدفق البول، كما تساعد هذه الجراحة في التخفيف من الأعراض بشكل جزئي.
- العلاج بالليزر: في العلاج بالليزر يقوم الطبيب بتوجيه شعاع ليزر عالي الطاقة، ذلك بهدف تدمير أو إزالة أنسجة البروستاتا المتضخمة، أو تبخير أنسجة البروستاتا المسدودة من خلال التبخير بالتصوير الانتقائي للبروستاتا، كما يمكن هذا الخيار الطبيب من استئصال هولميوم البروستاتا بالليزر، حيث يقوم الطبيب بإزالة جميع أنسجة البروستاتا التي تمنع تدفق البول وتمنع إعادة نمو الأنسجة.
- استئصال البروستاتا من خلال الإحليل: يتم استئصال البروستاتا من خلال الإحليل بقيام الطبيب بإدخال منظار مضاء في مجرى البول، ليزيل كل شيء باستثناء الجزء الخارجي من غدة البروستاتا، حيث تخفف هذه الجراحة الأعراض بشكل سريع، لكنها قد تؤدي إلى إضعاف تدفق البول لدى الرجال بعد فترة قصيرة من الخضوع للجراحة، لذا فقد يحتاج المصاب إلى قسطرة لتصريف المثانة بعد استئصال البروستاتا.
- استئصال البروستاتا بمساعدة الروبوت: في هذا الخيار الجراحي يُحدث الطبيب شقاً في الجزء السفلي من البطن للوصول إلى البروستاتا ليقوم بإزالة الأنسجة المتضخمة.
أعراض تضخم البروستاتا الحميد
يتسبب تضخم البروستاتا الحميد بإظهار مجموعة من الأعراض التي تتضمن الآتي: [3]
- صعوبة البدء بالتبول.
- التبول لمرات كثيرة بشكل خاص في الفترات الليلية.
- يكون تدفق البول ضعيفاً.
- الألم عند التبول أو عند قذف السائل المنوي.
- احتباس البول.
- سلس البول.
- تصبح رائحة البول غير طبيعية أو كريهة.
مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد
من الممكن أن يؤدي تضخم البروستاتا الحميد بظهور مجموعة من المضاعفات التي تتضمن الآتي: [4]
- الإصابة بالتهابات المسالك البولية المتكررة.
- آلام منطقة البطن الحادة.
- احتباس البول الحاد الذي لا يمكن فيه للشخص أن يتبول بشكل نهائي.
- انتفاخ المثانة.
ختاماً لا يخفى على أحد خطورة الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، لذا من الأفضل مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي متعلق بإصابة غدة البروستاتا بأي حالة مرضية لتجنب حدوث مضاعفات.
- ↑ "مقال تضخم البروستاتا الحميد / فرط تنسج (BPE / BPH)" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
- "مقال تضخم البروستاتا الحميد (BPH)" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- "مقال تضخم البروستاتا (تضخم البروستاتا الحميد)" ، المنشور على موقع .niddk.nih.gov
- "مقال تضخم البروستاتا الحميد" ، المنشور على موقع nhs.uk
الرجاء الإنتظار , يتم تحميل التعليقات