;

علاج القولون العصبي في المنزل

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 18 مايو 2022
علاج القولون العصبي في المنزل

يعد القولون العصبي من المشكلات الشائعة التي يصعب علاجها اعتماداً على الأدوية فقط، فما جدوى استخدام هذه الأدوية دون أن يعرف المريض الطرق المنزلية البسيطة التي تخفف الأعراض، والنظام الغذائي المناسب لمشكلته.

لذا نلقى الضوء في هذا المقال على كيفية علاج القولون العصبي في المنزل، ونوضح بعض العوامل التي ينبغي تجنبها منعاً لتفاقم الأعراض.

ما هو القولون العصبي

القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome) هو مرض شائع يعاني فيه المرضى من اضطراب في حركة القناة الهضمية، وتغيُّر حركة انقباض الأمعاء، مما يؤدي إلى معاناة المرضى من بعض الأعراض؛ مثل: تقلصات البطن، والتناوب بين الإسهال والإمساك، واحتباس الغازات داخل البطن. [1]

في كثير من الأحيان يكون لدى مرضى القولون العصبي حركة أمعاء طبيعية في بعض الأيام، وحركات غير طبيعية في أيام أخرى، تتكرر هذه الاضطرابات كثيراً على مدار اليوم، مما يجعل المريض يشعر بالإحراج في كثير من الأحيان. [1]

يصنف الأطباء القولون العصبي إلى عدة أنواع تبعاً لطبيعة المشكلة التي يعاني منها المريض، تنقسم هذه الأنواع إلى: [1]

  1. القولون العصبي مع الإمساك: يعاني المريض في هذا النوع من الإمساك معظم الوقت.
  2. القولون العصبي مع الإسهال: يغلب الإسهال على أعراض مرضى هذا النوع، ويكون في بعض الأحيان إسهال مائي.
  3. القولون العصبي مع عادات الأمعاء المختلطة: يعاني المرضى في هذا النوع من تناوب أعراض الإمساك والإسهال في نفس الوقت.

علاج القولون العصبي في المنزل

لا شك أن التعايش مع مشكلة القولون العصبي من الأمور المرهقة بالنسبة لكثير من المرضى؛ نظراً لتأثيره بشكل مباشر على طريقة حياتهم، وعلى الرغم من ذلك هناك بعض الطرق البسيطة التي تساعد هؤلاء المرضى على التأقلم مع هذه الأعراض ومنع تطورها، لهذا السبب نستعرض في هذا الجزء من المقال طرق علاج القولون العصبي في المنزل. [2]

ممارسة الرياضة بانتظام

تعد التمارين الرياضية من الطرق المجربة في تخفيف أعراض القولون العصبي؛ حيث تساعد زيادة مستوى النشاط البدني في توفير الراحة لأعراض القولون العصبي؛ لأنها تحفز الحركة المنتظمة لانقباضات الأمعاء، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه التمارين الهوائية في تحسين أعراض القولون العصبي. [2][3]

ينبغي أن يراعي المرضى غير المعتادين على ممارسة التمارين الرياضية أن يبدأوا في ممارسة الرياضة تدريجياً، وتوصي الجمعية الأمريكية لأمراض القلب بممارسة الرياضة 30 دقيقة يومياً لمدة 5 أيام في الأسبوع. [2]

الاسترخاء

من الممكن أن تتسبب الضغوطات النفسية التي نتعرض لها جميعاً بشكلٍ يومي في حدوث اضطراب في التفاعلات المعقدة بين المخ والجهاز الهضمي، مما ينعكس في نهاية الأمر على تفاقم أعراض القولون العصبي. [2]

لهذا السبب تساعد تقنيات الاسترخاء في تحسين أعراض القولون العصبي بشكلٍ فعال، وهو الأمر الذي أشارت إليه إحدى الدراسات التي أثبتت الارتباط بين المواظبة على تمارين الاسترخاء لمدة 8 أسابيع، وبين التحسن الواضح في أعراض متلازمة القولون العصبي. [3]

هناك العديد من الأمثلة على تقنيات الاسترخاء التي ثبتت فعاليتها في تخفيف أعراض القولون العصبي، من ضمن هذه التقنيات: التنفس البطني، واسترخاء العضلات التدريجي، وتمارين التخيل. [3]

الإكثار من الألياف

تعد الألياف خياراً مثالياً لعلاج أعراض الإمساك المصاحبة لمرضى القولون العصبي، فهي تزيد من ليونة البراز، وتجعل تمريره إلى خارج الجسم أكثر سهولة، هناك نوعان من الألياف، هما: الألياف القابلة للذوبان، والألياف غير القابلة للذوبان. [3]

توجد الألياف القابلة للذوبان في الفواكه، والشعير، والفاصولياء، بينما يمكنك الحصول على الألياف غير القابلة للذوبان عن طريق تضمين الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة في نظامك الغذائي. [3]

توصي الإرشادات الغذائية باستهلاك من 22-34 غرام يومياً من الألياف، ويفضل الأطباء الإكثار من تناول الألياف القابلة للذوبان أكثر من الألياف غير القابلة للذوبان لعلاج أعراض القولون العصبي، كما ينبغي زيادة كمية الألياف بالتدريج في النظام الغذائي؛ تجنباً لبعض الأعراض الجانبية التي يمكن أن تحدث عند الإكثار من تناولها فجأة؛ مثل: التقلصات، والغازات، والانتفاخ. [2]

تجنب منتجات الألبان

يعاني بعض المرضى الذين لديهم حساسية من اللاكتوز من أعراض القولون العصبي، ينبغي على هؤلاء المرضى تجنب منتجات الألبان، والاعتماد فقط على الزبادي؛ وفي هذه الحالة يجب التأكد من حصول المريض على ما يكفي من الكالسيوم والبروتين من مصادر أخرى، وهي من الأمور التي ينبغي أن يناقشها المريض مع الطبيب. [2]

الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية

في بعض الأحيان، قد لا تكون العلاجات البسيطة كافية في علاج القولون العصبي، يمكنك الاستعانة ببعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، من أشهر هذه الأدوية: [3]

  1. مكملات الألياف: تعد المكملات الغذائية التي تحتوي على الألياف خياراً فعالاً للتخلص من أعراض الإمساك؛ من أشهر الأمثلة على هذه الأدوية: السيلليوم (الاسم التجاري: Metamucil)، والميثيل سيليلوز (الاسم التجاري: Citrucel).
  2. الأدوية الملينة: تساعد هذه الأدوية على زيادة حركة الأمعاء للمرضى الذين يعانون من الإمساك، تضم هذه الأدوية: الملينات التناضحية (الاسم التجاري: Miralax)، وحليب المغنيسيا والبيساكوديل (الاسم التجاري: Dulcolax).
  3. أدوية علاج الإسهال: يعد اللوبيراميد (الاسم التجاري: Imodium) من الأدوية المناسبة لعلاج أعراض الإسهال التي يعاني منها مرضى القولون العصبي؛ فهو يساعد على إبطاء حركة القناة الهضمية.
  4. الأدوية المضادة للتقلصات: تساعد هذه الأدوية على منع تقلصات العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، ومن أشهرها: الهيوسيامين (الاسم التجاري:levsin).

مع ضرورة تناول هذه الأدوية بحذر، فقد يؤدي التناول العشوائي لبعض أدوية علاج الإسهال والإمساك في تفاقم أعراض القولون العصبي عند كثير من المرضى، لهذا السبب ينبغي تناول هذه الأدوية بمنتهى الحذر، وعدم استخدامها إلا في حالات الضرورة القصوى، مع الالتزام الكامل بالتعليمات الخاصة بتناول هذه الأدوية، والجرعات المناسبة لها. [2]

علاج القولون العصبي بالأعشاب

تعد الأعشاب من أفضل الخيارات التي تساعدك على علاج القولون العصبي في المنزل، من أشهر هذه الأعشاب: [4]

  1. النعنع: يساعد النعنع على تخفيف الآلام الناتجة عن تقلصات الأمعاء، ويعد زيت النعنع هو المكمل العشبي الوحيد الذي نال موافقة الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي؛ نظراً لفعاليته في التخفيف من تقلص الأمعاء.
  2. الصبار: يساعد الصبار على تخفيف آلام البطن، لكن ينبغي استخدامه بحذر مع مرضى السكر؛ لأنه يقلل من مستوى السكر في الدم.
  3. خلاصة أوراق الخرشوف: أشارت بعض الأبحاث إلى فعالية أوراق الخرشوف في تخفيف تقلصات الأمعاء؛ نظراً لأنها تحتوي على مركب يسمى سيناروبيكرين.
  4. الأعشاب الملينة: هناك العديد من الأعشاب التي يمكنها أن تقلل من أعراض الإمساك بمنتهى الفعالية، تعد السنا، والكسكارا، والراوند من أشهر هذه الأعشاب، لكن مع مراعاة عدم استخدام هذه الأعشاب أكثر من سبعة أيام؛ تجنباً لتأثيرها سلبياً على الكبد.
  5. أعشاب علاج الإسهال: يعد البابونج وأوراق التوت من الخيارات المثالية لعلاج الإسهال المصاحب لمرضى القولون العصبي، إلى جانب قدرتهم على تخفيف تقلصات الأمعاء.

النظام الغذائي لمرضى القولون العصبي

لا يمكننا أن نطرح طرق علاج القولون العصبي في المنزل دون أن نتطرق إلى النظام الغذائي المناسب للقولون العصبي، أو ما يطلق عليه النظام الغذائي منخفض الفودماب، وهو نظام غذائي يساعد على التحكم في أعراض القولون العصبي عن طريق تجنب بعض الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات يصعب هضمها. [5]

من أشهر الأمثلة على الأطعمة التي ينبغي تجنبها أو التقليل منها بقدر الإمكان: [5]

  1. المنتجات التي تحتوي على القمح.
  2. الأطعمة التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز.
  3. بعض الفواكه وعصائرها؛ مثل: التوت، والمانجو، والمشمش، والكمثرى، والخوخ، والبطيخ، والتفاح.
  4. بعض الخضروات؛ مثل: الفول، والكرنب، والقرنبيط، والخرشوف، والثوم، والعدس، والبصل، والبازلاء.
  5. الحلويات والمنتجات التي تحتوي على المحليات بما في ذلك السوربيتول، والمانيتول.

بالإضافة إلى اتباع النظام الغذائي منخفض الفودماب، هناك بعض الأطعمة التي ينبغي أن يتجنبها مرضى القولون العصبي، اعتماداً على الأعراض التي يعانون منها على وجه التحديد. [5]

الأطعمة التي تسبب الإمساك

من أشهر الأطعمة المسببة للإمساك: [5]

  • الكحول.
  • الكافيين.
  • المشروبات الغازية.
  • رقائق البطاطس والبسكويت.
  • الأطعمة الغنية بالبروتينات.
  • منتجات الألبان وخاصةً الأجبان.
  • الأطعمة المصنوعة من الحبوب، خاصةً الحبوب المكررة، وليس الحبوب الكاملة.

الأطعمة التي تسبب الإسهال

تتضمن الأطعمة التي ينبغي أن يتجنبها مرضى القولون العصبي الذين يعانون من الإسهال: [5]

متى تجب زيارة الطبيب

لا ينبغي الاكتفاء بعلاج القولون العصبي في المنزل، ويجب على المريض زيارة الطبيب في حالة معاناته من بعض الأعراض الخطيرة التي تشير إلى احتمال وجود مشكلة أكثر خطورة، من أهم هذه الأعراض: [1]

  • النزيف.
  • آلام حادة في البطن.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • فقدان الوزن غير المبرر.

يتضمن علاج القولون العصبي في المنزل بعض الطرق البسيطة، والتغييرات في نمط النظام الغذائي، إلى جانب تعرف المريض على الأطعمة التي تحفز الأعراض؛ حتى يتجنبها بقدر الإمكان منعاً لتكرار ظهور الأعراض.