;

مرض الذئبة الحمراء

ما هو مرض الذئبة الحمراء وما هي أعراضه وأنواعه وأماكن الإصابة مع توضيح طرق التشخيص والعلاج وأسباب حدوثه وعلاقته بالحمل.

  • تاريخ النشر: الأحد، 28 فبراير 2021 آخر تحديث: الإثنين، 01 يناير 2024
مرض الذئبة الحمراء

وجود جهاز المناعة في جسم الإنسان هو نعمة كبيرة دون شك، نظراً لدوره الهام في الدفاع عن صحة الجسم يومياً ضد عوامل ممرضة لا تعد ولا تحصى، ويضمن تنظيم الجهاز المناعي الدقيق تعرفه على خلايا الجسم وعدم مهاجمته لها.

عند وجود خلل ما في هذا الجهاز قد يفشل في التمييز بين العوامل الممرضة وخلايا الجسم فيقوم بمهاجمتها وهو ما يحدث في أمراض المناعة الذاتية (هجوم جهاز المناعة على خلايا الجسم السليمة)، وتعتبر الذئبة الحمراء من أكثر هذه الأمراض شيوعاً.

ما هو مرض الذئبة الحمراء وما هي أعراضها

يسمى أيضاً مرض الذئبة الحمامية، وهو مرض مناعي ذاتي يصيب أعضاء عديدة مسبباً أذيتها وتلفاً فيها، قد تصيب هذا المرض المناعي كلاً من الكليتين، والرئتين، والقلب، والجلد، بالإضافة إلى المفاصل.

تبدأ المشكلة حين يشكل جهاز المناعة أجساماً مضادة بكميات كبيرة (مهمتها في الحالة الطبيعية قتل العوامل الممرضة) فتهاجم بدورها خلايا الجسم ومكوناته، وذلك لأسباب مجهولة حتى الآن، وتوجد العديد من الأعراض المرافقة للذئبة الحمراء، نذكر من أهمها:[1][2]

  1. زرقة وبرودة في نهايات الأصابع والتي تدعى ظاهرة رينو (ناتجة عن تقبض الأوعية الدموية الصغيرة في نهايات الأصابع).
  2. طفح أحمر اللون على الأنف والوجنتين، وغيرها من المناطق المعرضة للشمس.
  3. طفح جلدي متنوع الشكل ومنتشر، يزداد سوءً عند التعرض للشمس.
  4. التعب والوهن العام وارتفاع الحرارة.
  5. ألم المفاصل، يبوسها وتورمها.
  6. فقر الدم.
  7. الصداع.

أنواع الذئبة الحمراء

 تختلف أنواع الذئبة فيما بينها بالأعضاء التي تصيبها ومكان انتشار المرض في الجسم، وأهم هذه الأنواع هي كالتالي:[3]

  1. الذئبة الجلدية الحادة (بالإنجليزية: ACL): تنحصر الإصابة بالجلد وتظهر على شكل طفح أحمر أو قرمزي اللون على الوجنتين والأنف، وهو يدعى طفح الفراشة (يشبه الطفح جناحي فراشة بامتداده).
  2. الذئبة الجلدية القرصية (بالإنجليزية: DLE): وهي شكل محصور بالجلد أيضاً، لكنها إصابة مزمنة (تحدث خلال فترة طويلة) وتؤدي لتغير لون الجلد في منطقة الإصابة، كما تظهر الندبات بعد الشفاء ويُفقد الشعر في مكان الإصابة.  
  3. الذئبة الحمراء الجهازية (بالإنجليزية: SLE): تعتبر الشكل الأشد والأخطر من الذئبة الحمراء، تشمل الإصابة أجهزة متعددة في الجسم، وهي الأكثر شيوعاً بين أنواع المرض، يحدث في سياقها إصابة الكليتين، والمفاصل، والقلب، والرئتين، والجلد، والجهاز العصبي.
  4. الذئبة الحمراء عند حديثي الولادة (بالإنجليزية: NLE): تحدث هذه الإصابة عند الأطفال الذين يولدون من أمهات مصابات بالذئبة الحمراء الجهازية أو اللواتي يملكن الأجسام المضادة الخاصة بالمرض في دمهن، حتى وإن لم تظهر عليهن أعراض المرض، حيث تنتقل هذه الأضداد عبر المشيمة إلى الجنين وتؤدي لحدوث مضاعفات المرض عنده بعد الولادة، وأخطر أعضاء الجنين التي قد تتأثر هو القلب، الأمر الذي قد يصل  إلى توقف قلب الطفل بعد الولادة، لكن لحسن الحظ فإن أغلب حالات الذئبة عند حديثي الولادة تشفى خلال أشهر بعد الولادة.
  5. الذئبة الدوائية: يتحرض ظهور المرض بتناول أدوية معينة، مثل التربينافين (مضاد للفطريات)، البيرازيناميد (دواء لعلاج السل)، الفينيتوئين (مضاد للصرع)، وغيرها من الأدوية، عادة ما يتراجع المرض ويشفى تلقائياً وبشكل تام بعد إيقاف الدواء المسبب.

أسباب مرض الذئبة الحمراء

حتى الآن لم يعرف السبب الذي يدفع جهاز المناعة لاعتبار خلايا الجسم كأجسام غريبة عنه وتشكيله لأضداد تجاهها، لكن يعتقد أن المرض ينتج عن اجتماع عدد من العوامل الوراثية والبيئية، وذلك يعني أن الأشخاص الذين لديهم مورثات معينة يكونون عرضة للإصابة بالذئبة الحمراء بشكل أكبر عند التعرض لعوامل بيئية معينة، والتي تشمل:[1][2]

  1. ضوء الشمس: التعرض المديد لأشعة الشمس قد يحرض بدء المرض بأنواعه المختلفة (الأشكال الجلدية - الشكل الجهازي أي أن يصيب أعضاء الجسم الأخرى مثل القلب)، ويعتقد أن ذلك يحدث بسبب كون جلد المصابين بالذئبة (من لديهم مورثاتها) أكثر حساسية تجاه الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في ضوء الشمس من غيرهم.
  2. الالتهابات الجرثومية والفيروسية: يمكن للالتهابات بأنواعها أن تسبب بدء المرض أو تؤدي لانتكاسة المريض بعد استقرار أعراضه.
  3. الجنس: الذئبة شائعة بشكل أكبر عند الإناث منها عند الذكور، ويعتقد أن للاختلافات الهرمونية دوراً في ذلك.
  4. العمر: أكثر ما تحدث الذئبة الحمراء بين عمر 15 _ 45 سنة، لكنها من الممكن أن تظهر في أي عمر.

تشخيص مرض الذئبة الحمراء

لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص هذا المرض، إنما التشخيص يعتمد على تكامل الفحص السريري للمريض مع الفحوص المخبرية والصور الشعاعية، حيث يتم طلب الاستقصاءات والفحوصات التالية:[1]

  1. تعداد دم كامل: اختبار يحسب عدد الكريات الحمر والبيض والصفيحات وتركيز الخضاب، يمكن من خلاله تحري فقر الدم أو أسباب النزف مثل نقص الصفيحات.
  2. سرعة التثفل (ESR): اختبار يحسب سرعة ترسب الكريات الحمراء في عينة الدم، يمكن من خلاله الاستدلال على وجود حالة التهابية في الجسم.
  3. تحليل البول: عندما تصيب الذئبة الحمراء الكليتين قد يؤدي ذلك لتسرب البروتين أو الكريات الحمر إلى البول؛ وبالتالي يمكن كشفهما فيه.
  4. اختبار الأضداد (ANA Test): وهو اختبار يقيس محتوى الدم من الأجسام المضادة وهذا الاختبار نوعي للذئبة الحمراء، وهو مفيد جداً للتشخيص.  
  5. خزعة الكلية: يتم أخذ عينة من نسيج الكلية لتحديد شدة الإصابة، كذلك لتقرير كيفية العلاج.

علاج مرض الذئبة الحمراء

يتحدد العلاج بخطورة المرض وأعراضه ودرجة الإصابة، وتتنوع طرق المعالجة وتشمل:[2]

  1. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل عقار الإيبوبروفين ونابروكسين الصوديوم، والتي تستخدم لتخفيف الألم والتهاب المفاصل، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استعمالها عند وجود مشاكل في المعدة كالقرحة أو مشاكل في عمل الكليتين.  
  2. الأدوية المضادة للملاريا: مثل الهيدروكسي كلوروكين، ويستخدم لعلاج الذئبة بسبب تأثيره المهدئ لجهاز المناعة، إذ يساعد في إبطاء سير المرض وتخفيف حالات النكس.
  3. الستيروئيدات: مثل الميتيل بريدنيزولون، وتستخدم غالباً في الحالات الشديدة التي تتضمن إصابة الكلية أو الدماغ، كما يتم البدء بها لعلاج الهجمات الحادة من المرض بسبب فعاليتها التي تخفف الالتهاب وتكبح المناعة.
  4. مثبطات المناعة: مثل دواء الميكوفينولات، والسيكلوفوسفاميد، والميثوتريكسات، والأزاثيوبرين، وهي أدوية تستخدم في الحالات الشديدة حين تفشل الأدوية الأخرى في تحقيق الاستجابة المرجوة منها، حيث توقف عمل الجهاز المناعي بالكامل فتتوقف فعالية المرض، لكن يوجد لهذه الأدوية آثار خطيرة جداً أهمها أنها تزيد القابلية للإصابة بالالتهابات الجرثومية والفيروسية الشديدة، والتي تعد السبب الأهم للوفيات عند من يتناولونها.

مرض الذئبة الحمراء والحمل

لا تعتبر الذئبة الحمامية مرضاً يمنع الحمل لكن يجب أن ينجح العلاج في تهدئة الأعراض قبل التخطيط للحمل، إذ تؤكد الأبحاث الطبية أنه وبعد فترة هجوع المرض بحوالي 6 أشهر يمكن للمرأة الحمل، طبعاً مع تعديل في الأدوية المستخدمة لتجنب استعمال أدوية تسبب تشوه للجنين (مثلاً يتم إيقاف دواء الميكوفينولات الذي يسبب تشوه الأجنة واستبداله بدواء الآزاثيوبرين الآمن نسبياً خلال الحمل).[1]

ملاحظة: كما يمكن للحمل أحياناً أن يعيد تفعيل المرض بعد هجوعه (انتكاسة المريض) فتعود الأعراض أو تشتد، لكن يبقى ذلك احتمال قليل الشيوع.[1]

هل مرض الذئبة الحمراء معدي؟

مرض الذئبة غير معدٍ على الإطلاق، لأنه لا ينتج عن كائنات حية ممرضة بل إن السبب وراءه هو خلل في مناعة الجسم ذاته.[1]

هل مرض الذئبة الحمراء مميت؟

يسبب مرض الذئبة الحمامية العديد من الإصابات الخطيرة في الجسم وأخطرها هي إصابة الكليتين، والتي تعتبر السبب الأول للوفاة عند المرضى، كما أن إصابات القلب والدماغ والرئتين تشكل سبباً هاماً للوفيات أيضاً، على الرغم من ذلك، فإن أغلب الوفيات تحدث عند المرضى غير المعالجين أو المعالجين بشكل خاطئ، حيث إن العلاج الجيد والفعال للمرض يقلل نسبة الوفيات والاختلاطات بشكل كبير حتى تكاد الوفيات تكون معدومة عند اتباع خطط العلاج الصحيحة.[1]

يمكن السيطرة على أعراض المرض مع الحرص على متابعة الحالة الصحية لمريض الذئبة الحمراء، والالتزام بالإرشادات الطبية المتخصصة،والأدوية الموصوفة من الطبيب المعالج، فإن هذا المرض كغيره من الأمراض المناعية التي يطور العلم والبحث المستمر علاجاتها حتى اليوم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!