;

عقار جديد لإنقاص الوزن ينافس جراحات السمنة

نجح عقار تجريبي جديد على إنقاص وزن الأشخاص ما يصل إلى 24% من وزنهم بعد عام.

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 05 يوليو 2023 آخر تحديث: الأحد، 16 يوليو 2023
عقار جديد لإنقاص الوزن ينافس جراحات السمنة

تتمتع علاجات إنقاص الوزن مثل أوزمبك، وويجوفي، وغيرها بشهرة كبيرة بعدما أحدثت ثورة في فئة أدوية إنقاص الوزن، بعضها غير مصرح لاستخدامه لإنقاص الوزن، والآخر خاص فقط بمرضى السكري من النوع الثاني مما أدى إلى نقص حقن مثل أوزمبك في الأسواق العالمية لاستخدامها في أغراض التخسيس، لكن على ما يبدو نحن على أعتاب عصر جديد من ابتكارات إنقاص الوزن وعلاج السمنة بعدما كشفت شركة إيلي ليلي عن عقار جديد يتفوق على غيره من أدوية إنقاص الوزن، ويمنحك نتائج مذهلة في عدة أشهر.

عقار جديد لإنقاص الوزن

نجح العقار التجريبي ريتاتروتيد (retatrutide) من إنتاج شركة الأدوية إيلي ليلي (Eli Lily) في مساعدة الأشخاص على فقدان ما يصل إلى 24% من وزنهم بعد عام تقريباً، وهو أعلى خسارة للوزن في مجال أدوية وعلاجات السمنة إلى يومنا هذا.

نُشرت نتائج دراسة المرحلة الثانية من تجارب ريتاتروتيد (retatrutide) السريرية التي قامت بها إيلي ليلي (Eli Lily) في مجلة نيو إنجلاند الطبية يوم الاثنين حيث خضع 338 شخصاً بالغاً إلى الدراسة ممن يعانون السمنة، وتلقوا حقن ريتاتروتيد (retatrutide) أو دواء وهمي لمدة 48 أسبوعاً.

في نهاية الدراسة وجد الباحثين أن المجموعة التي تناولت أعلى جرعة من ريتاتروتيد (retatrutide) بمقدار (12 ملليجراماً في الأسبوع) فقدوا نحو 24٪ من وزن أجسامهم، مقارنة بأولئك في مجموعة الدواء الوهمي الذين فقدوا 2٪ من وزنهم.

الأمر الآخر الذي يثير الانتباه في دراسة المرحلة الثانية لدواء ريتاتروتيد (retatrutide) أن ما يقرب من ربع المرضى الذين تناولوا جرعة 12 ملغرام فقدوا أكثر من 30٪ من وزنهم خلال 48 أسبوعًا حيث أشار الباحثون إلى أن البالغين الذين يعانون السمنة، والذين تناولوا ريتاتروتيد لديهم انخفاض كبير في وزن الجسم.  

بدأت تجربة المرحلة الثالثة لعقار ريتاتروتيد (retatrutide) في مايو 2023 لدراسة تأثيره في المرضى الذين يعانون السمنة المفرطة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الثالثة من الدراسة في نوفمبر 2025. 

وتشير مؤلفة الدراسة الرئيسة أنيا م غاستريبوف مدير مركز بحوث السمنة بجامعة ييل الأمريكية أن وزن المشاركين في الدراسة كان لا يزال يتناقص بدلاً من الثبات.[1][2]

كيف يعمل عقار ريتاتروتيد؟

يعد عقار ريتاتروتيد عقاراً تجريبياً يخضع للأبحاث، وهو قيد التطوير حالياً لعلاج حالات السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، ويشبه في عمله أدوية إنقاص الوزن الأخرى مثل ويجوفي، وأوزمبك حيث تغير طريقة تناول الطعام، وتؤدي إلى انخفاض الشهية عن طريق محاكاة هرمونات محددة في القناة الهضمية، وتُستخدم على شكل حقنة مرة واحدة أسبوعياً.

عقار ريتاتروتيد هو ناهض يشبه الجلوكاجون الببتيد -1 (GLP-1)، مثل عقار ويجوفي، وأوزمبيك، لكن في حين أنه يعمل على نحو مشابه لتلك الأدوية، فإنه يعمل أيضًا على نوعين من الهرمونات الإضافية مما يساعد على التحكم في خفض نسبة السكر في الدم، والجلوكاجون، الذي يمكن أن يساعد في قمع الشهية وحرق المزيد من الطاقة.

يعمل عقار ويجوفي على محاكاة هرمون واحد فقط ينظم الجوع يُسمى GLP-1، بينما يحاكي عقار مونجارو GLP-1 وهرمون آخر يسمى GIP لكن عقار ريتاتروتيد (retatrutide) يحاكي ثلاثة هرمونات مختلفة تنظم الجوع بالتالي له تاثير قوي على الشهية لذلك يُطلق عليه اسم (Triple G).[2][3]

الاختلافات بين ريتاتروتيد وأدوية إنقاص الوزن

تشير البيانات الصادرة من دراسة عقار ريتاتروتيد التجريبي إلى أنه قد يساعد الناس على إنقاص وزن أكبر من الخيارات الشائعة الأخرى مثل أوزمبك، وويجوفي، وغيرهما من أدوية إنقاص الوزن، ويعد أكثر الأدوية فعالية في مكافحة السمنة.

يساعد عقار مونجارو الذي تنتجه شركة Eli Lilly أيضاً، الذي تمت الموافقة عليه لمرض السكري من النوع الثاني المرضى على فقدان ما يصل إلى 21٪ من وزنهم في التجارب السريرية، بينما عقار ويجوفي (Wegovy) يساعد على إنقاص ما يصل إلى 15 ٪ من الوزن.[2][3]

الآثار الجانبية للدواء

تشير نتائج دراسة عقار ريتاتروتيد (retatrutide) التجريبي الذي لم يُطرح إلى الآن للاستخدام أنه يتمتع بآثار جانبية مثل الأدوية الأخرى في فئة إنقاص الوزن وهي عقار أوزمبك (Ozempic)، وويجوفي (Wegovy)، ومونجارو (Mounjaro)، وتظهر الآثار الجانبية أكثر كثافة وحدة مع زيادة جرعات عقار ريتاتروتيد، وتشمل ما يلي:

  • الإسهال.
  • التقيؤ.
  • الإمساك.
  • الغثيان.

لاحظ الباحثون في الدراسة أن الأعراض كانت أغلبها خفيفة إلى معتدلة، وكانت أقل شدة عندما يكون لدى المرضى جرعة أولية أقل من 2 ملغ مقابل 4 ملغ، كما كان هناك عدد قليل من المرضى في الدراسة (7 ٪) يعانون من وخز في الجلد، وكانت هناك زيادة في معدل ضربات القلب لمدة تصل إلى 24 أسبوعًا لدى الأشخاص في المجموعة التي تلقت عقار ريتاتروتيد انخفضت بعد ذلك.[2][3]

تحظى أدوية إنقاص الوزن مثل أوزمبك، وويجوفي وغيرها بالكثير من الاهتمام على الرغم من أن بعضها لم يتم تصنيفه لعلاج حالات السمنة لكنه يستهدف مرض السكري من النوع الثاني، ويتميز كل دواء منهم بأسلوب عمل مختلف قد لا يتناسب مع جميع الحالات الصحية مثل مرضى الكبد.

النجاحات التي حققتها تلك الأدوية شكلت نقطة تحول في علاجات السمنة حتى أن البعض بدأ يقارنها بجراحات البدانة، بسبب قدرتها على إنقاص ما يقرب من 20% من الوزن مع ذلك تحتاج تلك الأدوية إلى المزيد من الأبحاث حول قدرتها على إنقاص بضعة كيلوغرامات خاصة أن الكثير يسئ استخدامها لإنقاص الوزن سريعاً، وليس فقط في حالات السمنة أو علاج السكري من النوع الثاني.

تحتاج أدوية إنقاص الوزن إلى فترة زمنية طويلة لرؤية النتائج، وهي ليست أدوية مضادات حيوية تستخدمها لبضع أيام فقط، خاصة أنها لا تعمل على المدى البعيد إلا باتباع أسلوب حياة صحي.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!