;

العصبية في رمضان

تعرف على طرق التغلب على العصبية في رمضان.

  • تاريخ النشر: الجمعة، 17 مارس 2023 آخر تحديث: الأحد، 17 مارس 2024
العصبية في رمضان

بالرغم من أن شهر رمضان يعد فرصة لتقوية النفس وإصلاح بعض العادات السلبية إلا أن العصبية في رمضان من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص وتؤدي إلى انفعالات ومشكلات مجتمعية، لنتعرف فيما يلي على أسباب العصبية في رمضان وطرق علاجها.

العصبية في رمضان

يهدف شهر رمضان الكريم والصيام إلى تهذيب النفس وتقويتها حيث يقوم الصيام بتقوية النفس عن طريق الامتناع عن الطعام والشرب طوال النهار، كما أنه شهر العبادات والأعمال الصالحة مع ذلك يواجه الصائم مشكلة كبيرة وهي العصبية أثناء الصيام سواءً هو أو من حوله يعاني من سلوكه العصبي والانفعال على أشياء صغيرة للغاية.

العصبية في رمضان مشكلة تعاني منها في الأسرة والعمل وتؤدي إلى العديد من المشكلات مثل تزايد الخلافات، كل ما عليك فعله هو ملاحظة سلوك من حولك في رمضان ستجد بعض الأشخاص أصبحوا شديدي الانفعال خاصة أثناء الصيام نهاراً.

أسباب العصبية في رمضان

الصيام يؤثر على أجسامنا وقد يؤدي ذلك إلى العصبية وسرعة الانفعال، فيما يلي أهم أسباب العصبية في رمضان:

الجوع وانخفاض سكر الدم

عند الصيام والامتناع عن الطعام والشراب لفترة طويلة ينخفض مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم ويحاول جسمك رفعه بضخ الأدرينالين وهو هرمون القتال أو الهروب الذي يجعل الكبد يفرز المزيد من الجلوكوز، وكذلك الكورتيزول أو ما يُطلق عليه هرمون التوتر الذي يساعد في التحكم في المزاج والخوف.

إفراز الكورتيزول يمكن أن يسبب العدوانية والعصبية لدى بعض الأشخاص، كما قد يتداخل انخفاض نسبة السكر في الدم مع وظائف الدماغ العليا مثل تلك التي تساعدنا على التحكم في النبضات، وتنظيم دوافعنا، وسلوكنا البدائي.[1][2]

الماء

شرب الماء يحسن من الصحة الجسدية والعقلية أيضاً حيث يحافظ شرب الماء باستمرار على تنشيط الدورة الدموية، ويسهل من عملية الهضم، ويساعد حركة المفاصل، كما يمتد أيضاً إلى مزاجك وطاقتك وحتى قدرتك على التفكير بوضوح لأن دماغ الإنسان يتكون من حوالي 75٪ ماء.

يؤدي الجفاف إلى إبطاء الدورة الدموية بالتالي انتقال كمية أقل من الأكسجين إلى جسمك بالكامل بما في ذلك الدماغ، ويؤدي نقص الماء والجفاف في الجسم إلى عدة أعراض مثل الاكتئاب والتوتر والعصبية لذلك تزيد عصبية بعض الأشخاص في رمضان.[3]

القهوة والشاي

انسحاب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة في رمضان خاصة لدى الأشخاص الذين يواظبون على تناولها يومياً في الصباح هو أحد أسباب العصبية في رمضان، حيث يعتمد عليها الجسم للشعور بالنشاط لكن عند توقفها أثناء الصيام تبدأ أعراض الانسحاب في الظهور وأبرزها العصبية، والغضب، والخمول، والصداع. 4

التدخين

التدخين من أكبر أسباب العصبية والانفعال الشديد في رمضان وتؤدي أعراض انسحاب النيكوتين في الجسم إلى مشاعر سلبية مزعجة، مع ساعات الصيام أثناء النهار يشعر المدخن بحاجة شديدة إلى النيكوتين والكثير منهم يبدأ إفطار رمضان بالتدخين أولاً.[5]

كيفية التغلب على العصبية في رمضان

التغلب على العصبية في رمضان ليس بالأمر الصعب بل يحتاج منك بعض الممارسات اليومية، فيما يلي أبرز الخطوات التي تجعلك تتغلب على العصبية في رمضان:

الهدف من الصوم

الخطوة الأولى عندما تلاحظ أنك بدأت في حالة من الانفعال هو التوقف للحظة واحدة وتذكر أنك في أوقات روحانية مباركة، وأن الهدف من الصيام هو تقوية النفس وتهذيبها، يُمكنك قراءة بعض القرآن، أو الصلاة  أو الذكر، وكلما شعرت بالعصبية والانفعال يجب التوقف والتفكير في الأمر.

حدد الأشياء المثيرة

بعض الأشياء قد تحدث من حولك تجعلك شديد الانفعال قد تكون أصوات ضوضاء أو حركة مستمرة بجوارك أو أي خطأ يقوم به أطفالك الصغار أو البحث عن أغراضك اليومية وغيرها، جميعها أشياء قد تثير الانفعال لذلك عليك تحديدها ومعرفتها أولاً، ثم تجنبها إن استطعت أو تعامل معها بهدوء.

التوقف

إذا كنت دائماً ما تتشاجر مع زملاء العمل أو أسرتك أو صديقك في رمضان يجب أن تبتعد عن المواقف التي تثير الانفعال، وخذ قسطاً من الراحة وابتعد قبل أن تشتد العصبية ويحتدم النقاش إلى أن تشعر بالهدوء.

التمارين السريعة

يمنحك الغضب اندفاعًا للطاقة وواحدة من أفضل تمارين التحكم في الغضب هي ممارسة الرياضة والانخراط في نشاط بدني سواء المشي السريع أو التمارين الرياضية لذلك ممارسة التمارين الرياضية في رمضان تعمل على تقليل التوتر والعصبية، لا يُشترط أن تمارس تمارين احترافية فقط بعض الحركة والنشاط البدني اليومي.

شتت نفسك

إذا كنت بدأت الشعور بالعصبية خلال الصيام احرص على تشتيت نفسك بالقراءة أو مشاهدة التلفاز أو تنظيف المنزل أو أي شيء آخر لتتخلص من تلك المشاعر الانفعالية ويبقي عقلك مشغولاً بما يكفي بحيث لا تفكر في الأشياء التي تزعجك، كما يمكنك أخذ قيلولة خلال الصيام.

الغذاء

احرص على تقليل مقدار الكافيين الذي تتناوله يومياً تدريجياً قبل رمضان واستبداله بمشروبات عشبية أخرى، كذلك الأمر مع التدخين لأن التقليل التدريجي يؤدي إلى حالة صحية أفضل خلال الرمضان، ولن تعاني من أعراض الانسحاب التي تؤدي إلى العصبية.

التنفس والاسترخاء

هناك العديد من تمارين التحكم في الغضب مثل تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفس، والإطالة، واليوغا جميعها تؤدي إلى الاسترخاء وتخفيف الغضب والعصبية.[6]

أطعمة تساعد على مواجهة العصبية

التغذية السليمة وإمداد الجسم بالمعادن والفيتامينات خلال شهر رمضان أمر ضروري للحفاظ على عمل الجسم وتحمل ساعات الصيام أثناء النهار بجانب أن بعض الأطعمة تعمل على تحسين الحالة المزاجية ويُنصح بتناول الأطعمة التالية خلال الفترة من الإفطار إلى السحور وتشمل:

  • الخضروات الورقية الداكنة: مثل السبانخ تحتوي على حمض الفوليك الذي ينتج الدوبامين، وهو مادة كيميائية تحفز المتعة في الدماغ مما يساعدك على الحفاظ على الهدوء.
  • أفوكادو: يساعد تناول كميات منتظمة من الأفوكادو في التخلص من التوتر.
  • الشمندر (البنجر): يحتوي على نسبة عالية من حمض الفوليك وهو فيتامين يمكن أن يلعب دورًا في تخفيف التوتر.
  • توت: غني بالمغذيات ومضادات الأكسدة التي تساعد على تحسين استجابة جسمك للتوتر.
  • صدور الديك الرومي: يحتوي على التربتوفان الذي يساعد على إنتاج مادة السيروتونين التي تنظم الجوع ومشاعر السعادة، تشمل الأطعمة الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من التربتوفان المكسرات، والبذور، والتوفو، والأسماك، والعدس، والشوفان، والفاصوليا والبيض.
  • البرتقال: يحتوي على فيتامين سي الذي يساعد على تقليل مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول. 
  • اللبن: البكتيريا الموجودة في أمعائك قد تساهم في الإجهاد والغضب، ويحتوي الزبادي أو اللبن على بروبايوتيك يساعد على تحسين صحة الأمعاء.
  • الشوكولاتة الداكنة: تقلل من هرمون التوتر.
  • أحماض أوميغا 3 الدهنية: تتواجد في الأسماك، وبذور الكتان، وبذور الشيا، والجوز للمساعدة في محاربة الشعور بالاكتئاب.[7]

قد تصاب بالعصبية وشدة الانفعال خاصة في الأيام الأولى من صيام رمضان بسبب الجوع ونقص مستوى السكر في الدم، والتوقف عن التدخين والكافيين مع ذلك يمكن التحكم في العصبية عن طريق بعض الخطوات البسيطة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!