;

تضخم البروستاتا الحميد الأعراض والأسباب

  • تاريخ النشر: السبت، 11 يونيو 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 14 ديسمبر 2022
تضخم البروستاتا الحميد الأعراض والأسباب

يُعد تضخم البروستاتا الحميد من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجه الرجال خاصةً كبار السن، إذ إنّ غدة البروستاتا واحدة من أهم أجزاء الجهاز التناسلي الذكري والخلل بها سيؤثر سلباً على وظائف حيوية في الجسم.

لذا سنتطرق في هذا المقال إلى أعراض تضخم البروستاتا الحميد، وأسباب الإصابة به، والمضاعفات التي قد تنتج عن إهمال علاجه، والوسائل العلاجية المتاحة للتخلص من تلك المشكلة الصحية.

تضخم البروستاتا الحميد 

تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign Prostatic Hyperplasia) أو كما يُعرف أيضاً بتضخم غدة البروستاتا من الحالات الشائعة لدى الرجال عند التقدم في السن، إذ يعاني منها حوالي نصف الرجال الذين أعمارهم بين 51-60 عاماً، وحوالي 90 ٪ من الرجال فوق سن 80 لديهم بالفعل.

وتتميز بأنها حالة ينمو فيها حجم البروستاتا الذي يكون عادةً بحجم حبة الجوز أو كرة الغولف إلى حجم ثمرة البرتقال، فالبروستاتا تمر بفترتين رئيسيتين للنمو مع تقدم الرجل في العمر: 

  1. المرحلة الأولى: تحدث عند البلوغ المبكر.
  2. المرحلة الثانية: تحدث عندما يبلغ الرجل 25 عاماً ثم تستمر خلال معظم حياته.

ولأن البروستاتا تقع مباشرةً تحت المثانة وأمام المستقيم، ويمر مجرى البول عبرها فقد يؤدي التضخم المستمر إلى جعل جدار المثانة أكثر سمكاً الذي بمرور الوقت يُضعفها وتفقد القدرة على التفريغ بالكامل.

كما يجب أن تعلم أن تضخم البروستاتا الحميد ليس سرطاناً في حد ذاته، ولا يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، فالأمر لا يستدعي القلق غالباً، بل أحياناً لا تتطلب الحالة أي علاج، لكن إذا بدأت في التسبب بأعراض ملحوظة مع الاكتشاف المبكر يصبح العلاج ضرورياً ومفيداً معها. [2] [1]

أعراض تضخم البروستاتا الحميد 

تختلف حدة الأعراض بين المصابين لكن تميل إلى التدهور تدريجياً بمرور الوقت، ومن الأعراض الشائعة لتضخم البروستاتا الحميد كل مما يلي: [2] [1]

  • تكرار الحاجة المُلحة إلى التبول خلال اليوم كل ساعة إلى ساعتين.
  • مواجهة صعوبة في بدء التبول.
  • زيادة عدد مرات التبول الليلي.
  • عدم قدرة الفرد على إفراغ المثانة بالكامل أي الشعور بامتلاء مثانتك حتى بعد التبول.
  • تدفق بول ضعيف أو متقطع.
  • قد يصل الأمر إلى عدم القدرة على التبول، أو ظهور دم في البول لكنه أقل شيوعاً من باقي الأعراض.

 يُمكن أن يعاني بعض الرجال من أعراض ملحوظة على الرغم من التضخم الطفيف في غدة البروستاتا، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض بولية طفيفة على الرغم من التضخم الشديد؛ لذا يُمكن القول بأن شدة الأعراض لا ترتبط بمدى تضخم حجم البروستاتا.

ومن الجدير بالذكر أن ظهور واحدة من تلك الأعراض لا يُعني بالضرورة إصابتك بهذا المرض، فهناك أسباب أخرى صحية محتملة لأعراض المسالك البولية؛ مثل: [1]

  • التهاب المسالك البولية.
  • التهاب البروستاتا.
  • وجود حصوات في المثانة أو الكلى.
  • وجود مشكلات في الأعصاب المتحكمة في المثانة.
  • تضيق مجرى البول.

أسباب تضخم البروستاتا الحميد 

ليس من الواضح تماماً حتى وقتنا الحالي سبب تضخم البروستاتا الحميد، لكن من المؤكد أنها تحدث رئيسياً في الرجال كبار السن، ويظن خبراء الطب أن التغييرات الهرمونية الجنسية التي تحدث للرجال مع تقدم العمر قد تلعب دوراً في تلك الحالة الصحية؛ مثل: انخفاض هرمون التستوستيرون النشط في الدم.

وهناك العديد من عوامل الخطر لتضخم البروستاتا الحميد التي توصل إليها التقدم الطبي، وتشمل: [1] [2]

  1. التقدم في العمر (الشيخوخة)، إذ من النادر أن يتسبب تضخم غدة البروستاتا في ظهور علامات وأعراض لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
  2. وجود تاريخ عائلي وراثي من مشكلات غدة البروستاتا.
  3. الإصابة بمرض السكري، أو الأمراض القلبية التي تتطلب تناول عقاقير حاصرات البيتا قد يزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا.
  4. ارتفاع وزن الجسم ومعاناة السمنة.
  5. عدم ممارسة نشاطات بدنية مع أسلوب غذائي غير صحي.

مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد 

لا يعاني معظم الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد أي مضاعفات، لكن في حالة إهمال العلاج مع الحالات الشديدة ذات الأعراض البولية الملحوظة قد تظهر بعض المضاعفات المحفوفة بالمخاطر، وتشمل ما يلي: [3]

  • عدم القدرة المفاجئة على التبول أي احتباس البول الحاد، أو المزمن الذي قد يصل بالأمر إلى إدخال أنبوب (قسطرة) في مثانتك لتصريف البول.
  • عدوى المسالك البولية من عدم قدرتك على إفراغ المثانة بالكامل.
  • ظهور حصوات في المثانة، أو تلف جدار المثانة.
  • تلف الكلى من الضغط الواقع على المثانة واحتباس البول، أو قد تنتقل عدوى المثانة إلى الكلى.
  • الإصابة ببعض المشكلات الجنسية الشائعة؛ مثل: ضعف الانتصاب.

تشخيص تضخم البروستاتا الحميد 

يلجأ الطبيب إلى وسائل تشخيصية مختلفة حتى يتأكد من إصابتك بتضخم البروستاتا الحميد، وقد يلجأ إلى فحوصات مساعدة تعمل على تحديد حجم التضخم بعد التشخيص، واستبعاد وجود حالات مرضية أخرى، ومن أهم تلك الفحوصات ما يلي: [4] [5]

  1. إجراء فحص بدني شامل مع معرفة التاريخ الطبي الكامل.
  2. إجراء اختبارات الدم والبول؛ حتى يستبعد الطبيب وجود عدوى أو حالات صحية أخرى تسبب نفس أعراضك التي تعانيها.
  3. إجراء اختبار المستقيم الرقمي عبر إدخال الطبيب لإصبعه وهو مرتدي قفازاً ومرطباً في المستقيم لكي يستطيع تقدير حجم البروستاتا وتطور الحالة.
  4. إجراء اختبار تدفق البول لقياس مدى بطء مجرى البول مقارنةً بالتدفق الطبيعي للبول، وقياس كمية البول المتبقية بعد التفريغ.
  5. قد يلجأ الطبيب إلى الأشعة فوق الصوتية، أو تنظير المثانة؛ حتى يرى ما بداخل مجرى البول والمثانة بعد إعطائك مخدراً موضعياً.
  6. إجراء خزعة البروستاتا التي يتم فيها فحص أنسجة من البروستاتا مجهرياً، وقد يساعد هذا الطبيب في تشخيص سرطان البروستاتا أو استبعاده.

طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد 

 قد لا يحتاج المصابون بأعراض خفيفة إلى خطة علاجية بجانب المراقبة المستمرة للتأكد من عدم تدهور حالتهم، ويُطلق على هذا الوضع مصطلح الانتظار اليقظ، ويوجد أيضاً خيارات علاجية متنوعة متاحة في الحالات التي تعاني أعراضاً شديدة. [4]

العلاجات الدوائية 

 تُعد الاختيارات الدوائية خط العلاج الأول الذي يلجأ إليه الطبيب للتخلص من تضخم البروستاتا الحميد في معظم الحالات، فقد يستخدم علاج واحد أو مزيج حسب الحالة والأعراض، وتشمل الاختيارات ما يلي: [4] [5]

  1. حاصرات ألفا (بالإنجليزية: Alpha Blockers): تعمل على إرخاء عضلات البروستاتا والمثانة؛ مما يحسن الأعراض لكن لا تقلل من حجم البروستاتا المتضخم، ومن أشهر أنواعها: الفوزوسين (الاسم التجاري: Uroxatral)، تيرازوسين (الاسم التجاري: Hytrin)، تامسولوسين (الاسم التجاري: Flomax).
  2. مثبطات مختزلة ألفا-5 (بالإنجليزية: 5-Alpha-Reductase Inhibitors): يقلل هذا النوع من الأدوية حجم غدة البروستاتا المتضخمة، بل تزيد من تدفق البول وتقلل حاجة المريض إلى إجراء عملية جراحية للبروستاتا، لكن تحتاج إلى حوالي 6 أشهر حتى ترى نتيجة فعالة؛ مثل: فيناسترايد (الاسم التجاري: Proscar)، دوتاستيريد (الاسم التجاري: Avodart).
  3. مثبطات إنزيم فوسفودايستريز-5 (بالإنجليزية: Phosphodiesterase-5 Enzyme Inhibitors): تساعد في إرخاء العضلات الملساء في الجزء السفلي من المسالك البولية، ومن أفضل الاختيارات في المرضى الذين يعانون تضخم البروستاتا الحميد والضعف الجنسي في الوقت ذاته؛ مثل: تادالافيل (الاسم التجاري: Cialis).

العلاج الجراحي 

قد تستدعي بعض الحالات إجراءات جراحية عندما لا تجدي الاختيارات الدوائية أي نفعاً، أو عندما يحدث انسداد في المسالك البولية، أو تكون حصوات في المثانة، وتتضمن الإجراءات الجراحية عدة خيارات متنوعة تشمل كل مما يلي: [4] [5]

  1. استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP): عملية جراحية يزيل الطبيب فيها الأنسجة التي تسد الإحليل بأداة خاصة، لكن قد تتسبب في حدوث نزيف، والتعرض إلى العدوى، والعجز الجنسي.
  2. شق البروستاتا عبر الإحليل (TUIP): عملية جراحية يقوم الطبيب فيها بعمل شقين صغيرين في عنق المثانة وفي البروستاتا؛ لتوسيع مجرى البول وتحسين تدفقه.
  3. التبخير الكهربائي عبر الإحليل: تستخدم هذه التقنية الطاقة الكهربائية الناتجة من قطب كهربائي لتسخين أنسجة البروستاتا بسرعة، وتخفيف انسداد المسالك البولية.
  4. رفع مجرى البول في البروستاتا: إجراء جراحي طفيف التوغل يفصل فصوص البروستاتا المتضخمة؛ لتوسيع مجرى البول بإدخال أداة في مجرى البول وتحريكها للأمام.
  5. العلاج بالليزر: من أفضل الوسائل طفيفة التوغل التي يصل الطبيب فيها الحرارة إلى البروستاتا بطرق متنوعة؛ مما يتسبب في موت وإزالة الأنسجة المتضخمة، أو تبخير أنسجة البروستاتا وإذابتها مباشرةً.

العلاج بالنباتات والمكملات الغذائية 

اكتسبت عدة نباتات عشبية والمكملات الغذائية المشتقة منها شعبية كبيرة في أنحاء العالم للمساعدة في التخلص من تضخم البروستاتا الحميد على الرغم من عدم وجود أدلة علمية كافية حولها، لكن لا يُمكن إنكار حقيقة أن الجميع يُفضل الاتجاه نحو قوة الطبيعة للشفاء من الحالات الطبية المختلفة.

وتحتوي القائمة التالية على أكثر العناصر النباتية شيوعاً في تضخم البروستاتا الحميد: [5]

  • رأى بالميتو (النخيل القزم الأمريكي).
  • جذور عشب جنوب إفريقيا.
  • لحاء شجرة البرقوق الأفريقي (بيجيوم أفريكانو).
  • جذور نبات القراص اللاذع.
  • حبوب لقاح الجاودار (سيكال سيريل).
  • بذور القرع.

في الختام، لقد تعرفنا سوياً إلى أعراض وأسباب تضخم البروستاتا الحميد؛ مما يجعلك مدرك الآن أهمية إجراء الفحوصات الدورية خاصةً على جهازك التناسلي حتى تطمئن على صحتك الجسدية، واكتشاف وجود أي خلل مبكراً الذي يحميك من أن تؤول إلى مضاعفات غير مرغوبة ذات تأثيرات سلبية على جوانب حياتك المختلفة.