;

فيروس ماربورغ وفيروس إيبولا

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 يوليو 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
فيروس ماربورغ وفيروس إيبولا

شهدت العقود الأخيرة انتشاراً واسع النطاق لمجموعة من الفيروسات المميتة التي لم يتمكن العلم من هزيمتها حتى الآن، ويعد فيروس ماربورغ وفيروس إيبولا من أشد هذه الفيروسات فتكاً وأكثرها خطورة، لذا نستعرض في هذا المقال تفاصيل كثيرة عن أسباب وأعراض الإصابة بهذه الفيروسات القاتلة، وكيفية الوقاية منها.

فيروس ماربورغ وإيبولا

ينتمي فيروس ماربورغ (بالإنجليزية: Marburg Virus) وفيروس إيبولا (بالإنجليزية: Ebola Virus) إلى عائلة الفيروسات الخيطية، ويسبب كلاهما الحمى النزفية وفشل الأعضاء الذي يؤدي في النهاية إلى الموت، تتشابه الأعراض الإكلينيكية لكلا الفيروسين، على الرغم من أن الإصابة بفيروس إيبولا تعد أكثر فتكاً من فيروس ماربورغ. [1]

اكتشف فيروس ماربورغ للمرة الأولى عام 1967 عندما تفشى مرض الحمى النزفية في وقت واحد في مختبرات مدينتي ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا، ومع تتبع مصدر الإصابة، تبين أن العدوى انتقلت للأشخاص الذين تعرضوا إلى مجموعة من القرود الخضراء الإفريقية التي أتت من دولة أوغندا لإجراء أبحاث عليها. [2]

أما فيروس إيبولا فقد تم اكتشافه للمرة الأولى في عام 1976 بالقرب من نهر إيبولا في دولة الكونغو الديمقراطية، ومنذ ذلك الحين يصيب الفيروس كثير من الأشخاص من آن لآخر، مما أدى إلى تفشي المرض في العديد من البلدان الأفريقية. [3]

أعراض فيروس ماربورغ وفيروس إيبولا

يشترك فيروس ماربورغ وفيروس إيبولا في الأعراض التي يسببها كلاهما، تتطور الأعراض وتختلف شدتها باختلاف المرحلة التي يمر بها المريض، والتي يمكن أن تنقسم إلى عدة مراحل نستعرض أعراض كل مرحلة منهم في هذا الجزء من المقال. [1]

الأعراض المبكرة

يبدأ المرض بأعراض بسيطة تشبه الإنفلونزا، حيث يعاني المرضى في هذه المرحلة من: [1]

  • ضعف.
  • إعياء.
  • صداع في الرأس.
  • التهاب في الحلق.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • ألم في العضلات والمفاصل.

أعراض اليوم الثالث

بحلول اليوم الثالث من الإصابة، تبدأ الأعراض في التطور، وتتضمن هذه الأعراض: [1]

  • قيء وغثيان.
  • فقدان الشهية.
  • ألم في البطن.
  • إسهال مائي يحتوي على إفرازات دموية ومخاط.

أعراض اليوم الخامس

بمرور من خمسة إلى سبعة أيام من الإصابة، يعاني المرضى من: [1]

المرحلة الأخيرة من المرض

تشهد المرحلة الأخيرة من المرض تطوراً كبيراً يعكس فرط النزيف الذي يعاني منه المريض، إلى جانب فشل أعضاء الجسم، ومن الأعراض المميزة لهذه المرحلة: [1]

  • انخفاض مستوى الوعي.
  • فشل متعدد في أعضاء الجسم.
  • صدمة نقص حجم السوائل في الجسم نتيجة النزيف الشديد.

أسباب الإصابة بفيروس ماربورغ وإيبولا

يعد التعرض إلى الحيوانات الناقلة للفيروسات هو السبب الرئيسي وراء الإصابة بالمرض، حيث تم اكتشاف فيروس ماربورغ في خفافيش الفاكهة التي تعيش في بعض الدول الإفريقية، إلى جانب بعض أنواع الشمبانزي والقرود، بينما عثر على فيروس الإيبولا في بعض القرود الإفريقية، وتم اكتشاف سلالات أخرى من الفيروس في بعض الخنازير والقرود التي تعيش في الفلبين. [4]

هناك بعض عوامل الخطر التي تساهم في زيادة احتمال الإصابة، من ضمنها: [4]

  • السفر إلى دولة إفريقية، خاصةً الدول التي يتفشى فيها الفيروس.
  • العمل في مجال الأبحاث العلمية على حيوانات المعمل.
  • العمل في المجال الطبي، أو تقديم الرعاية الطبية لأحد المصابين.
  • العمل في تجهيز الجثث للدفن؛ لأن الجثث تكون معدية لهؤلاء الأشخاص.

تشخيص فيروس ماربورغ وإيبولا

قد يكون من الصعب التمييز بين فيروس ماربورغ وإيبولا وبعض الأمراض المعدية الأخرى؛ مثل: الملاريا، وحمى التيفود، والالتهاب السحائي من خلال الاعتماد على الأعراض فقط، لهذا السبب بمجرد اشتباه الطبيب في إصابة المريض بأي فيروس مسبب للحمى النزفية، يلجأ إلى بعض الاختبارات منها: [1][4]

  • اختبار تحييد المصل.
  • تفاعل البوليميراز المتسلسل العكسي (بالإنجليزية: PCR).
  • عزل الفيروس عن طريق زراعة الخلايا.
  • مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالإنزيم (بالإنجليزية: ELISA).

طريقة انتقال فيروس ماربورغ وإيبولا

تتضمن طرق انتقال الفيروس محورين، الأول هو انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، والمحور الثاني هو الطريقة التي ينتقل بها الفيروس من إنسان لآخر.[1][4]

انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان

في البداية، تنتقل عدوى ماربورغ عند التعرض للكهوف التي تعيش فيها بعض أنواع الخفافيش الناقلة للفيروس، أما فيروس إيبولا ينتقل إلى الإنسان من خلال الاتصال الوثيق بالدم، أو الإفرازات، أو سوائل الجسم الأخرى للحيوانات المصابة؛ مثل: خفافيش الفاكهة، وبعض أنواع القرود، والشمبانزي.[1][4]

انتقال الفيروس بين البشر

بعد الإصابة الأولية، ينتقل الفيروس من إنسان لآخر عن طريق الاتصال المباشر من خلال الجلد المصاب أو الأغشية المخاطية عبر أي طريقة من هذه الطرق: [1]

  • الدم وسوائل الجسم.
  • الأسطح الملوثة بسوائل الجسم.
  • حليب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • مراسم دفن المصابين.

علاج فيروس ماربورغ وإيبولا

تم اعتماد دواء يحتوي على مجموعة من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (بالإنجليزية: Monoclonal Antibodies) لعلاج أحد أنواع فيروس إيبولا، كما تم إجراء مجموعة من الأبحاث السريرية على استخدام بعض الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج فيروس إيبولا، لكن لا يوجد دواء معتمد حتى الآن لعلاج فيروس ماربورغ.[1][4]

تمثل الرعاية الداعمة التي يتلقاها المريض داخل المستشفى ركناً هاماً في علاج فيروس ماربورغ وإيبولاً، وتتضمن هذه الرعاية:[1][4]

  • استبدال عوامل التخثر المستنفدة.
  • الحفاظ على حجم الدم ومستوى الإلكتروليتات.
  • الحفاظ على ضغط الدم في معدله الطبيعي.
  • استخدام الأدوية المسكنة للألم عند اللزوم.
  • الوقاية من الإصابة بالجفاف من خلال السوائل الفموية والوريدية.

مضاعفات فيروس ماربورغ وإيبولا

تقترن الإصابة بفيروسي ماربورغ وإيبولا بارتفاع كبير في نسبة الوفيات، نظراً لتسببها في كثير من المضاعفات الخطيرة، من ضمنها: [4]

  • اليرقان.
  • النزيف.
  • التشنجات.
  • الغيبوبة.

يحتاج الأشخاص المتعافين من الإصابة إلى وقت طويل حتى يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، ومن ضمن المشكلات المستقبلية التي قد يواجهها هؤلاء الأشخاص: [4]

الوقاية من فيروس ماربورغ وإيبولا

هناك جهود علمية مكثفة لتوفير لقاحات تساعد على الوقاية من الإصابة بفيروس ماربورغ وإيبولا، ولحسن الحظ تم اعتماد لقاح مؤخراً يساعد على الوقاية من فيروس إيبولا، لكن لا توجد لقاحات حتى الآن متوفرة للوقاية من فيروس ماربورغ. [4]

إلى جانب اللقاحات، هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تساعد على الحد من الإصابة بالمرض، أو على الأقل تفشي الإصابة، من أهم هذه الإجراءات: [4]

  • تجنب السفر إلى الدول التي يتفشى فيها المرض.
  • الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون.
  • استخدام كحول لتعقيم اليدين في حالة عدم توفر الماء والصابون.
  • تجنب أكل اللحوم التي يتم استيرادها من الدول التي يتفشى فيها المرض.
  • تجنب الاتصال المباشر مع المرضى، أو حتى لمس فراشهم أو ملابسهم الشخصية.
  • الحرص على تطبيق إجراءات مكافحة العدوى بالنسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية؛ لتجنب انتقال العدوى إليهم.

يعد فيروس ماربورغ وفيروس إيبولا من أشهر الفيروسات المميتة، وهناك جهود مضنية من العديد من الباحثين لاكتشاف أدوية ولقاحات تساعد على الحد من انتشار هذه الفيروسات، وتقلل من معدلات الوفاة الناجمة عنها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!